قانون برازيلي يعرّض منطقة الأمازون وسكانها لمزيد من الأخطار

ضربة لوعود أطلقها الرئيس لولا

الرئيس البرازيلي لويس إيناسيو لولا دا سيلفا (إ.ب.أ)
الرئيس البرازيلي لويس إيناسيو لولا دا سيلفا (إ.ب.أ)
TT

قانون برازيلي يعرّض منطقة الأمازون وسكانها لمزيد من الأخطار

الرئيس البرازيلي لويس إيناسيو لولا دا سيلفا (إ.ب.أ)
الرئيس البرازيلي لويس إيناسيو لولا دا سيلفا (إ.ب.أ)

أقر النواب البرازيليون مشروع قانون يحد من ترسيم أراضي السكان الأصليين، مما يشكل نكسة للرئيس لويس إيناسيو لولا دا سيلفا الذي أحيا سياسة حماية هذه المجموعة والأمازون.

ويقضي النص الذي أقر، الثلاثاء، بغالبية 283 صوتًا في مقابل 155 بأن السكان الأصليين لا يحق لهم إلا بالأراضي التي كانوا يقيمون عليها عند صدور دستور 1988.

ويرفض السكان الأصليون ذلك مؤكدين أنهم لم يكونوا موجودين في بعض الأراضي في 1988 لأنهم طردوا على مر القرون ولا سيما خلال الحكم الديكتاتوري العسكري (1964-1985).

وروّج لمشروع القانون الذي يفترض أن يعرض أيضا على مجلس الشيوخ قبل أن يدخل حيز التنفيذ، برلمانيون مؤيديون للصناعات الغذائية ومجموعات معارضة أخرى.

ويشكل إقرار النص في مجلس النواب نكسة للولا الذي وعد عند عودته إلى السلطة بجعل حماية البيئة أولوية بعد أربع سنوات من الارتفاع الحاد في قطع أشجار الغابات في عهد سلفه اليميني جايير بولسونارو (2019-2022).

وقالت الوزيرة البرازيلية للشعوب الأصلية سونيا غواجارا إن الموافقة على المشروع «تقضي على أي أمل في المستقبل». وأضافت «هذه إبادة جماعية ضد السكان الأصليين وهجوم على البيئة أيضا».

ويرى علماء أن ترسيم أراضي السكان الأصليين يشكل حاجزًا أساسيا أمام قطع أشجار الغابات في منطقة الأمازون، أكبر غابة مطيرة في العالم، وفق ما أوردته وكالة الصحافة الفرنسية.

وتضم البرازيل 764 منطقة لشعوب أصلية لكن لم يتم ترسيم حدود ثلثها حتى الآن، حسب أرقام صادرة عن المؤسسة الوطنية للشعوب الأصلية.

وكانت حكومة لولا قد اعترفت في أبريل (نيسان) بستة أقاليم جديدة، في خطوة كانت ألأولى من نوعها منذ خمس سنوات.

وأثار تصويت النواب احتجاجات في البرازيل وأغضب منظمات بيئية وناشطين دوليين بمن فيهم نجما السينما الأميركيان ليوناردو دي كابريو ومارك رافالو.

وكتب رافالو في تغريدة عشية مناقشة المسألة في البرلمان «هناك حرب ضد الشعوب الأصلية والغابات. كوكبنا في خطر. لولا كن البطل الذي انتخبه شعبك وامنع (المشروع) من التقدم».

سكان أصليون يحتجون على القانون في ماناوس (أ.ف.ب)

وقبل التصويت، أغلق نحو مائة من السكان الأصليين لفترة، طريقا في ضواحي ساو باولو في وقت مبكر من صباح الثلاثاء قبل أن تفرقهم الشرطة بالغاز المسيل للدموع، كما ظهر في لقطات بثها التلفزيون المحلي.

وقالت منظمة الدفاع عن البيئة «أوبسرفاتوريو دو كليما» (مرصد المناخ) في بيان إن «مجلس النواب وجه رسالة إلى البلاد وإلى العالم مفادها أن بولسونارو ذهب لكن الإبادة مستمرة».وأضافت أن «مجلس الشيوخ ملزم بإعادة النظر في هذا العبث الذي أقر».

وأقر النواب مشروع القانون بموجب إجراء طارئ يسمح بالتصويت عليه مباشرة في جلسة عامة من دون المرور عبر لجان أولا.

