هل تنجح حالة الطوارئ في تخفيف أزمة نقص الغذاء بنيجيريا؟

الرئيس بولا تينوبو أعلن مبادرة لدعم المزارعين

سيدة تبيع مكسرات في سوق بمدينة كانو في نيجيريا 13 يوليو (أ.ب)
سيدة تبيع مكسرات في سوق بمدينة كانو في نيجيريا 13 يوليو (أ.ب)
TT

هل تنجح حالة الطوارئ في تخفيف أزمة نقص الغذاء بنيجيريا؟

سيدة تبيع مكسرات في سوق بمدينة كانو في نيجيريا 13 يوليو (أ.ب)
سيدة تبيع مكسرات في سوق بمدينة كانو في نيجيريا 13 يوليو (أ.ب)

​أعلن الرئيس النيجيري بولا تينوبو «حالة طوارئ» بشأن الأمن الغذائي في البلاد، تشمل اتّخاذ «تدابير حاسمة ذات أثر فوري، تهدف إلى جعل نيجيريا آمنة أكثر على الصعيد الغذائي»، فيما رآه خبراء «محاولة لتخفيف آثار رفع الدعم عن الوقود» الذي أثقل كاهل النيجيريين.

وفي تصريحات تناقلتها وسائل إعلام نيجيرية، الجمعة، أدلى بها ديلي ألاكي، المتحدث باسم الرئيس النيجيري، أمر تينوبو بإدراج جميع القضايا المتعلقة بتوفر الأغذية والماء ضمن إطار صلاحيات مجلس الأمن الوطني. وشملت توجيهات الرئيس «خطة استجابة متكاملة بخصوص الأمن الغذائي، ومساعدة الأسر الفقيرة أيضاً بمبلغ 10 دولارات شهرياً لمدة 6 أشهر». وقال ألاكي إن المبادرات الجديدة «سوف تمكن من الحد من ارتفاع أسعار الأغذية، وتعزيز الزراعة وحماية المزارعين، وتحفيز خلق فرص الشغل». كما شملت الإجراءات كذلك توجيهات من الرئيس بـ«الإفراج الفوري عن الأسمدة والحبوب للمزارعين والأسر».

رئيس نيجيريا لدى مشاركته في اجتماع للاتحاد الأفريقي في نيروبي الأحد (إ.ب.أ)

ووفقاً للمتحدث الرئاسي، وجّه الرئيس كذلك بـ«وجوب التعاون العاجل بين وزارة الزراعة ووزارة الموارد المائية لضمان إنتاج الغذاء على مدار العام». وأضاف أنه سيتمّ إنشاء «مجلس وطني للسلع الأساسية، يقوم بمراجعة وتقييم أسعار المواد الغذائية بشكل مستمر، بالإضافة إلى الحفاظ على احتياطي غذائي استراتيجي سيتم استخدامه كآلية لتثبيت أسعار الحبوب الأساسية والمواد الغذائية الأخرى».

ويرى الصحافي النيجيري بكاري مجيد، أن الإجراءات المعلن عنها «تأتي في سياق تهدئة وطمأنة النيجيريين عن طريق تخفيف الآثار الضخمة التي أنتجها رفع الدعم عن المحروقات، والذي أدّى إلى تضاعف أسعار كل السلع، لا سيما السلع الغذائية في بلاد يعاني أغلب سكانها من الفقر». وقال لـ«الشرق الأوسط» إن الإجراءات تسعى إلى «دعم المزارعين مادياً وأمنياً بهدف تعظيم الإنتاج الزراعي المهدر بسبب غياب الأمن، على أمل ضخّ الغلال والمحاصيل في السوق بأسعار مناسبة للمواطن العادي، لتقليل التضخم الغذائي».

وكان تينوبو قد أعلن فور تنصيبه رئيساً وضع حد لدعم الوقود، وتعهد بأنّه عوضاً عن الدعم ستقوم إدارته بـ«توجيه الأموال نحو استثماراتٍ أفضل في البنية التحتية والتعليم والرعاية الصحية والوظائف». وإثر الإعلان، ارتفعت أسعار المحروقات بنسبة ثلاثة أضعاف تقريباً، ما أدى إلى زيادة كبيرة في أسعار المواد الغذائية.

