قالت وكالة «أسوشييتد برس» للأنباء إن زامبيا تشهد محاكمة رجلين بتهمة ممارسة السحر وحيازة تعويذات تهدف إلى إيذاء رئيس البلاد هاكيندي هيشيليما.
وأضافت الوكالة أن القضية أصبحت مصدراً للجدل في البلاد، حيث إن هناك إيمانا بالسحر والظواهر الخارقة للطبيعة في دول أفريقية مثل زامبيا التي ينزعج بعض مواطنيها من القانون الذي يجرم السحر لأنه يعود إلى العصر الاستعماري.
وتقول الشرطة إنها ألقت القبض على المتهمين في غرفة فندق في العاصمة لوساكا في ديسمبر (كانون الأول) بعد أن أبلغ عامل نظافة عن سماع أصوات غريبة وقد عُثر بحوزتهما على زجاجة وأشياء أخرى، بما في ذلك مسحوق أبيض غامض وقطعة قماش حمراء وذيل حيوان مجهول، وذكرت أن أحدهما اعترف بأنه وعد بأكثر من مليون دولار لقتل هيشيليما.
ووجدت دراسة أجرتها لجنة تطوير القانون في زامبيا، التي لديها تفويض بإصلاح القوانين، أن 79٪ من الزامبيين يؤمنون بوجود السحر.
وكانت قضايا السحر صعبة المقاضاة في زامبيا، مع صعوبة جمع الأدلة.
وعقوبة ممارسة السحر هي غرامة أو ما يصل إلى عامين في السجن، مع إمكانية الأشغال الشاقة.
وقال جانخاناني مويو، محاضر في جامعة زامبيا عن التراث الثقافي: «أكره هذا التشريع الاستعماري الذي يحاول حظر ممارسة لا يفهمها لأنه يفشل في مراعاة الفروق الدقيقة في المعتقدات الأفريقية التقليدية، حيث تؤمن المجتمعات والأفراد بعلاقة قوية بين البشر والعالم الخارق للطبيعة».
ولفتت الوكالة إلى أن المحاكمة تحمل طابع المؤامرات السياسية، إذ يزعم المدعون أن الرجلين تم تعيينهما من قبل شقيق إيمانويل باندا، وهو عضو سابق في البرلمان هارب حاليا، فيما رفض البعض الأمر باعتباره حيلة من هيشيليما، الذي يواجه انتخابات العام المقبل، لكن بعض السياسيين وغيرهم من الشخصيات العامة في زامبيا قالوا إنهم يؤمنون بالسحر، ويسعون للحصول على مساعدة خارقة للطبيعة لجعلهم أقوى أو أكثر شعبية.
واتهم هيشيليما نفسه باستخدام السحر كزعيم معارض من قبل الرئيس الراحل مايكل ساتا، الذي أكد أن السحر في منطقته كان أقوى، ولم يرد هيشيليما على هذا الاتهام منذ أكثر من عقد من الزمان.