مقتل 7 عناصر من «حركة الشباب» الإرهابية في هجوم مقديشو الانتحاري

وسط انفجارات وتبادل كثيف لإطلاق النار في مركز الاحتجاز الرئيسي بالعاصمة

مريض يتلقى العلاج في مستشفى يوم الأحد 5 أكتوبر 2025 بعد هجوم شنَّه مسلحون استمر ساعات في العاصمة الصومالية مقديشو عصر السبت (أ.ب)
مريض يتلقى العلاج في مستشفى يوم الأحد 5 أكتوبر 2025 بعد هجوم شنَّه مسلحون استمر ساعات في العاصمة الصومالية مقديشو عصر السبت (أ.ب)
TT

مقتل 7 عناصر من «حركة الشباب» الإرهابية في هجوم مقديشو الانتحاري

مريض يتلقى العلاج في مستشفى يوم الأحد 5 أكتوبر 2025 بعد هجوم شنَّه مسلحون استمر ساعات في العاصمة الصومالية مقديشو عصر السبت (أ.ب)
مريض يتلقى العلاج في مستشفى يوم الأحد 5 أكتوبر 2025 بعد هجوم شنَّه مسلحون استمر ساعات في العاصمة الصومالية مقديشو عصر السبت (أ.ب)

قُتِل 7 من عناصر «حركة الشباب» في الهجوم الانتحاري الذي نفَّذه مقاتلوها المتطرفون عصر السبت، على مركز اعتقال قرب مقر الرئاسة في وسط مقديشو، حسبما أعلنت الحكومة الصومالية الأحد.

ويعكس هجوم «حركة الشباب» الذي استمر ساعات تدهور الوضع الأمني في هذا البلد الفقير وغير المستقر في القرن الأفريقي، بعد تَجدُّد هجمات «حركة الشباب» التي يرتبط عناصرها بتنظيم «القاعدة».

وأفادت وزارة الداخلية في بيان أصدرته بأن «قوات الأمن تمكنت من إنهاء الهجوم الإرهابي، بقتل المسلحين السبعة المشاركين فيه».

أحد أفراد قوات الحكومة الصومالية يسير يوم الأحد 5 أكتوبر 2025 خلال عمله لتأمين المنطقة التي اقتحم فيها مسلحو «حركة الشباب» سجناً تحت الأرض شديد الحراسة في مقديشو عصر السبت (رويترز)

وبدأ هجوم «حركة الشباب» عصر السبت بانفجار قوي، شعر مراسل لـ«وكالة الصحافة الفرنسية» بعصفه، بينما كان موجوداً على بعد نحو كيلومترين من مكان الهجوم.

ومع وصوله إلى المكان بعد نصف ساعة، سمع انفجارات عدَّة وتبادلاً كثيفاً لإطلاق النار في مركز الاحتجاز المعروف باسم «غودكا جيلاكا»، الذي تستخدمه أجهزة الاستخبارات الصومالية لاحتجاز المشتبه بانتمائهم إلى «حركة الشباب»، واستجوابهم قبل محاكمتهم.

وأفاد سكان لـ«وكالة الصحافة الفرنسية» بأنهم كانوا يسمعون إطلاق نار متقطعاً من المركز، بعد أكثر من 3 ساعات على بدء الهجوم.

ولم تُشر الحكومة الصومالية إلى عدد عناصر قواتها الأمنية الذين قُتلوا جرَّاء الهجوم.

وتخوض الصومال حرباً ضد «حركة الشباب» منذ منتصف العقد الأول من القرن الحادي والعشرين، وشهدت هذه الفترة تقلبات، ولكن الوضع الأمني تدهور بشكل ملحوظ هذا العام.

وسيطر المتمردون من «حركة الشباب» على عشرات المدن والقرى منذ شنوا هجومهم في بداية العام، على حساب التقدم الذي أحرزته الحكومة الصومالية خلال حملتها العسكرية في عامَي 2022 و2023.

ورغم هذا الوضع العسكري المضطرب، يمارس الرئيس الصومالي حسن شيخ محمود ضغوطاً لإجراء أول انتخابات بالاقتراع العام المباشر العام المقبل.

وزار الرئيس، الأحد، منطقة جوبا لاند الصومالية التي تحظى بحكم شبه ذاتي، وشهدت في الآونة الأخيرة اشتباكات بين الجيش وعناصر مؤيدين لسلطات جوبا لاند، تشكِّل الخلافات الانتخابية أبرز أسبابها.

