رئيس جنوب أفريقيا يناقش مهمة السلام الأفريقية مع بوتين

الرئيس الروسي فلاديمير بوتين يتحدث إلى رئيس جنوب أفريقيا سيريل رامافوسا خلال جلسة مكتملة بالقمة الروسية الأفريقية في منتجع سوتشي عام 2019 (أ.ب)
الرئيس الروسي فلاديمير بوتين يتحدث إلى رئيس جنوب أفريقيا سيريل رامافوسا خلال جلسة مكتملة بالقمة الروسية الأفريقية في منتجع سوتشي عام 2019 (أ.ب)
TT

رئيس جنوب أفريقيا يناقش مهمة السلام الأفريقية مع بوتين

الرئيس الروسي فلاديمير بوتين يتحدث إلى رئيس جنوب أفريقيا سيريل رامافوسا خلال جلسة مكتملة بالقمة الروسية الأفريقية في منتجع سوتشي عام 2019 (أ.ب)
الرئيس الروسي فلاديمير بوتين يتحدث إلى رئيس جنوب أفريقيا سيريل رامافوسا خلال جلسة مكتملة بالقمة الروسية الأفريقية في منتجع سوتشي عام 2019 (أ.ب)

قالت الرئاسة في جنوب أفريقيا، اليوم (الخميس)، إن الرئيس سيريل رامابوسا أجرى اتصالاً هاتفياً مع نظيره الروسي فلاديمير بوتين أطلعه فيه على بعثة السلام المرتقبة للقادة الأفارقة إلى روسيا وأوكرانيا.

وذكرت الرئاسة، في بيان: «رحب الرئيس بوتين بمبادرة قادة الدول الأفارقة وأبدى رغبته في استقبال بعثة السلام».

وقال متحدث باسم رامابوسا لـ«رويترز»، الشهر الماضي، إن من المنتظر أن يزور وفد من قادة الدول الأفريقية في يونيو (حزيران) أوكرانيا وروسيا، على أمل إقناع الدولتين بوقف الأعمال القتالية. وأضاف، أمس (الأربعاء)، أنه لم يتم تحديد موعد بعد.

وذكر البيان أن الرئيسين ناقشا أيضاً القمة الروسية-الأفريقية المقررة نهاية يوليو (تموز) في سان بطرسبرغ.


مقالات ذات صلة

نقل معارض بارز لبوتين إلى مستعمرة جزائية في سيبيريا

أوروبا المعارض الروسي فلاديمير كارا مورزا (أ.ب)

نقل معارض بارز لبوتين إلى مستعمرة جزائية في سيبيريا

وصل المعارض الروسي فلاديمير كارا مورزا، المحكوم عليه بالسجن 25 عاماً بتهمة «الخيانة»، إلى مستعمرة جزائية في سيبيريا لقضاء عقوبته، حسبما أعلن محاميه.

«الشرق الأوسط» (موسكو)
أوروبا أوكرانيون يصطفون للحصول على الطعام في ملجأ من القنابل بماريوبول في مارس 2022 (أ.ب)

أوكرانيا تعد لمقاضاة روسيا أمام الجنائية الدولية بتهمة التسبب في مجاعة بالبلاد

يقوم محامون يعملون مع المدعي العام الأوكراني بإعداد ملف عن جرائم الحرب لتقديمه إلى المحكمة الجنائية الدولية، متهمين روسيا بالتسبب عمدا في مجاعة بأوكرانيا.

«الشرق الأوسط» (كييف)
أوروبا طلاب يحملون علم روسيا في إحدى المدارس (أ.ف.ب)

يحفرون الخنادق ويلقون «القنابل الحقيقية»... روسيا تدرب أطفالها على الحرب

أصبحت المدارس الروسية من المحيط الهادئ إلى البحر الأسود ذات طابع عسكري بشكل متزايد، حيث يتعلم الأطفال حفر الخنادق ورمي القنابل اليدوية وإطلاق الذخيرة الحقيقية.