من جانبه، رأى رامي زهدي، الخبير المصري في الشؤون الأفريقية، في تصريحات لـ«الشرق الأوسط»، أن أزمة نيجيريا هي أزمة كثير من الدول الأفريقية المثقلة بالديون وبعجز موازناتها، نتيجة للحرب الروسية- الأوكرانية، وقبلها جائحة «كوفيد-19». واعتقد زهدي أن تينوبو الذي تولى في ظل هذا الظرف الدولي الحرج: «مضطرّ إلى اتخاذ إجراءات جذرية إصلاحية لدعم ميزانية الدولة». ونوّه إلى أنه «على الدول الكبرى مساندة الدول الأفريقية لعبور أزمتها التي يتحمل الفقراء تبعاتها في الأساس».

ويواجه تينوبو تحدّيات كبرى، في مقدمتها الأوضاع الاقتصادية المتردية؛ حيث يصل معدل التضخم إلى 21.3 في المائة، كما أنه -حسب تقديرات البنك الدولي- يعيش 4 من أصل كل 10 نيجيريين تحت خط الفقر.

وتوقع تقرير للأمم المتحدة صدر في يناير (كانون الثاني) الماضي، أن 25 مليون نيجيري معرّضون لخطر كبير بسبب انعدام الأمن الغذائي هذا العام، وهو ما يعني أنهم لن يكونوا قادرين على تحمل تكاليف ما يكفي من الغذاء كل يوم. وتزداد المخاوف بشأن انعدام الأمن الغذائي منذ عدة سنوات، في البلاد التي تعاني أيضاً من انعدام الأمن بصورة كبيرة، بما يشمل اختطاف وقتل المزارعين ونهب ثرواتهم وأراضيهم، من قبل عصابات مسلحة وجماعات إرهابية.


مقالات ذات صلة

بـ2.4 مليار دولار... السعودية تعلن عن أكبر مدينة للثروة الحيوانية بالشرق الأوسط

الاقتصاد أكبر مدينة للثروة الحيوانية في منطقة الشرق الأوسط (واس)

بـ2.4 مليار دولار... السعودية تعلن عن أكبر مدينة للثروة الحيوانية بالشرق الأوسط

أعلنت السعودية، الأربعاء، عن أكبر مدينة للثروة الحيوانية في منطقة الشرق الأوسط بقيمة 9 مليارات ريال (2.4 مليار دولار)، لتعزيز أمنها الغذائي.

«الشرق الأوسط» (الرياض)
المشرق العربي فلسطينيون يجمعون الطعام المتبرع به في مركز توزيع أغذية في دير البلح وسط قطاع غزة، 2 يناير 2025 (أ.ب)

برنامج الأغذية العالمي يندد بهجوم إسرائيلي على قافلة له في غزة

قال برنامج الأغذية العالمي التابع للأمم المتحدة، اليوم (الاثنين)، إن قوات إسرائيلية فتحت النار على قافلة تابعة له في غزة أمس الأحد في واقعة وصفها بأنها «مروعة».

«الشرق الأوسط» (جنيف)
آسيا طالبتان إندونيسيتان تبتسمان عقب تلقيهما وجبة غذائية مجانية في المدرسة (أ.ف.ب)

إندونيسيا تطلق برنامج وجبات مجانية للأطفال والحوامل لمكافحة سوء التغذية

أطلقت الحكومة الإندونيسية الجديدة مشروعاً طموحاً لمكافحة سوء التغذية، من خلال توفير الطعام لما يقرب من 90 مليون طفل وامرأة حامل.

