رئيس وزراء النيجر المعزول يأمل في إنهاء الانقلاب قبل انتهاء مهلة «إيكواس»

كندا علقت مساعدات التنمية المباشرة لحكومة نيامي

أومودو محمدو رئيس وزراء النيجر المعزول في باريس (أ.ف.ب)
أومودو محمدو رئيس وزراء النيجر المعزول في باريس (أ.ف.ب)
TT

رئيس وزراء النيجر المعزول يأمل في إنهاء الانقلاب قبل انتهاء مهلة «إيكواس»

أومودو محمدو رئيس وزراء النيجر المعزول في باريس (أ.ف.ب)
أومودو محمدو رئيس وزراء النيجر المعزول في باريس (أ.ف.ب)

قال أومودو محمدو، رئيس وزراء النيجر المعزول، لوكالة «رويترز»، يوم (السبت)، إنه لا يزال يتمسك بالأمل، وإن كان ضئيلاً، في أن تنجح الدبلوماسية في إنهاء الانقلاب العسكري الذي وقع في بلاده في الآونة الأخيرة، وذلك قبل انتهاء المهلة التي حددتها قوى في المنطقة لإعادة الحكومة المنتخبة إلى السلطة.

وهز استيلاء الجيش على السلطة في النيجر منطقة الساحل الأفريقي، وهو سابع انقلاب تشهده منطقة غرب ووسط أفريقيا خلال ثلاث سنوات.

والنيجر هي واحدة من أفقر مناطق العالم وتحظى بأهمية استراتيجية للقوى العالمية. ووضع كبار مسؤولي الدفاع في المجموعة الاقتصادية لدول غرب أفريقيا (إيكواس) خطة للتدخل العسكري إذا لم يُعد قادة الانقلاب في النيجر الرئيس المنتخب محمد بازوم إلى منصبه بحلول اليوم (الأحد)، مما يهدد باندلاع المزيد من الصراعات في منطقة تحارب بالفعل تمرداً دموياً لمتشددين. وبازوم محتجز على يد عسكريين داخل مقر إقامته في نيامي.

وعبر رئيس الوزراء المعزول، خلال مقابلة في باريس، عن اعتقاده بإمكانية إيجاد حل في اللحظة الأخيرة.

وقال محمدو، الذي كان في روما عندما وقع الانقلاب، «لا يزال يحدونا الأمل. نتوقع إطلاق سراح الرئيس بازوم وإعادته إلى منصبه وإعادة جميع المؤسسات التي يُزعم حلها بالكامل».

وقال محمدو إنه على تواصل مع بازوم، لكنه تساءل عن كيفية معاملة الرئيس المعزول.

وأضاف: «حالته جيدة كسجين سياسي (لكنه) محتجز بدون مياه أو كهرباء»، مشيراً إلى أن تدخل «إيكواس» ربما يكون السبيل الوحيد لتغيير ذلك، ومؤكداً: «أمن الرئيس هو أمر بيد (إيكواس)».

وقالت فرنسا يوم (السبت)، إنها ستدعم جهود إحباط الانقلاب العسكري في النيجر دون أن تحدد ما إذا كان هذا الدعم سيتضمن دعم تدخل «إيكواس» العسكري.

لكن زعيم الانقلاب الجنرال عبد الرحمن تياني، البالغ من العمر 59 عاماً، الذي تلقى بعضاً من تدريباته العسكرية في فرنسا، قال إن المجلس العسكري لن يتراجع.

من جانبها، قررت الحكومة الاتحادية في كندا، أمس (السبت)، تعليق مساعدات التنمية المباشرة لحكومة النيجر رداً على محاولة الانقلاب في البلاد.

وقالت وزيرة الشؤون الخارجية الكندية ميلاني جولي، في بيان، «تقف كندا في صف المجتمع الدولي، وتعبر عن دعمها لجهود الوساطة التي تقوم بها (إيكواس) لإعادة النظام الدستوري في النيجر. يتعين إعادة الحكومة المنتخبة ديمقراطياً على الفور».

