جنازة رمزية في «القيروان»... والعائلة تطالب بتشديد العقاب للقاتل

تونسي قتله فرنسي متهم بالعنصرية والإرهاب بـ5 رصاصات

مشيّعون يُصلّون على نعش هشام ميراوي (46 عاماً) المُغطّى بالعَلم الذي قُتل الشهر الماضي جنوب فرنسا خلال جنازته بمدينة القيروان وسط تونس 11 يونيو 2025 (أ.ف.ب)
مشيّعون يُصلّون على نعش هشام ميراوي (46 عاماً) المُغطّى بالعَلم الذي قُتل الشهر الماضي جنوب فرنسا خلال جنازته بمدينة القيروان وسط تونس 11 يونيو 2025 (أ.ف.ب)
TT

جنازة رمزية في «القيروان»... والعائلة تطالب بتشديد العقاب للقاتل

مشيّعون يُصلّون على نعش هشام ميراوي (46 عاماً) المُغطّى بالعَلم الذي قُتل الشهر الماضي جنوب فرنسا خلال جنازته بمدينة القيروان وسط تونس 11 يونيو 2025 (أ.ف.ب)
مشيّعون يُصلّون على نعش هشام ميراوي (46 عاماً) المُغطّى بالعَلم الذي قُتل الشهر الماضي جنوب فرنسا خلال جنازته بمدينة القيروان وسط تونس 11 يونيو 2025 (أ.ف.ب)

انتظم في «مقبرة قريش» في مدنية القيروان التونسية، العاصمة التاريخية للبلدان المغاربية في العهد الإسلامي الأول، موكب جنازة رمزية للحلاق التونسي الشاب هشام ميراوي الذي قتله فرنسي اتهمه القضاء الفرنسي بالعنصرية والإرهاب يوم 31 مايو (أيار) الماضي بـ5 رصاصات.

مشيّعون يُصلّون على نعش هشام ميراوي (46 عاماً) المُغطّى بالعَلم الذي قُتل الشهر الماضي جنوب فرنسا خلال جنازته بمدينة القيروان وسط تونس 11 يونيو 2025 (أ.ف.ب )

وتوجد هذه المقبرة في مدينة القيروان التاريخية منذ وصول الفاتحين العرب في القرن الأول للهجرة.

وأطلقت عليها تسمية «مقبرة قريش» لأن عدداً من بين الذين دُفنوا فيها عند إحداثها كانوا من بين المهاجرين العرب الأوائل إلى المنطقة من العسكريين والعلماء الذين اتخذوا من القيروان مقاماً أو منطلقاً لإكمال الفتوحات في كامل شمال أفريقيا والأندلس.

أقارب هشام ميراوي الذي قُتل الشهر الماضي جنوب فرنسا ينعونه خلال جنازته في مدينة القيروان وسط تونس 11 يونيو 2025 (أ.ف. ب)

تهمة الإرهاب

وقد أبرزت وسائل إعلام ومواقع اجتماعية تونسية ومغاربية وفرنسية بالصور والفيديوهات والمقالات الإخبارية مجدداً، قضية الاعتداء العنصري والإرهابي على الحلاق التونسي المسالم هشام ميراوي بـ5 رصاصات فيما كان بصدد إجراء مكالمة هاتفية مع أسرته في تونس والحديث معها حول أجواء عيد الأضحى في تونس وأوروبا، واحتمال عودته.

وكشفت المصادر نفسها مجدداً عن أن التحقيقات الأمنية والقضائية أثبتت أن القاتل حاول كذلك اغتيال الجار التركي للحلاق التونسي وأطلق عليه بدوره رصاصاً فأصابه بجروح، لكنه نجا من الموت.

وقد حاول المجرم الهرب لكن زوجته أبلغت مصالح الأمن وقدمت شهادتها، فتم وقفه.

وتسببت هذه الحادثة في تململ داخل المهاجرين والفرنسيين المعادين للعنصرية والإرهاب.

كما تدخل بسرعة وزيرا الداخلية الخارجية وسفيرا البلدين ومسؤولون أمنيون وقضائيون كبار، لاحتواء الموقف وتقديم التعازي لأسرة القتيل وللمهاجرين، مع التعبير عن انتقادات رسمية وعلنية للجريمة، واتهام مرتكبها بالعنصرية والإرهاب.

