حداد في النيجر بعد مصرع 23 جندياً في هجوم إرهابي

أكثر من 100 إرهابي نصبوا كميناً «مُعقداً» لوحدة من الجيش

جنود من جيش النيجر قرب الحدود مع مالي وبوركينا فاسو (أرشيف - أ.ف.ب)
جنود من جيش النيجر قرب الحدود مع مالي وبوركينا فاسو (أرشيف - أ.ف.ب)
TT

حداد في النيجر بعد مصرع 23 جندياً في هجوم إرهابي

جنود من جيش النيجر قرب الحدود مع مالي وبوركينا فاسو (أرشيف - أ.ف.ب)
جنود من جيش النيجر قرب الحدود مع مالي وبوركينا فاسو (أرشيف - أ.ف.ب)

أعلنت السلطات العسكرية الحاكمة في النيجر، الجمعة، الحداد الوطني بعد مقتل 23 جندياً على الأقل في هجوم إرهابي تعرضت له وحدة من الجيش كانت تجري عملية تمشيط في منطقة حدودية مع مالي وبوركينا فاسو.

وقالت السلطات إن الحداد سيستمر ثلاثة أيام، وإن الجنود الذين سقطوا خلال الهجوم سيجري دفنهم مساء (الجمعة)، فيما عم الحزن مختلف مدن البلاد، بعد الهجوم الإرهابي الأعنف منذ عدة أشهر.

وبحسب الحصيلة الصادرة عن وزارة الدفاع في النيجر، فإن عدد القتلى وصل إلى 23 جندياً، فيما أصيب 17 آخرون، مؤكدة أن وحدة من الجيش وقعت في «كمين معقد» ليل الأربعاء - الخميس، في منطقة تيلابيري القريبة من الحدود مع مالي وبوركينا فاسو.

وأشارت الوزارة إلى أن الكمين نصبه أكثر من 100 مسلح «قدموا على متن مركبات، وعلى متن دراجات نارية» وهاجموا وحدة من الجيش بين بلدتي «تيغي» و«بانكيلاري» باستخدام «قنابل يدوية وسيارات انتحارية».

وأوضحت الوزارة أن وحدة الجيش كانت تتحرك في المنطقة لإجراء عملية تمشيط روتينية، الهدف منها «طمأنة السكان الذين يتعرضون لانتهاكات» من طرف الجماعات المسلحة، تتمثل في «الاغتيالات والابتزاز وسرقة الماشية».

وكان المجلس العسكري الحاكم في النيجر قد نشر مقطع فيديو يظهر بعض العمليات العسكرية التي نفذها الجيش ضد الإرهابيين في مناطق مختلفة من النيجر، في الفترة ما بين 17 و20 مارس (آذار) الحالي، وهي فترة سابقة على الهجوم الذي تعرضت له وحدة الجيش في «تيلابيري».

وقال المجلس العسكري في تغريدة على موقع التواصل الاجتماعي «إكس»، إن الجيش نفذ «عمليات عسكرية خاصة ومحددة ودقيقة على الميدان، كان الهدف منها تأمين القرى والمدن المهددة بهجمات إرهابية».

من جهة أخرى، يشير البيان الصادر عن وزارة الدفاع، إلى أن إحدى وحدات الجيش بعدما أنهت مهمتها في تيلابيري وخلال انسحابها وقعت في «كمين معقد»، إلا أن الوزارة أكدت أن الوحدة تصدت لمنفذي الكمين ورغم الخسائر التي تكبدتها لكنها نجحت في «تحييد 30 إرهابياً».

وتشهد تيلابيري منذ 2017 سلسلة هجمات منتظمة تنفذها الجماعات المسلحة الناشطة بالمثلث الحدودي الواقع بين مالي والنيجر وبوركينا فاسو، وتستهدف المدنيين والعسكريين على حد سواء.

ويعود آخر هجوم كبير ضد المدنيين بالنيجر، إلى أواخر يناير (كانون الثاني) الماضي، حيث قتل 22 مدنياً خلال استهداف مسلحين بلدة «موتوغاتا» في منطقة «تونديكيويندي» على بعد نحو 100 كيلومتر شمال نيامي.

وتدخل منطقة «تيلابيري» ضمن دائرة نفوذ «داعش في الصحراء الكبرى»، وهو فرع تنظيم «داعش» في منطقة الساحل الأفريقي، وكانت أشهر عمليات التنظيم عموماً قد وقعت في المنطقة نفسها نهاية عام 2017 ضد وحدة خاصة من جيش النيجر كانت ترافقها قوات تدريب خاصة أميركية، وقتل فيها أربعة جنود أميركيين، وهي أكبر خسارة تتكبدها الولايات المتحدة في الساحل.


