مصر تؤكد حرصها على تحقيق الأمن ومحاربة الإرهاب في أفريقيا

أبدت استعدادها للمشاركة في مجابهة الفكر المتطرف عبر «مقاربة شاملة»

وزير الخارجية والهجرة المصري خلال لقاء نظيرته السنغالية (الخارجية المصرية)
وزير الخارجية والهجرة المصري خلال لقاء نظيرته السنغالية (الخارجية المصرية)
TT

مصر تؤكد حرصها على تحقيق الأمن ومحاربة الإرهاب في أفريقيا

وزير الخارجية والهجرة المصري خلال لقاء نظيرته السنغالية (الخارجية المصرية)
وزير الخارجية والهجرة المصري خلال لقاء نظيرته السنغالية (الخارجية المصرية)

أكدت مصر حرصها على «تحقيق الأمن والاستقرار في أفريقيا»، وأبدت استعدادها للمشاركة في مجابهة الإرهاب ببعض دول القارة عبر «مقاربة شاملة»، مشيرة إلى أهمية تنسيق المواقف الأفريقية الموحدة، والحفاظ على وحدة الصف بشأن الموضوعات التي يتم تناولها في المحافل الدولية كافة.

جاءت التأكيدات المصرية خلال لقاءات وزير الخارجية والهجرة وشؤون المصريين بالخارج، الدكتور بدر عبد العاطي، بعدد من وزراء خارجية الدول الأفريقية، على هامش مشاركته في الاجتماع الوزاري لمؤتمر طوكيو الدولي للتنمية في أفريقيا (التيكاد).

والتقى عبد العاطي وزير خارجية بنين أولوشيغون أدجادي باكاري، اليوم (السبت)، في العاصمة اليابانية طوكيو. وذكر المتحدث الرسمي باسم وزارة الخارجية والهجرة المصرية، أحمد أبو زيد، أن الوزيرين تناولا عدداً من القضايا الإقليمية والدولية ذات الاهتمام المشترك، خصوصاً التطورات التي تشهدها منطقة الساحل وغرب أفريقيا، نظراً للتحديات المتصاعدة التي تشهدها المنطقة سواء الأمنية أو التنموية. كما تم استعراض الجهود المصرية اتصالاً بالأوضاع في قطاع غزة، واحتواء اتساع رقعة التصعيد في المنطقة والأزمة في السودان، وكذلك المستجدات على الساحة الليبية.

ومن جهته، أشار وزير خارجية بنين إلى حرص بلاده على تعزيز علاقات التعاون مع مصر في شتى المجالات، والاستفادة من الخبرات المصرية في مجالات تميزها، وأهمية متابعة الموقف من تنفيذ مذكرات التفاهم، وبرامج التعاون الموقعة بين الجانبين.

عبد العاطي خلال مباحثات مع وزير خارجية بنين (الخارجية المصرية)

وأكد عبد العاطي استعداد مصر لمشاركة خبرتها في مجال مكافحة الإرهاب مع بنين بـ«مقاربة شاملة»، تضم الأبعاد الأمنية والتنموية، ومحاربة الفكر المتطرف، مشدداً على دعم مصر، وتضامنها مع بنين في مواجهتها العمليات الإرهابية التي تشهدها، وحرصها على تحقيق الأمن والاستقرار في منطقة الساحل، لما لتلك العمليات من تداعيات سلبية على دول الجوار، ومن بينها بنين، وامتدادها للمحيط الاستراتيجي لمصر ودول جوارها المباشر. كما اتفق الجانبان على «أهمية الحفاظ على وتيرة التشاور والتنسيق إزاء القضايا الإقليمية والدولية، التي تهم دول القارة داخل أروقة المحافل، والمنظمات الدولية والإقليمية».

ومطلع الشهر الحالي، أكد وزير الخارجية والهجرة المصري مُساندة بلاده جهود مكافحة الإرهاب والتطرف بدول الساحل الأفريقي الغربي، وذلك في اتصالات متتالية مع نظرائه في بوركينا فاسو والنيجر ومالي، معرباً عن حرص مصر على الانخراط في تعزيز بنية السلم والأمن في القارة الأفريقية، ومخاطبة القضايا التي تمثل أولوية للدول الأفريقية، مؤكداً أن مصر ستظل دائماً داعمة لأشقائها الأفارقة في المحافل الإقليمية والدولية كافة.