«الشرق الأوسط» (موسكو)
أوروبا الرئيس الروسي فلاديمير بوتين (وسط) ورئيس وزراء أرمينيا نيكول باشينيان (يمين الصورة) والرئيس الأذربيجاني إلهام علييف يحضرون مؤتمراً صحافياً عقب اجتماعهم الثلاثي في سوتشي بروسيا في 26 نوفمبر 2021 (رويترز)

روسيا المنغمسة بالحرب في أوكرانيا لم تعد شرطي القوقاز

تطرح تطورات كاراباخ الأخيرة تساؤلات حول مدى احتفاظ روسيا المنشغلة بالحرب في أوكرانيا، بنفوذها في خاصرتها الجنوبية بالقوقاز، وفق تقارير حديثة.

شادي عبد الساتر (بيروت)
أوروبا الرئيس الروسي فلاديمير بوتين (يسار) يلتقي برئيس جمهورية الشيشان رمضان قديروف بالقرب من موسكو بروسيا في 31 أغسطس 2019 (رويترز)

بوتين ولوكاشينكو وقديروف... لماذا تثير صحة هؤلاء القادة الكثير من الشائعات؟

طالت في الأشهر الأخيرة شائعات كثيرة صحةَ الرئيسين الروسي بوتين والبيلاروسي لوكاشينكو والزعيم الشيشاني قديروف، تعود لتقليد نظام مغلق قائم على السرية.

«الشرق الأوسط» (بيروت)

المجلس العسكري في النيجر يرحب بإعلان فرنسا سحب قواتها

جنود فرنسيون يعاينون مقاتلة "ميراج-2000" داخل قاعدة عسكرية في نيامي  (أ.ب)
جنود فرنسيون يعاينون مقاتلة "ميراج-2000" داخل قاعدة عسكرية في نيامي (أ.ب)
TT

المجلس العسكري في النيجر يرحب بإعلان فرنسا سحب قواتها

جنود فرنسيون يعاينون مقاتلة "ميراج-2000" داخل قاعدة عسكرية في نيامي  (أ.ب)
جنود فرنسيون يعاينون مقاتلة "ميراج-2000" داخل قاعدة عسكرية في نيامي (أ.ب)

رحب المجلس العسكري الحاكم في النيجر، أمس الأحد، بإعلان فرنسا اعتزامها سحب قواتها من البلاد بحلول نهاية العام، معتبرا ذلك "خطوة جديدة باتجاه السيادة".

وجاء البيان بعد ساعات على إعلان الرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون مساء الأحد أن السفير الفرنسي في النيجر سيعود "في الساعات المقبلة" إلى فرنسا وأن القوات الفرنسية ستغادر هذا البلد بحلول نهاية العام، وذلك إثر مواجهة مع المجلس العسكري النيجري استمرت شهرين.


النيجر تمنع الطائرات الفرنسية من عبور مجالها الجوي

مطار ديوري حماني الدولي في نيامي بالنيجر (أرشيفية - أ.ف.ب)
مطار ديوري حماني الدولي في نيامي بالنيجر (أرشيفية - أ.ف.ب)
TT

النيجر تمنع الطائرات الفرنسية من عبور مجالها الجوي

مطار ديوري حماني الدولي في نيامي بالنيجر (أرشيفية - أ.ف.ب)
مطار ديوري حماني الدولي في نيامي بالنيجر (أرشيفية - أ.ف.ب)

منع النظام العسكري الحاكم في النيجر الطائرات الفرنسية من عبور المجال الجوي للبلاد، حسب رسالة وُجهت إلى الطواقم الجوية نُشرت اليوم (الأحد) على موقع وكالة الأمن والملاحة الجوية في أفريقيا.

وحسب «وكالة الصحافة الفرنسية»، أوردت الرسالة التي صدرت مساء السبت أن المجال الجوي للنيجر «مفتوح أمام جميع الرحلات التجارية الوطنية والدولية باستثناء الطائرات الفرنسية أو الطائرات التي تستأجرها فرنسا، وبينها تلك العائدة إلى أسطول (إير فرنس) (شركة الخطوط الجوية الفرنسية)».

وتابعت الرسالة أن المجال الجوي يبقى مغلقاً أمام كل الرحلات العسكرية والخاصة باستثناء تلك الحاصلة على ترخيص خاص من السلطات.