شقيقة هشام ميراوي البالغ من العمر 46 عاماً الذي قُتل الشهر الماضي جنوب فرنسا تنعاه قبل جنازته بمدينة القيروان التونسية 11 يونيو 2025 (أ.ف.ب)

تشديد العقاب

وقد نوهت عائلة هشام ميراوي بإرجاع جثمان القتيل من فرنسا إلى تونس، وتحديداً إلى موطنه في القيروان، ليُدفَن في «مقبرة قريش». لكنها طالبت السلطات القضائية الفرنسية بعدم التسامح مع القاتل وبتشديد العقوبات عليه، خصوصاً بعد أن كشفت الأبحاث أنه سبق له أن هدَّد بارتكاب هذه الجريمة. كما حاول في أعقابها قتل الجار التركي للحلاق التونسي.

وخلال موكبَي تلقّي التعازي والدفن كشف أفراد من عائلة القتيل عن أنهم تلقوا «أولى الإشارات على وقوع الجريمة عندما كان هشام يتحدث معهم عبر الهاتف، قبل أن تنقطع المكالمة. وتبين لاحقاً أن الانقطاع كان بسبب سقوط الهاتف من يده».

وأضافت ابنة عم القتيل أن الأسرة حاولت معرفة سبب انقطاع المكالمة دون جدوى ليلاً.

وفي اليوم الموالي التالي اتصلت بأحد الأقارب في فرنسا لمعرفة الحقيقة.

أقارب هشام ميراوي البالغ من العمر 46 عاماً بجوار نعشه قبل جنازته في مدينة القيروان وسط تونس 11 يونيو 2025 (أ.ف.ب)

وكانت المفاجأة أن جاءت الأخبار التي أكدت أن زوجة القاتل الفرنسي العنصري بادرت بإبلاغ السلطات واعترفت بأن زوجها هو من ارتكب الجريمة. وعند تدخل الشرطة الفرنسية، عثرت على جثة هشام ميراوي داخل المنزل.

وأوردت ابنة عم القتيل أن مصادر كثيرة أكدت أن القاتل الذي اتهمه القضاء الفرنسي بالإرهاب والعنصرية «عنصريّ ويُكنّ كراهية شديدة للعرب»، و«من مناصري اليمين المتطرف في فرنسا»، وسبق له أن نشر إعلاناً قبل أسبوعين على وسائل التواصل الاجتماعي، تحدث فيه عن وجود «عرب بجوار مسكنه» وهدد بقتلهم. كما نشر تدوينة أخرى بعد ارتكاب الجريمة على المواقع الاجتماعية أعلن فيها مسؤوليته عنها.

وفي تصريحات للصحافيين على هامش موكبَي العزاء والدفن في القيروان التونسية، أكدت حنان ميراوي، شقيقة الفقيد، قائلةً: «نحن نطالب بالعدالة وبفرض أقسى العقوبات على المتورط في هذه الجريمة البشعة».

ونوهت بكون شقيقها هشام ميراوي توفي بخمس طلقات، وهو الذي شهد كل الذين عرفوه عن قرب بكونه «كان وديعاً، وصديقاً للجميع، ومسالماً ولا يستحق أن يموت بهذه الطريقة البشعة».

في الوقت نفسه أكدت مصالح وزارتَي الخارجية والداخلية التونسية والفرنسية أنها تتابع تطورات التحقيقات القضائية مع المتهم الرئيسي الموقوف، وتعمل مع كبار المسؤولين في باريس على ألا تتكرر مثل هذه الحوادث، خصوصاً أن المهاجرين الذين تظاهروا في فرنسا بعدها اختاروا تنظيم «مسيرات صامتة» معارضة للعنصرية والإرهاب، وأعلنوا معارضتهم لتوظيف هذه القضية لتبرير ردود فعل عنيفة.