وزير الخارجية والهجرة وشؤون المصريين بالخارج يلتقي مع وزير خارجية توجو (الخارجية المصرية)

وفي لقاء آخر بالعاصمة طوكيو، اليوم (السبت)، أكد وزير الخارجية والهجرة المصري خلال مباحثات مع وزير خارجية توغو، روبرت دوسي، أهمية تعزيز التنسيق المشترك إزاء القضايا الإقليمية والدولية ذات الأولوية للجانبين، وإبداء كامل الدعم للارتقاء بمصالح وأولويات العمل الأفريقي.

ووفق إفادة لمتحدث وزارة الخارجية والهجرة المصرية، فقد حرص وزير خارجية توغو على تبادل وجهات النظر مع نظيره المصري حول مستجدات الأوضاع في منطقة الساحل وغرب أفريقيا، وبحث التهديدات الأمنية والتحديات المشتركة التي تشهدها دول المنطقة، خصوصاً فيما يتعلق بتنامي خطر التنظيمات الإرهابية، كما استعرض «المقاربة الشاملة»، التي تنتهجها بلاده في منطقة الساحل، التي تستهدف تحقيق الاستقرار، وتحسين الأوضاع الأمنية للتصدي للجماعات الإرهابية، معرباً عن تطلع بلاده إلى خلق أطر للتعاون بين «منتدى أسوان للسلام والتنمية»، و«منتدى لومي للتنمية» لمناقشة المخاطر المتنامية، التي تهدد السلم والأمن والاستقرار في القارة.

في سياق ذلك، استعرض عبد العاطي مستجدات الأوضاع في منطقة القرن الأفريقي، والتطورات في ليبيا، والأزمة في السودان، وجهود مصر للتوصل إلى تهدئة ووقف الحرب على قطاع غزة، واحتواء التصعيد الجاري في المنطقة، مؤكداً «ضرورة إيجاد حل دائم وعادل للقضية الفلسطينية، من خلال إقامة الدولة الفلسطينية المستقلة على حدود 1967 وعاصمتها القدس الشرقية».

تعاني بعض دول القارة الأفريقية من انتشار الجماعات الإرهابية (أ.ف.ب)

كما التقى وزير الخارجية والهجرة المصري، اليوم (السبت)، وزيرة خارجية السنغال، ياسين فال. وتم خلال اللقاء تبادل وجهات النظر حول التطورات المتسارعة في منطقة الساحل وغرب أفريقيا، لا سيما التحديات الأمنية والتنموية، وكذا اتساع رقعة أنشطة الجماعات الإرهابية.

وأشار عبد العاطي إلى الجهود التي تقوم بها مصر لمكافحة الإرهاب والفكر المتطرف، من خلال الدورات التدريبية التي تقدمها لبناء قدرات الكوادر الوطنية في هذا المجال، التي تنظمها «الوكالة المصرية للشراكة من أجل التنمية»، و«مركز القاهرة الدولي لتسوية النزاعات وحفظ السلام»، فضلاً عن جهود بناء السلام ونشر مفاهيم الإسلام الوسطي المُعتدل، ودحض الفكر المتطرف عن طريق البعثات الأزهرية.

وأشاد عبد العاطي ووزيرة خارجية السنغال، خلال اللقاء، بالتنسيق الدائم والمستمر بين البلدَين، وتوافق الرؤى فيما يتعلق بالقضايا الإقليمية والقارية ذات الاهتمام المشترك. وأكدا الحرص على تعزيز التشاور في مختلف قضايا السلم والأمن في القارة، من خلال تدشين آلية للتشاور السياسي بين الجانبين، إيماناً بالدور المهم الذي تضطلع به كل دولة منهما في محيطها الإقليمي وعلى الساحة الأفريقية.


مقالات ذات صلة

2023 العام «الأكثر دموية» للعاملين الإنسانيين… و2024 أسوأ

أفريقيا شاحنة تابعة لبرنامج الأغذية العالمي تعود لتحميل المواد الغذائية من مروحية تابعة للأمم المتحدة هبطت مؤخراً بمخيم «ييدا» جنوب السودان 14 سبتمبر 2012 (أ.ب)

2023 العام «الأكثر دموية» للعاملين الإنسانيين… و2024 أسوأ

كشف مكتب الأمم المتحدة لتنسيق الشؤون الإنسانية، الاثنين، عن أن عدداً قياسياً من عمال الإغاثة قُتلوا بالنزاعات في كل أنحاء العالم عام 2023 الذي صار الأكثر دموية.

علي بردى (واشنطن )
شمال افريقيا الرئيسان المصري والصومالي خلال مباحثات في القاهرة الشهر الحالي (الرئاسة المصرية)

مصر تؤكد دعمها لجهود الصومال في مكافحة الإرهاب

أكدت مصر دعمها الكامل لجهود الصومال في مكافحة الإرهاب، ومساعي مقديشو لتحقيق الأمن والاستقرار للشعب الصومالي.

