خافيير ميلي بعد فوزه برئاسة الأرجنتين: اليوم تبدأ نهاية الانحطاط

ترمب هنأه... والتضخم أبرز تحدياته

الرئيس الأرجنتيني خافيير ميلي خلال التحدث لأنصاره من مقر حملته الانتخابية في العاصمة بوينس آيرس (أ.ب)
الرئيس الأرجنتيني خافيير ميلي خلال التحدث لأنصاره من مقر حملته الانتخابية في العاصمة بوينس آيرس (أ.ب)
TT

خافيير ميلي بعد فوزه برئاسة الأرجنتين: اليوم تبدأ نهاية الانحطاط

الرئيس الأرجنتيني خافيير ميلي خلال التحدث لأنصاره من مقر حملته الانتخابية في العاصمة بوينس آيرس (أ.ب)
الرئيس الأرجنتيني خافيير ميلي خلال التحدث لأنصاره من مقر حملته الانتخابية في العاصمة بوينس آيرس (أ.ب)

فاز المرشح الليبرالي المتطرف خافيير ميلي في الانتخابات الرئاسية في الأرجنتين أمس (الأحد) وحقق فيها مفاجأة كبيرة بحصوله على 55.95 في المائة من الأصوات، وفق ما أظهرت نتائج جزئية رسمية، وقال ميلي في خطاب النصر الذي ألقاه مساء أمس (الأحد) إن «اليوم تبدأ نهاية الانحطاط» وتنطلق «إعادة إعمار الأرجنتين»، محذراً من أنه لن تكون هناك «أنصاف حلول».

وخاطب ميلي آلافاً من أنصاره في مقر حملته في بوينس آيرس بعد فوزه الساحق بأكثر من 55 في المائة من الأصوات على وزير الاقتصاد الوسطي سيرخيو ماسا، مشدداً على أن «هذه ليلة تاريخية للأرجنتين»، حسبما أفادت وكالة الصحافة الفرنسية.

وتابع ميلي: «انتهى النموذج الطبقي الفقير، واليوم نتبنى نموذج الحرية كي نصبح مجدداً قوة عالمية. اليوم تنتهي طريقة مورِسَت بها السياسة، وتبدأ طريقة أخرى». وقال: «نحن نواجه مشاكل هائلة: التضخم والركود ونقص الوظائف الحقيقية وانعدام الأمن والفقر والبؤس. هذه مشاكل لن تحل إلا إذا تبنينا أفكار الحرية مرة أخرى».

الرئيس الأرجنتيني خافيير ميلي وصديقته فاتيما خلال تحية أنصاره بعد الفوز في الانتخابات (أ.ف.ب)

وحذر ميلي، الذي يدعو منذ عامين إلى العلاج بالصدمة لاقتصاد أنهكه تضخم مزمن يبلغ حالياً 143 في المائة على مدى عام واحد، قائلاً: «لا يوجد مجال للتدرج ولا مجال للفتور أو لأنصاف الحلول». وقد مد يده إلى «جميع الأرجنتينيين والقادة السياسيين وجميع من يريدون الانضمام إلى الأرجنتين الجديدة»، لكنه حذر أيضاً من حركات مقاومة اجتماعية محتملة لإصلاحاته. وأوضح: «نعلم أن هناك أشخاصاً سيقاومون ويريدون الحفاظ على نظام الامتيازات (الذي يستفيد منه) البعض ولكنه يفقر الغالبية. أقول لهم: كل ما هو في القانون جائز، ولكن ليس ما هو خارج القانون».

ويتولى ميلي الرئاسة في 10 ديسمبر (كانون الأول) المقبل خلفا للرئيس البيروني (يسار وسط) ألبرتو فرنانديز.

وحصل منافسه وزير الاقتصاد سيرخيو ماسا على 44.04 في المائة بعد فرز 86 في المائة من الأصوات، وقد أقر بهزيمته قائلاً إنه اتصل بميلي لتهنئته. وقال ماسا: «واضح أن النتائج لم تكن ما أملنا به، وتحدثت مع خافيير ميلي لتهنئته وأتمنى له التوفيق لأنه الرئيس الذي انتخبته غالبية الأرجنتينيين للسنوات الأربع المقبلة».