ورداً على أسئلة «وكالة الصحافة الفرنسية»، اكتفت شركة «إير فرانس» بالقول إنها لا تحلق في المجال الجوي للنيجر.

وفي الرابع من سبتمبر (أيلول) أعادت النيجر فتح مجالها الجوي أمام الرحلات التجارية بعد إغلاق استمر نحو شهر.

وكانت النيجر أعلنت في السادس من أغسطس (آب) إغلاقه إزاء خطر تدخل تتضح معالمه انطلاقاً من دول مجاورة، في وقت هددت فيه الجماعة الاقتصادية لدول غرب أفريقيا (إكواس) بالتدخل عسكرياً لإعادة الرئيس المنتخب ديمقراطياً محمد بازوم إلى السلطة بعدما أطاحه انقلاب في 26 يوليو (تموز).

ومن جانبها، أكدت فرنسا مرات عدة دعمها لـ«إكواس»، في حين وصلت العلاقات بين باريس ونيامي إلى أدنى مستوى لها، بعد الانقلاب.


أوغندا تقتل قيادياً من «داعش» في جمهورية الكونغو الديمقراطية

الشرطة الأوغندية تعرض صورة نكالوبو عام 2021 حين اتهمته بالتخطيط لهجمات في كامبالا (صحافة محلية)
الشرطة الأوغندية تعرض صورة نكالوبو عام 2021 حين اتهمته بالتخطيط لهجمات في كامبالا (صحافة محلية)
TT

أوغندا تقتل قيادياً من «داعش» في جمهورية الكونغو الديمقراطية

الشرطة الأوغندية تعرض صورة نكالوبو عام 2021 حين اتهمته بالتخطيط لهجمات في كامبالا (صحافة محلية)
الشرطة الأوغندية تعرض صورة نكالوبو عام 2021 حين اتهمته بالتخطيط لهجمات في كامبالا (صحافة محلية)

احتفت أوغندا، السبت، بمقتل واحد من أبرز قيادات «القوات الديمقراطية المتحالفة»، وهي حركة متمردة أعلنت، منذ 4 سنوات، الولاء لتنظيم «داعش». ومع أنها تتمركز في شرق جمهورية الكونغو الديمقراطية، لكنها تشنّ هجماتها في أوغندا أيضاً، وتسعى للتوسع في المنطقة.

الاحتفاء جاء على لسان الرئيس الأوغندي يوويري موسيفيني، الذي أعلن أن غارة جوية شنّها جيش بلاده، أدت لمقتل عدة متمردين متحالفين مع «داعش»، من بينهم المسؤول الرئيس عن شن هجمات بالقنابل في العاصمة كمبالا، يُدعى ميدي نكالوبو، ويوصَف بأنه العدو الأول لأوغندا.

وأضاف موسيفيني أن الغارة الجوية نُفّذت في جمهورية الكونغو الديمقراطية المجاورة، يوم 16 سبتمبر (أيلول) في مناطق تقع على بُعد 100 كيلومتر من الحدود، في عمق أراضي الكونغو الديمقراطية، وأكدت المعلومات، التي جُمعت بعدها، مقتل أعضاء في جماعة «القوات الديمقراطية المتحالفة». وقال الرئيس الأوغندي: «قُتل عدد كبير من الإرهابيين، ومنهم ميدي نكالوبو صاحب السمعة السيئة ومدبر (هجمات) بالقنابل في كمبالا».

ورغم أن المعلومات شحيحة جداً حول حياة ميدي نكالوبو، وخصوصاً خلال الطفولة والمراهقة، فإنه يُعرَف في الأوساط الجهادية بلقب «المعاقب»، أو «المعاقب الكبير»، في حين يُعرَف في أوساط تنظيم «داعش» بأسماء مختلفة؛ من أهمها عبد الجهاد، ومحمد علي.

ويشير بعض التقارير إلى أنه التحق عام 2016 بصفوف «القوات الديمقراطية المتحالفة»، وهي حركة متمردة أوغندية تأسست خلال تسعينات القرن الماضي، لكنها في الفترة نفسها تمركزت في شرق الكونغو الديمقراطية، قرب الحدود مع أوغندا. وفي شهر سبتمبر من عام 2020 أعلن زعيم المتمردين موسى بالوكو حل «القوات الديمقراطية المتحالفة» بشكل رسمي، معلناً أنها أصبحت ولاية مستقلة من ولايات تنظيم «داعش».

