الخرطوم تجدد رفضها رئاسة كينيا للجنة «إيغاد» لحل الأزمة السودانية

رئيس المجلس السيادي السوداني عبد الفتاح البرهان يلقي خطاباً خلال القمة الاستثنائية الـ39 ل(إيغاد) في نيروبي في 5 يوليو 2022
رئيس المجلس السيادي السوداني عبد الفتاح البرهان يلقي خطاباً خلال القمة الاستثنائية الـ39 ل(إيغاد) في نيروبي في 5 يوليو 2022
TT

الخرطوم تجدد رفضها رئاسة كينيا للجنة «إيغاد» لحل الأزمة السودانية

رئيس المجلس السيادي السوداني عبد الفتاح البرهان يلقي خطاباً خلال القمة الاستثنائية الـ39 ل(إيغاد) في نيروبي في 5 يوليو 2022
رئيس المجلس السيادي السوداني عبد الفتاح البرهان يلقي خطاباً خلال القمة الاستثنائية الـ39 ل(إيغاد) في نيروبي في 5 يوليو 2022

جددت الحكومة السودانية اليوم (الاثنين) رفضها لرئاسة كينيا للجنة الرباعية للهيئة الحكومية للتنمية «إيغاد» المعنية بالسودان.

وقالت وزارة الخارجية السودانية في بيان، إنها لا ترحب بعقد اجتماع للجنة برئاسة كينيا اليوم، وأضافت أن السودان «غير معني» بمخرجات الاجتماع؛ لأنه لا يزال في انتظار رد من رئاسة «إيغاد» حول اعتراض الخرطوم على رئاسة كينيا للآلية.

وأشار البيان إلى أن «التسرع الذي تبديه الحكومة الكينية في معالجة هذا الملف والتصريحات التي تصدر من مسؤوليها، والتي تشير إلى استرشادها بالمبادرات الدولية، لا يخدم مبدأ الحلول الأفريقية للمشاكل الأفريقية».

وتابع البيان القول: «تؤكد حكومة السودان رفضها القاطع لاختزال الحكومة الكينية في دعوتها لاجتماع (الرباعية) توصيف الصراع في السودان بأنه قتال بين جنرالين»، معتبراً أن تعاطي الحكومة الكينية مع ملف الوساطة «بهذه الطريقة يتنافى مع المبادئ الأساسية لـ(إيغاد)».

كان رئيس مجلس السيادة الانتقالي بالسودان عبد الفتاح البرهان أبلغ أخيراً رئيس جيبوتي إسماعيل عمر جيلي، رئيس الدورة الحالية لمنظمة «إيغاد»، رفض حكومة السودان لرئاسة كينيا للجنة الرباعية بشأن السودان.

وفي بيان للمجلس، وصف البرهان كينيا بأنها «ليست محايدة وتؤوي قيادات من متمردي (قوات الدعم السريع)».


مقالات ذات صلة

للمرة الأولى منذ عقود... مقاتلات فرنسا تغادر سماء تشاد

أفريقيا جنود فرنسيون يودعون أقرانهم التشاديين خلال مغادرة المقاتلات الفرنسية الثلاثاء (الجيش الفرنسي)

للمرة الأولى منذ عقود... مقاتلات فرنسا تغادر سماء تشاد

يُشكّل الانسحاب من تشاد نهاية الوجود الفرنسي في البلد الذي استعمرته باريس مطلع القرن العشرين، أي قبل 120 عاماً.

الشيخ محمد (نواكشوط)
أفريقيا أنصار مرشح المعارضة جون دراماني ماهاما يحتفلون بانتصاره في انتخابات الرئاسة في أكرا (أ.ب)

انتخابات غانا: المعارضة تقلب الطاولة في وجه الحزب الحاكم

قلب حزب المعارضة الأول في غانا الطاولة على الحزب الحاكم، وفاز بالانتخابات الرئاسية التي نظمت، السبت، لتؤكد غانا أنها استثناء ديمقراطي في منطقة غرب أفريقيا.

