قلق أممي بالغ إزاء الهجمات الدامية في نيجيريا

«بوكو حرام» تخوض معارك مع منافسين مرتبطين بتنظيم «داعش»

رد فعل ضحايا هجوم مسلّح في مخيم النازحين الداخلي في بوكوس، شمال وسط نيجيريا، الأربعاء حيث يقول المسؤولون النيجيريون والناجون إن ما لا يقل عن 140 شخصاً قُتلوا على يد مسلّحين هاجموا قرى نائية بولاية الهضبة شمال وسط البلاد (أ.ب)
رد فعل ضحايا هجوم مسلّح في مخيم النازحين الداخلي في بوكوس، شمال وسط نيجيريا، الأربعاء حيث يقول المسؤولون النيجيريون والناجون إن ما لا يقل عن 140 شخصاً قُتلوا على يد مسلّحين هاجموا قرى نائية بولاية الهضبة شمال وسط البلاد (أ.ب)
TT

قلق أممي بالغ إزاء الهجمات الدامية في نيجيريا

رد فعل ضحايا هجوم مسلّح في مخيم النازحين الداخلي في بوكوس، شمال وسط نيجيريا، الأربعاء حيث يقول المسؤولون النيجيريون والناجون إن ما لا يقل عن 140 شخصاً قُتلوا على يد مسلّحين هاجموا قرى نائية بولاية الهضبة شمال وسط البلاد (أ.ب)
رد فعل ضحايا هجوم مسلّح في مخيم النازحين الداخلي في بوكوس، شمال وسط نيجيريا، الأربعاء حيث يقول المسؤولون النيجيريون والناجون إن ما لا يقل عن 140 شخصاً قُتلوا على يد مسلّحين هاجموا قرى نائية بولاية الهضبة شمال وسط البلاد (أ.ب)

أعرب مفوض الأمم المتحدة السامي لحقوق الإنسان، الخميس، عن «قلقه العميق» إزاء سلسلة من الهجمات على قرى في وسط نيجيريا، خلّفت نحو 200 قتيل، وفق السلطات المحلية.

وشنّت الجماعات المسلّحة هجمات، بين مساء السبت وصباح الثلاثاء، في ولاية الهضبة النيجيرية، وهي منطقة تعاني منذ عدّة سنوات التوترات الدينية والعِرقية.

وتقع المنطقة على الخط الفاصل بين شمال نيجيريا، الذي تسكنه غالبية مُسلمة، وجنوبها الذي تسكنه غالبية مسيحية.

ضحية هجوم مسلّحين في شمال وسط نيجيريا يتلقى العلاج بمستشفى جامعة جوس التعليمي في جوس نيجيريا الأربعاء (أ.ب)

وقال مفوّض الأمم المتحدة، فولكر تورك، في بيان: «أشعر بقلق بالغ إزاء سلسلة الهجمات التي نفّذها مُسلّحون على مجتمعات ريفية متعدّدة في ولاية بلاتو».

وأضاف: «أدعو السلطات النيجيرية إلى التحقيق في هذا الحادث بشكل سريع وشامل ومستقلّ، بما يتوافق مع القانون الدولي لحقوق الإنسان، ومحاسبة المسؤولين عنه في محاكمات عادلة».

وأكد أنه «يجب كسر دائرة الإفلات من العقاب التي تُغذّي أعمال العنف المتكرّرة. ويجب على الحكومة أيضاً اتخاذ خطوات ذات معنى لمعالجة الأسباب الجذرية الكامنة، وضمان عدم تكرار هذا العنف المدمّر».

ويعاني شمال غربي نيجيريا ووسطها، منذ فترة طويلة، من الرعب الذي تسبّبه ميليشيات قطّاع الطرق التي تعمل انطلاقاً من عمق الغابات، وتُداهم القرى لنهب واختطاف السكان مقابل فدية.

ضحايا هجوم مسلّح على احتجاج في مخيم للنازحين في بوكوس، شمال وسط نيجيريا، الأربعاء 27 ديسمبر 2023، حيث يقول مسؤولون وناجون إن ما لا يقل عن 140 شخصاً قُتلوا على أيدس مسلّحين هاجموا قرى نائية بولاية الهضبة في شمال وسط البلاد (أ.ب)

وأدّى التنافس على الموارد الطبيعية بين الرعاة الرحّل والمزارعين، والذي اشتدَّ بسبب النمو السكاني السريع والضغوط المناخية، إلى تفاقم التوترات الاجتماعية وإثارة أعمال العنف.