تهنئة أميركية وبرازيلية

هنأت الولايات المتحدة ميلي على فوزه في الانتخابات، مشيدة بـ«الإقبال الكبير والسير السلمي لعملية التصويت». وقال وزير الخارجية الأميركي أنتوني بلينكن في بيان إن هذه الانتخابات هي «شهادة للمؤسسات الانتخابية والديمقراطية في الأرجنتين»، مضيفاً أن الولايات المتحدة «تتطلع إلى العمل مع الرئيس المنتخب ميلي وحكومته بشأن أولويات مشتركة». من جهته هنأ الرئيس الأميركي السابق الجمهوري دونالد ترمب ميلي على انتخابه رئيساً للأرجنتين، معتبراً عبر شبكته الاجتماعية «تروث سوشال» أنه سيعمل على «تغيير» بلاده. وكتب ترمب متوجهاً إلى ميلي: «أنا فخور جداً بك. ستغير بلدك وتجعل الأرجنتين عظيمة مرة أخرى».

الرئيس الأرجنتيني خافيير ميلي (إ.ب.أ)

وتمنى الرئيس البرازيلي لويس إيناسيو لولا دا سيلفا النجاح للإدارة الأرجنتينية الجديدة، وذلك في رسالة على موقع «إكس» لم يذكر فيها الفائز في انتخابات الأحد. وكتب لولا: «أتمنى حظاً سعيداً ونجاحاً للحكومة الجديدة. الأرجنتين بلد عظيم يستحق كل احترامنا. البرازيل ستكون دائماً حاضرة للعمل مع إخواننا الأرجنتينيين».

أعلى معدل للتضخم في العالم

وأغلقت مراكز الاقتراع الانتخابية الساعة السادسة مساء (21:00 بتوقيت غرينتش) أمام 36 مليون ناخب.

وحَدّد التضخم وهو من أعلى المعدلات في العالم (143 في المائة خلال عام) والفقر الذي طال 40 في المائة من السكان رغم برامج الرعاية الاجتماعية، والديون المستعصية وتراجع قيمة العملة، معالم دورة الاقتراع التي يأمل الأرجنتينيون بأن تخرجهم من الأزمة الاقتصادية. وبدت خطط إنعاش ثالث أكبر اقتصاد في أميركا اللاتينية متضاربة جداً، وفقاً لوكالة الصحافة الفرنسية.

وميلي (53 عاماً)، اقتصادي يصف نفسه بأنه «رأسمالي فوضوي»، وأثار الجدل في مداخلاته التلفزيونية ودخل المعترك السياسي قبل عامين. وتعهد هذا الليبرالي التخلص من «الطبقة الطفيلية» و«تقليم الدولة المعادية» و«دولرة الاقتصاد».

وأتى التنافس الانتخابي فيما ينتقل الأرجنتينيون «من أزمة إلى أخرى، وباتوا على شفير الانهيار النفسي»، وفق المحللة آنا إيباراغيري.

مؤيدو الرئيس الأرجنتيني خافيير ميلي يحتفلون بفوزه في الانتخابات في بوينس آيرس (إ.ب.أ)

وتشهد البلاد ارتفاعاً في الأسعار من شهر لآخر، وحتى من أسبوع لآخر، في حين انخفضت الأجور، بما في ذلك الحد الأدنى للرواتب، إلى 146 ألف بيزو (400 دولار).

ووصلت الإيجارات إلى مستويات باتت بعيدة عن متناول كثيرين، وتلجأ ربّات الأسر إلى المقايضة للحصول على ما يحتجن إليه، على غرار ما حدث بعد الأزمة الاقتصادية الحادة عام 2001.

وأظهرت دراسة أجرتها جامعة بوينس آيرس في وقت سابق هذا العام، أن 68 في المائة من الشباب الذين تتراوح أعمارهم بين 18 و29 عاماً مستعدون للهجرة إذا سنحت لهم الفرصة.

لم يعد الناس يتحملون

قالت الناخبة إيزابيلا فرنانديز (20 عاماً) إنها مقتنعة و«بلا خوف» بـ«التغيير» مع ميلي. فيما قال الناخب أليخاندرو سيكو (62 عاماً): «لم يعد الناس يتحملون. وأعتقد أن أزمة اقتصادية حادة تلوح في الأفق».

وكان ماسا حقق تقدماً في الدورة الأولى مع 37 في المائة من الأصوات، مقابل 30 في المائة لميلي.

ورغم حصوله على تأييد كثير من الناخبين «الغاضبين» في الدورة الأولى، لكن خطاب ميلي ورغبته في خفض الإنفاق العام في بلد يتلقى 51 في المائة من سكانه معونة اجتماعية، ونيته تسهيل شراء الأسلحة، أثارت المخاوف أيضاً.


