بعد الانقلاب العسكري... 5 حقائق عن الغابون

صورة من فيديو مأخوذ من محطة «غابون 24» تظهر جنوداً غابونيين يحملون الجنرال بريس أوليغوي نغيما (في الوسط) رئيس الحرس الرئاسي للرئيس المخلوع علي بونغو أونديمبا (أ.ف.ب)
صورة من فيديو مأخوذ من محطة «غابون 24» تظهر جنوداً غابونيين يحملون الجنرال بريس أوليغوي نغيما (في الوسط) رئيس الحرس الرئاسي للرئيس المخلوع علي بونغو أونديمبا (أ.ف.ب)
TT

بعد الانقلاب العسكري... 5 حقائق عن الغابون

صورة من فيديو مأخوذ من محطة «غابون 24» تظهر جنوداً غابونيين يحملون الجنرال بريس أوليغوي نغيما (في الوسط) رئيس الحرس الرئاسي للرئيس المخلوع علي بونغو أونديمبا (أ.ف.ب)
صورة من فيديو مأخوذ من محطة «غابون 24» تظهر جنوداً غابونيين يحملون الجنرال بريس أوليغوي نغيما (في الوسط) رئيس الحرس الرئاسي للرئيس المخلوع علي بونغو أونديمبا (أ.ف.ب)

وقع انقلاب عسكري اليوم (الأربعاء) في الغابون، البلد الواقع في وسط أفريقيا والغني بالنفط، حيث أعلن عسكريون اليوم (الأربعاء) «إنهاء النظام القائم»، بُعيد إعلان النتائج الرسمية للانتخابات الرئاسية التي أُجريت في 26 أغسطس (آب)، وأعلنت فوز الرئيس علي بونغو بولاية ثالثة.

عائلة بونغو في الحكم منذ أكثر من 55 عاماً

حكم ثلاثة رؤساء فقط الغابون منذ استقلاله عن فرنسا عام 1960. وقاده عمر بونغو أونديمبا لأكثر من 41 عاماً، حتى انتخاب ابنه علي بعد وفاته عام 2009.

كان عمر بونغو، الذي يحظى باحترام لوساطاته في أزمات أفريقية كثيرة، العمود الفقري لما يسمّى بـ«أفريقيا الفرنسية» وهو نظام العلاقات السياسية والتجارية القائمة بين باريس ومستعمراتها السابقة في القارة السمراء.

وفور وصوله إلى الحكم، نأى ابنه علي بنفسه ظاهرياً عن القوة الاستعمارية السابقة، وفقاً لوكالة الصحافة الفرنسية.

إلا أنّ تسعة من أبنائه الآخرين متّهمون في تحقيق يجريه القضاء الفرنسي منذ 2010 بشأن «مكاسب غير مشروعة»، وهي عقارات تمّ شراؤها في فرنسا بأموال عامة مختلسة من الغابون.

وكانت باسكالين، إحدى بنات عمر بونغو،على علاقة بأسطورة الريغي بوب مارلي الذي دعته ليؤدي عرضاً في الغابون بمناسبة عيد ميلاد والدها. وكان ذلك من أوائل العروض التي أداها المغنّي الجامايكي في أفريقيا في يناير (كانون الثاني) 1980.

نفط وخشب ومنغنيز

تعد الغابون إحدى الدول الأفريقية الأكثر ثراءً لناحية الناتج الإجمالي المحلي للفرد الواحد (8,820 دولاراً عام 2022)، بفضل النفط والخشب والمنغنيز، وعدد سكانه المنخفض (2,3 مليون نسمة).

وهو من أول منتجي الذهب الأسود في أفريقيا جنوب الصحراء. عام 2020، شكّل النفط 38,5 في المائة من ناتجه المحلي الإجمالي و70,5 في المائة من مجموع صادراته، وفق البنك الدولي.

إلا أنّ الاقتصاد الذي تعجز السلطات عن تنويعه بشكل كافٍ، لا يزال يعتمد إلى حدّ بعيد على المحروقات، ويعيش فرد واحد من أصل كل ثلاثة تحت خط الفقر؛ وفق أرقام أُعلنت أواخر عام 2022، وفق البنك الدولي.