مقالات ذات صلة

«الكردستاني» يؤكد بدء إلقاء أسلحته... وتركيا ترفض إشراف أي أطراف خارجية

شؤون إقليمية يبدأ عناصر من حزب العمال الكردستاني تسليم أسلحتهم في السليمانية فإقليم كردستان العراق الجمعة (أرشيفية - رويترز)

«الكردستاني» يؤكد بدء إلقاء أسلحته... وتركيا ترفض إشراف أي أطراف خارجية

أعلنت تركيا أنها لن تقبل بمشاركة أي أطراف خارجية في الإشراف على عملية نزع أسلحة حزب العمال الكردستاني

سعيد عبد الرازق (أنقرة)
العالم العربي جنود صوماليون في عرض عسكري خلال الاحتفالات بذكرى الاستقلال الـ65 بمقديشو في الأول من يوليو 2025 (أ.ب)

حركة «الشباب» تعلن مسؤوليتها عن «تفجير انتحاري» بقاعدة عسكرية في مقديشو

أعلنت «حركة الشباب»، الأربعاء، مسؤوليتها عن «تفجير انتحاري» بقاعدة عسكرية في مقديشو، بعد يوم من إعلان الجيش الصومالي عن «عملية نوعية» في شبيلى السفلى.

«الشرق الأوسط» (مقديشو)
شؤون إقليمية إردوغان استقبل «وفد إيرمالي» في أنقرة الاثنين (الرئاسة التركية)

عملية السلام التركي - الكردي تدخل «أسبوعاً تاريخياً»

تحدث حزب تركي مؤيد للكرد عن «أسبوع تاريخي» في عملية السلام في البلاد، قبل أيام من عملية «رمزية» لتسليم أسلحة حزب «العمال الكردستاني».

سعيد عبد الرازق (أنقرة)
آسيا عائدون يعبرون الحدود من إيران إلى إسلام قلعة بأفغانستان يوم الخميس (غيتي)

إيران تنفّذ حملة ترحيل جماعي للاجئين الأفغان

جرى ترحيل نحو 800 ألف شخص إلى أفغانستان، وهي دولة تعاني من فقر مدقع، ضمن حملة إيرانية تسارعت بشكل حاد في يونيو (حزيران).

«الشرق الأوسط» (كابل - إسلام آباد )
أفريقيا فرقت الشرطة المتظاهرين باستخدام البنادق خلال مظاهرات «سابا سابا» اليوم... ويُحتفل بيوم «سابا سابا» سنوياً في 7 يوليو وهو ذكرى الاحتجاجات المؤيدة للديمقراطية التي اندلعت عام 1990(د.ب.أ)

10 قتلى في احتجاجات كينيا

قُتل 10 أشخاص في مظاهرات تشهدها كينيا إحياء لذكرى احتجاجات مؤيدة للديمقراطية، وفق ما أفادت به، الاثنين، منظمة حقوقية محلية.

«الشرق الأوسط» (نيروبي)

محادثات الكونغو الديمقراطية و«23 مارس» في الدوحة... مساعٍ لتعزيز اتفاق السلام

أفراد من الجيش قرب مقاطعة شمال كيفو في جمهورية الكونغو الديمقراطية (رويترز)
أفراد من الجيش قرب مقاطعة شمال كيفو في جمهورية الكونغو الديمقراطية (رويترز)
TT

محادثات الكونغو الديمقراطية و«23 مارس» في الدوحة... مساعٍ لتعزيز اتفاق السلام

أفراد من الجيش قرب مقاطعة شمال كيفو في جمهورية الكونغو الديمقراطية (رويترز)
أفراد من الجيش قرب مقاطعة شمال كيفو في جمهورية الكونغو الديمقراطية (رويترز)

خطت الكونغو الديمقراطية خطوة جديدة في مسار السلام ببدء محادثات في الدوحة مع حركة «23 مارس» المتمردة التي تصاعدت عملياتها منذ بداية العام بدعم الجارة رواندا، وذلك عقب توقيع اتفاق سلام بين كينشاسا وكيغالي في واشنطن أواخر يونيو (حزيران) الماضي.