مقالات ذات صلة

عون: مصممون على إجراء الانتخابات في موعدها

المشرق العربي اجتماع سابق لرئيس الجمهورية جوزيف عون ورئيس الحكومة نواف سلام ورئيس البرلمان نبيه بري (الوكالة الوطنية للإعلام)

عون: مصممون على إجراء الانتخابات في موعدها

أكد الرئيس اللبناني جوزيف عون مجدداً، اليوم (الخميس)، أن إجراء الانتخابات استحقاق دستوري يجب أن يتم تنفيذه في وقته.

العالم العربي عضوان من حزب العدالة والوحدة خلال حملة انتخابية في مقديشو (إ.ب.أ)

العاصمة الصومالية تشهد انتخابات في خطوة أولى نحو استعادة حق الاقتراع العام

يصوت سكان العاصمة الصومالية ​مقديشو اليوم الخميس في انتخابات بلدية تهدف إلى تمهيد الطريق لأول انتخابات وطنية مباشرة في الدولة الواقعة في شرق أفريقيا منذ 50 عاما

«الشرق الأوسط» (مقديشو)
أميركا اللاتينية شاشة تعرض صورةً لنصري عصفورة وسط أنصاره (أ.ف.ب)

فوز «عصفورة» المدعوم من ترمب برئاسة هندوراس

أعلنت الهيئة الانتخابية، الأربعاء، أن ​نصري عصفورة، مرشح الحزب الوطني المحافظ المدعوم من الرئيس الأميركي دونالد ترمب، فاز بالانتخابات الرئاسية في هندوراس.

«الشرق الأوسط» (تيجوسيجالبا)
شمال افريقيا مواطنة صومالية ترفع بطاقتها الانتخابية خلال تجمع لدعم إجراء الانتخابات المحلية (وكالة الأنباء الصومالية)

مقديشو تشهد أول انتخابات محلية مباشرة منذ عقود

زخم وترتيبات كبيرة تشهدها أول انتخابات مباشرة في الصومال منذ نحو 6 عقود، وذلك بعقد اقتراع المجالس المحلية لإقليم بنادر الذي يضم العاصمة مقديشو، الخميس.

محمد محمود (القاهرة )
شمال افريقيا أحد الناخبين بالسفارة المصرية في الأردن مع فتح باب التصويت لانتخابات إعادة المرحلة الأولى بـ19 دائرة بـ«النواب» (تنسيقية شباب الأحزاب والسياسيين)

انتخابات «النواب» المصري تتواصل بانتظار مصير الطعون الجديدة

تواصلت انتخابات مجلس النواب المصري الأربعاء ببدء جولة الإعادة بالخارج في 19 دائرة بالمرحلة الأولى كانت الانتخابات قد أُلغيت فيها 

أحمد جمال (القاهرة )

فوز «عصفورة» المدعوم من ترمب برئاسة هندوراس بعد تأخير النتائج لأسابيع

شاشة تعرض صورةً لنصري عصفورة وسط أنصاره (أ.ف.ب)
شاشة تعرض صورةً لنصري عصفورة وسط أنصاره (أ.ف.ب)
TT

فوز «عصفورة» المدعوم من ترمب برئاسة هندوراس بعد تأخير النتائج لأسابيع

شاشة تعرض صورةً لنصري عصفورة وسط أنصاره (أ.ف.ب)
شاشة تعرض صورةً لنصري عصفورة وسط أنصاره (أ.ف.ب)

أعلنت الهيئة الانتخابية، الأربعاء، أن ​نصري عصفورة، مرشح الحزب الوطني المحافظ المدعوم من الرئيس الأميركي دونالد ترمب، فاز بالانتخابات الرئاسية في هندوراس، مع ‌إعلانها أخيراً ‌عن الفائز ‌بالانتخابات الرئاسية ⁠التي ​جرت ‌في 30 نوفمبر (تشرين الثاني) بعد أسابيع من التأخير والمشاكل الفنية واتهامات بالتزوير.

وقالت الهيئة الانتخابية، المعروفة ⁠باسم اللجنة الوطنية للانتخابات، إن ‌عصفورة فاز بنحو ‍40.‍3 في المائة من ‍الأصوات، متفوقاً على مرشح حزب الأحرار من تيار يمين الوسط، سلفادور نصر ​الله، الذي حصل على 39.5 في المائة.

وجاءت ⁠النتائج متقاربة للغاية وكان نظام معالجة الأصوات فوضوياً لدرجة أن نحو 15 في المائة من أعمال الفرز لمئات الآلاف من بطاقات الاقتراع تعين فرزها يدوياً لتحديد الفائز.


