الإفراج عن أكثر من 250 تلميذاً خطفهم مسلحون في نيجيريا

واحدة من كبرى عمليات الخطف الجماعي في السنوات الأخيرة

ينتظر الآباء أخباراً عن طلاب مدرسة كوريغا الابتدائية والثانوية المختطفين في كادونا بنيجيريا (أ.ب)
ينتظر الآباء أخباراً عن طلاب مدرسة كوريغا الابتدائية والثانوية المختطفين في كادونا بنيجيريا (أ.ب)
TT

الإفراج عن أكثر من 250 تلميذاً خطفهم مسلحون في نيجيريا

ينتظر الآباء أخباراً عن طلاب مدرسة كوريغا الابتدائية والثانوية المختطفين في كادونا بنيجيريا (أ.ب)
ينتظر الآباء أخباراً عن طلاب مدرسة كوريغا الابتدائية والثانوية المختطفين في كادونا بنيجيريا (أ.ب)

أفرج عن أكثر من 250 تلميذاً خطفهم مسلحون مطلع مارس (آذار) في مدرسة في شمال غربي نيجيريا على ما أعلن الأحد حاكم ولاية كادونا أوبا ساني.

منظر عام لفصل دراسي في مدرسة كوريغا في كادونا في 8 مارس 2024 حيث اختطف مسلحون أكثر من 250 تلميذاً (أ.ف.ب)

وكانت عملية الخطف التي حصلت في كوريغا في ولاية كادونا في السابع من مارس (آذار) الحالي واحدة من كبرى عمليات الخطف الجماعي في السنوات الأخيرة، وأثارت موجة تنديد على الصعيد الوطني جراء التفلت الأمني.

وقال أوبا ساني حاكم ولاية كادونا في بيان: «أفرج عن تلاميذ كوريغا المخطوفين سالمين» من دون أن يحدد طريقة الإفراج عنهم. وأضاف: «هذا يوم فرح» شاكراً الجيش والرئيس بولا أحمد تينوبو و«جميع النيجيريين الذين صلّوا بتقوى لعودة التلاميذ سالمين». وأضاف ساني: «عثر على تلاميذ مدرسة كوريغا المخطوفين سالمين».

وكان عدد المخطوفين مقدراً سابقاً بنحو 250 من جانب المدرسين وسكان البلدة التي خطفوا منها. لكن غالباً ما يخفض العدد في نيجيريا مع عودة سكان فروا خلال الهجوم من غير أن يكونوا ضمن المخطوفين. وأكد الجنرال بوبا لوكالة الصحافة الفرنسية إنقاذ كل التلاميذ المخطوفين.

واقتاد مسلحون هاجموا المدرسة الواقعة في بلدة كوريغا في شمال غربي البلاد الأطفال الذين تتراوح أعمارهم بين ثماني سنوات و15 سنة وفق معلومات أوردتها الصحف. وشهدت هذه المنطقة من البلاد عمليات خطف على نطاق واسع في السنوات الأخيرة. وأثارت عملية الخطف جدلاً على الصعيد الوطني حول التفلت الأمني في أكثر دول القارة الأفريقية تعداداً للسكان، وأطلقت عمليات بحث واسعة للجيش شملت الغابات، على ما أفاد مسؤولون.

وتشهد نيجيريا، وخصوصاً في شمال شرقها والوسط الشمالي، عمليات خطف على نطاق واسع تنفذها عصابات، وغالباً ما يفرج عن المخطوفين بعد مفاوضات مع السلطات، رغم أن قانوناً صدر في عام 2022 يحظر دفع فديات مالية للخاطفين.

منظر عام لمدرسة كوريغا في كادونا في 8 مارس 2024 حيث اختطف مسلحون أكثر من 250 تلميذاً. قال حاكم ولاية كادونا (أ.ف.ب)

صناعة الخطف

وتستهدف هذه العصابات خصوصاً المدارس والبلدات والطرقات السريعة حيث بإمكانها خطف عدد كبير من الأشخاص بسرعة للمطالبة بفدية في مقابل الإفراج عنهم.

