شبح الإرهاب يخيم من جديد على النيجر المحاصرة بالأزمات

مقتل 6 جنود في كمين إرهابي غرب النيجر

جنود نيجريون خلال دورية لمحاربة الإرهاب (وكالات)
جنود نيجريون خلال دورية لمحاربة الإرهاب (وكالات)
TT

شبح الإرهاب يخيم من جديد على النيجر المحاصرة بالأزمات

جنود نيجريون خلال دورية لمحاربة الإرهاب (وكالات)
جنود نيجريون خلال دورية لمحاربة الإرهاب (وكالات)

تعرضت وحدة من جيش النيجر، مساء الأحد، لكمين نصبته مجموعة إرهابية قتل فيه 6 من أفراد الجيش، بالإضافة إلى مصرع 10 إرهابيين، وفق حصيلة أولية أعلنت عنها السلطات في البلد الذي يعيش أزمة سياسية خانقة، إثر انقلاب عسكري قاده الحرس الرئاسي قبل أسبوعين، بحجة تدهور الأوضاع الأمنية في البلاد.

وجاء في بيان صادر عن القيادة العليا للحرس الوطني في النيجر، أن مجموعة من الجنود كانوا على متن 5 سيارات، دخلوا في مطاردة مع عناصر يشتبه في أنها تنتمي لإحدى الجماعات الإرهابية، قبل أن تنتهي المطاردة في كمين مسلح على بعد نحو 20 كيلومتراً من مدينة سانام التي تقع في محافظة تيلابيري، ضمن ما تسمى «المنطقة الحدودية الثلاثية»، ما بين النيجر ومالي وبوركينا فاسو، وهي المنطقة الأخطر في الساحل عموماً؛ حيث ينشط تنظيما «داعش» و«القاعدة».

وأوضح المصدر نفسه أن الكمين نصبته مجموعة من الإرهابيين كانوا يقودون عشرات الدراجات النارية، لتندلع مواجهات مسلحة عنيفة بين الجنود والمجموعة الإرهابية، قتل فيها 6 جنود، ليسقط 10 إرهابيين خلال «عملية تمشيط» في المنطقة، نفذتها «تعزيزات جوية وبرية» وصلت في وقت لاحق.

ويعد هذا هو الهجوم الإرهابي الأعنف في النيجر، منذ أن استولى مجلس عسكري على الحكم في البلاد، إثر انقلاب عسكري الأربعاء 26 يوليو (تموز) الماضي، وهو الانقلاب الذي برره القائد السابق للحرس الرئاسي، الجنرال عمر عبد الرحمن تياني -وهو الحاكم الحالي للبلد- بفشل الرئيس المدني محمد بازوم في حل المعضلة الأمنية، وفشل سياساته الاقتصادية والاجتماعية.

ولكن الانقلاب العسكري وإن كان قادته قد أعلنوا نيتهم القضاء على الإرهاب في البلد، فإنه أدخل البلد في أزمة خانقة، بعد أن فرضت المجموعة الاقتصادية لدول غرب أفريقيا (إيكواس) عقوبات اقتصادية ومالية صارمة على النيجر، وأغلقت في وجهها جميع التبادلات التجارية، وخصوصاً تلك المتعلقة بالطاقة، ما تسبب في اضطراب التيار الكهربائي في عدد من مدن البلاد، وخصوصاً العاصمة نيامي.

كما لوحت مجموعة «إيكواس» بشن عملية عسكرية ضد الانقلابيين في النيجر، إذا لم يتراجعوا عن السيطرة على الحكم، والإفراج عن الرئيس محمد بازوم وإعادته إلى السلطة، وهي التهديدات التي تجاهلها الانقلابيون؛ بل إنهم لوّحوا بتصفية بازوم إذا شُنّ أي هجوم على البلد، وتوجهوا نحو التحالف مع كل من مالي وبوركينا فاسو وغينيا، وهي الدول الثلاث المجاورة التي يحكمها عسكريون قادوا انقلابات خلال العامين الأخيرين.

وعبرت هذه الدول عن رفضها لأي عمل عسكري ضد النيجر؛ بل إن مالي وبوركينا فاسو وصفتا أي تدخل عسكري ضد النيجر بأنه «إعلان حرب» عليها. وبعد هذا الموقف زار عدد من قادة انقلاب النيجر مالي وبوركينا فاسو، فيما وصف بأنه توجه واضح وصريح من الانقلابيين نحو المعسكر الموالي لروسيا في غرب أفريقيا؛ خصوصاً أنهم اتخذوا قرارات مناهضة لفرنسا، حين علقوا العمل باتفاقيات التعاون العسكري مع باريس.

