ما السبب وراء تكرار الانقلابات في أفريقيا؟

احتفالات بالانقلاب العسكري في شوارع الغابون (إ.ب.أ)
احتفالات بالانقلاب العسكري في شوارع الغابون (إ.ب.أ)
TT

ما السبب وراء تكرار الانقلابات في أفريقيا؟

احتفالات بالانقلاب العسكري في شوارع الغابون (إ.ب.أ)
احتفالات بالانقلاب العسكري في شوارع الغابون (إ.ب.أ)

بعد إعلان الإطاحة بالرئيس في الغابون، خرج الكثيرون للاحتفال في الشوارع بعد حكم عائلة بونغو الذي استمر 55 عاماً.

بات هذا مشهدا مألوفا في غرب ووسط أفريقيا التي شهدت ثمانية انقلابات منذ عام 2020.

«إنه تعبير عن حالة الاستياء الشعبي، كنا نعيش أزمة متفاقمة على جميع الأصعدة نتيجة الحكم السيئ وارتفاع أسعار الغذاء وتكاليف المعيشة»، كما قال هيرمان نجولو أحد سكان العاصمة ليبرفيل.

وفي تقرير لـ«أسوشييتد برس»، شهدت أفريقيا نحو مائة انقلاب عسكري منذ الخمسينات، ويقول المحللون إن تكرار الانقلابات عادة ما يكون الدافع وراءه هو تضاؤل مكاسب الديمقراطية.

وبحسب مؤشر الأمم المتحدة للتنمية البشرية نجد أن 27 دولة أفريقية من أصل 54 من بين الثلاثين الأقل نموا في العالم، وعلى الرغم من غنى مواردها الطبيعية فإنها لا تنعكس على مواطنيها، وتقع أغلب تلك الدول في غرب ووسط القارة.

أشارت استطلاعات للرأي أجرتها شبكة الأبحاث «أفروباروميتر» لعام 2023 إلى أن معظم المشاركين يرون أن الانتخابات «أداة غير كاملة ولكنها أساسية لاختيار قادتهم».

ففي الغابون مؤخرا، حدث الانقلاب فور إعلان فوز الرئيس في الانتخابات التي لأول مرة يمنع المراقبون الدوليون من المشاركة فيها.

وفي رأي تيسيكي كاسامبالا، مدير برامج أفريقيا في منظمة «فريدم هاوس» بواشنطن، لا يعد استبعاد المراقبين أمرا غير عادي في منطقة من المعروف عنها تزوير الانتخابات، وحيث يسعى الزعماء إلى تمديد مدة بقائهم في الحكم أو إجراء تعديلات على القيود المفروضة بهذا الشأن وبالتالي تسود حالة عامة من الاستياء والإحباط بين المواطنين.

وفي المقابل، عادة ما تفشل العقوبات الدولية المفروضة لوقف الانقلابات في أفريقيا، بل تؤدي فقط إلى المزيد من الضغوطات على من يعانون بالفعل من ارتفاع معدلات الفقر والجوع.

في هذا السياق استشهد عمر أليو توراي رئيس مفوضية المجموعة الاقتصادية لدول غرب أفريقيا (إيكواس) بما حدث في النيجر مثلا، وهي ثالث دول العالم الأقل نموا، وحيث 4.3 مليون شخص في حاجة للمعونات الإنسانية، هناك، تسببت محاولات فرض عقوبات دولية لوقف الانقلاب في يوليو (تموز) الماضي في كارثة اجتماعية - اقتصادية شديدة.

في ختام التقرير، يقول أديكويا إن «الأفارقة لا يطالبون بالكثير، بعض التعديلات البسيطة فيما يخص ثروات بلادهم والإحساس بالأمان وانتخابات نزيهة».


مقالات ذات صلة

تركيا: غضب واسع بعد فصل ضباط من الجيش أدوا قسم الولاء لأتاتورك

شؤون إقليمية الملازمون المتخرجون حديثاً في أغسطس الماضي خلال أداء قسم الولاء لأتاتورك رافعين سيوفهم (أرشيفية - إكس)

تركيا: غضب واسع بعد فصل ضباط من الجيش أدوا قسم الولاء لأتاتورك

أشعل إعلان وزارة الدفاع التركية فصل 5 ضباط جدد برتبة ملازم و3 من رؤسائهم المباشرين من الخدمة، بسبب أداء قسم الولاء لأتاتورك، غضباً واسعاً.

