الأرجنتين توقف ثلاثة أجانب بشبهة التخطيط «لعمل إرهابي»

يتحدرون من سوريا ولبنان

صورة وزعها الأمن الأرجنتيني لأحد الموقوفين (أ.ف.ب)
صورة وزعها الأمن الأرجنتيني لأحد الموقوفين (أ.ف.ب)
TT

الأرجنتين توقف ثلاثة أجانب بشبهة التخطيط «لعمل إرهابي»

صورة وزعها الأمن الأرجنتيني لأحد الموقوفين (أ.ف.ب)
صورة وزعها الأمن الأرجنتيني لأحد الموقوفين (أ.ف.ب)

أعلنت السلطات الأرجنتينية الأربعاء توقيف ثلاثة أجانب يتحدرون من سوريا ولبنان في نهاية ديسمبر (كانون الأول) في بوينس آيرس وضواحيها، للاشتباه في قيامهم «بالتخطيط لعمل إرهابي في البلاد».

والمشتبه بهم الذين يحمل أحدهم جوازي سفر أحدهما فنزويلي والآخر كولومبي، أوقفوا في 30 ديسمبر، وبالتوازي قامت السلطات «بتعقب طرد» مصدره اليمن، وفق ما ذكرت وزارة الأمن على منصة «إكس»، مشيرة إلى تحييد «خلية إرهابية محتملة».

ونقلت وكالة الأنباء الأرجنتينية (تيلام) عن مصادر قضائية أن المشتبه بهم مثلوا أمام قاض صباح الأربعاء. وقالت وزيرة الأمن للصحافيين إن المحققين يتأكدون من «الهويات الحقيقية» للمشتبه بهم لأن «بعضهم يحمل جوازات سفر مختلفة عن تلك المستخدمة لدخول الأرجنتين».

الأمن الأرجنتيني يعاين غرفة أحد الموقوفين الثلاثة (أ.ف.ب)

وتم توقيف أول المشتبه بهم، في بوينس آيرس، والثاني في ضاحية أفيلانيدا، والثالث في أحد المطارات. وأوضحت الوزيرة أن أياً منهم «لم تصدر بحقه مذكرة اعتقال دولية». وأضافت: «سنرى ما إذا كانت خلية جاءت إلى الأرجنتين، أم أن للأمر دلالة أخرى».

وأشارت إلى أن التوقيفات تمت «بناءً على معلومات استخباراتية من مصادر مختلفة قدمتها الولايات المتحدة وإسرائيل، ومعلومات أخرى من كولومبيا».


مقالات ذات صلة

«داعش في غرب أفريقيا» يعلن قتل لواء نيجيري

أفريقيا أحد عناصر تنظيم «داعش» (أرشيف - رويترز)

«داعش في غرب أفريقيا» يعلن قتل لواء نيجيري

أعلن تنظيم «داعش في غرب أفريقيا» الاثنين، أنه قتل لواء نيجيريّاً يقود القتال ضد الجماعات المسلحة في منطقة بحيرة تشاد المضطربة.

«الشرق الأوسط» (أبوجا)
أفريقيا الجيش النيجيري يؤمّن منطقة بالقرب من مايدوغوري في نيجيريا (رويترز - أرشيفية)

مسلحون من «داعش» يؤكدون إعدام قائد عسكري أسير في نيجيريا

قال مسلحون من تنظيم «داعش - ولاية غرب أفريقيا»، الاثنين، إنهم أعدموا ضابطاً كبيراً في الجيش النيجيري بعد أسره في كمين استهدف رتلاً عسكرياً.

«الشرق الأوسط» (أبوجا)
أوروبا تنظيم «داعش» يستخدم الذكاء الاصطناعي لتجنيد متطرفين أجانب (رويترز)

تقرير: «داعش» يستعين بالذكاء الاصطناعي لتجنيد مقاتلين أجانب

كشفت صحيفة «التلغراف» أن تنظيم «داعش» يستخدم الذكاء الاصطناعي لتجنيد متطرفين أجانب؛ خصوصاً في بريطانيا.