«الشرق الأوسط» (جاكرتا)
الاقتصاد فلسطينيون يتزاحمون للحصول على مساعدات غذائية في جنوب قطاع غزة (رويترز)

تراجع مؤشر أسعار الغذاء العالمي في ديسمبر بقيادة السكر

أظهرت بيانات يوم الجمعة أن مؤشر «الفاو» لأسعار الغذاء العالمي انخفض في ديسمبر بقيادة انخفاض أسعار السكر العالمية

«الشرق الأوسط» (روما)
شمال افريقيا لاجئون سودانيون في تشاد يوم 6 أكتوبر 2024 (أ.ب)

الأمم المتحدة تطلب 4.2 مليار دولار لمواجهة الأزمة الإنسانية في السودان

أطلقت الأمم المتحدة خطة لمواجهة الاحتياجات الإنسانية الأكثر إلحاحاً في السودان، خلال العام الجديد، تتطلب توفير 4.2 مليار دولار، لتلبية طلبات 21 مليون سوداني.

أحمد يونس (كمبالا)

مقتل 10 من عناصر حركة «الشباب» بغارة أميركية في الصومال

استنفار أمني صومالي في العاصمة مقديشو (متداولة)
استنفار أمني صومالي في العاصمة مقديشو (متداولة)
TT

مقتل 10 من عناصر حركة «الشباب» بغارة أميركية في الصومال

استنفار أمني صومالي في العاصمة مقديشو (متداولة)
استنفار أمني صومالي في العاصمة مقديشو (متداولة)

نفّذت الولايات المتحدة ضربة جوية في جنوب الصومال أسفرت عن مقتل عشرة من عناصر «حركة الشباب»، وفق ما أفاد الجيش الأميركي، الثلاثاء.

تخوض «حركة الشباب» المرتبطة بتنظيم «القاعدة» تمرداً دامياً ضد الحكومة الفيدرالية الصومالية الهشة منذ أكثر من 17 عاماً.

وأفادت القيادة العسكرية الأميركية في أفريقيا (يو إس أفريكوم) بأن الغارة وقعت يوم 31 ديسمبر (كانون الأول) في بير خاني على بُعد نحو 35 كيلومتراً عن مدينة كيسمايو.

ونُفّذت الغارة «بطلب» من الحكومة الصومالية، بحسب «أفريكوم».

عقب تفجير إرهابي في الصومال (متداولة)

وأضافت أن «التقييم الأوّلي بعد الضربة أشار إلى أنها أودت بعشرة من عناصر (الشباب) بينما لم يتأذَّ أي مدني».

تأتي الضربة بعد هجوم لتنظيم «داعش» في شمال البلاد، تصدت له القوات الحكومية.

وأكدت «أفريكوم» أنها ستواصل «تقييم نتائج هذه الضربة الجوية وستقدم معلومات إضافية بما يتناسب مع الوضع».

نفّذت «حركة الشباب» عدة هجمات في العاصمة مقديشو وأجزاء أخرى من البلاد، العام الماضي، بينما تمضي الحكومة قدماً في حملتها الرامية للقضاء عليها.

استثمرت واشنطن بشكل كبير على مدى عقود في القتال ضد الحركة المتشددة الصومالية.

عنصران من الأمن الصومالي خلال مواجهة سابقة مع حركة «الشباب» الإرهابية (متداولة)

وفي ولايته الأولى، أعلن الرئيس الأميركي المنتخب دونالد ترمب سحب القوات الأميركية من الصومال، وهو قرار تراجع عنه الرئيس الحالي جو بايدن.

يعد الصومال من أفقر بلدان العالم، إذ شهد عقوداً من الحروب الأهلية والكوارث الطبيعية المتكررة فضلاً عن العنف الإرهابي.

وقالت قناة تلفزيونية محلية ومسؤول عسكري، الثلاثاء، إن قوات الأمن في الصومال صدت هجوماً نفذه مهاجمون انتحاريون من تنظيم «داعش» على قاعدة عسكرية في بونتلاند.

وقال النقيب يوسف محمد، من قوات مكافحة الإرهاب في بونتلاند، لـ«رويترز»، إن نائب رئيس برلمان الولاية كان يزور القاعدة وقت الهجوم الذي وقع قرب بلدة درجالي في إقليم باري. وأضاف أن تسعة انتحاريين قتلوا وأصيب عدة جنود.