الشيخ محمد (نواكشوط)
أفريقيا أشخاص يتلقون جرعات من اللقاح المضاد لـ«الكوليرا» في جنوب السودان (أرشيفية - منظمة الصحة العالمية)

«أطباء بلا حدود»: انتشار «سريع» للكوليرا في جنوب السودان

حذّرت منظمة «أطباء بلا حدود»، في بيان اليوم (الجمعة)، من أن وباء الكوليرا «ينتشر سريعاً» في شمال جنوب السودان الذي يضم آلاف اللاجئين.

«الشرق الأوسط» (جوبا)
أفريقيا مرضى يتلقون العلاج ضد مرض جدري القردة في مستشفى كافومو في منطقة كاباري بإقليم جنوب كيفو في جمهورية الكونغو الديمقراطية 29 أغسطس 2024 (رويترز)

131 شخصاً توفوا بمرض مجهول في الكونغو الديمقراطية

أعلنت السلطات الصحية الكونغولية، اليوم (الخميس)، ارتفاع عدد الأشخاص الذين لقوا حتفهم في جمهورية الكونغو الديمقراطية بسبب مرض غير معروف سابقاً إلى 131 شخصاً.

«الشرق الأوسط» (كينشاسا)
شمال افريقيا جانب من آخر اجتماع لمنتدى السلم والأمن الأفريقي في ديسمبر 2023 (الشرق الأوسط)

تبون ينتقد «انتقائية أممية» و«تجاوزاً صارخاً للشرعية الدولية»

العالم «يعيش اليوم على وقع تحولات عميقة وتوترات متزايدة تدفع المنظومة الدولية نحو مفترق طرق حاسم»

«الشرق الأوسط» (الجزائر)

للمرة الأولى منذ عقود... مقاتلات فرنسا تغادر سماء تشاد

جنود فرنسيون يودعون أقرانهم التشاديين خلال مغادرة المقاتلات الفرنسية الثلاثاء (الجيش الفرنسي)
جنود فرنسيون يودعون أقرانهم التشاديين خلال مغادرة المقاتلات الفرنسية الثلاثاء (الجيش الفرنسي)
TT

للمرة الأولى منذ عقود... مقاتلات فرنسا تغادر سماء تشاد

جنود فرنسيون يودعون أقرانهم التشاديين خلال مغادرة المقاتلات الفرنسية الثلاثاء (الجيش الفرنسي)
جنود فرنسيون يودعون أقرانهم التشاديين خلال مغادرة المقاتلات الفرنسية الثلاثاء (الجيش الفرنسي)

سحب الفرنسيون من تشاد، الثلاثاء، مقاتلات عسكرية من طراز «ميراج 2000»، ليصبح البلد الأفريقي مترامي الأطراف والحبيس في قلب القارة السمراء، خالياً من أي مقاتلات فرنسية لأول مرة منذ أن نال استقلاله عن باريس قبل 6 عقود.

اليوم، أصبحت سماء تشاد هادئة من أزيز «الميراج» الفرنسية، وأغمضت العين الفرنسية التي ظلّت لعقود طويلة رقيباً لا يغفل على أرض تشاد الشاسعة، الممتدة من صحراء أوزو الحارقة شمالاً، وصولاً إلى أحواض بحيرة تشاد الرطبة في أقاصي الجنوب.

الطائرة التي تُمثّل فخر الصناعة العسكرية الفرنسية، ظلّت لسنوات طويلة صاحبة الكلمة الأولى في السماء التشادية، والسلاح الحاسم الذي تدخّل لقلب موازين السياسة أكثر من مرة، خصوصاً حين حاصر المتمردون القادمون من الشمال الرئيسَ الراحل إدريس ديبي في 2006 و2019.

بداية الرحيل

طائرة «ميراج» فرنسية وهي تغادر قاعدة «غوسي» التشادية الثلاثاء (الجيش الفرنسي)

في حدود منتصف نهار الثلاثاء، كان الجنود الفرنسيون في قاعدة «غوسي» العسكرية في عاصمة تشاد إنجامينا، يتبادلون الابتسامات الباهتة مع أقرانهم التشاديين، فطغت على أجواء الوداع حميمية مصطنعة، وهم يستعدون لركوب طائرات «الميراج»، في رحلة ذهاب دون عودة، نحو فرنسا.