«الشرق الأوسط» (لندن)
أفريقيا طفل في مدرسة بنيجيريا... 15 أكتوبر 2025 (رويترز)

مسلحون يختطفون 25 تلميذة في شمال غرب نيجيريا

أعلنت الشرطة النيجيرية أنّ مسلحين من عصابة إجرامية اختطفوا 25 فتاة في هجوم على مدرسة ثانوية للبنات في شمال غرب البلاد فجر الاثنين.

«الشرق الأوسط» (مايدوغوري (نيجيريا))
شؤون إقليمية أعلن «حزب العمال الكردستاني» الاثنين سحب مسلحيه من منطقة زاب شمال العراق في خطوة جديدة لدفع عملية السلام بتركيا (رويترز)

«العمال الكردستاني» ينفّذ انسحاباً جديداً لدفع «السلام» في تركيا

أعلن «حزب العمال الكردستاني» سحب مسلحيه من منطقة زاب الحدودية في شمال العراق لتجنب خطر نشوب صراع محتمل وإعطاء دفعة أخرى لعملية السلام في تركيا.

سعيد عبد الرازق (أنقرة)

الكاريبي على صفيح ساخن: ترمب في مواجهة مادورو؟

مقاتلات أميركية تحلق فوق حاملة الطائرات «جيرالد فورد» في المحيط الأطلسي (أرشيفية - رويترز)
مقاتلات أميركية تحلق فوق حاملة الطائرات «جيرالد فورد» في المحيط الأطلسي (أرشيفية - رويترز)
TT

الكاريبي على صفيح ساخن: ترمب في مواجهة مادورو؟

مقاتلات أميركية تحلق فوق حاملة الطائرات «جيرالد فورد» في المحيط الأطلسي (أرشيفية - رويترز)
مقاتلات أميركية تحلق فوق حاملة الطائرات «جيرالد فورد» في المحيط الأطلسي (أرشيفية - رويترز)

منذ أسابيع، تتحول سواحل البحر الكاريبي إلى ساحة استعراض قوة أميركية غير مسبوقة منذ نهاية الحرب الباردة. فالإدارة الأميركية، بقيادة الرئيس دونالد ترمب، تدفع بتشكيلات بحرية وجوية ضخمة إلى المنطقة، وسط خطاب متقلب يجمع بين التلويح بالحوار مع الرئيس الفنزويلي، نيكولاس مادورو، والتهديد المباشر بإرسال قوات أميركية إلى الأراضي الفنزويلية، أو تنفيذ ضربات في دول مجاورة بحجة مكافحة المخدرات.

هذا المزج بين «العصا والجزرة» يضع فنزويلا والمنطقة برمتها أمام واحد من أكثر السيناريوهات حساسية في تاريخ أميركا اللاتينية الحديث.

الوجود العسكري الأميركي في الكاريبي لم يعد مجرد رمزية ردعية؛ فالتقارير الأميركية تشير إلى وصول نحو 15 ألف جندي، إضافة إلى حاملة طائرات ومدمرات وسفن هجومية وغواصة نووية. ووصول حاملة الطائرات «جيرالد فورد»، أكبر حاملة طائرات في العالم، إلى المياه القريبة من فنزويلا رفع سقف الجاهزية الأميركية لتنفيذ عمليات واسعة، سواء كانت ضربات على أهداف مرتبطة بتهريب المخدرات أو عمليات داخل الأراضي الفنزويلية نفسها.

ترمب يمارس سياسة حافة الهاوية... بحسابات معقّدة (أ.ب)

كما يجري تداول سيناريو إشراك قوات «دلتا فورس» في أي تحرك يستهدف شخصيات قيادية أو مراكز حساسة داخل فنزويلا، وهو ما يعكس مدى جدية التخطيط العسكري. أما تسمية المهمة بـ«الرمح الجنوبي» فهي مؤشر إضافي على اتجاه إدارة ترمب نحو مقاربة أمنية متشددة، باعتبار أن الهدف المعلن للمهمة هو «تنظيف نصف الكرة الغربي من الشبكات النشطة للناركو - إرهاب».