منظر للمباني المتضررة من الهجوم المسلح الذي استمر ساعات في العاصمة الصومالية مقديشو عصر السبت 4 أكتوبر 2025 (أ.ب)


مقالات ذات صلة

الجيش الصومالي يقضي على 23 عنصراً إرهابياً

العالم العربي جنود من الجيش الصومالي (متداولة)

الجيش الصومالي يقضي على 23 عنصراً إرهابياً

قضى الجيش الصومالي، الاثنين، على 23 عنصراً من حركة «الشباب» الإرهابية، في إقليم شبيلي الوسطى جنوب شرقي الصومال.

«الشرق الأوسط» (مقديشو )
عناصر من قوات الأمن الصومالية (أرشيفية - متداولة)

القوات الصومالية تقضي على عددٍ من العناصر الإرهابية في عملية عسكرية وسط البلاد

نفذت القوات الأمنية الصومالية في ولاية غلمدغ عملية عسكرية نوعية ضد عناصر «حركة الشباب» الإرهابية في مناطق تابعة لإقليم غلغدود بوسط البلاد.

«الشرق الأوسط» (مقديشو )
أفريقيا قوات أمن صومالية » ارشيفية - متدالة)

القضاء على سبعة عناصر من حركة «الشباب» الإرهابية وسط الصومال

تمكن الجيش الصومالي من القضاء على سبعة عناصر من حركة «الشباب» الإرهابية، خلال عملية عسكرية بمنطقة «كوكلي» بمحافظة هيران وسط البلاد

«الشرق الأوسط» (مقديشيو)
أفريقيا تصاعد الدخان بالقرب من مجمع قصر الرئاسة بالصومال عقب انفجارات في مقديشو يوم 4 أكتوبر 2025 (رويترز)

«حركة الشباب» تتبنى هجوماً على مركز للاستخبارات وسط مقديشو

دوى انفجار هائل عصر السبت في مقديشو، أعقبه إطلاق نار بجوار مركز تابع لأجهزة الاستخبارات الصومالية، يتم فيه عادة استجواب مقاتلين من «حركة الشباب».

«الشرق الأوسط» (مقديشو)
العالم العربي عناصر أمن في مقديشو بعد هجوم إرهابي (أ.ف.ب)

قوات الأمن الصومالية تتصدى لهجوم «حركة الشباب» على سجن في مقديشو

قتل ما لا يقل عن سبعة أشخاص في هجوم نفذه مسلحون من «حركة الشباب» الصومالية على سجن شديد الحراسة في العاصمة مقديشو، اليوم السبت، وفقاً لما أكدته مصادر أمنية.

«الشرق الأوسط» (مقديشو)

إصابة 14 جندياً نيجيرياً بهجوم إرهابي على قاعدة عسكرية في شمال البلاد

يسير الناس على طول شارع تحيط به كنيسة القديس يوسف الكاثوليكية ومسجد كانو رود المركزي في كادونا بنيجيريا... 4 نوفمبر 2025 (رويترز)
يسير الناس على طول شارع تحيط به كنيسة القديس يوسف الكاثوليكية ومسجد كانو رود المركزي في كادونا بنيجيريا... 4 نوفمبر 2025 (رويترز)
TT

إصابة 14 جندياً نيجيرياً بهجوم إرهابي على قاعدة عسكرية في شمال البلاد

يسير الناس على طول شارع تحيط به كنيسة القديس يوسف الكاثوليكية ومسجد كانو رود المركزي في كادونا بنيجيريا... 4 نوفمبر 2025 (رويترز)
يسير الناس على طول شارع تحيط به كنيسة القديس يوسف الكاثوليكية ومسجد كانو رود المركزي في كادونا بنيجيريا... 4 نوفمبر 2025 (رويترز)

أُصيب 14 جندياً نيجيرياً، الاثنين، خلال هجوم إرهابي على قاعدة عسكرية في شمال شرقي البلاد قرب الحدود مع النيجر، وفق ما أفادت مصادر عسكرية «وكالة الصحافة الفرنسية»، الأربعاء.

وأوضحت المصادر العسكرية أن «14 جندياً أُصيبوا خلال الاشتباكات، بينما قُتل عدد من الإرهابيين وقبض على 9 آخرين». وأفاد مسؤول عسكري، طلب عدم كشف هويته، بحصيلة مماثلة.

عناصر من جماعة «بوكو حرام» التي تنشط في نيجيريا (متداولة)

وهاجم عناصر من تنظيم «داعش في غرب أفريقيا» قاعدة «مالام فاتوري» في منطقة آبادام بأسلحة ثقيلة وقاذفات صواريخ، بحسب عسكري وقائد ميليشيا محلية للدفاع الذاتي.

