السنغال تحبط مخططاً إرهابياً في العاصمة دكار

توقيف 11 شخصاً تآمروا لضرب أحياء العاصمة بالقنابل الحارقة

حافلة تعرضت لهجوم بالقنابل الحارقة قبل أسبوعين في العاصمة السنغالية (وكالات)
حافلة تعرضت لهجوم بالقنابل الحارقة قبل أسبوعين في العاصمة السنغالية (وكالات)
TT

السنغال تحبط مخططاً إرهابياً في العاصمة دكار

حافلة تعرضت لهجوم بالقنابل الحارقة قبل أسبوعين في العاصمة السنغالية (وكالات)
حافلة تعرضت لهجوم بالقنابل الحارقة قبل أسبوعين في العاصمة السنغالية (وكالات)

أحبط الأمن في السنغال ما قال إنه «مخطط إرهابي» كان يستهدف العاصمة دكار، وأوقف 11 شخصاً يُشتبه في تورطهم بالمخطط، بمن فيهم من وصفه الأمن بأنه «العقل المدبر» للهجمات التي كان من المفترض أن تستهدف بشكل متزامن، مناطق استراتيجية في المدينة البالغ عدد سكانها أكثر من 4 ملايين نسمة.

وقالت قوات الأمن السنغالية (السبت)، إنها ألقت القبض على 11 شخصاً متهمين بالتورط في «مخطط لشن أعمال إرهابية»، مشيرة إلى أن «العقل المدبر» للمجموعة كان يخطط لنشر سلاسل من المسامير لإطارات السيارات، بالإضافة إلى إلقاء قنابل حارقة على أماكن مختلفة من العاصمة.

رجل قرب حافلة ركاب محترقة في داكار 1 أغسطس 2023 ، إثر هجوم أدى لمقتل شخصين بعدما ألقى مهاجمون قنبلة حارقة بدائية (أ.ف.ب)

وتحدثت الصحافة المحلية في السنغال عن «إحباط هجوم كبير بالقنابل الحارقة على العاصمة دكار»، وكتبت إحدى الصحف أن مدينة دكار كانت «على شفا الجحيم»، متحدثة بإسهاب عن «مخطَّط استعراضي من الحجم الكبير يقف خلفه أشخاص مسلحون بالقنابل الحارقة».

وأضافت الصحيفة أن «مجموعة من الأشخاص، اعتقل الأمن عقلهم المدبر، كانوا يخططون لاستهداف عدد من أحياء العاصمة دكار، بما في ذلك وسط المدينة (حيث القصر الرئاسي ومركز المال والأعمال)، والطريق السريعة وبعض النقاط الاستراتيجية في المدينة».

صحيفة «لوسولاي» القريبة من الحكومة، كشفت معلومات «خاصة» عن المخطط ومنفذيه، وقالت إن الموقوفين خضعوا للتحقيق واعترفوا بكل شيء، وكشفوا تورط اثنين من عُمَد دكار في المخطط، وقالت الصحيفة واسعة الانتشار: «فكك أمن الطرق مجموعتين يصل عدد أفرادهما إلى أكثر من 20 شخصاً، اعترفوا بتورط اثنين من عمد بلديات العاصمة دكار».

ولم تكشف الصحيفة أي معلومات حول هوية العمدتين اللذين كشفت التحقيقات أنهما متورطان في «المخطط الإرهابي»، ولكن الجدل يحتدم في السنغال وسط مخاوف متزايدة من تصاعد وتيرة العنف في البلد الأفريقي المعروف باستقراره السياسي.

يُشار إلى أنه في أول أغسطس (آب) الحالي قُتل شخصان وأصيب 5 آخرون بجروح خطيرة، في هجوم بقنبلة مولوتوف على حافلة عامة في ضواحي المدينة، وقال وزير الداخلية السنغالي أنطوان فيليكس ديومي في ذلك الوقت إن مرتكبي هذا «الهجوم الإرهابي» سيتم «تعقبهم واعتقالهم وتقديمهم للعدالة».

وتُعدّ السنغال، التي يبلغ عدد سكانها نحو 17 مليون نسمة وتقع في أقصى الساحل الغربي للقارة الأفريقية، دولة ديمقراطية مستقرة متعددة الأحزاب، ومنذ استقلالها عام 1960، لم تشهد أي اضطرابات أو حربٍ عنيفة، وظلَّت بمنأى عن الانقلابات العسكرية.

ولكن منذ شهور، كانت هناك اشتباكات خطيرة بين مؤيدي المعارضة والشرطة في إطار محاكمات زعيم المعارضة والمرشح الرئاسي عثمان سونكو، وقُتل ما لا يقل عن 18 شخصاً خلال الاحتجاجات هذا العام، العديد منهم بطلقات ذخيرة حية مجهولة المصدر.

وأعقب الاحتجاجات العنيفة التي نظمت في أول الشهر الحالي إلقاء القبض مرة أخرى على سونكو، وتم حل حزبه، المسمى «باستيف»، ومنعت الحكومة مؤقتاً الاتصالات بالإنترنت عبر الهاتف الجوال، كما قيدت الوصول إلى بعض تطبيقات التواصل الاجتماعي، خصوصاً منصة «تيك توك»، وحظرت استخدام الدراجات.