سيدة تحتفل بالانقلاب في الغابون (رويترز)

88 % غابات

يصف البنك الدولي البلد الذي تحتلّ الغابات 88 في المائة من مساحته البالغة 268 ألف كيلومتر مربع، بأنه «ممتصّ كبير للكربون ورائد في مبادرات صافي الانبعاثات الصفرية»، وذلك نتيجة الجهود المبذولة لتخفيض الانبعاثات، والحفاظ على غابته الاستوائية الكبرى.

يتمتّع الغابون بنظام بيئي غني. وتُعد حدائقه الوطنية موطناً للأنواع المستوطنة والثدييات الرمزية؛ مثل فيل الغابات والغوريلا والشمبانزي والفهد وكثير من أنواع البنغول (آكل النمل الحرشفي).

وتسجّل البلاد واحداً من أعلى معدلات التحضر في القارة، حيث يعيش أكثر من أربعة مواطنين من أصل كلّ خمسة في المدن. وتضمّ ليبرفيل وبورت جنتيل، العاصمة الاقتصادية، وحدهما نحو 60 في المائة من السكان.

نبتة ذات مؤثرات عقلية

نبتة الإيبوغا التي تحتوي على مواد المؤثّرات العقلية، هي شجيرة مستوطنة في الغابات الاستوائية في وسط أفريقيا. وتُستخدم في الغابون على شكل مسحوق لحاء يُستخرج من جذوعها، في احتفالات «بويتي»، وهي طقوس تقليدية.

منذ حوالي خمسين عاماً، تجاوزت النبتة استخدامها التقليدي بسبب الخصائص الطبية للإيبوغا، أحد مكوّناتها النشطة، التي تتمتّع بخصائص مضادة للإدمان. لكنّ الإيبوغا تُعد مادة مخدّرة في الولايات المتحدة ودول أوروبية عدة مثل فرنسا.

نبتة الإيبوغا (أرشيفية - أ.ف.ب)

معظم كميّات الإيبوغا المستخدمة في العيادات التي ظهرت في أنحاء العالم كافة (كوستاريكا والمكسيك ونيوزيلندا وهولندا وغيرها...)، لمعالجة مدمني المخدرات أو مساعدة ضحايا اضطراب ما بعد الصدمة، تأتي من التصدير غير القانوني.

وخشية نفاد هذه النبتة نتيجة الحصاد غير القانوني، اعتمد الغابون إطاراً جديداً لبيعها.

لاعب كرة قدم شهير

النجم العالمي بيار إيميريك أوباميانغ هو لاعب كرة القدم الأكثر شهرةً في الغابون.

ولعب المهاجم البالغ 34 عاماً الذي تعاقد مؤخراً مع نادي مرسيليا الفرنسي لمدة ثلاث سنوات، لصالح ليل وموناكو وسانت إتيان، وكذلك بوروسيا دورتموند الألماني وآرسنال الإنجليزي، بعد أن تدرّب مع ميلان الإيطالي.


مقالات ذات صلة

الشرطة البرازيلية تتهم الرئيس السابق بولسونارو بمحاولة الانقلاب عام 2022

أميركا اللاتينية الرئيس البرازيلي السابق جايير بولسونارو (وسط) يحضر حفل تخرج للطلاب في أكاديمية عسكرية في ولاية ريو دي جانيرو بالبرازيل 26 نوفمبر 2022 (أ.ف.ب)

الشرطة البرازيلية تتهم الرئيس السابق بولسونارو بمحاولة الانقلاب عام 2022

قالت الشرطة الفيدرالية البرازيلية، اليوم الخميس، إنها وجهت الاتهامات للرئيس السابق جايير بولسونارو و36 شخصاً آخرين بتهمة محاولة الانقلاب عام 2022.

«الشرق الأوسط» (ساو باولو)
أميركا اللاتينية وفقاً للتحقيق خطط الانقلابيون لقتل رئيس البلاد لولا دا سيلفا ونائبه جيرالدو ألكمين وقاضي المحكمة العليا ألكسندر دي مورايس (رويترز)

البرازيل: اعتقال 5 ضباط بتهمة التخطيط للانقلاب على الرئيس لولا دا سيلفا

قالت السلطات البرازيلية، الثلاثاء، إن شرطة البلاد اعتقلت 5 ضباط متهمين بالتخطيط لانقلاب تضمن خططاً للإطاحة بالحكومة بعد انتخابات 2022 وقتل الرئيس.