وقال باباكورا كولو، الذي يقود ميليشيا تدعم الجيش في القتال ضد الجهاديين لـ«وكالة الصحافة الفرنسية»: «حاول إرهابيو تنظيم (داعش في غرب أفريقيا) اقتحام القاعدة، لكنهم واجهوا مقاومة شديدة من الجنود؛ ما أدى إلى اشتباكات استمرَّت لوقت طويل».

وفي بيان صدر الأربعاء، أعلن التنظيم مسؤوليته عن الهجوم، مؤكداً أن مقاتليه «قتلوا وجرحوا» 12 جندياً واستولوا على مدفع رشاش، وفق موقع «سايت إنتليجنس»، الذي يراقب النشاط الجهادي عبر العالم.

وكانت مالام فاتوري الواقعة على مسافة نحو 200 كيلومتر من مايدوغوري عاصمة ولاية بورنو على ضفاف بحيرة تشاد، هدفاً متكرراً لهجمات تنظيم «داعش في غرب أفريقيا».

ومنذ يناير (كانون الثاني) الماضي، نفّذ التنظيم 12 هجوماً فيها، بحسب إحصاء لموقع «سايت إنتليجنس».

وبعدما احتلتها جماعة «بوكو حرام» المتطرفة في 2014، استعادها الجيش النيجيري في العام التالي.

وأسفر العنف الذي بدأ عام 2009 في هذه المنطقة عن مقتل أكثر من 40 ألف شخص ونزوح نحو مليوني شخص آخرين.

في غضون ذلك، قال الجيش النيجيري، الثلاثاء، إن 19 من قطاع الطّرق المسلحين قُتلوا في تبادل لإطلاق النار مع قواته في ولاية كانو، في تفجر نادر للعنف في المركز التجاري الواقع بشمال غربي البلاد. وذكر المتحدث باسم الجيش، في بيان، أن جنديَّين وحارساً محلياً قُتلوا أيضاً في العملية. وقال الجيش إن الاشتباكات وقعت في منطقة شانونو، حيث داهمت قواته مخبأ لقطّاع الطرق بدعم من وكالات أمنية أخرى. وتأتي هذه العملية في إطار حملة عسكرية كبيرة للحد من انعدام الأمن الآخذ في التصاعد في شمال نيجيريا، حيث قتلت الجماعات المسلحة وخطفت الآلاف في السنوات القليلة الماضية. وتصدى الجيش النيجيري لهجوم شنّه مقاتلو «بوكو حرام» وتنظيم «داعش في غرب أفريقيا» على قاعدة عسكرية في شمال شرقي نيجيريا صباح اليوم، مما أدى إلى مقتل ما لا يقل عن 6 مسلحين. وأفاد الجيش بأن غارات جوية لاحقة أودت بحياة مزيد من المسلحين. وقالت قوة مكافحة التمرد الإقليمية التابعة للجيش، في بيان، إن الهجوم على «قاعدة كانجار» الواقعة في ولاية بورنو على الحدود مع النيجر بدأ في الساعة 03:30 بتوقيت غرينتش تقريباً، وشمل طائرات مسيّرة مسلحة وقذائف «مورتر».


نيجيريا تقول إنها فتحت قنوات حوار مع أميركا حول تهديدات ترمب

وزير الإعلام النيجيري محمد إدريس (رويترز)
وزير الإعلام النيجيري محمد إدريس (رويترز)
TT

نيجيريا تقول إنها فتحت قنوات حوار مع أميركا حول تهديدات ترمب

وزير الإعلام النيجيري محمد إدريس (رويترز)
وزير الإعلام النيجيري محمد إدريس (رويترز)

قال وزير الإعلام النيجيري محمد إدريس، اليوم الخميس، إن بلاده فتحت قنوات حوار مع الولايات المتحدة حول تهديدات الرئيس الأميركي دونالد ترمب الأخيرة باتخاذ إجراءات عسكرية ضد نيجيريا.

وأضاف إدريس أن نيجيريا تُفضل حل المشكلة «بالطرق الدبلوماسية».

وقال الوزير، للصحافيين في أبوجا: «مكافحة الإرهاب والعنف الناتج عن المتطرفين ليست مهمة يمكن لدولة واحدة القيام بها بمفردها. لدينا تعاون مع شركائنا الإقليميين، وكذلك مع شركائنا الدوليين، بمن فيهم الولايات المتحدة، وستواصل نيجيريا الانخراط في هذا التعاون».

وأكد إدريس أن نيجيريا «دولة تتسم بالتسامح تجاه الأديان المتعددة»، مشيراً إلى أن الحكومة «تستجيب للمخاوف الحقيقية التي أُثيرت».