مقالات ذات صلة

«طالبان» حليف غير متوقَّع في مكافحة الإرهاب

تحليل إخباري يقف أعضاء «طالبان» التابعون لوزارة «الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر» في نقطة تفتيش على طول طريق على مشارف ولاية هرات... 4 أكتوبر 2024 (أ.ف.ب)

«طالبان» حليف غير متوقَّع في مكافحة الإرهاب

بعد 3 سنوات على خروج الائتلاف الغربي من أفغانستان وسط فوضى عارمة مع سيطرة «طالبان» على كابل، باتت الحركة محاوراً غير متوقَّع في مكافحة الإرهاب.

«الشرق الأوسط» (إسلام آباد)
أوروبا عناصر من الشرطة الألمانية المختصة بمكافحة الإرهاب (غيتي)

تحريك دعوى قضائية في ألمانيا ضد 3 مراهقين للاشتباه بإعدادهم لهجوم إرهابي إسلاموي

حرك الادعاء العام الألماني دعوى قضائية ضد 3 مراهقين من ولاية شمال الراين-ويستفاليا بتهمة الإعداد لهجوم إرهابي إسلاموي.

«الشرق الأوسط» (دوسلدورف )
شمال افريقيا الرئيس التونسي قيس سعيّد في اجتماع قبل أيام حول ملف الهجرة غير النظامية مع وزير الداخلية خالد النوري وكاتب الدولة للأمن سفيان بالصادق (من موقع الرئاسة التونسية)

تونس: إيقافات ومحاكمات لتونسيين وأفارقة متهمين بتهريب البشر

كشفت مصادر أمنية وقضائية رسمية تونسية أن الأيام الماضية شهدت حوادث عديدة في ملف «تهريب البشر» من بلدان أفريقيا جنوب الصحراء نحو تونس.

كمال بن يونس (تونس)
شؤون إقليمية مجلس الأمن القومي التركي برئاسة إردوغان أكد استمرار العمليات العسكرية ودعم الحل في سوريا (الرئاسة التركية)

تركيا ستواصل عملياتها ضد «الإرهاب» ودعم الحل السياسي في سوريا

أكدت تركيا أنها ستواصل عملياتها الهادفة إلى القضاء على التنظيمات الإرهابية في سوريا إلى جانب تكثيف جهود الحل السياسي بما يتوافق مع تطلعات ومصالح الشعب السوري.

سعيد عبد الرازق (أنقرة)
آسيا قوات باكستانية خلال دورية في بيشاور (وسائل إعلام باكستانية)

فشل جهود الحكومة الباكستانية في منع تصاعد العنف بالبلاد

استمر العنف في الارتفاع بمقاطعتين مضطربتين في باكستان مع مواصلة الجيش المشاركة في عمليات مكافحة الإرهاب في شمال غربي وجنوب غربي البلاد

عمر فاروق (إسلام آباد )

هيئة طبية: جدري القردة خارج نطاق السيطرة في أفريقيا

مريض يعاني من الجدري داخل مستشفى في جمهورية الكونغو الديمقراطية (أ.ف.ب)
مريض يعاني من الجدري داخل مستشفى في جمهورية الكونغو الديمقراطية (أ.ف.ب)
TT

هيئة طبية: جدري القردة خارج نطاق السيطرة في أفريقيا

مريض يعاني من الجدري داخل مستشفى في جمهورية الكونغو الديمقراطية (أ.ف.ب)
مريض يعاني من الجدري داخل مستشفى في جمهورية الكونغو الديمقراطية (أ.ف.ب)

حذرت المراكز الأفريقية لمكافحة الأمراض والوقاية منها، اليوم الخميس، من أن تفشي جدري القردة في أفريقيا لا يزال خارج نطاق السيطرة، مضيفة أن الحالات لا تزال تتزايد في عدد من البلدان.

وأعلنت منظمة الصحة العالمية تفشي المرض في الآونة الأخيرة حالة طوارئ صحية عامة مثيرة للقلق على المستوى الدولي بعد رصد المتحور الجديد.

وتواجه بلدان القارة صعوبة في الاستجابة لتفش جديد كبير في أعقاب جائحة «كوفيد - 19» التي كشفت عن ضعف أنظمة الرعاية الصحية التي لم تكن مستعدة للتعامل مع أزمة صحية عامة كبيرة، وفق ما ذكرته وكالة «رويترز» للأنباء.

وأظهرت بيانات مراكز السيطرة على الأمراض والوقاية منها في أفريقيا أن عدد حالات الإصابة بجدري القردة في أفريقيا ارتفع 177 في المائة، كما زادت الوفيات 38.5 في المائة مقارنة بالفترة نفسها من العام الماضي.

وقال جان كاسيا المدير العام للمراكز في إفادة أسبوعية عن تفشي المرض: «يمكننا القول اليوم إن جدري القردة ليس تحت السيطرة في أفريقيا. لا يزال لدينا هذا الارتفاع في الحالات الذي يثير قلقنا جميعاً».

وفي أسبوع واحد، وردت بلاغات عن 2912 حالة جديدة مقارنة بالأسبوع السابق، بما في ذلك دولة جديدة هي المغرب، التي أبلغت عن تسجيل إصابة واحدة، مما يؤكد انتشار المرض في جميع المناطق الأربع في القارة.

وذكرت مراكز مكافحة الأمراض أن 15 من أصل 55 دولة بالاتحاد الأفريقي أبلغت حتى الآن عن اكتشاف إصابات بالمرض.

وقال كاسيا إن رواندا بدأت حملة تطعيم، في حين من المقرر أن تبدأ جمهورية الكونغو الديمقراطية، مركز تفشي المرض، عمليات التطعيم في أوائل أكتوبر (تشرين الأول).