خطاب ترمب بين التهديد والتفاوض

اللافت أن هذا التصعيد العسكري ترافق مع تصريحات متناقضة من ترمب؛ فالرئيس الأميركي أعلن أنه قد يتحدث مع مادورو «في وقت ما»، ملمحاً إلى احتمال وجود قناة خلفية للتواصل. لكنه، وبعد أقل من 24 ساعة، عاد ليقول إنه «لا يستبعد أي خيار»، بما في ذلك إرسال قوات إلى فنزويلا. هذه الازدواجية تمنح واشنطن مرونة تكتيكية، لكنها تخلق غموضاً استراتيجياً يجعل قراءة نواياها أكثر تعقيداً.

ترمب ذهب أبعد من ذلك حين لمّح إلى أنه قد يوافق على شن ضربات داخل المكسيك «لوقف المخدرات»، وأبدى استعداداً «للقضاء على مصانع الكوكايين في كولومبيا». وهو خطاب يخلط بين مكافحة المخدرات ومواجهة أنظمة سياسية غير صديقة، على نحو يذكّر بعقيدة «الأمن القومي» التي حكمت السياسة الأميركية في أميركا اللاتينية خلال القرن العشرين.

لتبرير التصعيد، تركز الإدارة الأميركية على ربط مادورو مباشرةً بكارتلات مخدرات، فقد أعلنت وزارة الخارجية الأميركية نيتها تصنيف «كارتل دي لوس سوليس» منظمةً إرهابية أجنبية، متهمة الرئيس الفنزويلي بقيادة شبكة تهريب دولية. كما تتهم واشنطن مادورو بإرسال «مجرمين وتجار مخدرات» إلى الأراضي الأميركية.

هذا التصنيف ليس مجرد تصعيد لغوي، بل يفتح الباب أمام إجراءات مالية وقانونية تجعل أي مفاوضات لاحقة أكثر تعقيداً. كما يسمح للإدارة بتوسيع هامش استخدام القوة، عبر القول إن الولايات المتحدة في «نزاع مسلح» مع تنظيم إرهابي عابر للحدود.

الرئيس الفنزويلي يلوح بعلم بلاده في كراكاس (أرشيفية - أ.ف.ب)

التداعيات الإقليمية: توتر وشكوك

ردود الفعل الإقليمية تباينت، لكنها عكست حالة قلق عميق. وبعدما عاد عن قراره في وقت لاحق، كان الرئيس الكولومبي غوستافو بيترو قد أوقف تبادل المعلومات الاستخباراتية مع واشنطن احتجاجاً على الضربات الأميركية التي استهدفت زوارق في البحر الكاريبي والمحيط الهادئ، وأسفرت عن سقوط عشرات القتلى من دون أدلة واضحة على صلتهم بعمليات تهريب.

أما جمهورية الدومينيكان فقد أجّلت «قمة الأميركيتين» بعد انسحاب ترمب، مؤكدة أن «الانقسامات العميقة» تجعل الحوار الإقليمي مستحيلاً في الوقت الراهن. هذا التوتر يهدد بإعادة إحياء ذكريات التدخلات الأميركية السابقة في المنطقة، ويثير تخوفات من صدام سياسي قبل أن يكون عسكرياً.

في الجهة المقابلة، حاول مادورو تقديم نفسه زعيماً منفتحاً على الحوار. فقد قال إنه مستعد للقاء ترمب «وجهاً لوجه، من دون أي مشكلة»، لكنه في الوقت نفسه يشدد على أن أي اعتداء على الأراضي الفنزويلية سيُواجَه «على كل الجبهات». ويعرف الرئيس الفنزويلي أن جزءاً من صموده السياسي يعتمد على إظهار أن بلاده تواجه «عدواناً خارجياً»، وهو خطاب يجيد توظيفه داخلياً.