وتنفي السلطات أنها تدفع أي أموال عند الإفراج عن مخطوفين إثر مفاوضات مع الخاطفين. ولا يزال الكثير من ضحايا عمليات الخطف في عداد المفقودين.

في مطلع القرن الحالي كان الخاطفون يستهدفون موظفين في قطاع النفط في دلتا النيجر إلا أن عمليات الخطف هذه توسعت لتشمل كل أرجاء البلاد وتنفذها عصابات «قطاع طرق» وحركات «جهادية».

وقال مكتب الاستشارات النيجيري «إس بي إم إنتليجنس» إن 4777 شخصاً خطفوا منذ تولى الرئيس بولا أحمد تينوبو السلطة في مايو (أيار) 2023.

وعلى غرار رؤساء سابقين، تعهد بولا أحمد تينوبو عند تولي مهامه معالجة التفلت الأمني الذي تغذيه الحركات «الجهادية» والعصابات في شمال شرقي البلاد، فضلاً عن أعمال العنف بين الجماعات المختلفة في ولاية وسط البلاد.

في مطلع السنة أكد أنه سيعالج جذور الأزمة من خلال التربية والتعليم خصوصاً.

إلا أن خبراء يرون أن الأزمة الاقتصادية في البلاد تدفع باتجاه مزيد من عمليات الخطف، بينما يتجه نيجيريون يائسون إلى الجريمة لكسب المال.

وسجلت عمليات الخطف الأخيرة بعد 10 سنوات تقريباً على خطف حركة بوكو حرام في 2014 أكثر من 250 تلميذة من شيبوك في شمال شرقي البلاد، مما أثار موجة استنكار دولية. وتعمد «بوكو حرام» وتنظيم «داعش-ولاية غرب أفريقيا»، إلى عمليات خطف منتظمة.

وكانت جماعة مسلحة قد هاجمت مدرسة ابتدائية وثانوية في قرية «كوريغا» في السابع من مارس وخطفت 287 فتى وفتاة.

وتكررت عمليات الخطف في شمال ووسط نيجيريا، أكبر دولة أفريقية من حيث تعداد السكان، حيث يبلغ عدد سكانها أكثر من 220 مليون نسمة. وجرى تحميل العصابات الإجرامية والجماعات الإرهابية المسؤولية.


مقالات ذات صلة

تركيا: صدامات بين الشرطة ومحتجين بعد عزل رئيسي بلديتين معارضين

شؤون إقليمية محتجون أشعلوا النار في الشوارع المحيطة ببلدية تونجلي في شرق تركيا بعد عزل رئيسه وتعيين وصي عليها (إعلام تركي)

تركيا: صدامات بين الشرطة ومحتجين بعد عزل رئيسي بلديتين معارضين

وقعت أعمال عنف ومصادمات بين الشرطة ومحتجين على عزل رئيسَي بلدية منتخبَين من صفوف المعارضة في شرق تركيا، بعد إدانتهما بـ«الإرهاب»، وتعيين وصيين بدلاً منهما.

سعيد عبد الرازق (أنقرة)
شؤون إقليمية وزير الخارجية التركي هاكان فيدان خلال اجتماع لجنة التخطيط بالبرلمان التركي (الخارجية التركية)

تركيا تحذر من جرّ العراق إلى «دوامة العنف»

حذرت تركيا من جرّ العراق إلى «دوامة العنف» في منطقة الشرق الأوسط، في حين رجحت «انفراجة قريبة» في ملف تصدير النفط من إقليم كردستان.

سعيد عبد الرازق (أنقرة)
آسيا صورة أرشيفية لهجوم سابق في كابول (رويترز)

مقتل 10 أشخاص في هجوم على مزار صوفي بأفغانستان

قتل 10 مصلين عندما فتح رجل النار على مزار صوفي في ولاية بغلان في شمال شرقي أفغانستان، وفق ما أفاد الناطق باسم وزارة الداخلية.