سعيد عبد الرازق (أنقرة)
آسيا أحزاب المعارضة تتقدم بطلب لعزل الرئيس (رويترز)

ضغوط على رئيس كوريا الجنوبية للتنحي

واجه رئيس كوريا الجنوبية يون سوك يول، أمس، ضغوطاً تطالبه بالتنحي من منصبه، وذلك بعد ساعات من إلغائه الأحكام العرفية التي فرضها لفترة وجيزة، ودفعت قوات الجيش.

«الشرق الأوسط» (سيول)
آسيا متظاهرون يطالبون باستقالة الرئيس الكوري الجنوبي يون سوك يول أمام الجمعية العامة في سيول (أ.ف.ب)

مطالب بعزل رئيس كوريا الجنوبية رغم تراجعه عن الأحكام العرفية

واصل المسؤولون في إدارة الرئيس الأميركي جو بايدن مراقبة التطورات الدراماتيكية عن كثب في كوريا الجنوبية، حيث تتواصل الضغوط لعزل الرئيس يون سوك يول.

علي بردى (واشنطن) «الشرق الأوسط» (سيول)
أميركا اللاتينية الرئيس البرازيلي السابق جايير بولسونارو (أ.ف.ب)

الشرطة البرازيلية: بولسونارو شارك في محاولة انقلاب 2022

خلص تقرير للشرطة البرازيلية نشر الثلاثاء إلى أن الرئيس السابق جايير بولسونارو "شارك بشكل فاعل" في محاولة انقلاب في العام 2022.

«الشرق الأوسط» (برازيليا)
أميركا اللاتينية الرئيس البرازيلي السابق جايير بولسونارو (وسط) يحضر حفل تخرج للطلاب في أكاديمية عسكرية في ولاية ريو دي جانيرو بالبرازيل 26 نوفمبر 2022 (أ.ف.ب)

الشرطة البرازيلية تتهم الرئيس السابق بولسونارو بمحاولة الانقلاب عام 2022

قالت الشرطة الفيدرالية البرازيلية، اليوم الخميس، إنها وجهت الاتهامات للرئيس السابق جايير بولسونارو و36 شخصاً آخرين بتهمة محاولة الانقلاب عام 2022.

«الشرق الأوسط» (ساو باولو)

نيجيريا: 7 قتلى في هجمات إرهابية نفّذتها «بوكو حرام»

امرأة تنعى أحد أفراد أسرتها بعد هجوم شنّه مسلحون على مجتمع زيكي الزراعي شمال وسط نيجيريا الثلاثاء 15 أبريل 2025 (أ.ب)
امرأة تنعى أحد أفراد أسرتها بعد هجوم شنّه مسلحون على مجتمع زيكي الزراعي شمال وسط نيجيريا الثلاثاء 15 أبريل 2025 (أ.ب)
TT

نيجيريا: 7 قتلى في هجمات إرهابية نفّذتها «بوكو حرام»

امرأة تنعى أحد أفراد أسرتها بعد هجوم شنّه مسلحون على مجتمع زيكي الزراعي شمال وسط نيجيريا الثلاثاء 15 أبريل 2025 (أ.ب)
امرأة تنعى أحد أفراد أسرتها بعد هجوم شنّه مسلحون على مجتمع زيكي الزراعي شمال وسط نيجيريا الثلاثاء 15 أبريل 2025 (أ.ب)

أكّدت السلطات المحلية في منطقة «هونغ»، بولاية أداماوا، الواقعة شمال شرقي نيجيريا، الأربعاء، مقتل 7 أشخاص على الأقل في سلسلة هجمات إرهابية نفّذتها عناصر من جماعة «بوكو حرام» ضمن موجة جديدة من العنف في البلد الواقع غرب أفريقيا.

وقال رئيس المجلس المحلي لمنطقة «هونغ»، عثمان واكاندا، في اتصال هاتفي مع صحف محلية أمس، إن سلسلة الهجمات الإرهابية خلّفت 7 قتلى في صفوف المدنيين.

في غضون ذلك، قال سكان محليون، في حديث مع صحف محلية، إن قريتي «بانغا» و«لاره» في منطقة «هونغ»، كانتا مسرحاً للهجمات الأخيرة، حيث اجتاح المسلحون القريتين، يوم الثلاثاء، وخلّفوا وراءهم عدداً من القتلى في صفوف المدنيين، ودماراً كبيراً في القريتين.

وأكدت نفس المصادر أن من بين القتلى أحد أفراد الحراسة الأهلية، وهي ميليشيا محلية لحماية القرى ولمساندة الجيش في حربه على الإرهاب، وقد قتل هذا الحارس إثر انفجار قنبلة في قرية «بانغا».

