عدوى الانقلابات الأفريقية تضرب الغابون

الجنرالات أزاحوا الرئيس بونغو بعد انتخابات متنازع عليها... وإدانات دولية


لقطة من فيديو إعلان قيادات عسكرية الانقلاب في الغابون (أ.ب)
لقطة من فيديو إعلان قيادات عسكرية الانقلاب في الغابون (أ.ب)
TT

عدوى الانقلابات الأفريقية تضرب الغابون


لقطة من فيديو إعلان قيادات عسكرية الانقلاب في الغابون (أ.ب)
لقطة من فيديو إعلان قيادات عسكرية الانقلاب في الغابون (أ.ب)

انتقلت عدوى الانقلابات الأفريقية من غرب القارة إلى وسطها، وأصبحت الغابون آخر دولة يستولي فيها العسكريون على الحكم بعد إزاحة الرئيس علي بونغو ووضعه رهن الإقامة الجبرية.

وأعلن انقلابيو الغابون الجنرال برايس نغيما قائداً للمرحلة الانتقالية، بعد ساعات من عزل الرئيس بونغو، الذي تحكم عائلته الغابون منذ 55 عاماً، والذي فاز بولاية ثالثة في انتخابات متنازع عليها وفق نتائج أُعلنت فجر أمس (الأربعاء).

ودعا بونغو، في مقطع انتشر على منصات التواصل الاجتماعي، «جميع الأصدقاء» إلى «رفع أصواتهم بشأن الأشخاص الذين اعتقلوني وعائلتي»، مؤكّداً أنه في «منزله».

ولم تتأخر ردود الفعل الدولية على الانقلاب في هذه المستعمرة الفرنسية السابقة الغنية بالنفط. فقد دعت الصين إلى «ضمان أمن» الرئيس علي بونغو، في حين أدانت باريس «الانقلاب العسكري»، وأعربت روسيا عن «قلقها العميق»، بينما عدّت دول الكومنولث الوضع في الغابون «مثيراً للقلق»، مذكّرة البلاد بالتزاماتها في ما يتعلق باحترام الديموقراطية.

من جهته، أدان الأمين العام للأمم المتحدة أنطونيو غوتيريش «بشدة محاولة الانقلاب الجارية» في الغابون، داعياً جميع الأطراف إلى «ضبط النفس» و«الحوار»، بحسب ما نقل عنه المتحدث باسمه ستيفان دوجاريك.

وبرر العسكريون الانقلاب بـ«الدفاع عن السلام من خلال إنهاء النظام القائم»، وألغوا نتائج الانتخابات العامة التي جرت في 26 أغسطس (آب). كما أعلنوا توقيف ابن الرئيس وعدد من مستشاريه بتهم «الخيانة العظمى لمؤسسات الدولة واختلاس أموال عامة على نطاق واسع واختلاس مالي دولي ضمن عصابة منظمة والتزوير وتزوير توقيع رئيس الجمهورية والفساد والاتجار بالمخدرات».



عدد النازحين داخلياً في أفريقيا ازداد 3 مرات خلال 15 عاماً

سودانيون فارُّون من منطقة الجزيرة السودانية يصلون إلى مخيم «زمزم» للنازحين (أ.ف.ب)
سودانيون فارُّون من منطقة الجزيرة السودانية يصلون إلى مخيم «زمزم» للنازحين (أ.ف.ب)
TT

عدد النازحين داخلياً في أفريقيا ازداد 3 مرات خلال 15 عاماً

سودانيون فارُّون من منطقة الجزيرة السودانية يصلون إلى مخيم «زمزم» للنازحين (أ.ف.ب)
سودانيون فارُّون من منطقة الجزيرة السودانية يصلون إلى مخيم «زمزم» للنازحين (أ.ف.ب)

أدت النزاعات وأعمال العنف والكوارث الطبيعية في أفريقيا إلى زيادة كبيرة في عدد الأشخاص الذين أجبروا على مغادرة منازلهم، ووصل عدد النازحين داخلياً إلى 35 مليوناً بنهاية العام الماضي، وفق «مركز رصد النزوح الداخلي».

وقالت مديرة المركز، ألكسندرا بيلاك، لـ«وكالة الصحافة الفرنسية» إن النازحين داخلياً الأفارقة يمثلون وحدهم نحو نصف عدد الأشخاص الذين أجبروا على الفرار من منازلهم في كل أنحاء العالم للعثور على ملاذ في مكان آخر ببلادهم.

وأضافت: «لقد شهدنا ارتفاع عدد النازحين داخلياً في القارة الأفريقية 3 مرات خلال الـ15 عاماً الماضية»، مضيفة أن «معظم حالات النزوح الداخلي هذه ناجمة عن النزاعات وأعمال العنف والكوارث الطبيعية».

ويظهر تقرير صادر عن «مركز رصد النزوح الداخلي» أن «المستويات المتصاعدة من الصراعات والعنف مسؤولة عن النزوح الداخلي لنحو 32.5 مليون شخص في أفريقيا. وقد نزح 80 في المائة منهم في 5 بلدان هي: جمهورية الكونغو الديمقراطية وإثيوبيا ونيجيريا والصومال والسودان».

وأشار المركز إلى أن «اتفاقية الاتحاد الأفريقي لحماية ومساعدة النازحين داخلياً في أفريقيا (اتفاق كمبالا)» أداة مهمة لمعالجة المشكلة.

ووضع هذا الاتفاق، الذي اعتُمد في عام 2009 ودخل حيز التنفيذ خلال ديسمبر (كانون الأول) 2012، معياراً دولياً بوصفه الاتفاق الإقليمي الأول والوحيد الملزم قانوناً بشأن النزوح الداخلي.

ومذاك، صادقت 24 دولة أفريقية على الاتفاق، ووضع كثير منها أطراً قانونية وقدمت استثمارات كبيرة لمعالجة المشكلة. لكن الحكومات تجد صعوبة في التعامل معها.

وعدّت بيلاك أن «مفتاح المشكلة» يكمن في «فعل المزيد بشأن بناء السلام والدبلوماسية وتحويل الصراعات».