دهمت الشرطة البيروفية، اليوم السبت، منزل الرئيسة دينا بولوارتي في إطار تحقيق بشأن شبهات فساد مرتبط بساعات فاخرة لم تُصرّح عنها.
وبحسب وثيقة للشرطة حصلت عليها وكالة الصحافة الفرنسية، شارك نحو 40 عنصراً في عملية الدهم بحثاً عن ساعات من ماركة «روليكس» لم تصرح عنها بولوارتي.
وقالت الشرطة إن عملية الدهم «هي بغرض البحث والمصادرة».
وبدا أن الرئيسة لم تكن في منزلها عند وقوع عملية الدهم التي ندد رئيس الوزراء غوستافو أدريانزن بها على اعتبارها «غير متناسبة ولا دستورية» و«لا يمكن القبول بها».
وفي وقت سابق من هذا الشهر، باشرت السلطات تحقيقاً يطال بولوارتي عقب تقرير صحافي ذكر أنها تضع ساعات فاخرة من مصدر مجهول لم يُفصح عنه في السجلات الرسمية.
وبثت قناة التلفزيون المحلية «لاتينا» وقائع عملية الدهم التي نُفذت، السبت، في عملية مشتركة بين الشرطة ومكتب المدعي العام.
وشوهد عناصر من الحكومة وهم يحاصرون المنزل في حي سوركيو الواقع في العاصمة ليما بينما مُنعت المركبات الآتية إلى المكان من المرور.
وطلبت النيابة العامة تنفيذ عملية الدهم المفاجئة التي وقعت في وقت مبكر وسمحت بها «المحكمة العليا للتحقيقات التحضيرية».
وهي جاءت بعدما رفض المدعون طلب بولوارتي الحصول على مزيد من الوقت للرد على مذكرة استدعاء تطالبها بتقديم فواتير لساعاتها.
أياد نظيفة
وفي وقت تواجه تراجعاً في معدلات التأييد لها، وجدت بولوارتي نفسها في أزمة سياسية جديدة مع فتح تحقيق في مسألة إن كانت جمعت ثروتها بشكل غير مشروع أثناء توليها السلطة.
وإذا وجّهت إليها اتهامات رسمية في القضية، فلن تجري المحاكمة قبل انتهاء ولايتها في يوليو (تموز) 2026 إلا إذا عُزلت.
ووصل عشرات الصحافيين إلى مقر إقامة الرئيسة، السبت، لكن المدعين والمسؤولين في الموقع لم يردوا على الأسئلة.
ولم يصدر أي رد فعل بعد عن مكتب الرئيسة.
وظهرت الفضيحة بعدما ذكرت منصة «لا إنسينيرونا» منتصف مارس (آذار) أن بولوارتي وضعت عدداً من ساعات «روليكس» خلال مناسبات رسمية.
ولفتت المنصة الأنظار إلى الساعات عبر صور يعود تاريخها إلى ديسمبر (كانون الأول) 2022 عندما تولت بولوارتي السلطة.
وأعلن المراقب المالي الحكومي لاحقاً أنه سيراجع إقرارات الذمة المالية التابعة لبولوارتي من العامين الماضيين للبحث عن أي مخالفات محتملة.
بدورها، شددت بولوارتي (61 عاماً) على براءتها. وقالت الأسبوع الماضي «دخلت قصر الحكومة بيدَين نظيفتين وسأغادره بيدَين نظيفتَين».
وفي ردّها عن الأسئلة بشأن الطريقة التي يمكنها من خلالها تحمّل كلفة ساعات باهظة الثمن نظراً إلى الراتب الحكومي الذي تتلقاه، قالت إنه نتاج لاجتهادها منذ كانت تبلغ 18 عاماً.
وأصبحت المحامية ونائبة الرئيس سابقاً أول امرأة تتولى الرئاسة في بيرو بعدما حاول سلفها اليساري بيدرو كاستيو حل الكونغرس والحكم بناء على المراسيم، لتتم سريعاً إطاحته وتوقيفه.
وأعقبت ذلك احتجاجات تخللها العنف طالبت بتنحي بولوارتي وإجراء انتخابات جديدة، قوبلت بحملة أمنية أسفرت عن مقتل نحو 50 شخصاً.