انتخابات فنزويلا: المعارضة تؤكد قدرتها على إثبات فوزها... وكراكاس تسحب دبلوماسييها من دول لاتينية

تشكيك دولي في إعادة انتخاب نيكولاس مادورو رئيساً

الرئيس الفنزويلي نيكولاس مادورو (أ.ف.ب)
الرئيس الفنزويلي نيكولاس مادورو (أ.ف.ب)
TT

انتخابات فنزويلا: المعارضة تؤكد قدرتها على إثبات فوزها... وكراكاس تسحب دبلوماسييها من دول لاتينية

الرئيس الفنزويلي نيكولاس مادورو (أ.ف.ب)
الرئيس الفنزويلي نيكولاس مادورو (أ.ف.ب)

أعلنت فنزويلا، يوم الاثنين، سحب موظفيها الدبلوماسيين من سبع دول في أميركا اللاتينية، احتجاجاً على «تدخل» حكومات هذه البلدان التي شككت في إعادة انتخاب نيكولاس مادورو رئيساً، الأحد، وفقاً لبيان صادر عن وزارة الخارجية الفنزويلية.

واعتبرت كراكاس أن موقف حكومات الأرجنتين وتشيلي وكوستاريكا وبنما والبيرو وجمهورية الدومينيكان والأوروغواي «يقوض السيادة الوطنية»، داعية دبلوماسييها إلى مغادرة هذه البلدان، وفق ما ذكرته وكالة الصحافة الفرنسية.

ودافع النظام الفنزويلي عن نفسه بمواجهة ادعاءات المعارضة بحصول تزوير في الانتخابات، وقال إنه استُهدف بمحاولة «انقلاب»، في حين أشارت النيابة العامة إلى صلة بين زعيمة المعارضة ومحاولة للتلاعب بالنتائج.

وأعلنت لجنة الانتخابات الفنزويلية الموالية للنظام رسمياً، الاثنين، فوز الرئيس نيكولاس مادورو بولاية ثالثة. وندّد مادورو في خطاب ألقاه إثر تأكيد فوزه بمن «يحاولون تنفيذ انقلاب فاشي معاد للثورة في فنزويلا».

قبيل ذلك اتّهم المدعي العام الفنزويلي طارق وليام صعب، حليف مادورو، في مؤتمر صحافي زعيمة المعارضة ماريا كورينا ماتشادو بالضلوع في محاولة اختراق للنظام الانتخابي والتلاعب بنتائج الانتخابات.

بدورها، أعلنت ماتشادو أن المعارضة لديها الوسائل «لإثبات» فوز مرشحها إدموندو غونزاليس أوروتيا في الانتخابات الرئاسية.

وقالت «لدينا الوسائل لإثبات الحقيقة»، مشيرة إلى أن المعارضة تمتلك «الدليل على النصر» بعد جمع 73 في المائة من بطاقات النتائج من مراكز الاقتراع.

ووفقاً لهذه النتائج التي أعلنتها المعارضة، حصل غونزاليس أوروتيا على 6.27 ملايين صوت، في مقابل 2.7 مليون صوت لمادورو الذي أعلن المجلس الوطني الانتخابي فوزه.

فنزويليون يحتجون ضد نتائج الانتخابات الرئاسية (أ.ف.ب)

وخيّم جو من الاستياء في أنحاء من كراكاس حيث شكك ناخبون ومعارضون والمجتمع الدولي في النتائج التي أفضت إلى فوز مادورو البالغ 61 عاماً بولاية رئاسية ثالثة.

وأجريت الانتخابات، الأحد، وسط مخاوف واسعة النطاق من عمليات تزوير، بعدما طغت على الحملة الانتخابية اتهامات بالترهيب السياسي.

وكانت مراكز استطلاع للرأي قد توقّعت بأن مادورو سيخسر ولكنه لن يقرّ بذلك بعد أكثر من عقد في السلطة.


مقالات ذات صلة

«نساء القطط غير المنجبات»... ترمب يدافع عن تعليقات فانس المرتبطة بهاريس

الولايات المتحدة​ المرشح الجمهوري لمنصب نائب الرئيس جي دي فانس (أ.ف.ب)

«نساء القطط غير المنجبات»... ترمب يدافع عن تعليقات فانس المرتبطة بهاريس

دافع المرشح الرئاسي الجمهوري دونالد ترمب عن تعليقات السيناتور جي دي فانس السابقة التي تصف بعض النساء الديمقراطيات بأنهن «سيدات القطط غير المنجبات».