وفي هذه الأثناء، يحتدم صراع جهادي في شمال شرقي نيجيريا منذ عام 2009 أسفر عن مقتل عشرات الآلاف من الأشخاص، وتشريد نحو مليونين، في حين تخوض «بوكو حرام» معارك مع منافسين مرتبطين بتنظيم «داعش».

وجعل الرئيس النيجيري بولا أحمد تينوبو معالجة انعدام الأمن أولوية منذ تولّيه منصبه في مايو (أيار)، في إطار سعيه لتشجيع الاستثمار الأجنبي في أكبر دولة إفريقية من حيث عدد السكان.


مقالات ذات صلة

وزير الخارجية المصري يؤكد ضرورة احتواء التصعيد في الضفة الغربية

شمال افريقيا وزير الخارجية المصري بدر عبد العاطي يستقبل سيجريد كاج كبيرة منسقي الأمم المتحدة للشئون الإنسانية وإعادة الإعمار في قطاع غزة (صفحة الخارجية المصرية عبر فيسبوك)

وزير الخارجية المصري يؤكد ضرورة احتواء التصعيد في الضفة الغربية

أكد وزير الخارجية المصري بدر عبد العاطي ضرورة احتواء التصعيد العسكري في الضفة الغربية، واضطلاع إسرائيل بمسؤولياتها في توفير الأمن للفلسطينيين.

«الشرق الأوسط» (القاهرة)
الولايات المتحدة​ دونالد ترمب وابنته إيفانكا (إ.ب.أ)

ترمب: إيفانكا رفضت أن تصبح سفيرة لدى الأمم المتحدة وفضّلت توفير فرص عمل للملايين

قال الرئيس الأميركي السابق، دونالد ترمب، إن ابنته إيفانكا كان ينبغي أن تكون سفيرة للأمم المتحدة، و«القادة الأكثر روعة» يأتون من أسكوتلندا مثل والدته.

«الشرق الأوسط» (واشنطن)
المشرق العربي برّي يتحدّث في ذكرى تغييب الإمام موسى الصدر (رئاسة البرلمان)

برّي يؤكد تمسّك لبنان بالـ«1701»: الطرف المطلوب إلزامه به هو إسرائيل

أكد رئيس البرلمان اللبناني نبيه برّي التزام لبنان بنود ومندرجات القرار الأممي رقم 1701، وتطبيقه حرفياً، مشيراً إلى أن الطرف الوحيد المطلوب إلزامه به هو إسرائيل.

«الشرق الأوسط» (بيروت)
المشرق العربي جندي من قوات «يونيفيل» يراقب من مرجعيون الحدودية في جنوب لبنان بلدتي الخيام اللبنانية والمطلة الإسرائيلية (إ.ب.أ)

ارتياح بعد تمديد ولاية «يونيفيل»: لبنان تحت المظلة الدولية

أرخى تمديد مجلس الأمن لمهمة قوات حفظ السلام الدولية العاملة في جنوب لبنان (يونيفيل) ارتياحاً لبنانياً؛ كونه يؤشر إلى أن الغطاء الدولي لا يزال موجوداً فوق لبنان.

نذير رضا (بيروت)
أوروبا ممثل الاتحاد الأوروبي للشؤون الخارجية والسياسة الأمنية جوزيب بوريل (د.ب.أ)

الاتحاد الأوروبي ملتزم بتوفير المساعدات لأوكرانيا من الأصول الروسية المجمَّدة

كشف الممثل السامي للاتحاد الأوروبي للشؤون الخارجية والسياسة الأمنية أن الاتحاد الأوروبي سيمضي في تعهده بتوفير المساعدات لأوكرانيا من أصول البنك المركزي الروسي.

«الشرق الأوسط» (بروكسل)

أكثر من 20 قتيلاً بقصف مُسيَّرات شمال مالي

عناصر من الجيش المالي في حالة استنفار (متداولة)
عناصر من الجيش المالي في حالة استنفار (متداولة)
TT

أكثر من 20 قتيلاً بقصف مُسيَّرات شمال مالي

عناصر من الجيش المالي في حالة استنفار (متداولة)
عناصر من الجيش المالي في حالة استنفار (متداولة)

أعلن الجيش المالي أنه نفَّذَ طلعات جوية وقصفاً لمنطقة في أقصى شمال شرقي البلاد، على الحدود مع الجزائر، أسفرت عن مقتل نحو 20 ممن وصفهم بأنهم «مسلحون إرهابيون»، بينما قالت الحركات المتمردة إن القصف استهدف المدنيين، وسقط فيه 26 من الأطفال والنساء الفارين من المعارك.

