المجلس العسكري في مالي يدين تسريع انسحاب القوات الأممية ويصفه «بالخيانة»

من المفترض أن تغادر بحلول 31 ديسمبر

قوات حفظ السلام التابعة للأمم المتحدة تقف للحراسة عند مدخل مركز اقتراع مغطى بالأعلام الانفصالية والكتابات التي تدعم إنشاء دولة أزواد المستقلة في كيدال( مالي) 27 يوليو 2013  (أ.ب)
قوات حفظ السلام التابعة للأمم المتحدة تقف للحراسة عند مدخل مركز اقتراع مغطى بالأعلام الانفصالية والكتابات التي تدعم إنشاء دولة أزواد المستقلة في كيدال( مالي) 27 يوليو 2013 (أ.ب)
TT

المجلس العسكري في مالي يدين تسريع انسحاب القوات الأممية ويصفه «بالخيانة»

قوات حفظ السلام التابعة للأمم المتحدة تقف للحراسة عند مدخل مركز اقتراع مغطى بالأعلام الانفصالية والكتابات التي تدعم إنشاء دولة أزواد المستقلة في كيدال( مالي) 27 يوليو 2013  (أ.ب)
قوات حفظ السلام التابعة للأمم المتحدة تقف للحراسة عند مدخل مركز اقتراع مغطى بالأعلام الانفصالية والكتابات التي تدعم إنشاء دولة أزواد المستقلة في كيدال( مالي) 27 يوليو 2013 (أ.ب)

​أدان المجلس العسكري الحاكم في مالي «الخيانة المتواصلة» فيما يتعلق بالانسحاب الحالي لقوة حفظ السلام التابعة للأمم المتحدة، واتهم فرنسا بمحاولة تسريع ما يصب في مصلحة الجماعات المتشددة.

وحصل العسكريون الذين وصلوا إلى السلطة بالقوة في عام 2020 من مجلس الأمن في يونيو (حزيران)، بعد تدهور العلاقات مع البعثة الأممية على مدى أشهر، على موافقة من أجل انسحاب البعثة التي نشرت عام 2013، من هذا البلد المعرض لخطر التمدد الجهادي ولأزمة عميقة متعددة الأبعاد.

ومن المفترض أن تغادر قوة حفظ السلام بحلول 31 ديسمبر (كانون الأول)، وقد سلمت حتى الآن أربعة معسكرات كانت تديرها إلى السلطات المالية، ومن المقرر أن تسلم عددا آخر منها في الأيام أو الأسابيع المقبلة في منطقة كيدال (شمال).

وعزز قرار المغادرة السباق المحموم للهيمنة على الأراضي بين الجهات المسلحة التي تسعى إلى بسط سيطرتها على مناطق واسعة في شمال مالي.

مواطنون يحملون علم مالي في مسيرة ضد وجود قوات حفظ السلام التابعة للأمم المتحدة (أ.ف.ب)

واستأنفت الجماعات الانفصالية، وغالبيتها من «الطوارق»، أنشطتها ضد السلطة المركزية، وكثفت جماعة «نصرة الإسلام والمسلمين»، التابعة لتنظيم «القاعدة»، من هجماتها ضد المواقع العسكرية.

وقد أثار التقدم في انسحاب قوة حفظ السلام، وهو عملية ضخمة تتم وسط خطر وقوع هجمات، انتقادات للبعثة للأممية من كل من السلطات ومن المتمردين.

وأقر مسؤول كبير في قوة حفظ السلام التابعة للأمم المتحدة، الحاج إبراهيما دينغ، في مقطع فيديو بثه التلفزيون الحكومي المالي مساء الثلاثاء، بأن «تطور الوضع الأمني على الأرض» يتطلب «عملية سريعة» ستنفذ، على حد قوله: «بالتشاور مع الأطراف كافة».

ورد المتحدث باسم الحكومة المالية، العقيد عبد الله مايغا، من جانبه، باتهام الحليف الفرنسي السابق بالعمل من أجل تسريع عمليات مغادرة البعثة الأممية.

وأكد في بيان بثه التلفزيون الحكومي مساء الأربعاء «لا تدخر اللجنة العسكرية الفرنسية أي جهد من أجل ترهيب قوة حفظ السلام وحثها على الهروب بدل الانسحاب المنظم».

وأضاف من دون أن يوضح لمن توجه تهمة الخيانة أن «أهداف هذا الهروب المنسق - بذريعة أسباب واهية، مع انتهاك للجدول الزمني، وتسليم المهام إلى السلطات المالية - تشكل خيانة أخرى من ضحاياها القوات المسلحة وقوات الأمن المالية، وتهدف إلى تسليح الجماعات الإرهابية».

وأعلنت قوة حفظ السلام، الاثنين، أنها قد تضطر إلى تدمير أو تعطيل المعدات «الحساسة» التي لن تتمكن من نقلها.

وأنهى المجلس العسكري تحالفه مع فرنسا في مكافحة الجهاديين، والتفت عسكريا وسياسيا إلى روسيا.


مقالات ذات صلة

إردوغان: تركيا ستعيد تقييم علاقاتها بأميركا بعد انتخاب رئيسها الجديد

شؤون إقليمية الرئيس التركي رجب طيب إردوغان متحدثاً أمام الجمعية العامة للأمم المتحدة الثلاثاء الماضي (الرئاسة التركية)

إردوغان: تركيا ستعيد تقييم علاقاتها بأميركا بعد انتخاب رئيسها الجديد

قال الرئيس التركي رجب طيب إردوغان إن بلاده ستعيد تقييم علاقاتها مع الولايات المتحدة عقب الانتخابات الرئاسية الأميركية في نوفمبر (تشرين الثاني) المقبل.