ومع ذلك لا تزال المساعي مستمرة من أجل الوصول إلى «حل دبلوماسي» للأزمة في النيجر، إذ تؤكد مجموعة «إيكواس» أن الحل العسكري سيكون «الخيار الأخير»، كما عبّر قادة الانقلاب في لقاء مع وفد ديني عن استعدادهم لأي حل عبر القنوات الدبلوماسية.


مقالات ذات صلة

المتمردون يوقعون عشرات القتلى والأسرى في صفوف الجيش المالي

أفريقيا آلية عسكرية محترقة قرب تينزاوتين شمال مالي (ناشطون متمردون)

المتمردون يوقعون عشرات القتلى والأسرى في صفوف الجيش المالي

أعلن ناشطون في تحالف للحركات المتمردة بشمال مالي أن المتمردين قضوا بالكامل على وحدة من الجيش المالي ترافقها مجموعة من مقاتلي «فاغنر»

الشيخ محمد (نواكشوط )
آسيا جندي من الجيش الباكستاني يقف للحراسة في إحدى المناطق خلال إحدى العمليات (الجناح الإعلامي للجيش الباكستاني)

إسلام آباد: لماذا لا يعد شنّ عملية عسكرية ضد «طالبان الباكستانية» فكرة جيدة؟

يعتقد المخططون العسكريون الباكستانيون أن هذه هي اللحظة المناسبة لشنّ عملية عسكرية واسعة النطاق ضد حركة «طالبان» الباكستانية، بعد أن صعّدت الأخيرة من أنشطتها.

عمر فاروق (إسلام آباد)
آسيا وزيرا الدفاع التركي والصومالي وقَّعا اتفاقية إطارية للتعاون الدفاعي والاقتصادي في أنقرة فبراير الماضي (وزارة الدفاع التركية)

البرلمان التركي يوافق على إرسال قوات إلى الصومال لمدة عامين

وافق البرلمان التركي على مذكرة رئاسية بشأن نشر عناصر من القوات المسلحة في الصومال بما يشمل المياه الإقليمية للبلد الأفريقي لمدة عامين.

سعيد عبد الرازق ( أنقرة )
أفريقيا مسلحون من الطوارق في كيدال عام 2022 (أ.ف.ب)

«فاغنر» تشارك في معارك على حدود الجزائر

اندلعت، الخميس، معارك عنيفة ما بين الجيش المالي المدعوم بمقاتلين من «فاغنر» الروسية، والمتمردين الطوارق المتمركزين في مدينة تينزاواتين.

الشيخ محمد (نواكشوط)
شمال افريقيا أنصار الرئيس التونسي قيس سعيد ينظمون مسيرة حاشدة احتفالاً بيوم الجمهورية التونسية إلى جانب احتجاج أنصار أحزاب المعارضة للمطالبة بالإفراج عن المعارضين السياسيين في البلاد (د.ب.أ)

تطورات جديدة في قضايا المتهمين بـ«التآمر على أمن الدولة» في تونس

أعلنت مصادر أمنية رسمية تونسية أن قوات مكافحة الإرهاب ووحدات أمنية من النخبة في محافظات عدة ألقت مؤخراً القبض على عدد من المتهمين في قضايا إرهاب وتهريب بشر.

كمال بن يونس (تونس)

انزلاق التربة في جنوب إثيوبيا يتسبب في مقتل نحو 229 شخصاً

انزلاق للتربة عقب هطول أمطار غزيرة بجنوب إثيوبيا في 22 يوليو 2024 (أ.ف.ب)
انزلاق للتربة عقب هطول أمطار غزيرة بجنوب إثيوبيا في 22 يوليو 2024 (أ.ف.ب)
TT

انزلاق التربة في جنوب إثيوبيا يتسبب في مقتل نحو 229 شخصاً

انزلاق للتربة عقب هطول أمطار غزيرة بجنوب إثيوبيا في 22 يوليو 2024 (أ.ف.ب)
انزلاق للتربة عقب هطول أمطار غزيرة بجنوب إثيوبيا في 22 يوليو 2024 (أ.ف.ب)

لقي قرابة 229 شخصاً حتفهم جراء انزلاق للتربة الإثنين عقب هطول أمطار غزيرة في جنوب أثيوبيا، وفق ما أفادت السلطات المحلية الثلاثاء، محذّرة من أن العدد مرشح للارتفاع.