مقاتلة أميركية طراز «إف إيه 18» تحلق فوق مدمرتين في المحيط الأطلسي (أرشيفية - أ.ف.ب)

غير أن المعارضة الفنزويلية، التي تعاني انقسامات داخلية كبيرة، تبدو أقل قدرة على استثمار هذا الوضع. صحيح أن قيادتها التاريخية، مثل ماريا كورينا ماتشادو، تطرح رؤى لمستقبل ما بعد مادورو، لكن ذلك لا يترجم حالياً إلى قدرة على تغيير موازين القوى.

في واشنطن، تتعمق الانقسامات حول الطريقة المثلى للتعامل مع فنزويلا؛ فبينما يرى المتشددون أن إسقاط مادورو سيُسقط بتداعياته نفوذ الصين وروسيا وإيران في أميركا اللاتينية، يحذّر آخرون من أن أي تدخل مباشر قد يتحول إلى مستنقع شبيه بما حدث في العراق وليبيا وأفغانستان. ويطالب بعض الخبراء بعرض «صفقة خروج» على مادورو، تمنحه ضمانات مقابل مغادرة البلاد.

لكن المؤكد أن إدارة ترمب تحاول بناء شرعية داخلية لفكرة التدخل عبر ربط الملف الفنزويلي بمسألة الأمن القومي الأميركي ومكافحة المخدرات والهجرة غير الشرعية. وهذا الربط يمنح الرئيس دعماً وسط شرائح واسعة من الناخبين، خصوصاً في ولايات جنوبية اعتادت ربط الجريمة المنظمة بتدفقات المهاجرين القادمين من الحدود الجنوبية.

سياسة حافة الهاوية... بحسابات معقّدة

يرى البعض أن الرئيس الأميركي يمارس حالياً سياسة «حافة الهاوية»: يزيد الضغط العسكري والسياسي والاقتصادي على كاراكاس، لكنه في الوقت ذاته يترك نافذة مفتوحة للحوار. والمفارقة أن هذا الأسلوب قد يدفع مادورو إما للانخراط في مفاوضات حقيقية، وإما للذهاب نحو مزيد من التشدد الذي يبرر تدخلاً مباشراً. وبين هذين الخيارين، يظل الكاريبي منطقة قابلة للاشتعال في أي لحظة. وفي ظل هذا التعقيد، لا يبدو أن المشهد سيتجه إلى التهدئة قريباً. فالعرض الأميركي يتلخص في معادلة بسيطة: حوار مشروط، أو ضغط تصاعدي قد ينتهي بصدام عسكري. ومادورو يعلم أن خيار الرحيل بات مطروحاً بجدية غير مسبوقة. أما شعوب المنطقة فتراقب بقلق ما إذا كانت فنزويلا ستصبح ساحة مواجهة جديدة بين الولايات المتحدة وخصومها الدوليين، أو محطة ولادة مسار سياسي ينزع فتيل الانفجار.


السجن 30 عاماً لفنزويلية انتقدت مادورو في رسالة على «واتساب»

الرئيس الفنزويلي نيكولاس مادورو (أ.ف.ب)
الرئيس الفنزويلي نيكولاس مادورو (أ.ف.ب)
TT

السجن 30 عاماً لفنزويلية انتقدت مادورو في رسالة على «واتساب»

الرئيس الفنزويلي نيكولاس مادورو (أ.ف.ب)
الرئيس الفنزويلي نيكولاس مادورو (أ.ف.ب)

حكمت محكمة فنزويلية على طبيبة بالسجن 30 عاماً لانتقادها حكومة نيكولاس مادورو في رسالة صوتية عبر «واتساب»، وفق ما أفادت منظمتان حقوقيتان «وكالة الصحافة الفرنسية»، الاثنين.

وحُكم على مارغي أوروزكو (65 عاماً) بهذه العقوبة القصوى بعد إدانتها بتهمة «الخيانة والتحريض على الكراهية والتآمر» بعدما أبلغ عنها مسؤولون محليون بسبب ما اعتبروه رسالة غير مخلصة.

ولم يكشف عن محتوى الرسالة ولا هوية متلقيها.