رفع الطيار العسكري الفرنسي يده بتحية عسكرية صارمة، من وراء زجاج طائرته النفاثة، وألقى نظرة أخيرة، ثم حلّق عالياً لتكون بذلك بداية انسحاب فرنسي من بلد دخله أجداده مستعمرين مطلع القرن العشرين، أي قبل 120 عاماً.

الجيش الفرنسي قال في بيان مقتضب تعليقاً على سحب طائراته العسكرية، إن القرار جاء بعد أن قررت تشاد إنهاء العمل باتفاقية التعاون الأمني والعسكري مع فرنسا، يوم 28 نوفمبر (تشرين الثاني) الماضي. وأضاف أن «وجود هذه الطائرات كان تلبية لحاجة سبق أن عبّر عنها الشريك (التشادي)».

فيما قال مصدر فرنسي إن وجود المقاتلات الفرنسية في تشاد لم يعُد مبرّراً بعد إنهاء التعاون العسكري بين البلدين، وأضاف أن «فرنسا تنهي نشر مقاتلاتها في قاعدة (غوسي) الجوية في إنجامينا. والجيش الفرنسي اتخذ قراراً بسحب طائراته الحربية».

رحيل تدريجي

وزير خارجية تشاد، عبد الرحمن كليم الله، نشر تغريدة مقتضبة على موقع «إكس»، قال فيها: «إنه بعد الانسحاب النهائي لمقاتلات (الميراج) الفرنسية وطائرة الدعم والإسناد، نفذت المرحلة الأولى من سحب القوات الفرنسية في تشاد».

كما نشرت الخارجية التشادية بياناً قالت فيه: «إن هذا الحدث يُمثل خطوة كبيرة في تنفيذ الجدول الزمني المتفق عليه بين الطرفين» بخصوص مغادرة القوات الفرنسية، قبل أن تشير إلى أنه «سيتم الترحيل التدريجي للقوات البرية خلال الأسابيع المقبلة».

ويوجد في تشاد نحو ألف جندي فرنسي، كانوا موجودين بموجب اتفاق تعاون عسكري موقع منذ عقود، وجرى تجديده عام 2019، ولكن تشاد قررت الشهر الماضي أن تنهيه من جانب واحد من أجل «تجسيد السيادة» على أراضيها.

وفي هذا السياق، قالت الخارجية التشادية إن الشعب التشادي «يتطلّع إلى مستقبل تحظى فيه السيادة الوطنية بالاحترام الكامل، وتتولى فيه القوات المسلحة الوطنية بشرف وكفاءة الدفاع عن أراضيها وأمن مواطنيها».

ولكنها في الوقت نفسه، شدّدت على «فكّ الارتباط (مع فرنسا) يتم بروح من الاحترام المتبادل والحوار البنّاء للحفاظ على العلاقات الثنائية بين تشاد وفرنسا في المجالات الاستراتيجية الأخرى ذات الاهتمام المشترك».

لجنة مشتركة

جنديان تشاديان خلال مناورات مع سلاح الجو الفرنسي (أرشيف الجيش الفرنسي)

ورغم أن البلدين لم يُعلنا أي تفاصيل حول الجدول الزمني لسحب القوات الفرنسية، فإن المصادر تؤكد تشكيل «لجنة مشتركة» تتولّى الإشراف على العملية، وقد عقدت هذه اللجنة اجتماعها الأول يوم الجمعة الماضي، دون إعطاء أي تفاصيل.

في هذه الأثناء، وصفت صحف فرنسية واسعة الانتشار من بينها «لوموند» ما يجري بأنه «صفعة موجعة» تتلقّاها فرنسا في بلد ظلّ لعقود يمثل حليفاً استراتيجياً في أفريقيا، واليوم يُعدّ آخر مركز نفوذ لفرنسا في منطقة الساحل الأفريقي، حيث سبق أن انسحبت القوات الفرنسية من مالي وبوركينا فاسو والنيجر.

ويصر الفرنسيون على أن ما يحدث في تشاد مختلف عما جرى في دول الساحل الأخرى؛ حيث وقعت قطيعة تامة مع باريس.

ويقول مصدر وصفه الإعلام الفرنسي بأنه قريب من الملف: «إن التشاديين لم يطلبوا سحب القوات بشكل فوري، وبهذه السرعة»، وأضاف: «نحن من أراد التحكم في الانسحاب» تفادياً لأي مفاجآت.