تلك المساعي الجديدة، بحسب خبير في الشؤون الأفريقية تحدث لـ«الشرق الأوسط»، ستعزز اتفاق السلام الموقع في واشنطن، وتفتح سبلاً لتهدئة في البلاد، مشترطاً جدية الأطراف في الالتزام، وقدرة الوسطاء على توفير ضمانات واقعية، إلى جانب مدى استعداد كل طرف لتقديم تنازلات ملموسة.

واستقبلت الدوحة وفدين من جمهورية الكونغو الديمقراطية و«23 مارس» لبدء مفاوضات بينهما، وفق إفادة مصدر دبلوماسي مطلع لـ«وكالة «الصحافة الفرنسية»، الأربعاء، مشيراً إلى أن «المحادثات ستكون حاسمة للتوصل إلى اتفاق».

وسبق أن استضافت قطر جولات للوساطة بشأن تلك الأزمة في الشهور السابقة، وتأتي تلك الجولة بعد أن دعت «23 مارس»، في بيان الأسبوع الماضي، إلى محادثات جديدة لمناقشة القضايا العالقة التي لم يتضمنها اتفاق السلام الموقع الشهر الماضي في واشنطن بين كيغالي وكينشاسا، دون أن توضحها.

الرئيس الأميركي دونالد ترمب خلال حفل التوقيع على اتفاق السلام بين الكونغو ورواندا في البيت الأبيض الشهر الماضي (أ.ف.ب)

المحلل السياسي التشادي، الخبير في الشؤون الأفريقية، صالح إسحاق عيسى، يرى أن «محادثات الدوحة بين المتمردين وحكومة الكونغو الديمقراطية تشكل تطوراً لافتاً في مساعي احتواء الصراع، وتحمل إشارات سياسية تؤكد أن الخيار العسكري لم يعد وحده مطروحاً، وأن التفاوض بات أداة مقبولة حتى مع جماعات مثل (23 مارس) المصنفة متمردةً منذ سنوات».

وهذا المسار، بحسب عيسى، «يكتسب أهمية مضاعفة في ضوء اتفاق واشنطن الذي جمع كينشاسا وكيغالي، لكنه تجاهل عمداً أو عمليّاً إدماج المتمردين، ولم يتناول جذور الأزمة المحلية على الأرض، بينما في الدوحة، للمرة الأولى منذ سنوات، جلس ممثلون للمتمردين إلى طاولة حوار غير عسكري، ما قد يُعيد ترتيب أولويات التسوية».

ورغم ذلك، لا تزال فرص نجاح هذا التلاقي مرتبطة بعدة عوامل، بحسب عيسى، منها «جدية الأطراف في الالتزام، وقدرة الوسطاء على توفير ضمانات واقعية، إلى جانب مدى استعداد كل طرف لتقديم تنازلات ملموسة»، مؤكداً أنه «لا يكفي إعلان وقف إطلاق النار إذا لم تتبعه آليات مراقبة، وجدولة واضحة لانسحاب القوات، وتسوية أوضاع السكان المحليين الذين عانوا من موجات نزوح وانتهاكات متكررة».

وإذا نجحت هذه المحادثات في التحول من مجرد تهدئة مؤقتة إلى مسار تفاوضي دائم يشمل جميع الأطراف، فقد تُعزّز بل تستكمل ما بدأ في واشنطن، خاصة إذا التزمت رواندا بكبح نفوذها الميداني، والتزمت الكونغو بإيجاد حل سياسي وليس فقط أمنياً، أما إذا بقيت الجبهات مفتوحة، فستظل جهود السلام رهينة النوايا المتقلبة، وموازين القوى المتغيرة، بحسب توقعات صالح إسحاق عيسى.

وأواخر يونيو الماضي، وقعت كيغالي وكينشاسا، اتفاق سلام، في واشنطن، ينص على إنشاء هيئة تنسيق أمني مشتركة لرصد التقدم، وتعهدتا فيه بوقف الدعم للمتمردين بالبلدين.