وأضافت الحكومة الكندية، في بيانها، أن التعليق سيشمل دعم كندا المباشر المرتبط بالميزانية لحكومة النيجر.


مقالات ذات صلة

محاولة انقلابية فاشلة في دولة بنين

أفريقيا صورة أرشيفية لمتظاهرة تحمل علم بنين خارج البرلمان في العاصمة بورتو نوفو أبريل 2017 (أ.ف.ب)

محاولة انقلابية فاشلة في دولة بنين

أعلنت السلطات في دولة بنين اعتقال قائد الحرس الجمهوري ورجل أعمال مُقرّب من رئيس البلاد ووزير سابق في الحكومة، إثر تورّطهم في مخطط لقلب نظام الحكم بالقوة.

الشيخ محمد (نواكشوط)
أفريقيا المواطن الأميركي بنجامين ريوبين زالمان بولن خلال محاكمته في قضية «محاولة الانقلاب» بالكونغو (إ.ب.أ)

حكم بإعدام 37 شخصاً بينهم 3 أميركيين في «محاولة الانقلاب» بالكونغو الديمقراطية

أصدرت محكمة عسكرية بكينشاسا حكماً بإعدام 37 متهماً، بينهم 3 أميركيين، في قضية «محاولة الانقلاب» التي شهدتها جمهورية الكونغو الديمقراطية.

«الشرق الأوسط» (كينشاسا)
آسيا الشيخة حسينة (رويترز)

بنغلاديش تلغي حظراً مفروضاً على حزب إسلامي بعد رحيل الشيخة حسينة

ألغت الحكومة المؤقتة في بنغلاديش حظراً على أكبر حزب إسلامي في البلاد، وهو حزب الجماعة الإسلامية، ملغية بذلك قراراً اتخذه نظام رئيسة الوزراء السابقة الشيخة حسينة

«الشرق الأوسط» (دكا)
آسيا متظاهرون يحتفلون بالقرب من صورة مشوهة لرئيسة وزراء بنغلاديش السابقة الشيخة حسينة بعد أنباء استقالتها في دكا يوم 5 أغسطس 2024 (أسوشييتد برس)

قضاء بنغلاديش يفتح تحقيقاً بتهمة القتل في حق الشيخة حسينة

فتحت محكمة في بنغلاديش تحقيقاً في جريمة قتل، يطول رئيسة الوزراء السابقة الشيخة حسينة و6 شخصيات بارزة في إدارتها، على خلفية قتل الشرطة رجلاً خلال الاضطرابات.

«الشرق الأوسط» (دكا)
أوروبا أوكرانيات مدنيات لدى حضورهن تدريباً على استخدام الأسلحة القتالية والمعدات الطبية في كييف (أ.ف.ب)

أوكرانيا تحبط مخططاً لانقلاب مزعوم

أعلنت السلطات الأوكرانية عن إحباط مخطط لانقلاب مزعوم كان يستهدف الاستيلاء على السلطة في العاصمة كييف.

«الشرق الأوسط» (كييف)

مزارعو النيجر... هدف سهل للإرهاب

جندي نيجري يراقب منطقة ريفية في النيجر (أ.ف.ب)
جندي نيجري يراقب منطقة ريفية في النيجر (أ.ف.ب)
TT

مزارعو النيجر... هدف سهل للإرهاب

جندي نيجري يراقب منطقة ريفية في النيجر (أ.ف.ب)
جندي نيجري يراقب منطقة ريفية في النيجر (أ.ف.ب)

أطلق جيش النيجر عملية عسكرية واسعة لتأمين المزارعين على الضفة اليمنى من نهر النيجر، حيث يستعد هؤلاء القرويون لموسم الحصاد، في منطقة تيلابيري المحاذية للحدود مع مالي وبوركينا فاسو، وهي المنطقة التي تنتشر فيها جماعات مسلحة موالية لتنظيم «داعش في الصحراء الكبرى»، وأخرى موالية لتنظيم «القاعدة».