وأفادت إدارة شؤون الاتصالات في منطقة غوفا أنه حتى الآن، لقي 148 رجلاً و81 امرأة حتفهم في الكارثة.

صورة من مكان حادث انزلاق للتربة بجنوب إثيوبيا في 22 يوليو 2024 (أ.ف.ب)

وهذا أسوأ انزلاق للتربة تشهده إثيوبيا، ثاني أكبر دولة من حيث عدد السكان في القارة الأفريقية (120 مليون نسمة) والواقعة في القرن الأفريقي.

إجلاء الضحايا بعد انزلاق للتربة عقب هطول أمطار غزيرة بجنوب إثيوبيا في 22 يوليو 2024 (أ.ف.ب)

وأشارت هيئة الإذاعة والتلفزيون الإثيوبية إلى أنه وفق مسؤول منطقة غوفا داغيماوي أييلي، طمر معظم الضحايا، الاثنين، بينما كانوا يساعدون سكان منزل تضرر بانزلاق أول للتربة.

ووقعت الكارثة في كيبيلي (أصغر قسم إداري) في كينشو الواقعة في منطقة وريدا في غيزي - غوفا، وهي منطقة ريفية جبلية يصعب الوصول إليها، وتبعد أكثر من 450 كيلومتراً و10 ساعات بالسيارة عن العاصمة الإثيوبية أديس أبابا.

البحث مستمر عن الضحايا بعد انزلاق للتربة عقب هطول أمطار غزيرة بجنوب إثيوبيا في 23 يوليو 2024 (أ.ف.ب)

وقال داغيماوي: «الأشخاص الذين سارعوا لإنقاذ الأرواح ماتوا (...) بمن فيهم المسؤول المحلي وأساتذة وعاملون في مجال الصحة ومزارعون».

ووصف إثيوبي يعيش في نيروبي، ينحدر من منطقة مجاورة لغوفا، ولم يرغب في كشف اسمه، المنطقة المنكوبة بأنها «ريفية ومعزولة وجبلية. الأرض هناك ليست ثابتة، لذلك عندما تهطل أمطار غزيرة، تخسف التربة على الفور».

طين سميك

وأشار إلى أن «هذه الكارثة ليست الأولى من نوعها. العام الماضي، قُتل أكثر من 20 شخصاً، وفي السابق، خلال كل موسم أمطار، مات أشخاص بسبب انزلاقات تربة والأمطار الغزيرة في هذه المنطقة».

من جهته، قال رئيس مفوضية الاتحاد الأفريقي موسى فقي محمد إنه «متضامن مع الشعب والحكومة الإثيوبية». وأضاف على منصة «إكس»: «نصلي من أجل عائلات أكثر من 157 شخصاً فقدوا حياتهم بشكل مأساوي في انزلاقات تربة مدمّرة».

وأظهرت صور نشرتها شبكة «فانا برودكاستينغ كوربوريشن» الإعلامية التابعة للدولة على «فيسبوك» مئات الأشخاص قرب أكوام من التراب الأحمر المقلوب، وأشخاصاً يحفرون بأيديهم في التراب بحثاً عن ناجين، بينما ينقل آخرون جثثاً مغطاة بقماش مشمع أو ملاءات على نقالات صنعت بأغصان أشجار.

انزلاق للتربة عقب هطول أمطار غزيرة بجنوب إثيوبيا في 23 يوليو 2024 (أ.ف.ب)

وكان جنوب إثيوبيا من المناطق التي تضررت جراء الفيضانات في أبريل (نيسان) ومايو (أيار)، خلال موسم الأمطار «القصير». وبدأ موسم الأمطار «الطويل» في البلاد الواقعة في شرق أفريقيا في يونيو (حزيران).

وفي مايو 2016، قُتل 41 شخصاً في انزلاق تربة عقب هطول أمطار غزيرة على منطقة ولاييتا الإدارية، الواقعة أيضاً في منطقة الأمم الجنوبية.

في عام 2017، لقي 113 شخصاً حتفهم بانهيار جبل من القمامة في مقلب نفايات على مشارف أديس أبابا.