وتشير التقارير إلى أن نكالوبو كان يقيم في العاصمة الأوغندية كامبالا، ثم اختفى منها لعدة أشهر، ظهر بعدها إلى جانب المتمردين في جمهورية الكونغو الديمقراطية خلال شهر مارس (آذار) من عام 2016، لكنه سرعان ما أصبح أحد الوجوه المعروفة والبارزة في صفوف المتمردين، ما يرجح فرضية أنه كان مسؤولاً عن خلايا إرهابية في أوغندا، وربما خارجها أيضاً.

بدأ نكالوبو نشاطه مع المتمردين في الدعاية والإعلام، حيث كان خبيراً في تقنيات التصوير والمونتاج، وأحد المُنظّرين الأبرز في مجال الدعاية الجهادية، وكان في مرحلة معينة هو المسؤول عن منصات وسائل التواصل الاجتماعي التي تقوم بالدعاية لصالح المتمردين، ومسؤول الإنتاج والدعاية الإعلامية لجميع الهجمات التي يشنها التنظيم الإرهابي.

قبل أن يصبح خبيراً في صناعة القنابل التقليدية، وتتهمه سلطات أوغندا بأنه هو من خطط لهجمات بالقنابل استهدفت مواقع مختلفة في العاصمة كامبالا، واحدة منها استهدفت مفوضية للشرطة، وأخرى انفجرت بالقرب من مبنى البرلمان، واستهدف هجوم آخر كنيسة، كما يعتقد أنه هو الذي خطط لهجوم استهدف مطعماً يبيع لحم الخنزير في العاصمة كامبالا.

ومنذ أن بدأ المتمردون الارتباط بتنظيم «داعش»، تقول التقارير الاستخباراتية إن نكالوبو كان شخصية محورية وحلقة مهمة في تحويل التمويلات من تنظيم «داعش» نحو المتمردين في الكونغو الديمقراطية، عبر وسطاء من كينيا، حتى إنه وُصف من جانب بعض الخبراء بأنه كان مسؤولاً عن التقارب والتواصل مع «داعش».

وتقول السلطات الأمريكية إنه كان من بين الشخصيات المسؤولة عن استمرار الصراع المسلَّح وانعدام الأمن والاستقرار في جمهورية الكونغو الديمقراطية، كما تقول «الأمم المتحدة» إنه المتهم الرئيسي في بعض الهجمات بالقنابل، ما جعله واحداً من أبرز الإرهابيين المطلوبين في منطقة أفريقيا الاستوائية.

وطيلة هذه السنوات، كان نكالوبو يقيم في معسكرات المتمردين شرق جمهورية الكونغو الديمقراطية، حيث يتولى تنسيق شبكة واسعة من الخلايا التابعة له في أوغندا والكونغو الديمقراطية وخارجهما. وقال محققون تابعون لـ«الأمم المتحدة» كانوا يعملون في جمهورية الكونغو الديمقراطية بأمر من «مجلس الأمن الدولي»، إن متمردين سابقين أكدوا أن نكالوبو كان يتولى شخصياً تسيير طائرة «درون» استخدمها المتمردون خلال معارك ضد الجيش الكونغولي، كما قالوا إنه خبير في صناعة القنابل.

كما قال قيادي سابق في صفوف المتمردين إن نكالوبو كان يتولى مهمة صناعة وبث أفلام دعائية لصالح التنظيم الإرهابي، يوزعها على خلاياه في أوغندا وشبه المنطقة.

ويشير خبراء إلى أن نكالوبو كان واحداً من المقربين جداً من الزعيم الروحي للتنظيم موسى بالوكو، ويعمل معه من أجل توسيع دائرة عمليات التنظيم الإرهابي لتتجاوز جمهورية الكونغو الديمقراطية وأوغندا، نحو مناطق جديدة في أفريقيا الاستوائية.