«الشرق الأوسط» (القاهرة)
تحليل إخباري وزير الخارجية المصري خلال لقاء نظيره الصومالي في القاهرة (الخارجية المصرية)

تحليل إخباري لماذا طلبت مصر المشاركة في قوات حفظ السلام «الأفريقية» بالصومال؟

أثار طلب مصر المشاركة في بعثة الاتحاد الأفريقي الجديدة لدعم الأمن والاستقرار في الصومال، تساؤلات حول دلالات التحرك المصري.

أحمد إمبابي (القاهرة)
شمال افريقيا السيسي يستقبل شيخ محمود في القاهرة (الرئاسة المصرية)

القاهرة تعزّز دعمها لمقديشو ببروتوكول عسكري «محوري»

وقّعت مصر والصومال، الأربعاء، بروتوكول تعاون عسكري، وصفه الرئيس الصومالي حسن شيخ محمود بـ«المحوري»، بينما عَدّه خبراء «تعزيزاً للحضور المصري في القرن الأفريقي».

أحمد إمبابي (القاهرة)
تحليل إخباري وزير الخارجية التركي التقى نظيره الصومالي في أنقرة (الخارجية التركية)

تحليل إخباري كيف ترى مصر الوساطة التركية في أزمة «المنفذ الإثيوبي» بالبحر الأحمر؟

يرى خبراء مصريون أن مصر ترحب بطبيعة الحال بأي جهود للوساطة بين الصومال وإثيوبيا في أزمة الميناء البحري ومنها الوساطة التركية شرط ألا تنتهك وحدة وسيادة الصومال.

فتحية الدخاخني (القاهرة)

جيش نيجيريا يضيق الخناق على «بوكو حرام» في غابات بحيرة تشاد

جنود نيجيريون مع جنود من القوة الإقليمية المختلطة لمحاربة «بوكو حرام» (صحافة محلية)
جنود نيجيريون مع جنود من القوة الإقليمية المختلطة لمحاربة «بوكو حرام» (صحافة محلية)
TT

جيش نيجيريا يضيق الخناق على «بوكو حرام» في غابات بحيرة تشاد

جنود نيجيريون مع جنود من القوة الإقليمية المختلطة لمحاربة «بوكو حرام» (صحافة محلية)
جنود نيجيريون مع جنود من القوة الإقليمية المختلطة لمحاربة «بوكو حرام» (صحافة محلية)

أعلن الجيش النيجيري أن خمسة من أبرز قادة جماعة «بوكو حرام» الموالية لتنظيم «داعش» في أفريقيا، قتلوا خلال عملية عسكرية يشنها في مناطق مختلفة من شمال شرقي البلاد، وتحديداً في غابات حوض بحيرة تشاد، على الحدود ما بين نيجيريا والنيجر وتشاد والكاميرون.

العملية العسكرية التي انطلقت منذ أسابيع، شاركت فيها القوات الخاصة التابعة لجيش نيجيريا، وسلاح الجو النيجيري، بالإضافة إلى القوات العسكرية المختلطة لدول حوض بحيرة تشاد، وكان الهدف منها «إضعاف نشاطات آخر الإرهابيين، وحماية المدنيين الأبرياء»، وكانت تحملُ اسم (عملية هادين كاي).

صورة ارشيفية لعناصر من «بوكو حرام» ( متداولة)

حرب الغابات

وقال الجيش في بيان صحافي، أمس، إن سلاح الجو قصف معاقل التنظيم الإرهابي في منطقة «أرينا» بجنوب «تومبونس» في ولاية «بورنو»، شمال شرقي نيجيريا، مشيراً إلى أن «خمسة من القادة الإرهابيين الرئيسيين يُعتقد أنهم كانوا في الموقع في أثناء العملية هم (منذر أريكا)، (ساني ديلا)، و(أمير مودو)، و(باكورا أرينا تشيكي)».

كما أعلن مدير العلاقات العامة والمعلومات في القوات الجوية النيجيرية، المارشال الجوي إدوارد غابكويت، أن أكثر من 35 من مقاتلي جماعة «بوكو حرام» جرى تحييدهم بشكل نهائي في القصف الجوي.

وأوضح الجيشُ أن «معلومات استخباراتية جمعها قبل المهمة، مكنت من الكشف عن تسلل إرهابيين بشكل سري إلى المنطقة، لتبدأ عملية المراقبة والاستطلاع في الفترة من 12 و15 أغسطس (آب) الحالي، أسفرت عن تأكيد وجود العديد من الإرهابيين وهياكل نشطة كانت مخبأة تحت الأشجار».