منطقة في الأمازون فقدت الكثير من غطائها الحرجي (رويترز)

ويمكن أن يلحق البرلمان البرازيلي هزيمة جديدة بلولا في وقت لاحق من هذا الأسبوع إذا وافق على مشروع لتعديل صلاحيات عدد من الوزارات، على حساب البيئة والشعوب الأصلية خصوصا.

ويقضي النص بسحب صلاحيات المسح العقاري للأراضي الريفية وإدارة الموارد المائية من وزارة البيئة.

أما وزيرة الشعوب الأصلية سونيا غواجارارا التي أنشأ لولا حقيبتها، فستخسر مسؤوليتها عن ترسيم حدود محميات جديدة للشعوب الأصلية، التي ستنقل إلى وزير العدل.


مقالات ذات صلة

بايدن في زيارة غير مسبوقة للأمازون

الولايات المتحدة​ الرئيس الأميركي جو بايدن خلال جولته في الأمازون (أ.ف.ب)

بايدن في زيارة غير مسبوقة للأمازون

يزور جو بايدن الأمازون ليكون أول رئيس أميركي في منصبه يتوجه إلى هذه المنطقة، في وقت تلوح فيه مخاوف بشأن سياسة الولايات المتحدة البيئية مع عودة دونالد ترمب.

«الشرق الأوسط» (أمازوناس)
أميركا اللاتينية أطفال يمشون على شريط رملي في طريقهم إلى المدرسة في مجتمع سانتو أنطونيو في نوفو أيراو، ولاية أمازوناس، شمال البرازيل، 1 أكتوبر 2024 (أ.ف.ب)

الجفاف في منطقة الأمازون يعرّض نحو نصف مليون طفل للخطر

قالت منظمة الأمم المتحدة للطفولة (يونيسف)، يوم الخميس، إن ندرة المياه والجفاف يؤثران على أكثر من 420 ألف طفل في 3 دول بمنطقة الأمازون.

«الشرق الأوسط» (ريو دي جانيرو)
الولايات المتحدة​ جيف بيزوس مؤسس شركة «أمازون» (رويترز)

جيف بيزوس يهنئ ترمب على «العودة غير العادية... والنصر الحاسم»

هنأ جيف بيزوس، مؤسس شركة «أمازون»، دونالد ترمب على «العودة السياسية غير العادية والنصر الحاسم» بعد فوز المرشح الجمهوري بالإنتخابات الرئاسية.

«الشرق الأوسط» (واشنطن)
خاص خلال مشاركة «أمازون» في مؤتمر «ليب 24» وإعلانها عن استثمارات ضخمة في السعودية (الشرق الأوسط)

خاص «أمازون»: السعودية والإمارات الأسرع نمواً في التجارة الإلكترونية

كشف مسؤول في شركة «أمازون» أن المنطقة تشهد تطورات مهمة فيما يتعلق بالتجارة الإلكترونية، مؤكداً أن السعودية والإمارات هما أسرع الأسواق نمواً.

عبير حمدي (الرياض)
خاص كاميرا «بان تيلت» أول كاميرا داخلية من «أمازون» تدور بزاوية 360 درجة وتميل بزاوية 169 درجة (أمازون)

خاص الكاميرات الذكية أمْ «سي سي تي في»... كيف يغيّر الذكاء الاصطناعي معايير الأمان المنزلي؟

لا تُعد الكاميرات الذكية مجرد موضة عابرة، بل ضرورة في المنازل الحديثة.

نسيم رمضان (دبي)

لولا يفرش السجاد الأحمر احتفاءً بالرئيس الصيني في برازيليا

شي ولولا وقّعا اتفاقات ثنائية في برازيليا يوم 20 نوفمبر (أ.ف.ب)
شي ولولا وقّعا اتفاقات ثنائية في برازيليا يوم 20 نوفمبر (أ.ف.ب)
TT

لولا يفرش السجاد الأحمر احتفاءً بالرئيس الصيني في برازيليا

شي ولولا وقّعا اتفاقات ثنائية في برازيليا يوم 20 نوفمبر (أ.ف.ب)
شي ولولا وقّعا اتفاقات ثنائية في برازيليا يوم 20 نوفمبر (أ.ف.ب)

استقبل الرئيس البرازيلي، لويس إيناسيو لولا دا سيلفا، الرئيس الصيني، شي جينبينغ، الذي يجري زيارة دولة إلى البرازيل، الأربعاء، احتفاءً بالتقارب بين بلديهما، على خلفية «الاضطرابات» المتوقعة مع عودة الرئيس الأميركي المنتخب، دونالد ترمب، إلى البيت الأبيض. واستُقبل شي بفرش السجاد الأحمر وبالتشريفات العسكرية والنشيد الوطني. فبعد لقائهما بقمة «مجموعة العشرين» في ريو دي جانيرو، خصّ لولا، برفقة زوجته روزانجيلا دا سيلفا، نظيره الصيني باحتفاء مهيب قبل اجتماعهما في ألفورادا؛ مقر إقامته الرئاسي في العاصمة برازيليا، كما نقلت «وكالة الصحافة الفرنسية». وكتب الرئيس الصيني، في مقال نشر بالصحافة البرازيلية قبل الزيارة، إن «الجنوب العالمي يشهد حركة صعود جماعي».