وظهر اسم نكالوبو حين أعلنت سلطات رواندا نهاية 2021، توقيف 13 شخصاً قالت إنهم مرتبطون بالتنظيم الإرهابي المتمركز شرق الكونغو الديمقراطية. وقالت الشركة الرواندية إن المعتقلين كانوا ينشطون في العاصمة الرواندية كيغالي، ومحافظات أخرى داخل البلاد. وأضافت أن المعتقلين كانت بحوزتهم «عبوات ناسفة تقليدية الصنع».

ويبدو واضحاً أن نكالوبو كان يخطط لتوسيع دائرة نفوذه نحو دول جديدة في أفريقيا الاستوائية، وذلك باسم تنظيم «داعش»، الذي تبنّى أول هجوم في تلك المنطقة، خلال شهر أبريل (نيسان) من عام 2019، وهو الهجوم الذي شنّته «القوات الديمقراطية المتحالفة» مباشرة بعد مبايعتها التنظيم، ولا يستبعد أن يكون نكالوبو له دور في ذلك الهجوم.

ومع ازدياد نفوذ التنظيم، أطلقت أوغندا، بالتنسيق مع جمهورية الكونغو الديمقراطية، في ديسمبر (كانون الأول) 2021، عملية عسكرية واسعة النطاق، في شرق الكونغو ضد جماعة «القوات الديمقراطية المتحالفة»، لكن الجماعة لا تزال تشن هجمات على المدنيين والأهداف العسكرية في الكونغو وأوغندا.

ويشكّل مقتل نكالوبو ضربة موجعة للتنظيم، وهو الذي يتعرض، منذ أشهر، لخسائر فادحة، وقُتلت أعداد كبيرة من مُقاتليه وقياداته، وأُرغم على التخلي عن مناطق كان يسيطر عليها، بما في ذلك معسكرات وقواعد لوجستية.


مالي في الأمم المتحدة: لن نقف «مكتوفي» الأيدي أمام أي تدخل عسكري في النيجر

وزير الخارجية المالي عبد الله ديوب خلال كلمته أمام الجمعية العامة للأمم المتحدة (أ.ب)
وزير الخارجية المالي عبد الله ديوب خلال كلمته أمام الجمعية العامة للأمم المتحدة (أ.ب)
TT

مالي في الأمم المتحدة: لن نقف «مكتوفي» الأيدي أمام أي تدخل عسكري في النيجر

وزير الخارجية المالي عبد الله ديوب خلال كلمته أمام الجمعية العامة للأمم المتحدة (أ.ب)
وزير الخارجية المالي عبد الله ديوب خلال كلمته أمام الجمعية العامة للأمم المتحدة (أ.ب)

حذر وزير الخارجية المالي عبد الله ديوب، يوم (السبت)، في الأمم المتحدة، من أن بلاده «لن تقف مكتوفة» في حال حصل تدخل عسكري في النيجر لاستعادة النظام الدستوري بعد الانقلاب.

وتهدد الجماعة الاقتصادية لدول غرب أفريقيا (إيكواس) منذ أسابيع عدة منفذي انقلاب 26 يوليو (تموز) بشن تدخل عسكري بهدف إعادة الرئيس المخلوع محمد بازوم إلى السلطة.

وقال ديوب، في الجمعية العامة للأمم المتحدة، ممثلاً المجلس العسكري المالي، إن بلاده «لا تزال تعارض بشدة أي تدخل عسكري من جانب (إيكواس)»، وفقاً لوكالة الصحافة الفرنسية.

وأضاف: «أي تدخل عسكري في النيجر، أي عدوان، أي غزو لهذا البلد، يشكل تهديداً مباشراً للسلام والأمن في مالي، لكن أيضاً للسلام والأمن في المنطقة، وستكون له بالضرورة عواقب وخيمة. لن نقف مكتوفي الأيدي».

ووقعت مالي اتفاقاً دفاعياً مع النيجر وبوركينا فاسو قبل أسبوع ينص على المساعدة المتبادلة في حال حصول هجوم يستهدف سيادة وسلامة أراضي الدول الثلاث التي يحكمها الجيش.

وهاجم ديوب مجدداً فرنسا و«الهيمنة الاستعمارية الجديدة»، مشيداً في المقابل بروسيا «لتضامنها النشط والتزامها الموثوق على الصعيدين الثنائي والمتعدد الأطراف».