«الشرق الأوسط» (لندن)
شؤون إقليمية أكراد يرفعون صور أوجلان في مظاهرة للمطالبة بكسر عزلته (رويترز)

تركيا: أوجلان إلى العزلة مجدداً بعد جدل حول إدماجه في حل المشكلة الكردية

فرضت السلطات التركية عزلة جديدة على زعيم حزب «العمال الكردستاني» عبد الله أوجلان بعد دعوة رئيس حزب «الحركة القومية» دولت بهشلي للسماح له بالحديث بالبرلمان

سعيد عبد الرازق (أنقرة)
الخليج يضطلع «اعتدال» بمهام منها رصد وتحليل المحتوى المتعاطف مع الفكر المتطرف (الشرق الأوسط)

«اعتدال» يرصد أسباب مهاجمة «الفكر المتطرف» الدول المستقرّة

أوضح «المركز العالمي لمكافحة الفكر المتطرّف (اعتدال)» أن استقرار الدول «يفيد التفرغ والتركيز على التنمية؛ خدمة لمصالح الناس الواقعية».

غازي الحارثي (الرياض)

بعد تعرّض أنصاره للعنف... رئيس وزراء السنغال يدعو للانتقام

رئيس الوزراء السنغالي عثمان سونكو يتحدث خلال مؤتمر صحافي في داكار 26 سبتمبر 2024 (أ.ف.ب)
رئيس الوزراء السنغالي عثمان سونكو يتحدث خلال مؤتمر صحافي في داكار 26 سبتمبر 2024 (أ.ف.ب)
TT

بعد تعرّض أنصاره للعنف... رئيس وزراء السنغال يدعو للانتقام

رئيس الوزراء السنغالي عثمان سونكو يتحدث خلال مؤتمر صحافي في داكار 26 سبتمبر 2024 (أ.ف.ب)
رئيس الوزراء السنغالي عثمان سونكو يتحدث خلال مؤتمر صحافي في داكار 26 سبتمبر 2024 (أ.ف.ب)

دعا رئيس الوزراء السنغالي عثمان سونكو إلى الانتقام، وذلك بعد أعمال عنف ضد أنصاره اتهم معارضين بارتكابها خلال الحملة المستمرة للانتخابات البرلمانية المقرر إجراؤها الأحد.

يترأس سونكو قائمة حزب باستيف في الانتخابات التشريعية ويتولى رئاسة الحكومة منذ أبريل (نيسان). وكتب على فيسبوك، ليل الاثنين - الثلاثاء، عن هجمات تعرض لها معسكره في دكار أو سان لويس (شمال) وكونغويل (وسط)، حسب «وكالة الصحافة الفرنسية».

وألقى باللوم على أنصار رئيس بلدية دكار بارتيليمي دياس، الذي يقود ائتلافاً منافساً. وأكد: «أتمنى أن يتم الانتقام من كل هجوم تعرض له باستيف منذ بداية الحملة، وأن يتم الانتقام بشكل مناسب لكل وطني هاجموه وأصابوه»، مؤكداً «سنمارس حقنا المشروع في الرد».

وأكد أنه تم تقديم شكاوى، وأعرب عن أسفه على عدم حدوث أي اعتقالات. وقال: «لا ينبغي لبارتيليمي دياس وائتلافه أن يستمروا في القيام بحملات انتخابية في هذا البلد».

وشجب ائتلاف دياس المعروف باسم «سام سا كادو»، في رسالة نشرت على شبكات التواصل الاجتماعي، «الدعوة إلى القتل التي أطلقها رئيس الوزراء السنغالي الحالي». وأكد الائتلاف أنه كان هدفاً «لهجمات متعددة».

وأشار إلى أن «عثمان سونكو الذي يستبد به الخوف من الهزيمة، يحاول يائساً تكميم الديمقراطية من خلال إشاعة مناخ من الرعب»، وحمله مسؤولية «أي شيء يمكن أن يحدث لأعضائه وناشطيه ومؤيديه وناخبيه».

وكان الرئيس السنغالي باسيرو ديوماي فاي أعلن في سبتمبر (أيلول) الماضي حل البرلمان، ودعا لانتخابات تشريعية.