مقالات ذات صلة

«فاغنر» تشارك في معارك على حدود الجزائر

أفريقيا مسلحون من الطوارق في كيدال عام 2022 (أ.ف.ب)

«فاغنر» تشارك في معارك على حدود الجزائر

اندلعت، الخميس، معارك عنيفة ما بين الجيش المالي المدعوم بمقاتلين من «فاغنر» الروسية، والمتمردين الطوارق المتمركزين في مدينة تينزاواتين.

الشيخ محمد (نواكشوط)
شمال افريقيا أنصار الرئيس التونسي قيس سعيد ينظمون مسيرة حاشدة احتفالاً بيوم الجمهورية التونسية إلى جانب احتجاج أنصار أحزاب المعارضة للمطالبة بالإفراج عن المعارضين السياسيين في البلاد (د.ب.أ)

تطورات جديدة في قضايا المتهمين بـ«التآمر على أمن الدولة» في تونس

أعلنت مصادر أمنية رسمية تونسية أن قوات مكافحة الإرهاب ووحدات أمنية من النخبة في محافظات عدة ألقت مؤخراً القبض على عدد من المتهمين في قضايا إرهاب وتهريب بشر.

كمال بن يونس (تونس)
آسيا قوات الأمن التركية ألقت القبض على سيريبرياكوف عقب وصوله بودروم الأربعاء (صورة موزعة من الداخلية التركية)

تركيا سلمت روسيا مُنفِّذ تفجير سيارة أحد العسكريين في موسكو

سلمت تركيا مواطناً روسياً مطلوباً دولياً إلى السلطات في موسكو بعد أن هرب إلى موغلا في ولاية بودروم الجنوبية الغربية عقب تفجيره سيارة ضابط.

سعيد عبد الرازق ( أنقرة)
آسيا عناصر من الشرطة الألمانية المختصة بمكافحة الإرهاب (غيتي)

ألمانيا: إيداع اثنين السجن على ذمة التحقيق للاشتباه في دعمهما «داعش»

عقب إلقاء القبض على اثنين للاشتباه في تأييدهما لتنظيم «داعش» بولايتي هامبورغ وشليزفيج-هولشتاين، تم إيداعهما السجن على ذمة التحقيق.

«الشرق الأوسط» (كارلسروه )
أوروبا حالة استنفار في العاصمة بروكسل إثر إنذار إرهابي (متداولة)

بلجيكا تفتش 14 منزلاً في تحقيق لمكافحة الإرهاب وتحتجز 7 لاستجوابهم

قال مكتب المدعي العام الاتحادي في بلجيكا، الخميس، إن الشرطة فتشت 14 منزلاً في إطار تحقيق يتعلق بالإرهاب، مضيفاً أن 7 أشخاص احتُجزوا بغرض استجوابهم.

«الشرق الأوسط» (بروكسل)

«فاغنر» تشارك في معارك على حدود الجزائر

مسلحون من الطوارق في كيدال عام 2022 (أ.ف.ب)
مسلحون من الطوارق في كيدال عام 2022 (أ.ف.ب)
TT

«فاغنر» تشارك في معارك على حدود الجزائر

مسلحون من الطوارق في كيدال عام 2022 (أ.ف.ب)
مسلحون من الطوارق في كيدال عام 2022 (أ.ف.ب)

اندلعت معارك عنيفة ما بين الجيش المالي المدعوم بمقاتلين من «فاغنر» الروسية، والمتمردين الطوارق المتمركزين في مدينة تينزاواتين، الواقعة في أقصى شمال شرقي البلاد، الخميس، والتي تمثل آخر معاقل المتمردين وأهم مركز للتبادل التجاري على الحدود مع الجزائر.

أعلن متمردو الطوارق في مالي أنهم هزموا القوات الحكومية في قتال عنيف للسيطرة على مدينة كيدال الشمالية الرئيسية (أ.ف.ب)

ولا تزال الأنباء القادمة من منطقة المعارك متضاربة جداً، في حين يؤكد كل طرف تفوقه في الميدان، وانتشار مقاطع على وسائل التواصل الاجتماعي لمعارك عنيفة، دون ما يؤكد صحة نسبتها إلى المواجهات الدائرة منذ أمس على الحدود بين مالي والجزائر.

رواية الطوارق

قالت مصادر قريبة من المتمردين الطوارق إن الجيش المالي ومقاتلي «فاغنر» حاولوا السيطرة على مدينة تينزاواتين، ولكن تم التصدي لهم وإرغامهم على الانسحاب بعد أن تكبّدوا خسائر «فادحة».