وقد كسر المجلس العسكري المالي التحالف مع فرنسا وشركائه في الحرب ضد المتطرفين، وتحول عسكرياً وسياسياً نحو روسيا.

في هذا الإطار، دفع المجلس أيضاً بعثة حفظ السلام التابعة للأمم المتحدة (مينوسما) نحو الخروج، وبات يجب أن تستكمل انسحابها بحلول نهاية العام.

وحذر الوزير من أن «حكومة جمهورية مالي لا تخطط لتمديد هذا الموعد النهائي». وقال ديوب إن «الحكومة تؤكد للشعب المالي والمجتمع الدولي أن كل التدابير اتُخذت لضمان استمرارية خدمات الدولة بعد رحيل (مينوسما)».

وشدد على أن «حكومة جمهورية مالي عازمة أكثر من أي وقت مضى على ممارسة سيادتها وبسط كل سلطتها على كامل التراب الوطني».


هل تجاوز شركاء «فاغنر» الأفارقة أزمة مقتل بريغوجين؟

يفغيني بريغوجين (أرشيفية رويترز)
يفغيني بريغوجين (أرشيفية رويترز)
TT

هل تجاوز شركاء «فاغنر» الأفارقة أزمة مقتل بريغوجين؟

يفغيني بريغوجين (أرشيفية رويترز)
يفغيني بريغوجين (أرشيفية رويترز)

بعد أن أثار مقتل مؤسس مجموعة «فاغنر» يفغيني بريغوجين تساؤلات حول مستقبل التعاون الأمني الأفريقي-الروسي، رأى خبراء أن الشراكات العسكرية بين دول أفريقية وموسكو تجاوزت أزمة عدم اليقين بشأن «فاغنر»، مرجحين انتقال المسؤولية عن ذلك التعاون إلى وزارة الدفاع الروسية في الوقت الحالي.

وتزداد المؤشرات على استمرار التعاون الأمني والعسكري بين موسكو وحلفائها دون تأثر. وتأتي دولة أفريقيا الوسطى، التي تمثل مركزاً مهماً لنفوذ «فاغنر» في أفريقيا نموذجاً في هذا السياق. ووفق فيديليه غواندجيكا، وهو أحد مستشاري الرئاسة في بانغي، فإن «التمرد الفاشل لـ(فاغنر) في روسيا ومقتل قائد المجموعة، لم يتبعه أي تغيير في العلاقة بين بانغي وموسكو». وأوضح في تصريحات لـ«سي إن إن»، سابقا هذا الأسبوع، أن بلاده «تلقت مؤخراً تأكيدات من الرئيس الروسي فلاديمير بوتين أن كل شيء سيظل كما كان في السابق... وسيكون الغد أفضل». تقرير «سي إن إن» خلص إلى أن الكرملين «يسعى للسيطرة بشكل كامل على أذرع (فاغنر) وشبكتها التجارية في القارة».

وكان رئيس جمهورية أفريقيا الوسطى فوستين آركانج تواديرا أكد سابقاً في تصريحات لـ«واشنطن بوست» أن تعاون بلاده مع موسكو لا يزال قائماً، وأنه «تعاقد مع الحكومة الروسية لا مع المجموعة». ووفق الصحيفة، أخطر مسؤولون روس تواديرا أن «الوجود الروسي سيستمر، ولكن تحت سيطرة وزارة الدفاع».

وسبق لنائب وزير الدفاع الروسي، يونس بك يفكوروف، والجنرال أندريه أفيريانوف من الاستخبارات العسكرية الروسية، أن زارا بانغي بعد مقتل بريغوجين، ليضعا الرئيس بصورة التطورات المقبلة، وفق «واشنطن بوست». كما زار يفكوروف وأفيريانوف باماكو للقاء قادة سياسيين من مالي وبوركينا فاسو، وفقا لما نقله موقع «فرنس 24» عن وسائل إعلام محلية ومصادر مختلفة على تطبيق «تلغرام».

