الإرهاب يقترب من عاصمة بوركينا فاسو الاقتصادية

هجوم يودي بحياة 10 مدنيين... والحكومة تؤكد مضيها في الحرب

قوات أمنية من بوركينا فاسو أثناء تدريبات (أ.ف.ب)
قوات أمنية من بوركينا فاسو أثناء تدريبات (أ.ف.ب)
TT

الإرهاب يقترب من عاصمة بوركينا فاسو الاقتصادية

قوات أمنية من بوركينا فاسو أثناء تدريبات (أ.ف.ب)
قوات أمنية من بوركينا فاسو أثناء تدريبات (أ.ف.ب)

قُتل عشرة مدنيين على الأقل في هجوم إرهابي استهدف قرية تبعد 100 كيلومتر فقط عن مدينة «بوبو ديلاسو»، ثاني أكبر مدن بوركينا فاسو، الواقعة غرب البلاد، وظلت نسبياً في مأمن من الهجمات الإرهابية المستمرة منذ 2015 في البلد الغرب أفريقي.

وقالت مصادر أمنية وأخرى محلية، إن مسلحين مجهولين، من المرجح أن يكونوا عناصر تابعة لإحدى المجموعات الإرهابية، استهدفوا ليل الجمعة/ السبت قرية «سارا»، وقتلوا عشرة أشخاص على الأقل، حسب حصيلة غير رسمية.

وقال مصدر أمني في حديث مع وكالة «الصحافة الفرنسية»، إن «مسلّحين هاجموا ليل (الجمعة) قرية سارا، التي تبعد 100 كيلومتر من مدينة بوبو ديلاسو، وقتلوا عشرة أشخاص، وتركوا خلفهم عدداً من الجرحى».

وقال أحد سكّان القرية كان من بين الناجين من الهجوم، إن «تسع جثث دُفنت السبت، لكنّ شخصين توفّيا أيضاً متأثّرين بجروحهما، ليرتفع عدد القتلى إلى 11»، في حين روى شخص آخر من الناجين ما حدث قائلاً، إن من وصفهم بـ«الإرهابيين» دخلوا القرية نحو الساعة الثامنة ليلاً بالتوقيت المحلي (هو نفسه التوقيت العالمي الموحد)، قبل أن يواصل: «فتحوا النار على مجموعة أشخاص. قُتِل بعضهم داخل منازلهم وأصيب آخرون».

في غضون ذلك، أعلن مصدر أمني أن الجيش وقوات الأمن أطلقوا عملية عسكرية لتعقب منفذي الهجوم، مشيراً إلى أن هجمات أخرى وقعت في مناطق أخرى، دون أن يكشف أي تفاصيل حول هذه الهجمات.

ويأتي هذا التطور، في حين يخوض جيش بوركينا فاسو منذ مطلع العام الجاري عملية عسكرية واسعة للقضاء على المجموعات الإرهابية المنتشرة في البلد، والموالية لتنظيمي «القاعدة» و«داعش»، وهي مجموعات تشن هجماتها ضد بوركينا فاسو منذ 2015، وألحقت أضراراً كبيرة بالدولة التي لم تعد تسيطر على 40 في المائة من مساحتها.

وخلفت أعمال العنف في بوركينا فاسو أكثر من 10 آلاف قتيل، بين مدنيّين وعسكريّين، وفق منظّمات غير حكوميّة، بالإضافة إلى أكثر من مليوني نازح داخلياً، ولكن لاستعادة السيطرة على الوضع، سيطر مجلس عسكري على الحكم في بوركينا فاسو، إثر انقلاب عسكري وقع يوم 30 سبتمبر (أيلول) من العام الماضي، ويقود هذا المجلس الكابتن إبراهيم تراوري، وقد أعلن فور وصوله إلى السلطة أن هدفه الأول هو «القضاء على الإرهاب».

وبينما يخوض الجيش حرباً واسعة لتحقيق هذا الهدف، أعلن الوزير المنتدب المكلف بالأمن الوطني، محمدو سانا، أن هذه الجهود مكنت من عودة أعداد كبيرة من السكان إلى قراهم، بعد أن فروا منها خوفاً من الإرهاب.

وقال سانا خلال جولة (الأحد) في مناطق محاذية لمدينة بوبو ديلاسو، التي وقع فيها الهجوم الأخير، إن الجيش ماضٍ في حربه ضد الإرهاب «حتى النهاية»، وأعلن في السياق ذاته أن العديد من القرى عادت لها الحياة، وفتحت فيها المدارس والمراكز الصحية.

وزار الوزير أشغال تشييد بعض المنشآت العسكرية، في بعض المدن، في إطار ما تسميه الحكومة «إعادة هيكلة المؤسسة العسكرية وتحسين كفاءة الجيش»، الذي يخوض حرباً شرسة ضد الجماعات الإرهابية.


مقالات ذات صلة

إردوغان بحث مع روته القضايا الأمنية والإقليمية المهمة لـ«الناتو»

شؤون إقليمية إردوغان خلال استقباله الأمين العام لحلف «الناتو» مارك روته بالقصر الرئاسي في أنقرة الاثنين (الرئاسة التركية)

إردوغان بحث مع روته القضايا الأمنية والإقليمية المهمة لـ«الناتو»

بحث الرئيس التركي رجب طيب إردوغان مع الأمين العام لحلف شمال الأطلسي (ناتو) مارك روته عدداً من الملفات الأمنية والقضايا التي تهم الحلف.