سياق دولي معقّد

شي ولولا وقّعا اتفاقات ثنائية في برازيليا يوم 20 نوفمبر (أ.ف.ب)

ويتبع اجتماعهما في ألفورادا إعلان مشترك في سياق دولي مشحون كما اتضح خلال قمة «مجموعة العشرين»، التي هيمنت عليها أزمة المناخ والحرب في أوكرانيا. وتُنذر عودة دونالد ترمب بتحول انعزالي من جانب واشنطن؛ القوة العظمى في العالم، فضلاً عن موقف أكثر تشدداً تجاه الصين، خصوصاً في المسائل التجارية. وقال شي، على هامش اجتماع أكبر اقتصادات العالم، إن «العالم يدخل مرحلة جديدة من الاضطرابات والتغيير». وكما حدث في «قمة آسيا والمحيط الهادئ» قبل أيام قليلة في ليما، ظهر الرئيس الصيني بوصفه الرجل القوي في اجتماع ريو، حيث عقد لقاءات ثنائية عدّة في مقابل تراجع هالة جو بايدن المنتهية ولايته.

جانب من الاستقبال الرسمي الذي حظي به شي في برازيليا يوم 20 نوفمبر (د.ب.أ)

ويريد شي ولولا مزيداً من توطيد العلاقة القوية بين الصين والبرازيل؛ الدولتين الناشئتين الكبيرتين اللتين تحتلان المرتبتين الثانية والسابعة على التوالي من حيث عدد السكان عالمياً. ويعتزم الرئيس الصيني مناقشة «تحسين العلاقات التي تعزز التآزر بين استراتيجيات التنمية في البلدين»، وفق «وكالة أنباء الصين الجديدة (شينخوا)».

أما البرازيل، فتسعى إلى تنويع صادراتها بـ«منتجات برازيلية ذات قيمة مضافة أعلى»، وفق ما قال أمين شؤون آسيا بوزارة الخارجية البرازيلية، إدواردو بايس. ويُعدّ العملاق الآسيوي أكبر شريك تجاري للبرازيل التي تزوده بالمنتجات الزراعية. وتُصدّر القوة الزراعية في أميركا الجنوبية فول الصويا والمواد الأولية الأخرى إلى الصين، وتشتري من الدولة الآسيوية أشباه الموصلات والهواتف والسيارات والأدوية.

طرق الحرير

لولا وشي يصلان إلى المؤتمر الصحافي المشترك في برازيليا يوم 20 نوفمبر (أ.ف.ب)

مع ذلك، كانت حكومة لولا حذرة حيال محاولات الصين إدخال البرازيل في مشروع «طرق الحرير الجديدة» الضخم للبنى التحتية. وانضمّت دول عدة من أميركا الجنوبية إلى هذه المبادرة التي انطلقت في عام 2013، وتُشكّل محوراً مركزياً في استراتيجية بكين لزيادة نفوذها في الخارج.

أما الإدارة الديمقراطية في واشنطن، فتراقب ما يحدث بين برازيليا وبكين من كثب. وقالت المتحدثة باسم وزارة الخارجية الأميركية، ناتاليا مولانو، لـ«وكالة الصحافة الفرنسية» إن واشنطن تنصح البرازيل بأن «تُبقي أعينها مفتوحة لدى تقييم مخاطر التقارب مع الصين وفوائده». وعقّب مصدر دبلوماسي صيني على ذلك بقوله إن «لدى الصين وأميركا اللاتينية ومنطقة البحر الكاريبي القول الفصل في تطوير العلاقات بينهما». أما لولا، فهو يهدف إلى اتخاذ موقف دقيق متوازن، فيما يتعلق بهذه القضية كما هي الحال مع قضايا أخرى، وهذا ما عبر عنه قبل بضعة أشهر بقوله: «لا تظنوا أنني من خلال التحدث مع الصين أريد أن أتشاجر مع الولايات المتحدة. على العكس من ذلك؛ أريد أن يكون الاثنان إلى جانبنا».