ويدعو الاتفاق إلى «تحييد» القوات الديمقراطية لتحرير رواندا، مع تأكيد وزير الخارجية الرواندي، أوليفييه أندوهوجيريهي، خلال التوقيع الذي حضره الرئيس الأميركي دونالد ترمب، على ضرورة «إنهاء الدعم الحكومي (من الكونغو الديمقراطية لتلك القوات) نهائياً، وبشكل لا رجوع عنه، وقابل للتحقق»، ويجب أن يكون «أولوية قصوى». بينما سلطت نظيرته الكونغولية، تيريزا كاييكوامبا واغنر، الضوء على الدعوة في الاتفاق لاحترام سيادة الدولة، في إشارة لأهمية وقف دعم رواندا لحركة «23 مارس».

ولن يغيب هذا التباين على طاولة مفاوضات الدوحة، ويرى الخبير في الشؤون الأفريقية أن أبرز التحديات التي قد تواجه الجانبين بالدوحة «تتمثل في غياب الثقة المتبادلة، والتناقض الجوهري في الروايات حول أسباب النزاع».

أعضاء من حركة «23 مارس» المتمردة في بوكافو شرق جمهورية الكونغو الديمقراطية (رويترز)

وترى حكومة الكونغو الديمقراطية في حركة «23 مارس» أداة عسكرية تخدم مصالح رواندية، وتتهم كيغالي بدعمها تسليحيّاً ولوجستيّاً، بينما تصر رواندا على أن التهديد الأكبر هو وجود مليشيات الهوتو (FDLR) داخل الكونغو، وهي جماعات متهمة بارتكاب إبادة جماعية في رواندا عام 1994، وفق عيسى الذي نبه إلى أن هناك جماعات مسلحة أخرى لا تخضع لسيطرة أي من الجانبين، مثل قوات التحالف الديمقراطي (ADF) وميليشيات محلية، ستقف عائقاً أمام تطبيق أي تفاهمات ثنائية، حتى لو تم التوصل لاتفاق بين كينشاسا و«23 مارس»، مشيراً إلى أن ضعف المؤسسات الكونغولية، وعدم قدرة الجيش على السيطرة الكاملة في الشرق، يعيقان تنفيذ أي اتفاق فعلي، مما سيُبقي الوضع الأمني على الأرض هشّاً ما لم يشمل الحل معالجة شاملة للبيئة القتالية في شرق البلاد.

وحققت حركة «23 مارس» تقدماً سريعاً في شرق جمهورية الكونغو الديمقراطية منذ يناير (كانون الثاني) الماضي، واستولت على بلدات رئيسية وأراض شاسعة في اشتباكات أسفرت عن مقتل الآلاف.

ويستشري العنف في شرق جمهورية الكونغو الديمقراطية الغنية بالموارد والواقعة على الحدود مع رواندا، منذ ثلاثة عقود، وقد تجدد منذ شن متمرّدي الحركة هجوماً نهاية 2021، وتلاه طرح أكثر من 10 اتفاقات هدنة في منطقة شرق الكونغو الديمقراطية، لكن كلّ المحاولات الدبلوماسية لإنهاء النزاع باءت بالفشل.

ولذا لا يستعبد صالح إسحاق عيسى أن يكون الحل هذه المرة يتمثل في إمكانية أن تكون حركة «23 مارس» جزءاً من الحكم أو السلطة في الكونغو الديمقراطية، مضيفاً: «لكن ذلك الدمج يبقى شديد الحساسية، وقد يجعل أي اتفاق معها هشّاً وغير مستدام ما لم تُصمَّم العملية السياسية بشكل دقيق ومتوازن، خاصة أن هناك تجربة سابقة لـ(23 مارس) عندما تم دمج عناصرها في الجيش ثم عادت للتمرد عام 2012، وهذا خلق شكوكاً عميقة في صدقية هذه الحركة ونواياها، خصوصاً في نظر النخب السياسية في كينشاسا، سياسيّاً».

ويرى عيسى أن الحل الأقرب أن يتم «إدماج (23 مارس) بشكل مدروس في بنية الدولة، لكن دون منحها سلطة سياسية مباشرة، إلا إذا توافرت شروط صارمة تشمل نزع السلاح، والمحاسبة على الانتهاكات، وآلية مراقبة دولية صارمة»، مشدداً على أنه «دون هذه الشروط، فإن أي اتفاق سيكون هشّاً ومهدداً بالانهيار في أول اختبار ميداني».