«الشرق الأوسط» (ساو باولو)
أفريقيا صورة أرشيفية لمتظاهرة تحمل علم بنين خارج البرلمان في العاصمة بورتو نوفو أبريل 2017 (أ.ف.ب)

محاولة انقلابية فاشلة في دولة بنين

أعلنت السلطات في دولة بنين اعتقال قائد الحرس الجمهوري ورجل أعمال مُقرّب من رئيس البلاد ووزير سابق في الحكومة، إثر تورّطهم في مخطط لقلب نظام الحكم بالقوة.

الشيخ محمد (نواكشوط)
أفريقيا المواطن الأميركي بنجامين ريوبين زالمان بولن خلال محاكمته في قضية «محاولة الانقلاب» بالكونغو (إ.ب.أ)

حكم بإعدام 37 شخصاً بينهم 3 أميركيين في «محاولة الانقلاب» بالكونغو الديمقراطية

أصدرت محكمة عسكرية بكينشاسا حكماً بإعدام 37 متهماً، بينهم 3 أميركيين، في قضية «محاولة الانقلاب» التي شهدتها جمهورية الكونغو الديمقراطية.

«الشرق الأوسط» (كينشاسا)
آسيا الشيخة حسينة (رويترز)

بنغلاديش تلغي حظراً مفروضاً على حزب إسلامي بعد رحيل الشيخة حسينة

ألغت الحكومة المؤقتة في بنغلاديش حظراً على أكبر حزب إسلامي في البلاد، وهو حزب الجماعة الإسلامية، ملغية بذلك قراراً اتخذه نظام رئيسة الوزراء السابقة الشيخة حسينة

«الشرق الأوسط» (دكا)

​نيجيريا... مقتل 5 جنود وأكثر من 50 إرهابياً

جنود نيجيريون مع جنود من القوة الإقليمية المختلطة لمحاربة «بوكو حرام» (صحافة محلية)
جنود نيجيريون مع جنود من القوة الإقليمية المختلطة لمحاربة «بوكو حرام» (صحافة محلية)
TT

​نيجيريا... مقتل 5 جنود وأكثر من 50 إرهابياً

جنود نيجيريون مع جنود من القوة الإقليمية المختلطة لمحاربة «بوكو حرام» (صحافة محلية)
جنود نيجيريون مع جنود من القوة الإقليمية المختلطة لمحاربة «بوكو حرام» (صحافة محلية)

استعادت جماعة «بوكو حرام» الموالية لـ«تنظيم داعش» الإرهابي، قدرتها على المبادرة والهجوم في مناطق مختلفة بشمال نيجيريا، وشنّت هجوماً استهدف قاعدة عسكرية تابعة للجيش، قُتل فيه خمسة جنود على الأقل، وأُصيب عشرة جنود، فيما قال الجيش إنه قتل أكثر من خمسين من عناصر الجماعة الإرهابية.

وقالت قيادة الجيش النيجيري في بيان، إن الهجوم الإرهابي الذي شنّه فرع من جماعة «بوكو حرام»، في غرب أفريقيا، استهدف القوات المتمركزة بموقع عمليات التثبيت بقرية «كاريتو»، بولاية بورنو، في أقصى شمال شرقي نيجيريا، على الحدود مع دولة النيجر.

البيان الصادر عن مدير الإعلام العسكري، اللواء إدوارد بوبا، قال إن الهجوم الإرهابي وقع بالتزامن مع عطلة نهاية الأسبوع، ووصفه بأنه «كان منسقاً»، قبل أن يؤكد «مقتل خمسة جنود وإصابة عشرة آخرين بجروح، بالإضافة إلى فقدان أربعة جنود آخرين».