وقُبض على أوروزكو في بلدة سان خوان دي كولون في غرب البلاد في أغسطس (آب) 2024 فيما كانت تشهد فنزويلا أزمة بعد إعادة انتخاب مادورو التي رفضتها المعارضة وعشرات الدول باعتبارها مزورة.

وأدى إعلانه الفوز في الانتخابات الرئاسية إلى احتجاجات أسفرت عن توقيف 2400 شخص، إلا أنه تم إطلاق سراح معظمهم في غضون أشهر.

وعقب الاحتجاجات، دعا مادورو أنصاره إلى الإبلاغ عن «الفاشيين»، وهو مصطلح يستخدم عادة للإشارة إلى أعضاء المعارضة.

وبحسب منظمة «JEP» غير الحكومية المعنية بحقوق الإنسان في فنزويلا، فإن أوروزكو أصيبت بنوبتين قلبيتين أثناء احتجازها.

من جهتها، تفيد منظمة «فورو بينال» غير الحكومية بأن هناك نحو 882 «معتقلاً سياسياً» في السجون الفنزويلية.


ناخبو الإكوادور يرفضون عودة القواعد العسكرية الأميركية للبلاد

سيدتان من الإكوادور تحتفلان بعد ظهور نتائج أولية تشير لرفض عودة القواعد العسكرية الأميركية للبلاد (إ.ب.أ)
سيدتان من الإكوادور تحتفلان بعد ظهور نتائج أولية تشير لرفض عودة القواعد العسكرية الأميركية للبلاد (إ.ب.أ)
TT

ناخبو الإكوادور يرفضون عودة القواعد العسكرية الأميركية للبلاد

سيدتان من الإكوادور تحتفلان بعد ظهور نتائج أولية تشير لرفض عودة القواعد العسكرية الأميركية للبلاد (إ.ب.أ)
سيدتان من الإكوادور تحتفلان بعد ظهور نتائج أولية تشير لرفض عودة القواعد العسكرية الأميركية للبلاد (إ.ب.أ)

رفض الناخبون الإكوادوريون، بشكل قاطع، عودة القواعد العسكرية الأميركية إلى البلاد، في استفتاء أُجريَ، الأحد، وشكّلت نتائجه ضربة سياسية قاسية للرئيس دانيال نوبوا، حليف واشنطن الوثيق وصديق دونالد ترمب.

وبعد فرز نحو ثلاثة أرباع الأصوات، أظهرت النتائج الجزئية أن نحو 60 في المائة من الإكوادوريين قالوا «لا» لرفع الحظر الطويل الأمد على القواعد الأجنبية.

ويقطع هذا الرفض الطريق على الجيش الأميركي للعودة إلى قاعدة جوية في مدينة مانتا الإكوادورية الساحلية، التي شكّلت، ذات يوم، مركز عمليات لواشنطن في مكافحة المخدرات.

أشخاص يحملون أعلاماً حمراء كتب عليها «لا» عقب ظهور نتائج أولية تشير لرفض عودة القواعد العسكرية الأميركية في الإكوادور (أ.ف.ب)

كان نوبوا يأمل، قبل هذه الهزيمة الثقيلة، أن يُساند الولايات المتحدة في سياساتها في أميركا اللاتينية، مقابل دعمها إياه في مكافحة العصابات التي تنتشر في بلده، الممرّ الرئيسي لتصدير المخدرات المنتَجة في بيرو وكولومبيا المجاورة.

وبلغ عدد الناخبين المؤهلين للمشاركة في هذا الاستفتاء الإلزامي نحو 14 مليوناً، حيث كان عليهم الإجابة بـ«نعم» أو «لا» على أربعة أسئلة بشأن القواعد الأجنبية في البلاد وصوْغ دستور جديد وإنهاء التمويل الحكومي للأحزاب السياسية وتقليص عدد أعضاء البرلمان. وأظهر الفرز الأولي للأصوات فشل باقي المقترحات بفارق كبير أيضاً.