كان ترمب قد هدد، الأسبوع الماضي، باتخاذ إجراء حول ما وصفه بأنه «تهديد وجودي» للمسيحية في نيجيريا.

وقال ترمب: «عندما يُذبح المسيحيون أو أي مجموعة أخرى، كما يحدث في نيجيريا، حيث جرى تسجيل مقتل 3100 شخص، مقارنة مع 4476 حول العالم، يجب أن يُتخذ إجراء».

وتخوض نيجيريا صراعاً منذ أكثر من 15 عاماً ضد جماعة «بوكو حرام» المتشددة وتنظيم «داعش»-ولاية غرب أفريقيا المنبثق عنها، في شمال شرقي البلاد.


إثيوبيا: اشتباكات «تيغراي» و«العفر» تهدّد «اتفاق بريتوريا»

دبابة مدمَّرة بحقل في أعقاب القتال بين الجيش الإثيوبي وقوات «جبهة تحرير تيغراي» ببلدة كاساجيتا في منطقة عفار - إثيوبيا 2022 (رويترز)
دبابة مدمَّرة بحقل في أعقاب القتال بين الجيش الإثيوبي وقوات «جبهة تحرير تيغراي» ببلدة كاساجيتا في منطقة عفار - إثيوبيا 2022 (رويترز)
TT

إثيوبيا: اشتباكات «تيغراي» و«العفر» تهدّد «اتفاق بريتوريا»

دبابة مدمَّرة بحقل في أعقاب القتال بين الجيش الإثيوبي وقوات «جبهة تحرير تيغراي» ببلدة كاساجيتا في منطقة عفار - إثيوبيا 2022 (رويترز)
دبابة مدمَّرة بحقل في أعقاب القتال بين الجيش الإثيوبي وقوات «جبهة تحرير تيغراي» ببلدة كاساجيتا في منطقة عفار - إثيوبيا 2022 (رويترز)

يدخل «اتفاق بريتوريا» الموقع بين الحكومة الإثيوبية و«جبهة تحرير تيغراي» قبل 3 سنوات، اختباراً جديداً عقب هجوم الجبهة على منطقة عفر الإثيوبية.

ذلك الهجوم الذي يأتي وسط توتر في العلاقات بين أديس أبابا وأسمرة الحليفة لتلك القوات، يرى خبير إثيوبي، تحدث لـ«الشرق الأوسط» أنه بمثابة تصعيد قد ينهي «اتفاق بريتوريا» ويقود لحرب أخرى بين إثيوبيا وإريتريا، مشيراً إلى أن هذا يتوقف على استمرار المواجهات الفترة المقبلة وعدم ضبط النفس من أديس أبابا.

وأعلنت السلطات المحلية في عفر، ليل الأربعاء، أن المنطقة الإثيوبية تتعرّض لهجوم من «جبهة تحرير تيغراي» المجاورة، مشيرة إلى أنها سيطرت على 6 قرى وقصفت مدنيين بالهاون والمدفعية الثقيلة، محذّرة من أنها ستؤدي مهامها الدفاعية لحماية نفسها إذا تواصلت الهجمات، حسب ما نقلته «وكالة الصحافة الفرنسية»، الخميس.

وخاضت «جبهة تحرير تيغراي» (شمال إثيوبيا) حرباً أهلية مدمّرة ضد الحكومة الإثيوبية من عام 2020 حتى 2022 أودت بنحو 600 ألف شخص قبل أن يتم إبرام «اتفاق بريتوريا للسلام» وإنهاء الحرب.

وهيمنت «جبهة تحرير تيغراي» على المشهد السياسي في إثيوبيا من عام 1991 حتى 2018 عندما تم تهميشها مع صعود رئيس الوزراء آبي أحمد إلى السلطة، وفي مايو (أيار)، منعت مفوضية الانتخابات الحزب من ممارسة أي نشاط سياسي، وألغت وزارة المال صرف أكثر من ملياري بير (13.1 مليون دولار) لتيغراي.

ويعاني إقليم تيغراي الذي يقطنه نحو ستة ملايين نسمة صعوبات مالية في حين ما زال نحو مليون شخص نازحين جراء الحرب التي اندلعت بين 2020 و2022.

في المقابل، أصدرت «جبهة تحرير تيغراي» بياناً منفصلاً اتهمت فيه الحكومة الفيدرالية بـ«تقويض اتفاق بريتوريا» وحثت الوسطاء الدوليين على إعادة تقييم عملية السلام في البلاد.