وقال مصدر محلي: «وقعت المواجهة عند منطقة آشابريش، غير بعيد من تينزاواتين، وانسحب خلالها الجنود الماليون ومقاتلو (فاغنر)، وتركوا خلفهم ثلاث مركبات عسكرية محترقة، ومركبة أخرى سليمة استحوذ عليها الجيش الأزوادي».

وأضاف المصدر نفسه أن المقاتلين الطوارق «شرعوا في عملية واسعة لتمشيط المنطقة، من أجل الوقوف على عدد القتلى في صفوف الجيش المالي ومرتزقة (فاغنر)، كما تأكد أسر جندي مالي أثناء المعركة، وقُتل جندي واحد من صفوف الطوارق وأُصيب آخر»، على حد تعبير المصدر.

دورية لقوات حفظ السلام التابعة للأمم المتحدة في كيدال (مالي) 23 يوليو 2015 (رويترز)

في غضون ذلك، قال محمد مولود رمضان، المتحدث باسم تنسيقية الحركات الأزوادية، وهي تحالف لجماعات متمردة يهيمن عليها الطوارق، إن «(فاغنر) تخطط بمعية الجيش المالي للاستيلاء على تينزاواتين، آخر ملاذ للمدنيين الذين فرّوا من انتهاكاتهم».

وأضاف في تصريح لـ«وكالة الصحافة الفرنسية»: «وحدات من جيش أزواد منتشرة في المنطقة تشتبك حالياً مع العدو لصدّ تقدمه»، قبل أن يؤكد: «نواجه تقدماً ونحمي السكان المدنيين النازحين، وكبّدنا مرتزقة (فاغنر) ومعاوني الجيش المالي خسائر كبيرة».

رواية أخرى

لكن الرواية الصادرة عن المتمردين الطوارق، تختلف تماماً عن رواية الجيش المالي، الذي أصدر فجر الجمعة بياناً قال فيه إن وحدة عسكرية تابعة له في منطقة تينزاواتين تعرّضت أمس لما قال إنه «هجوم إرهابي» من طرف المتمردين الطوارق الذين وصفهم بـ«الإرهابيين».

وأضاف الجيش المالي في بيان صادر عن قيادة أركانه أنه تصدى للهجوم وأطلق عملية عسكرية واسعة لملاحقة المتمردين، مشيراً إلى أن «ردة فعل الجيش القوية لا تزال مستمرة، وقد كبّدت المجموعات الإرهابية خسائر ثقيلة»، وفق نص البيان. وتعهد الجيش نشر حصيلة العملية العسكرية في وقت لاحق.

صور من المعارك متداولة على وسائل التواصل الاجتماعي (فيسبوك)

المعركة الأخيرة

تعدّ مدينة تينزاواتين آخر معقلٍ يتمركز فيه المسلحون الطوارق الساعون إلى إقامة دولة مستقلة في شمال مالي، لتحمل اسم «أزواد»، وهم الذين سيطروا على شمال مالي عام 2012، ولكنهم فقدوا السيطرة عليه منذ أن أطلق الجيش المالي عام 2022، عملية عسكرية واسعة النطاق من أجل ما سماه «توحيد الأرض».

وتأتي هذه العملية العسكرية بأمر من المجلس العسكري الذي يحكم مالي منذ انقلاب 2020، قرّر بعده التخلي عن التحالف مع فرنسا، والتوجه نحو روسيا للحصول على أسلحة جديدة، ودعم في الميدان من مئات المقاتلين التابعين لمجموعة «فاغنر» الخاصة.

وسيطر الجيش المالي مطلع العام على مدينة كيدال، عاصمة شمال مالي والمدينة الأهم بالنسبة للطوارق، وأعلن الاثنين الماضي أنه سيطر على منطقة «إن - أفراك» الاستراتيجية الواقعة على بُعد 120 كلم شمال غرب تيساليت في منطقة كيدال.

حركة مسلحة من الطوارق في شمال مالي (أ.ف.ب)

وأطلق الجيش يوم الأربعاء عملية عسكرية للسيطرة على مدينة تينزاواتين القريبة جداً من الحدود مع الجزائر، فيما يمكن القول إنها آخر المعارك بين الطرفين، حين يحسمها الجيش المالي سيكون قد سيطر على كامل أراضيه.

ومنذ بداية العملية العسكرية الأخيرة فرّ المدنيون نحو الجانب الآخر من الحدود، ودخلوا أراضي الجزائر خوفاً من المعارك، وقال أحد سكان المنطقة: «منذ أول أمس، انتشرت شائعات عن هجمات. لقد لجأنا إلى الجزائر. اليوم سمعنا إطلاق نار. إنها اشتباكات بين الجيش المالي والروس ضد تنسيقية الحركات الأزوادية».