من عملية ضد جماعة «بوكو حرام» (أرشيفية متداولة)

وفي السياق ذاته، قال المتحدث باسم قيادة الجيش إن «القوات المسلحة نجحت في القضاء على عدد من الإرهابيين، واستعادة أسلحة كانت بحوزتهم»، مشيراً إلى تكبد الجيش خسائر مادية «فادحة»، حيث إن منفذي الهجوم الإرهابي أحرقوا بعض المعدات «بما في ذلك شاحنة محملة بالأسلحة، وثلاث مركبات تكتيكية، وجرافة».

وأطلق الجيش النيجيري عملية تعقب بقيادة وحدة من قوات الدعم مع غطاء جوي، وقال إن الهدف هو «استكشاف المنطقة بشكل عام، ومسارات انسحاب الإرهابيين»، وفق تعبير البيان.

وتسعى القوات النيجيرية إلى قطع الطريق أمام منفذي الهجوم الإرهابي، بهدف استعادة الجنود المفقودين، في ظل توقعات بأن الإرهابيين «اختطفوهم» ليكونوا دروعاً بشرية تحميهم من أي قصف جوي.

صورة أرشيفية لهجوم شنّته جماعة «بوكو حرام» في نيجيريا (رويترز)

الهجوم الإرهابي استهدف قرية «كاريتو»، التي لا تبعد سوى 153 كيلومتراً عن العاصمة الإقليمية مايدوجوري، وهي المقر الرئيس لـ«الكتيبة 149» التابعة للجيش النيجيري، التي تشارك بنشاط في عمليات محاربة الإرهاب، كما استهدف معاقل فرعي جماعة «بوكو حرام»، الموالية لتنظيمي «داعش» و«القاعدة».

وقالت قيادة الجيش النيجيري إن «هذا الهجوم لن يثني القوات المسلحة النيجيرية عن القضاء على الإرهاب والتمرد والتحديات الأمنية الأخرى التي تواجه البلاد»، وأعربت عن تعويلها على تعاون السكان المحليين في ملاحقة الإرهابيين.

وأعلن حاكم ولاية بورنو، باباغانا زولوم، عن وقوفه إلى جانب القوات المسلحة النيجيرية، وأضاف في بيان صحافي أن الهجوم «يعيد إلى الأذهان مستوى وحشية العناصر الإرهابية لجماعة (بوكو حرام)».

وبينما أعلن عدد من كبار قادة الجيش في نيجيريا عن انتصارات كاسحة في مواجهة خطر «بوكو حرام»، والاقتراب من القضاء عليها بشكل نهائي، بدأت الجماعة تعيد ترتيب صفوفها، وإظهار قدرات جديدة على المبادرة والهجوم.

ففي حادث منفصل، نصب مسلحون من «بوكو حرام»، الثلاثاء، كميناً لفريق مراقبة من قوات الأمن والدفاع المدني النيجيرية، كان يتفقد منشآت الشبكة الوطنية للكهرباء والطاقة في إقليم النيجر التابع لنيجيريا.

مسلحو «بوكو حرام» خلَّفوا الخراب والدمار في ولاية بورنو شمال شرقي نيجيريا (أرشيفية - أ.ف.ب)

وقال المتحدث باسم قوات الأمن والدفاع المدني أفولابي باباوالي، إن خطوط الشبكة الوطنية للطاقة تعرضت مؤخراً لهجمات إرهابية تخريبية، وقد أسفرت عن انقطاع واسع للتيار الكهربائي في أقاليم شمال نيجيريا.

وأوضح المتحدث أنه «حينما كانت فرق الأمن تتفقد خطوط الشبكة الوطنية، تعرضت لهجوم إرهابي نفذه أكثر من 200 مسلح نصَبوا كميناً من قمة أحد التلال»، مشيراً في السياق ذاته إلى أن المواجهات بين الطرفين «أسفرت عن مقتل أكثر من خمسين إرهابياً، فيما يوجد سبعة جنود في عداد المفقودين».

وتتزامن هذه الهجمات الإرهابية المتفرقة، مع معارك طاحنة تجري منذ أسابيع ما بين جيش تشاد ومقاتلي «بوكو حرام» في منطقة حوض بحيرة تشاد، التي تُوصف بأنها «العمق الاستراتيجي» للتنظيم الإرهابي، حيث توجد قواعده الخلفية وسط الغابات والجزر المترامية في واحدة من أكبر المناطق الرطبة في أفريقيا.