«الشرق الأوسط» (واشنطن)
الولايات المتحدة​ الرئيس الأميركي السابق دونالد ترمب والرئيس الروسي فلاديمير بوتين (أرشيف - رويترز)

مسؤولون: روسيا تعتمد على أميركيين «غير واعين» لنشر معلومات مضللة عن الانتخابات

قال مسؤولون كبار في الاستخبارات الأميركية إن الكرملين يعتمد على الأميركيين «غير الواعين» لنشر معلومات مضللة حول الانتخابات.

«الشرق الأوسط» (واشنطن)
أميركا اللاتينية اشتبك معارضو حكومة الرئيس الفنزويلي نيكولاس مادورو مع شرطة مكافحة الشغب خلال احتجاج في حي كاتيا بكاراكاس (أ.ف.ب)

فنزويلا: احتجاجات ومواجهات مع الشرطة بعد إعلان فوز مادورو بالانتخابات الرئاسية

قتل شخص على الأقل، وفق ما أفادت منظمة غير حكومية، في احتجاجات اندلعت أمس (الاثنين) بفنزويلا.

«الشرق الأوسط» (كراكاس)
الولايات المتحدة​ الرئيس الأميركي السابق دونالد ترمب (أ.ب)

الاستخبارات الأميركية: إيران تحاول تخريب حملة ترمب الرئاسية

يعتقد مسؤولون استخباراتيون أميركيون أن إيران تحاول تخريب الحملة الرئاسية للرئيس السابق دونالد ترمب، عبر هجوم واسع على مواقع التواصل الاجتماعي.

«الشرق الأوسط» (واشنطن)
أميركا اللاتينية الأمين العام للأمم المتحدة أنطونيو غوتيريش (أ.ف.ب)

غوتيريش يدعو إلى «شفافية كاملة» بشأن نتائج الانتخابات في فنزويلا

دعا الأمين العام للأمم المتحدة أنطونيو غوتيريش إلى «شفافية كاملة» في نتائج الانتخابات الرئاسية الفنزويلية بعد إعلان الرئيس نيكولاس مادورو فوزه بولاية ثالثة.

«الشرق الأوسط» (نيويورك)

مادورو... رجل من الشعب يحكم بقبضة من حديد

الرئيس الفنزويلي نيكولاس مادورو بعد إعلان فوزه بولاية ثالثة في كاراكاس الاثنين (أ.ف.ب)
الرئيس الفنزويلي نيكولاس مادورو بعد إعلان فوزه بولاية ثالثة في كاراكاس الاثنين (أ.ف.ب)
TT

مادورو... رجل من الشعب يحكم بقبضة من حديد

الرئيس الفنزويلي نيكولاس مادورو بعد إعلان فوزه بولاية ثالثة في كاراكاس الاثنين (أ.ف.ب)
الرئيس الفنزويلي نيكولاس مادورو بعد إعلان فوزه بولاية ثالثة في كاراكاس الاثنين (أ.ف.ب)

نجح رئيس فنزويلا نيكولاس مادورو الذي فاز الأحد بولاية ثالثة من 6 سنوات في انتخابات رفضت المعارضة نتائجها، في الاحتفاظ بالسلطة بالبلد النفطي منذ أن سمّاه هوغو تشافيز خلفاً له عام 2012 قبل وفاته، فارضاً حكمه بيد من حديد.

وغالباً ما يذكّر مادورو، سائق الحافلات السابق البالغ 61 عاماً، بأصوله المتواضعة، طارحاً نفسه رجلاً من الشعب يتميّز بالبساطة والواقعية. وهو يستفيض في الكلام عن البيسبول وعن أمسياته أمام التلفزيون مع زوجته سيليا فلوريس، «المقاتلة الأولى»، وهي مدعية عامة سابقاً دائمة الحضور على الساحة السياسية في فنزويلا.