نقل الرئيس البرازيلي السابق بولسونارو إلى مستشفى لإجراء عملية جراحية

الرئيس البرازيلي السابق جايير بولسونارو (أ.ف.ب)
الرئيس البرازيلي السابق جايير بولسونارو (أ.ف.ب)
TT

نقل الرئيس البرازيلي السابق بولسونارو إلى مستشفى لإجراء عملية جراحية

الرئيس البرازيلي السابق جايير بولسونارو (أ.ف.ب)
الرئيس البرازيلي السابق جايير بولسونارو (أ.ف.ب)

أُفرج عن الرئيس البرازيلي السابق جايير بولسونارو الأربعاء مؤقتاً من السجن، ونُقِل إلى مستشفى حيث من المقرر أن يخضع لعملية جراحية الخميس، حسبما أفاد به مصدر في هذه المؤسسة الصحية الخاصة ببرازيليا.

وشاهد صحافيون من «وكالة الصحافة الفرنسية» موكباً من السيارات السوداء والدراجات النارية يدخل مرأب مستشفى «دي إف ستار»، حيث كان الرئيس اليميني المتطرف السابق (2019 - 2022) الذي حُكم عليه في سبتمبر (أيلول) بالسجن 27 عاماً، بتهمة محاولة تنفيذ انقلاب، قد خضع لعملية جراحية سابقة في أبريل (نيسان). ولم تُحدّد مدة إقامته في المستشفى.

ووافق قاضي المحكمة العليا ألكسندر دي مورايس، المسؤول عن محاكمته، على الإفراج عنه.

واستغرق الموكب الذي نقله بضع دقائق فقط للوصول من مقر الشرطة الفيدرالية في برازيليا، حيث يقضي عقوبته، إلى مستشفى «دي إف ستار».

ومن المقرر أن يخضع لعملية جراحية الخميس لعلاج فتق إربي.

يعاني جايير بولسونارو (70 عاماً) من آثار هجوم يعود إلى عام 2018، عندما طُعن في بطنه خلال تجمع حشد في خضم حملة انتخابية.


فنزويلا: روسيا أكدت دعمها لنا في وجه الحصار الأميركي

وزير خارجية فنزويلا إيفان غيل (حسابه عبر منصة «إكس»)
وزير خارجية فنزويلا إيفان غيل (حسابه عبر منصة «إكس»)
TT

فنزويلا: روسيا أكدت دعمها لنا في وجه الحصار الأميركي

وزير خارجية فنزويلا إيفان غيل (حسابه عبر منصة «إكس»)
وزير خارجية فنزويلا إيفان غيل (حسابه عبر منصة «إكس»)

أعلن وزير الخارجية الفنزويلي إيفان غيل، الاثنين، أنه تلقى اتصالاً من نظيره الروسي سيرغي لافروف أعرب فيه عن دعم بلاده «الكامل» في الأزمة بين كاراكاس وواشنطن.

وقال غيل، في بيان: «تطرقنا إلى الاعتداءات والانتهاكات الفاضحة للقانون الدولي التي تُرتكب في الكاريبي، بما في ذلك الهجمات على القوارب، وعمليات الإعدام خارج نطاق القانون، وأعمال القرصنة غير القانونية التي تنفّذها حكومة الولايات المتحدة. وقد جدد لافروف دعم بلاده الكامل بوجه الاعتداءات على بلدنا».

وقال الوزير الروسي إنّ «هذا النوع من الاعتداءات لا يمكن التسامح معه»، مؤكداً أنّ روسيا ستقدّم «كل تعاونها ودعمها إلى فنزويلا ضد الحصار، معبّرة عن دعمها الكامل للإجراءات المتخذة في مجلس الأمن الدولي»، وفقاً لـ«وكالة الصحافة الفرنسية».

ونشرت موسكو من جهتها بياناً جاء فيه أنّ «الوزيرين أعربا عن قلقهما العميق إزاء تصعيد واشنطن في منطقة البحر الكاريبي، الذي قد تكون له عواقب خطيرة على المنطقة ويهدد الملاحة الدولية».

وأضاف البيان أنّ «الجانب الروسي جدّد دعمه الكامل وتضامنه مع قيادة فنزويلا وشعبها في الظرف الراهن».

ويُعد الرئيس الفنزويلي نيكولاس مادورو حليفاً مقرّباً من فلاديمير بوتين، وقد دعمه منذ الأيام الأولى للهجوم العسكري الروسي في أوكرانيا.