زعيمة حركة «ثورة المواطنين» لويزا جونزاليز تتحدث للصحافيين عقب ظهور نتائج أولية تشير لرفض عودة القواعد العسكرية الأميركية في الإكوادور (إ.ب.أ)

وقال نوبوا، بعد أن أظهرت النتائج أن غالبية كبيرة من الناخبين رفضوا مقترحاته: «نحن نحترم إرادة الشعب الإكوادوري».

وأُجريَ الاستفتاء في ظل توتر كبير بأميركا اللاتينية وانتشار عسكري أميركي في البحر الكاريبي والمحيط الهادئ، حيث تشنّ واشنطن ضربات تقول إنها تستهدف مهرِّبي مخدرات.

وجاءت النتيجة صادمة؛ لأن غالبية استطلاعات الرأي توقعت أن تمر المقترحات الأربعة لنوبوا، الذي لا يزال يحظى بشعبية كبيرة بعد فوزه مؤخراً بولاية رئاسية ثانية.

سيدات ينظرن لشاشات تُظهر نتائج أولية لاستفتاء حول عودة القواعد الأجنبية في الإكوادور وصوغ دستور جديد وإنهاء التمويل الحكومي للأحزاب السياسية وتقليص عدد أعضاء البرلمان (رويترز)

وقبيل بدء التصويت، أعلن نوبوا، في منشور على منصة «إكس»، القبض على بيبو تشافاريا، زعيم العصابة الرئيسية لتهريب المخدرات في الإكوادور. وأوضح وزير الداخلية جون ريمبرغ، في وقت لاحق عبر المنصة نفسها، أنّ التوقيف جرى في إسبانيا.

معدل جريمة مرتفع

وقال أندريس (43 عاماً)، لـ«وكالة الصحافة الفرنسية»، مُفضلاً عدم الكشف عن اسم عائلته، إنّ «تجارة المخدرات متجذّرة بعمق في الدولة الإكوادورية لدرجة أننا قد نحتاج إلى أفراد عسكريين أجانب لمساعدتنا» على مكافحتها.

وتشهد الإكوادور مرحلة لم يسبق لها مثيل من انفلات الأمن، مع جرائم قتل بمعدل 39 لكل 100 ألف نسمة، وفقاً لمعهد «إنسايت كرايم»، وهي النسبة العليا بين دول أميركا اللاتينية.

ويتوقع خبراء أن تكون النسبة قد بلغت 52 في العام الحالي، في معدلٍ لم يسجل مثله من قبل، ويعادل ضِعف النسبة المسجَّلة في دول الإقليم.

وقالت آنا مانوتوا، بعد الإدلاء بصوتها في حي سان ميغيل ديل كومون شمال كيتو: «لا رعاية صحية ولا أمن». وشهدت هذه المنطقة مؤخراً احتجاجات للسكان الأصليين ضد ارتفاع أسعار الديزل. وأكدت الشابة، البالغة 36 عاماً، أنها صوّتت «رفضاً للحكومة».

من جانبه، رأى كارلوس فاكا (60 عاماً)، الذي يعمل بواباً، أن «بعض جوانب الاستفتاء مفيدة، والبعض الآخر أقل فائدة». ويؤيد فاكا تقليص عدد النواب، لكنه يرفض الدستور الجديد وعودة القواعد العسكرية، وعدَّها «خدعة».

سيدات يشاركن في فرز أصوات الاستفتاء حول عودة القواعد الأجنبية وصياغة دستور جديد للإكوادور (رويترز)

ومنذ عودة دونالد ترمب إلى البيت الأبيض، صارت الإكوادور من أقرب حلفاء واشنطن، مع دعم للانتشار العسكري الأميركي في البحر الكاريبي، حيث قضى حتى الآن ثمانون شخصاً، على الأقل، ممن تقول الولايات المتحدة إنهم مهرِّبو مخدرات.

ولم يفصح الرئيس كثيراً عن مضمون الدستور الجديد، لكن خبراء رأوا أن تأثيره في الواقع سيكون ضئيلاً جداً في تحسين الوضع الأمني بالبلاد.