حين اختاره تشافيز (1999 - 2013) في 2012 وريثاً له قبل عام من وفاته، أشاد بـ«أحد القادة الشباب الذين يتمتعون بأفضل القدرات» لتولي قيادة البلد. وأساء كثيرون تقييم مادورو الذي عرف كيف يفرض نفسه بوجه خصومه في «الحزب الاشتراكي الموحد» الذي يترأسه، ويناور حيال المظاهرات الضخمة التي قمعها بعنف والتي أعقبت فوزه في انتخابات موضع جدل قاطعتها المعارضة عام 2018. وهو يستخدم الأجهزة الأمنية والقضائية الموالية له لسجن المعارضين والناشطين.

كذلك نجح في البقاء في الحكم رغم أزمة اقتصادية غير مسبوقة والعقوبات الدولية، لا سيما الأميركية المفروضة على البلاد، وأزمة جائحة كوفيد، وفضائح فساد تقدر بمليارات الدولارات. وهو يندد بانتظام بمؤامرات ضدّه، سواء حقيقية أو موهومة.

شخصية خارقة... متحركة

خصصت له أجهزة الدعاية رسوماً متحركة تجسّده في شخصية «سوبر - شارب»، في إشارة إلى شاربيه الكثّين، وهو بطل خارق «لا يُقهر» يدافع عن فنزويلا بوجه وحوش وأشرار هم الولايات المتحدة و«معارضون - مخرّبون».

وخاض مادورو الحملة الانتخابية الأخيرة تحت تسمية «غالّو بينتو» (ديك المصارعة)، مشدداً على قوته الجسمانية بالمقارنة مع خصمه إدموندو غونزاليس أوروتيا البالغ 74 عاماً.

ويفتقر مادورو إلى كاريزما تشافيز وقدراته الخطابية، لكنه يقضي ساعات على التلفزيون ومواقع التواصل الاجتماعي عملاً بسياسة تواصل مُحكمة يمزج فيها بين الكلام السياسي والمزاح والسرد الشخصي.

وهذه الصورة الودودة الحميمية التي اختلقها لنفسه تتعارض مع أسلوب حكمه الذي يعتمد إلى حد بعيد على الجيش والجهاز الأمني. وتتهمه المعارضة بأنه «ديكتاتور».

ومع اشتداد الأزمة الاقتصادية، لم يتردد مادورو رغم خطابه الاشتراكي، في الاقتطاع من النفقات الاجتماعية على أنواعها، كما ألغى الرسوم الجمركية على الاستيراد للسماح بإعادة تموين البلاد التي تفتقر إلى شتّى السلع، وسمح بدولرة الاقتصاد سعياً لاحتواء التضخم المفرط.

«ماركسيّ ومسيحيّ»

إن كان مادورو يبدي تصلّباً في خطابه المعادي للولايات المتحدة، فإنه في الواقع يفاوض في الكواليس. هكذا تمكن من الحصول على رفع عقوبات أميركية عن فنزويلا بين نوفمبر (تشرين الثاني) وأبريل (نيسان)، بموازاة إعلان القضاء عدم أهلية زعيمة المعارضة ماريا كورينا ماتشادو للترشح للانتخابات.

كما حصل على إطلاق سراح قريبين لسيليا فلوريس بعد إدانتهما في الولايات المتحدة بتهمة تهريب المخدرات، والإفراج عن أليكس صعب، أحد الوسطاء الرئيسيين للسلطة الفنزويلية الذي كان مسجوناً في الولايات المتحدة بتهمة تبييض أموال.

وإن كان يؤكد انتماءه الماركسي، فهو أيد تطويب الكنيسة الكاثوليكية خوسيه غريغوريو الملقب بـ«طبيب الفقراء» عام 2021.

وتقرب من الكنائس الإنجيلية المسيحية في تحوّل عدّه البعض مناورة باتجاه خزان انتخابي، بينما رأى فيه البعض الآخر تعبيراً عن إيمان صادق. وهو يقول: «أنا طفل سيّدنا يسوع المسيح، ولا أعرف لماذا يحميني. لم يتمكن (الأعداء) من الوصول إليّ لأن المسيح بجانبنا». ويعرّف مادورو عن نفسه باختصار بأنه «بوليفاري وماركسي ومسيحي».