أعلن الجيش المالي أنه نجح في القضاء على 13 من مقاتلي تنظيم «داعش» خلال عملية عسكرية خاصة في منطقة «ميناكا» على الحدود مع النيجر، وأكد أنه قتل خلال العملية قيادياً بارزاً في التنظيم يدعى «عبد الوهاب ولد شعيب».
وقال الجيش المالي، في بيان صحافي نشره، الاثنين، إن القيادي في تنظيم «داعش» قُتل إثر ضربة جوية نفذتها مسيرة ضمن عملية (كيليتيغي) العسكرية، يوم 21 يناير (كانون الثاني) الجاري.
وأضاف المصدر نفسه أن العملية قُتل خلالها 13 من مقاتلي التنظيم، بالإضافة إلى تدمير سيارتين عابرتين للصحراء و13 دراجة نارية، فيما يبدو أنه استهداف لمجموعة مقاتلة كانت تتحرك بالقرب من قرية (إينارابان) التي تقع على بعد 60 كيلومتراً إلى الجنوب الغربي من مدينة (ميناكا)، أقصى شمال شرقي مالي، غير بعيد من الحدود مع النيجر.
وتشير مصادر محلية في المنطقة إلى أن قتلى تنظيم «داعش» في العملية كان من بينهم عدة قيادات، ولكن الشخصية الأبرز هي «عبد الوهاب ولد شعيب» الذي كان يتقلد منصب ممثل التنظيم لدى الوجهاء المحليين ورؤساء القرى الواقعة تحت سيطرة التنظيم.
ويتحدر «ولد شعيب» من أسرة تتكون من أربعة إخوة يسيطرون على مناصب قيادية في تنظيم «داعش» بمنطقة (ميناكا) المالية، فأخوه الأكبر ويدعى «علوان ولد شعيب» قُتل على يد الجيش المالي خلال عملية عسكرية يوم 26 نوفمبر (تشرين الثاني) من العام الماضي (2023)، وهو أحد الوجوه البارزة في التنظيم الإرهابي.
ولكن الأبرز من بين هؤلاء الإخوة يدعى «يوسف ولد شعيب»، تولّى القضاء وقيادة عمليات التنظيم في منطقة (ميناكا)، بل إنه كان يوصف بأنه أمير «داعش» في تلك المنطقة، ولكنه قتل منتصف عام 2022.
تضاربت الروايات حول أسباب مقتل «يوسف»، ففي حين روّج أنصار الجيش المالي إلى أنه قتل في أثناء عملية عسكرية، تقول الرواية المحلية إنه قتل في أثناء خلاف مع أحد مقاتلي التنظيم من الطوارق، تطور إلى عراك كان سبب مقتله، ولا يستبعد أن يكون واحد من إخوته خَلَفه في قيادة التنظيم.
وبعد مقتل «عبد الوهاب»، الأحد الماضي، لم يبق على قيد الحياة من هؤلاء الإخوة سوى واحد يدعى «الدده ولد شعيب»، الذي يعرف في الأوساط الجهادية بكنية (أبو الدرداء)، وسبق أن اعتقله الفرنسيون يونيو (حزيران) 2021، خلال عملية عسكرية على الحدود بين مالي والنيجر، شاركت فيها قوات برخان الفرنسية إلى جانب جيش النيجر.
وجرى اعتقال «الدده» في قرية (إينارابان)، نفس القرية التي قتل فيها «عبد الوهاب»، قبل أن يسلمه الفرنسيون إلى السلطات المالية التي أفرجت عنه مطلع يوليو (تموز) من العام الماضي، فيما قالت مصادر غير رسمية إنها صفقة مع التنظيم لم تكشف تفاصيلها.
ورغم شحّ المعلومات حول عملية الأحد الماضي، فإن المعلومات تؤكد أنها عبارة عن قصف جوي، شاركت فيه مسيرات مراقبة، ومروحيات عسكرية بالإضافة إلى مقاتلات، فيما رجحت مصادر أن يكون مقاتلون من مجموعة (فاغنر) الروسية الخاصة قد شاركوا في العملية.
وأشارت مصادر عسكرية مالية إلى أن العملية أسفرت عن اعتقال بعض مقاتلي التنظيم، فيما رجحت مصادر أخرى أن يكون من بينهم «الدده ولد شعيب»، وهو ما يعني أن وحدات مقاتلة برية شاركت في العملية، أو أن عملية إنزال تمت.
واحتفى الرئيس الانتقالي للبلاد العقيد آسيمي غويتا بالعملية العسكرية، خلال خطاب بثه التلفزيون الحكومي، مساء الاثنين، ووصف العملية بأنها «ضربة موجعة» لتنظيم «داعش» وكل المتحالفين معه.