كما قتل 3 أشخاص في قرية «بانغا»؛ وقالت المصادر المحلية إن القتلى هم رجلان أُطلق عليهما مقاتلو «بوكو حرام» النار مباشرة، وامرأة توفيت بعد سقوطها أثناء محاولة الفرار.

وفي قرية «لاره» المجاورة قتل شخصان، ما رفع حصيلة الضحايا في القريتين إلى 6 أشخاص، غير أن مصدراً موثوقاً أكّد في وقت لاحق أن العدد الحقيقي للقتلى ارتفع إلى 7 قتلى.

من جهة أخرى، خلّفت الهجمات خسائر مادية، حيث دُمّرت سيارة شرطة تابعة لمركز «غاراها» كانت متمركزة في قرية «بانغا»، وجرى تفجير السيارة باستخدام قنبلة زرعها عناصر من «بوكو حرام»، ونجا جميع أفراد الطاقم، إذ كانوا قد غادروا المركبة قبل الانفجار.

وتحدثت مصادر محلية عن اختفاء طفل أثناء الهجمات الإرهابية، وقال شاهد عيان: «هاتفه يرن... لكن لا أحد يجيب».

وتأتي هذه الهجمات بعد أقل من أسبوع على تصريحات زعيم تقليدي بارز في منطقة «هونغ»، تعهّد فيها بأن جماعة «بوكو حرام» لن تجد موطئ قدم في منطقته بعد اليوم، لتكون بذلك الهجمات رسالة من التنظيم الإرهابي للردّ على تصريحات الزعيم التقليدي.

تصاعد العنف

وتشهد نيجيريا منذ عدة أشهر تصاعد وتيرة العنف في شمال شرقي البلاد، حيث قتل 8 أشخاص، وأصيب 21 آخرون، السبت الماضي، في انفجار لغم أرضي بحافلة في ولاية «بورنو» شمال شرقي البلاد.

وقال حاكم الولاية، باباغانا أومارا زولوم، إن لغماً أرضياً يشتبه بأن عناصر «بوكو حرام» زرعوه على الطريق السريع، البالغ طوله 100 كيلومتر، الذي يربط بين عاصمة الولاية «مايدوغوري» وبلدة «دامبوا»، انفجر لدى مرور الحافلة.

وأضاف الحاكم أن الطريق السريع «دامبوا - مايدوغوري» كان يشهد فترة هدوء بعد سلسلة انفجارات لألغام أرضية استهدفت مركبات العام الماضي، ما دفع القوات التي تقاتل الإرهابيين إلى إغلاقه لعدة أشهر لأسباب أمنية.

وأشار زولوم إلى أن الجهاديين تمكّنوا من «زرع عبوة ناسفة بسبب انعدام حركة المركبات على طول الطريق». وأضاف: «سنضمن استمرار حركة السير من مايدوغوري إلى دامبوا».

استهداف أنابيب النفط

على صعيد آخر، أعلنت مجموعتان مسلحتان من منطقة دلتا النيجر الغنية بالنفط في جنوب نيجيريا مسؤوليتهما، الأحد، عن هجمات مسلحة استهدفت مؤخراً منشآت نفط. وقال «جيش تحرير دلتا النيجر وباكاسي» و«حركة تحرير دلتا النيجر»، في بيان، إنهما هاجمتا «خط أنابيب رئيسياً» يؤدي إلى محطة نفط في ولاية بايلسا.

وأعلن المسلحون، في البيان، أن «هذه الهجمات بداية حملة تهدف إلى طرد مغتصبي السلطة الشرعية للشعب من ولاية ريفرز».

وتخوض هذه الحركات تمرداً مسلحاً ضد السلطات المركزية في نيجيريا، لكنها غير مرتبطة بالجماعات الإرهابية في شمال وشرق البلاد، رغم أنها تستغل الوضع الأمني الصعب في نيجيريا، وانشغال الجيش في حربه ضد «بوكو حرام» و«داعش».

في غضون ذلك، أعلنت شركة النفط النيجيرية «أواندو»، التي اشترت منشآت كانت تديرها مجموعة أجيب الإيطالية، لوكالة الأنباء النيجيرية الرسمية، خلال عطلة نهاية الأسبوع، أن «3 هجمات منفصلة استهدفت خطوط الأنابيب التابعة لها الأسبوع الماضي».

وأعلن وزير البترول هاينكن لوكبوبيري، في بيان، بعد تفقد الموقع المستهدف: «إنه خط أنابيب رئيسي، وكل يوم إغلاق يؤدي إلى خسائر فادحة في الإيرادات، ليس للحكومة الفيدرالية فقط، لكن للشركة والمجتمعات المحلية أيضاً».