سعيد عبد الرازق (أنقرة)
أفريقيا أنصار مرشح المعارضة باسيرو ديوماي فاي يحضرون مسيرة حاشدة في أثناء فرز نتائج الانتخابات الرئاسية (إ.ب.أ)

بوتين يتباحث مع الرئيس السنغالي حول الإرهاب في الساحل

مباحثات جرت، الجمعة، بين الرئيس الروسي ونظيره السنغالي، وتم خلالها الاتفاق على «تعزيز الشراكة» بين البلدين، والعمل معاً من أجل «الاستقرار في منطقة الساحل»

الشيخ محمد (نواكشوط)
شؤون إقليمية محتجون أشعلوا النار في الشوارع المحيطة ببلدية تونجلي في شرق تركيا بعد عزل رئيسه وتعيين وصي عليها (إعلام تركي)

تركيا: صدامات بين الشرطة ومحتجين بعد عزل رئيسي بلديتين معارضين

وقعت أعمال عنف ومصادمات بين الشرطة ومحتجين على عزل رئيسَي بلدية منتخبَين من صفوف المعارضة في شرق تركيا، بعد إدانتهما بـ«الإرهاب»، وتعيين وصيين بدلاً منهما.

سعيد عبد الرازق (أنقرة)
شؤون إقليمية وزير الخارجية التركي هاكان فيدان خلال اجتماع لجنة التخطيط بالبرلمان التركي (الخارجية التركية)

تركيا تحذر من جرّ العراق إلى «دوامة العنف»

حذرت تركيا من جرّ العراق إلى «دوامة العنف» في منطقة الشرق الأوسط، في حين رجحت «انفراجة قريبة» في ملف تصدير النفط من إقليم كردستان.

سعيد عبد الرازق (أنقرة)
آسيا صورة أرشيفية لهجوم سابق في كابول (رويترز)

مقتل 10 أشخاص في هجوم على مزار صوفي بأفغانستان

قتل 10 مصلين عندما فتح رجل النار على مزار صوفي في ولاية بغلان في شمال شرقي أفغانستان، وفق ما أفاد الناطق باسم وزارة الداخلية.

«الشرق الأوسط» (لندن)

بعد تعرّض أنصاره للعنف... رئيس وزراء السنغال يدعو للانتقام

رئيس الوزراء السنغالي عثمان سونكو يتحدث خلال مؤتمر صحافي في داكار 26 سبتمبر 2024 (أ.ف.ب)
رئيس الوزراء السنغالي عثمان سونكو يتحدث خلال مؤتمر صحافي في داكار 26 سبتمبر 2024 (أ.ف.ب)
TT

بعد تعرّض أنصاره للعنف... رئيس وزراء السنغال يدعو للانتقام

رئيس الوزراء السنغالي عثمان سونكو يتحدث خلال مؤتمر صحافي في داكار 26 سبتمبر 2024 (أ.ف.ب)
رئيس الوزراء السنغالي عثمان سونكو يتحدث خلال مؤتمر صحافي في داكار 26 سبتمبر 2024 (أ.ف.ب)

دعا رئيس الوزراء السنغالي عثمان سونكو إلى الانتقام، وذلك بعد أعمال عنف ضد أنصاره اتهم معارضين بارتكابها خلال الحملة المستمرة للانتخابات البرلمانية المقرر إجراؤها الأحد.

يترأس سونكو قائمة حزب باستيف في الانتخابات التشريعية ويتولى رئاسة الحكومة منذ أبريل (نيسان). وكتب على فيسبوك، ليل الاثنين - الثلاثاء، عن هجمات تعرض لها معسكره في دكار أو سان لويس (شمال) وكونغويل (وسط)، حسب «وكالة الصحافة الفرنسية».

وألقى باللوم على أنصار رئيس بلدية دكار بارتيليمي دياس، الذي يقود ائتلافاً منافساً. وأكد: «أتمنى أن يتم الانتقام من كل هجوم تعرض له باستيف منذ بداية الحملة، وأن يتم الانتقام بشكل مناسب لكل وطني هاجموه وأصابوه»، مؤكداً «سنمارس حقنا المشروع في الرد».

وأكد أنه تم تقديم شكاوى، وأعرب عن أسفه على عدم حدوث أي اعتقالات. وقال: «لا ينبغي لبارتيليمي دياس وائتلافه أن يستمروا في القيام بحملات انتخابية في هذا البلد».

وشجب ائتلاف دياس المعروف باسم «سام سا كادو»، في رسالة نشرت على شبكات التواصل الاجتماعي، «الدعوة إلى القتل التي أطلقها رئيس الوزراء السنغالي الحالي». وأكد الائتلاف أنه كان هدفاً «لهجمات متعددة».

وأشار إلى أن «عثمان سونكو الذي يستبد به الخوف من الهزيمة، يحاول يائساً تكميم الديمقراطية من خلال إشاعة مناخ من الرعب»، وحمله مسؤولية «أي شيء يمكن أن يحدث لأعضائه وناشطيه ومؤيديه وناخبيه».

وكان الرئيس السنغالي باسيرو ديوماي فاي أعلن في سبتمبر (أيلول) الماضي حل البرلمان، ودعا لانتخابات تشريعية.