اقترح الرئيس النيجيري بولا أحمد تينوبو تعيين رئيس هيئة الأركان الدفاعية السابق، الفريق المتقاعد كريستوفر موسى، لتولي منصب وزير الدفاع الجديد بعد استقالة الوزير محمد بدارو أبو بكر، الاثنين الماضي، متعللاً بأسباب صحية.
ولأن استقالة أبو بكر جاءت بالتزامن مع موجة من عمليات الخطف الجماعي دفعت الرئيس بولا تينوبو إلى إعلان «حالة طوارئ وطنية»، قرر مجلس الشيوخ عقد جلسة غداة طرح الرئيس الاسم المقترح، وذلك ضمن نقاش موسع حول «استراتيجية للتحديات الأمنية التي تواجه نيجيريا».
وقال زعيم الأغلبية في مجلس الشيوخ، أوباييمي باميديل، في بيان، إن المجلس تلقّى بالفعل طلب الرئيس تينوبو المباشرة في فحص ملف الوزير المرشّح؛ مشيراً إلى أن خطاب الترشيح سيُتلى رسمياً داخل قاعة المجلس، الأربعاء، و«بعد ذلك سنباشر فوراً جلسة الاستماع الخاصة بترشيح الوزير».
وأضاف: «لا يمكننا تأجيل هذا الطلب، خاصة في هذا الوقت الحرج في تاريخ وطننا».
واستطرد قائلاً إن مقترح تعيين وزير للدفاع «مسألة ذات أهمية قصوى لدى مجلس الشيوخ، لأنها تمسّ المصلحة الوطنية الأساسية، حتى تتمكن الحكومة الاتحادية من مواصلة حملاتها ضد قطاع الطرق والمتطرفين والإرهابيين وغيرهم ممن يهددون الأمن القومي».
وتابع: «منذ أن أعلن الرئيس حالة الطوارئ فيما يتعلق بالأمن الوطني، كان على الرئاسة والجمعية الوطنية العمل جنباً إلى جنب لضمان السلام والاستقرار والحكم الرشيد». ثم ختم بيانه بالقول: «إن فحص وزير الدفاع المرشّح هو إحدى الطرق لإظهار هذا التناغم، بما يخدم مصلحة الوطن قبل كل شيء».
صاحب خبرة في «مكافحة الإرهاب»
شغل الفريق موسى (58 عاماً) منصب رئيس هيئة الأركان الدفاعية بين عامي 2023 و2025. ويُنظر إليه بوصفه واحداً من أكثر القيادات العملياتية خبرة في الجيش، وحصل عام 2012 على جائزة كولن باول للانضباط العسكري.
وُلد موسى في ولاية سوكوتو، أقصى شمال غربي نيجيريا، وهي المنطقة الأكثر تضرراً من الهجمات الإرهابية. ثم التحق بـ«كلية الدراسات المتقدمة» في مدينة زاريا بولاية كادونا. وفي عام 1986، انضم إلى «الأكاديمية الدفاعية النيجيرية» وتخرّج سنة 1991 حاملاً درجة البكالوريوس في العلوم، ليُعيَّن في العام نفسه برتبة ملازم ثانٍ.
وخلال مسيرته العسكرية، تولّى موسى عدة مناصب مهمة، من بينها ضابط ركن أول للتدريب والعمليات في قيادة الفرقة 81، وقائد الكتيبة 73، ومساعد مدير لمتطلبات العمليات في إدارة سياسات وخطط الجيش، ثم ممثل المشاة في فريق التدريب بسلاح المدرعات.
وفي عام 2019، شغل منصب نائب رئيس الأركان للتدريب والعمليات في مركز وفيلق المشاة، ثم قائد القطاع 3 في عملية لافيا دول، ولاحقاً قائد القطاع 3 في القوة المتعددة الجنسيات في حوض بحيرة تشاد.
وفي عام 2021، عُيّن قائداً لمسرح عمليات «حَدِن كاي»، أكبر عملية عسكرية لمحاربة الإرهاب في نيجيريا، ثم قائداً لفيلق المشاة، قبل تعيينه رئيساً لهيئة الأركان الدفاعية عام 2023 بقرار من تينوبو.
تحديات جسام
ونقلت صحف محلية عن مسؤولين أمنيين قولهم إن موسى تنتظره تحديات كبيرة، من أبرزها أن موجة العنف الأخيرة تعكس الطبيعة المتغيرة والمتشابكة للتهديدات في نيجيريا، التي تتراوح بين قطع الطرق والخطف مقابل الفدية، وصولاً إلى هجمات مرتبطة بالجماعات المتطرفة تستهدف المجتمعات الريفية.
وكانت إدارة تينوبو قد اتجهت في الآونة الأخيرة إلى تعزيز التنسيق بين القوات المسلحة والشرطة وأجهزة الاستخبارات بهدف تفكيك شبكات الجريمة واستعادة الاستقرار.
ومع اهتزاز ثقة الشارع بسبب استشراء جرائم الإرهاب في الفترة الأخيرة، تتزايد التوقعات بأن تعلن الحكومة قريباً إجراءات أقوى لحماية المجتمعات الهشة ووقف موجة الاختطافات المتصاعدة.
وتتعالى الأصوات المطالبة بتعيين «شخصية ذات خبرة واسعة» لقيادة وزارة الدفاع. وكتب عضو مجلس الشيوخ السابق عن دائرة كادونا الوسطى، شيهو ساني، عبر حسابه على منصة «إكس» يقول إن وزارة الدفاع «تحتاج في ظل تصاعد حالة انعدام الأمن في البلاد إلى قيادة متمرّسة».
وأضاف: «سواء استقال وزير الدفاع أو أُقيل، فإن الوزارة بحاجة إلى قيادة خبيرة في ضوء متطلبات المرحلة».
وأشار إلى أن نيجيريا شاركت في الحربين العالميتين الأولى والثانية، وساهمت بقوات في عمليات استعادة السلام في العديد من الدول داخل القارة الأفريقية وخارجها. وقال إنه على ضوء تاريخ نيجيريا، فإنها «ينبغي أن تكون قادرة على الدفاع عن نفسها في مواجهة العصابات الإجرامية والإرهابيين».