ووقع القصف يوم الأحد في محيط قرية تينزواتين، المحاذية للحدود المالية– الجزائرية، وهي التي وقعت فيها معارك نهاية يوليو (تموز) الماضي، بين المتمردين الطوارق والعرب من جهة، والجيش المالي و«فاغنر» من جهة أخرى، وانتهت بالقضاء على وحدة كاملة من الجيش المالي، ومقتل عشرات من مقاتلي «فاغنر».

ومع نهاية تلك المعارك، أعلن الجيش المالي أنه انسحب تكتيكياً، ولكنه لن يتوقف عن محاولة السيطرة على القرية التي تعد من آخر معاقل المتمردين الطوارق والعرب المتحالفين في «الإطار الاستراتيجي الدائم للدفاع عن الشعب الأزوادي»، وهي حركات تسعى لاستقلال إقليم أزواد في شمال مالي.

صور نشرها متمردون لأطفال قالوا إنهم قُتلوا في قصف مُسيَّرات تابعة للجيش المالي (المصدر: متمردون)

واستأنف الجيش المالي أعماله العسكرية ضد المتمردين بضربات جوية خاطفة، شنها يوم الأحد الماضي، وقال في بيان صادر أمس (الاثنين) إنه ضرب «أهدافاً إرهابية» وأردى «نحو عشرين مسلحاً».

وأوضح الجيش المالي في بيان صحافي، أن «مهمة استطلاع هجومية أتاحت رصد وتحديد هوية شاحنات صغيرة محملة بالعتاد الحربي، ومتمركزة بعناية في باحة عقار بتينزواتين»؛ مشيراً إلى أنه «بعد مراقبة دقيقة، تمكنت سلسلة ضربات من تدمير هذه الأهداف الإرهابية، وتحييد نحو 20 مسلحاً».

وأصدر الجيش المالي بياناً آخر قال فيه إن دورية تابعة له كانت تتحرك في المنطقة نفسها، وتحديداً في الطريق الرابط بين آنفيس وتساليت، عثرت على سيارتين عابرتين للصحراء، محملتين بالأسلحة والذخيرة.

وأضاف الجيش أن السيارتين تتبعان واحدة من «الجماعات الإرهابية»؛ مشيراً إلى أنه بعد مراقبة دقيقة للسيارتين، صدرت أوامر بتدخل سلاح الجو من أجل تدمير السيارتين والعتاد والأسلحة، وهو ما أكد الجيش أنه «تم بدقة عالية».

الرواية الأخرى

على صعيد آخر، قالت مصادر محلية إن القصف الأخير نفَّذته طائرات مُسيَّرة، وتجاوز عدد ضحاياه العشرين شخصاً، كان من بينهم أطفال، على حد تعبير ناشطين في الحركات المتمردة، ومسؤول محلي، ومسؤول في منظمة غير حكومية محلية، متحدثين إلى «وكالة الصحافة الفرنسية».

في غضون ذلك، قال الإطار الاستراتيجي الدائم للدفاع عن الشعب الأزوادي، إن حصيلة مؤقتة تشير إلى أن غارات الجيش أسفرت عن مقتل 21 شخصاً، بينهم 11 طفلاً. ودان الإطار الاستراتيجي الغارات بشدة، واصفاً ما حدث بأنه «إرهاب الدولة في مواجهة المدنيين العزل».

قوات «إيكواس» خلال تأديتها مهامها العسكرية في مالي (أرشيفية- رويترز)

وقال الإطار الاستراتيجي الذي يمثلُ المتمردين على الحكومة المركزية في باماكو، إن الغارة الأولى استهدفت مبنى صيدلية وعيادة متواضعة، قُتل خلالها صاحب العيادة، قبل أن تعود المُسيَّرة لتقصف التجمع حول القصف الأول، وكان أغلب الحاضرين من الأطفال.

وحسب رواية المتمردين، فإن الضحايا كان من بينهم أجانب ينحدرون من دول المنطقة، وخصوصاً من تشاد، هذا بالإضافة إلى عدد من الجرحى، بينما لم تصدر أي حصيلة رسمية ونهائية للقصف، وسط تضارب واسع في الروايات.

وطلب الإطار الاستراتيجي من المجتمع الدولي ومنظمات حقوق الإنسان ودول الجوار «إدانة هذا العمل، وتقديم الجناة لمحكمة العدل الدولية»، وفق تعبيره.

ووقع القصف في قرية صغيرة تدعى إخربان، وهي عبارة عن مركز للتبادل التجاري وسط الصحراء، غير بعيد من الحدود بين مالي والجزائر، وهي المنطقة نفسها التي تعيش منذ أشهر حالة حرب مفتوحة بين الحركات المسلحة المتمردة من جهة، والجيش المالي المدعوم بـ«فاغنر» من جهة أخرى.