ويعتقد المحلل السياسي الإثيوبي، عبد الشكور عبد الصمد، أن ما حدث هجوم وليس اشتباكات، وبالتالي هذه «محاولة تصعيد متطرفة»، مرجحاً أن هذه الأحداث لو تطورت ودخلت مواجهات شاملة ستكون نهاية «اتفاق بريتوريا» وستشهد إثيوبيا حرباً جديدة.

تلك الهجمات تأتي بعد اتهام الحكومة الإثيوبية في أكتوبر (تشرين الأول) الماضي «جبهة تحرير تيغراي» في رسالة إلى الأمم المتحدة بإقامة علاقات مع إريتريا المجاورة و«التحضير بشكل نشط لخوض حرب ضد إثيوبيا».

وتواجهت إثيوبيا وإريتريا في حرب دامية أوقعت عشرات الآلاف من القتلى بين عامي 1998 و2000 بسبب نزاعات حدودية، وظلت العلاقات بين البلدين متوترة، ثم تحسنت العلاقات في عام 2018 مع تولي آبي أحمد السلطة وإبرامه اتفاقية سلام مع الرئيس أسياس أفورقي الذي يحكم إريتريا منذ عام 1993، قبل أن تتوتر مجدداً عام 2022.

وشهدت العلاقة بين أديس أبابا وأسمرة توتراً ملحوظاً، عقب توقيع الأولى «اتفاق بريتوريا للسلام» مع «الجبهة الشعبية لتحرير تيغراي»، من دون مشاورة حلفائها في الحرب التي دعم فيها الجيش الإريتري القوات الإثيوبية ضد متمردي الإقليم الواقع في شمال البلاد، وازدادت حدة التوتر بعد إعلان أديس أبابا عن رغبتها في امتلاك منفذ على البحر الأحمر، واتهمتها أسمرة بالتطلع إلى «ميناء عصب» الإريتري.

ويرى الأستاذ في أوسلو نيو يونيفرسيتي كولدج المتخصص في شؤون المنطقة، كييتيل ترونفول، في حديث لـ«وكالة الصحافة الفرنسية»، الخميس، أن خطاب آبي أحمد بشأن المنفذ إلى البحر الأحمر (أواخر أكتوبر) الماضي لا يزال ثابتاً منذ عام، في إطار بناء تدريجي لحجج قد تبرر عملاً عسكرياً ملموساً، من خلال تصوير إريتريا جاراً معادياً.

ورأى كييتيل ترونفول أن آبي أحمد يعزز حججه لتبرير «عمل من قبيل الدفاع المشروع عن النفس، والخطوة الأخيرة في هذه العملية، قبل أي عمل مسلح، هي الدعوة إلى مفاوضات دولية، وهو ما فعله أخيراً».

ويوضح الباحث في مركز «تشاتام هاوس» للدراسات أبيل أباتي ديميسي أن «إريتريا عمدت إلى بناء علاقات مع (جبهة تحرير تيغراي) وغيرها من القوى المناهضة للحكومة في إثيوبيا وفي الشتات؛ ما قد يؤدي إلى تفاقم التوترات بين البلدين».

وفي الأشهر الأخيرة، وطدت أسمرة علاقاتها مع مصر وعاد الرئيس أسياس أفورقي، الثلاثاء، من زيارة لمصر التقى خلالها نظيره عبد الفتاح السيسي، الذي أكد «التزامه الراسخ بدعم سيادة إريتريا وسلامة أراضيها».

ولا يفصل المحلل السياسي الإثيوبي، عبد الشكور عبد الصمد، التوتر الإريتري ودعم أسمرة لـ«جبهة تيغراي» عن المشهد الحالي، موضحاً أن هذا التصعيد تقف وراءه قوى إقليمية، في مقدمتها إريتريا وليس بعيداً عن التواصل الإريتري - المصري الأخير في ظل توتر علاقات القاهرة وأديس أبابا بشأن ملف سد النهضة وتلويح مصر بأنها ستدافع عن حقها المائي.

وتنفي مصر عادة دعم أي نزاعات أو التدخل في مواجهات أو شؤون دول أخرى، وتطالب، وفق بيانات حكومية، بحقها عبر القنوات الرسمية، واتهمت آبي أحمد أكثر من مرة بتهديد أمن مصر المائي وافتعال أزمات لتهدئة الداخل ببلاده.

ويتوقع عبد الصمد أن تستمر محاولات تيغراي لجر الحكومة الإثيوبية لمواجهات قد تتوسع لصدام إريتريا؛ لاستنزاف أديس أبابا، مشيراً إلى أنه لو مضت الأمور في إطار غير معقول فستدخل أديس أبابا في خطوات لا رجعة فيها ستزيد الأزمات بالقرن الأفريقي دفاعاً عن سيادتها.