وقال الجيش إنه بعد جمع المعلومات والتأكد منها «شن ضربات جوية منسقة على المنطقة، وتمت إصابة الأهداف بنجاح، ما أدى إلى القضاء على عدد من الإرهابيين وتدمير قواعدهم المخفية»، قبل أن يشير إلى أن «تقييم الأضرار القتالية بعد الضربات، كشف عن تدمير العديد من المعدات والمركبات والسفن ومركز صحي يُعتقد أنه تابع للإرهابيين».

وخلص الجيش إلى أن «معلومات استخباراتية موثوقة أكدت أن خمسة من القادة الإرهابيين الرئيسيين قد قُتلوا أو أُصيبوا بجروح خطيرة خلال الهجوم»، وقال الجيش إن «هذه العملية أضعفت بشكل كبير القدرة العملياتية لبقية الإرهابيين في المنطقة».

مقتل «أبو رجب»

على صعيد آخر، أعلن الجيش النيجيري أنه قتل إرهابياً يدعى «أبو رجب»، وهو أحد أبرز قادة جماعة «بوكو حرام»، خلال اشتباك مع مجموعته في غابة «سامبيسا»، الواقعة في منطقة «بولا دالوجي» التابعة للحكومة المحلية في «باما».

ووقع الاشتباك حين كانت تتحرك وحدة من الجيش في إطار عملية (هادن كاي) العسكرية، لتعثر على أحد معاقل الإرهابيين وسط إحدى الغابات، وقال مصدر أمني إن القوات «واجهت مقاومة شديدة عند اقتحامها لمعقل الإرهابيين. حيث نصب المتمردون كميناً للقوات، مما أدى إلى اندلاع معركة عنيفة بالأسلحة النارية. ورغم الهجوم، تمكنت القوات من التصدي له بنجاح، مما أسفر عن مقتل عدد من الإرهابيين وإجبار الآخرين على التراجع».

صورة ارشيفية لعناصر من «بوكو حرام» ( متداولة)

وأضاف المصدر نفسه أن جندياً من القوات العسكرية المشتركة قتل في أثناء الاشتباك، ولكنها قتلت ثلاثة إرهابيين كان من بينهم واحد من أشهر زعماء جماعة «بوكو حرام»، يدعى «أبو رجب» واسمه كثير التردد في أدبيات الجماعة.

قطع الإمداد

من جهة أخرى، أعلن الجيش أنه يواصل فرض الحصار على معاقل الإرهابيين، وتمكن في ذلك الإطار من إحباط عملية إمداد كان تهدف إلى نقل بعض المواد الغذائية والمعدات من إحدى الأسواق وإيصالها إلى معاقل «بوكو حرام».

وأوضح الجيش أن وحدة من قوات مكافحة الإرهاب، بالتعاون مع عناصر الاستخبارات وقوة المهام المشتركة المدنية، أحبطت عملية إمداد لوجيستي لجماعة «بوكو حرام» في سوق كروس كاوا بولاية بورنو، شمال شرقي نيجيريا.

وقال الجيش إنه تم القبض على أفراد وحدة الإمدادات اللوجيستية، وهم ثلاثة أشخاص يدعون: مودو غانا، ومامان صالح، وباباغانا مختار، الذين اعترفوا بدورهم بصفتهم مزودي إمدادات رئيسيين للجماعة الإرهابية.

فارون من هجوم مسلح ينتظرون وصول نائب الرئيس النيجيري إلى مخيم للنازحين داخلياً في بوكوس شمال وسط نيجيريا (أ.ب)

وأضاف الجيش أنه ضبط بحوزة المجموعة على مواد موجهة إلى الإرهابيين، منها هاتف تكنو، و6 رؤوس من الماعز، وصندوق بهارات، ومجموعة من التمائم، وأكياس من الذرة الرفيعة والدخن، وذرة مطحونة، وأوعية معدنية، وآلة حاسبة، وساعة يد، وعطر، ومسبحة، و36 كيساً فارغاً، وإمدادات أخرى مهمة لاستمرار أنشطة الجماعة الإرهابية، وفق بيان صادر عن الجيش.

وخلص الجيش إلى أن مثل هذه العمليات «يساهم في تعطيل سلسلة الإمداد للجماعة الإرهابية، وتوجيه ضربة كبيرة لعملياتهم في المنطقة»، مشيراً إلى أنه «يتم حالياً استجواب أعضاء المجموعة بشكل مكثف للحصول على معلومات إضافية قد تؤدي إلى مزيد من الاعتقالات وتفكيك شبكة الإمدادات اللوجيستية للجماعة الإرهابية في منطقة بحيرة تشاد».