وقال الجيش إنه أطلق على العملية العسكرية اسم «لاكال كاني»، ونفذ في ذلك الإطار طلعات جوية وتحركات ميدانية على الأرض، أسفرت عن القضاء على 68 إرهابياً كانوا يسعون لشن هجمات ضد المزارعين المحليين.

تعبئة مئات الجنود لحماية الحقول الزراعية في النيجر (صحافة محلية)

زراعة الخوف

تعد النيجر من أفقر بلدان العالم، ويعتمد عدد كبير من مواطنيها على الزراعة للحصول على قوتهم اليومي، خصوصاً سكان الريف البعيدين عن المدن الكبيرة، وقد استفاد هؤلاء القرويون من موسم أمطار مهم، أسفر عن فيضانات في نهر النيجر، تشكل فرصة ذهبية للزراعة في السهول القريبة منه.

ولكن الخوف من الجماعات الإرهابية التي تفرض سيطرتها على هذه المناطق، يجعل مهمة المزارعين محفوفة بالمخاطر، خصوصاً في منطقة تيلابيري التي توصف بأنها «بؤرة الإرهاب» بمنطقة الساحل، وتصنف ضمن «مثلث الموت» الواقع على الحدود بين دول الساحل الثلاث؛ النيجر ومالي وبوركينا فاسو.

ولمواجهة هذا الخطر، ولحث المزارعين على التوجه نحو حقولهم، نشر جيش النيجر وحدات عسكرية في إطار عملية «لاكال كاني»، وهي مهمة مخصصة لتأمين الأنشطة الزراعية، وحماية موسم الحصاد الذي يعول عليه البلد لمواجهة انعدام الأمن الغذائي.

وأعلن الجيش أنه «بفضل العملية العسكرية، بدأ الحصاد الأول في عدة مناطق، مما يؤكد نجاح المهمة»، وأكد أن العملية العسكرية «كانت ناجحة بفضل التعاون بين قوات الدفاع والأمن واللجان المحلية للمراقبة التي تلعب دوراً حاسماً في رصد النشاطات المشبوهة، مما يسمح بتدخل سريع للقوات في حال وجود تهديد»، وفق نص بيان صادر عن الجيش.

قصف وملاحقة

بعد أسبوع من إطلاق العملية العسكرية، عرض الجيش حصيلة أولية، قال فيها إن دورياته «اعترضت مسلحين واستعادت 220 رأساً من الماشية المسروقة بمنطقتي تينواشي وإنازي، وأرجعتها إلى ملاكها الشرعيين».

كما قال الجيش إن دورياته ألقت القبض على «جاسوس مزعوم»، اتهمته بالعمل لصالح مجموعة إرهابية في ماكولوندي، كانت بحوزته ذخائر بالقرب من قاعدة عسكرية، وأشار الجيش إلى أنه «يُعتقد أن الجاسوس كان يجمع معلومات حساسة لصالح مشغليه الإرهابيين».

ولكن العملية الأهم، تلك التي قال الجيش إن القوات الجوية النيجيرية نفذتها على الضفة اليمنى من نهر النيجر، بعد أن تمكنت من تحديد مواقع تجمعات إرهابية بين بانزومبو وكوكولوكو، ليتم تنفيذ ضربات جوية عنيفة «أسفرت عن القضاء على أكثر من 50 إرهابياً وتدمير مستودع لوجيستي للعدو».

أما على الضفة اليسرى، فقال الجيش إن المراقبة الجوية قادت إلى «تنفيذ ضربات جوية على مواقع العدو في شمال منطقة أبالا، ما أسفر عن مقتل ما لا يقل عن 18 إرهابياً وإصابة عدد كبير منهم وتدمير معدات نقل وأسلحة».

وخلص الجيش إلى تأكيد أن «هذه النجاحات، سواء على الأرض أو في الجو، تؤكد فاعلية قوات الدفاع والأمن في حماية السكان والاقتصاد الريفي».