أجرى الرئيس الانتقالي في بوركينا فاسو الكابتن إبراهيم تراوري، تعديلاً جزئياً على الحكومة، أقال بموجبه 4 وزراء يتقدمهم الوزير المكلف بالإدارة الإقليمية والأمن (الداخلية)، في حين يخوض البلدُ حرباً شرسة ضد مجموعات مسلحة تبايع تنظيمي «القاعدة» و«داعش»، وتسيطر على مناطق واسعة من البلد.
وأعلن التعديل الحكومي في مرسوم صادر عن الرئيس الانتقالي، قرأه الأمين العام للحكومة الانتقالية جاك سوستين دينغارا، عبر التلفزيون الرسمي قال فيه إن «لدينا 4 مُغادرين».
ويتعلق الأمر بالمقدم بوكاريه زونغرانا الذي أقيل من منصبه كوزير للإدارة الإقليميّة واللامركزيّة والأمن، وهي الوزارة التي يعتمد عليها في استراتيجية الحكومة في مواجهة خطر الإرهاب، ولكن التعديل الجديد أسند المهمة إلى إميل زيربو، وهو قاضٍ معروف، كان يقود قطب محاربة الإرهاب في محكمة العاصمة واغادوغو.
من جهة أخرى، أسندت حقيبة العدل إلى المحامي إيداسو رودريغ بايالا، وهو سياسي ونائب سابق في البرلمان، يتوقع منه أن يعمل على إصلاحات كبيرة وعد بها الكابتن تراوري منذ وصوله إلى الحكم، في قطاع يواجه كثيراً من الاختلالات.
وأسندت حقيبة الزراعة والثروة الحيوانية والسمكية إلى الكابتن إسماعيل سومبييه، وهو الذي كان يتولى منصب المدير العام للشركة الوطنية لتسيير المخازن والأمن الغذائي، فيما أسندت حقيبة البيئة والطاقة والمياه والصرف الصحي إلى روجيه بارو، وهو الذي كان يشغل حتى تعيينه منصب مدير الوقاية من التلوث والمخاطر البيئية.
ورغم أن التعديل الجزئي لم يشمل حقائب سيادية مثل الدفاع والخارجية والمالية، فإنه أثار الانتباه لأنه شمل إقالة شخصية عسكرية من وزارة الإدارة الإقليمية والأمن (الداخلية)، لتخلفها في المنصب شخصية مدنية، وذلك بالتزامن مع احتدام الحرب على الإرهاب.
وفي سياق هذه الحرب، أعلن الجيش في بوركينا فاسو اليوم (الاثنين)، أنه نجح في تحييد 60 مسلحاً في عمليات لمكافحة الإرهاب نفذت في مناطق مختلفة من البلاد، بعضها كان بالقرب من الحدود مع دولة النيجر، وهي المنطقة التي تنشط فيها مجموعات مسلحة موالية لتنظيم «داعش» في الصحراء الكبرى.
وقال الجيش في بيان صحافي إن «أجهزة المخابرات في بوركينا فاسو تلقت معلومات عن عبور أعداد كبيرة من الإرهابيين للحدود مع النيجر»، مشيراً إلى أن القوات الجوية نفذت بناء على تلك المعلومات «ضربات حاسمة على الأعداء؛ مما سمح بالقضاء عليهم».
على صعيد آخر، قال الجيش إن قواته شنت «في اليوم نفسه» هجوماً استمر عدة ساعات على قاعدة إرهابية في منطقة كومين يانغا، بمنطقة الوسط الشرقي من البلاد، وهي المنطقة التي يتوقع أنها ضمن نفوذ «جماعة نصرة الإسلام والمسلمين» الموالية لتنظيم «القاعدة».
وتشهد بوركينا منذ عام 2015 دوّامة عنف إرهابي، ظهر في مالي والنيجر قبل بضع سنوات، وانتشر خارج حدودهما، وأصبح يشكل خطراً بالغاً على منطقة غرب أفريقيا عموماً، ودول خليج غينيا الاستراتيجي خصوصاً.
ومنذ 7 سنوات، خلّفت أعمال العنف في بوركينا فاسو أكثر من 10 آلاف قتيل، بين مدنيّين وعسكريّين، وفق منظّمات غير حكوميّة، وأكثر من مليوني نازح داخلياً، فيما تقول الحكومة إنّ الجيش يسيطر على 65 في المائة من أراضي البلاد.