سعيد عبد الرازق (أنقرة:)
أفريقيا صورة أرشيفية لمتظاهرة تحمل علم بنين خارج البرلمان في العاصمة بورتو نوفو أبريل 2017 (أ.ف.ب)

محاولة انقلابية فاشلة في دولة بنين

أعلنت السلطات في دولة بنين اعتقال قائد الحرس الجمهوري ورجل أعمال مُقرّب من رئيس البلاد ووزير سابق في الحكومة، إثر تورّطهم في مخطط لقلب نظام الحكم بالقوة.

الشيخ محمد (نواكشوط)
أوروبا عنصرا أمن يقتادان منفذ هجوم الطعن في زولينغن إلى التحقيق (د.ب.أ)

حملة تفتيش جديدة للشرطة الألمانية على خلفية هجوم إرهابي

على خلفية الهجوم الإرهابي الذي وقع أخيراً في مدينة زولينغن الألمانية، أجرت الشرطة مرة أخرى حملة تفتيش في إحدى المناطق بالمدينة. وقالت مصادر أمنية، إن قوات…

«الشرق الأوسط» (برلين)
الخليج الملتقى سيشهد على مدى 3 أيام أوراقاً علمية وحلقات نقاش بمشاركة عربية ودولية (الشرق الأوسط)

الرياض تستضيف ملتقى حول الذكاء الاصطناعي في المجالات الأمنية

بدأت في الرياض، الثلاثاء، أعمال «الملتقى الثاني لاستخدامات الذكاء الاصطناعي في المجالات الأمنية: التركيز على مكافحة الإرهاب والجريمة المنظمة».

غازي الحارثي (الرياض)
شمال افريقيا عربات عسكرية في واغادوغو (أرشيفية رويترز)

بعد «هجوم باماكو»... عواصم دول الساحل تعيش حالة طوارئ غير معلنة

أعلنت سلطات بوركينا فاسو أن سيارات الإسعاف والمركبات الدبلوماسية وعربات نقل الموتى، ستخضع للتفتيش في العاصمة واغادوغو خشية استغلالها لشن هجوم إرهابي.

الشيخ محمد (نواكشوط)

77 قتيلاً على الأقل بالهجوم الإرهابي في باماكو

جانب من العاصمة باماكو خلال الهجوم (أ.ب)
جانب من العاصمة باماكو خلال الهجوم (أ.ب)
TT

77 قتيلاً على الأقل بالهجوم الإرهابي في باماكو

جانب من العاصمة باماكو خلال الهجوم (أ.ب)
جانب من العاصمة باماكو خلال الهجوم (أ.ب)

خلّف الهجوم الإرهابي في العاصمة المالية باماكو، الذي استهدف معسكراً لتدريب الشرطة العسكرية ومطاراً عسكرياً تتمركز فيهما عناصر من مجموعة «فاغنر» الروسية، أكثر من 70 قتيلاً و200 جريح، وفق ما أفادت مصادر أمنية الخميس.

وأفاد مصدر أمني «وكالة الصحافة الفرنسية» -طالباً عدم كشف اسمه- بأن 77 شخصاً قتلوا وأصيب 255 آخرون في الهجمات التي وقعت الثلاثاء في باماكو، في حين قدّرت وثيقة رسمية سرية عدد القتلى بنحو 100، ذاكرة أسماء 81 ضحية.

وذكرت صحيفة «لوسوار» اليومية في عددها الصادر الخميس، أن جنازات نحو 50 طالباً من الشرطة العسكرية ستتم في اليوم نفسه.

من الانفلات الذي رافق الهجوم الإرهابي في شوارع العاصمة المالية (إ.ب.أ)

ولم تعلن السلطات العسكرية في مالي الحصيلة النهائية لضحايا الهجمات الإرهابية التي تبنتها «جماعة نصرة الإسلام والمسلمين» المرتبطة بتنظيم «القاعدة» الإرهابي... ويقول خبراء إن هذه العملية «هي الأولى من نوعها منذ سنوات، ووجهت ضربة قوية للمجلس العسكري الحاكم».

وعادةً ما تكون العاصمة المالية بمنأى عن هذا النوع من الهجمات التي تقع بشكل شبه يومي في بعض الأجزاء من الدولة الواقعة في غرب أفريقيا.

واعترفت هيئة الأركان العامة في وقت متأخر الثلاثاء بـ«سقوط بعض القتلى»، ولا سيما أفراد من مركز الشرطة العسكرية.

من جهتها، أعلنت «جماعة نصرة الإسلام والمسلمين» الإرهابية، أن عشرات من عناصرها أوقعوا «مئات» القتلى والجرحى، بينهم عناصر من مجموعة «فاغنر» العسكرية الروسية.

ووقع الهجوم غداة احتفال مالي والنيجر وبوركينا فاسو، التي تقودها أنظمة عسكرية، بمرور عام على إنشائها «تحالف دول الساحل». وتخضع الدول الثلاث لحكم عسكري بعد سلسلة من الانقلابات منذ عام 2020، وأعلنت في يناير (كانون الثاني) قطع علاقاتها مع التكتل الإقليمي «الجماعة الاقتصادية لدول غرب أفريقيا» (إكواس).