تعاون مستمر

يرى محمد الأمين ولد الداه، الخبير الموريتاني في الشؤون الأفريقية، في تصريحات لـ«الشرق الأوسط» أن التعاون بين القيادات في مالي وبوركينا فاسو وروسيا لم يتأثر بتمرد «فاغنر» وموت بريغوجين. وقال إن ذلك يتضح من خلال «المواجهة العسكرية القائمة حالياً في مواجهة حركات التطرف والحركات المتمردة في البلدين التي تشهد انخراطاً وحضوراً روسياً مكثفاً، وربما بوتيرة أكبر مما سبق». ويعتقد الأمين ولد الداه أن «قوات (فاغنر) بقيت في تلك الدول، لكن قيادتها انتقلت إلى وزارة الدفاع الروسية لضمان الالتزام بالأولويات الأمنية والجيوسياسية الروسية».

في السياق، كان تقرير لـ«وكالة الصحافة الفرنسية»، قال الشهر الماضي، إن موسكو ترى أن مصلحتها تقتضي مواصلة «فاغنر» أنشطتها في أفريقيا وإنها لا تفكر في وضع حد لهذه الأنشطة. ونقل التقرير عن خبراء أن «استبدال عناصر (فاغنر) في أفريقيا غير مرجح لأنه سيتطلب إيجاد عناصر جدد لديهم شبكات الاتصال والخبرة اللازمة لمواصلة العمليات».

توحيد الصفوف

والشهر الماضي، دعا الرئيس الروسي فلاديمير بوتين جميع عناصر «فاغنر» وغيرهم من المتعاقدين العسكريين الروس إلى أداء قسم الولاء للدولة الروسية. وتضمنت صياغة القسم جملة يعد فيها أولئك الذين يؤدونه بـ«اتباع أوامر القادة وكبار القادة بدقة، كخطوة لصياغة الأسس الروحية والأخلاقية للدفاع عن روسيا»، بحسب ما أوردته «هيئة الإذاعة البريطانية».

وقبل أسابيع قليلة من تمرد بريغوجين الفاشل في يونيو (حزيران) الماضي، كانت وزارة الدفاع الروسية منحت مقاتلي «فاغنر» مهلة حتى 1 يوليو (تموز) لتوقيع عقود مع الجيش. ورفض بريغوجين التوقيع، وقال إنه لا يريد أن تعمل المجموعة التابعة له تحت إشراف الوزارة. وزير الخارجية الروسي سيرغي لافروف كان بدوره قد صرح بعيد تمرد بريغوجين أن «مجموعة (فاغنر) ستواصل عملياتها في مالي وجمهورية أفريقيا الوسطى». لافروف أكد أن قوات «فاغنر» تعمل وفق طلب حكومات البلاد الأفريقية وأن أنشطتهم التدريبية ستستمر.

من جانبه، قال محمود سيسي المحلل السياسي البوركينابي إن «موسكو ما زالت تتعاون بشكل مكثف مع حلفائها الأفارقة في النواحي الأمنية والعسكرية». وأضاف لـ«الشرق الأوسط» أن «قوات (فاغنر) لا تزال حاضرة، لكنها تنفذ ما تمليه القيادة العسكرية الروسية الرسمية».

ورأى سيسي أن «هدف وزارة الدفاع الروسية هو استيعاب (فاغنر) ضمن قواتها الرسمية لكن خوفا من اتهام النظام الروسي بقتل بريغوجين وقادة (فاغنر)، فلن تتسرع الوزارة في ذلك وسيتم الأمر بشكل تدريجي». وتوقع سيسي أنه «لدى اكتمال عملية دمج (فاغنر) في الجيش الروسي، ستعمل موسكو على إعداد قوات خاصة رسمية نظامية بمواصفات خاصة والتخلي عن نموذج التعاقد مع شركات عسكرية مرتزقة لتحافظ على المصالح الروسية في أفريقيا بشكل مستدام».


المجلس العسكري في النيجر يندد بتصرفات غوتيريش «الغادرة»

عناصر من الجيش يظهرون في نيامي وسط إحدى المظاهرات (أ.ف.ب)
عناصر من الجيش يظهرون في نيامي وسط إحدى المظاهرات (أ.ف.ب)
TT

المجلس العسكري في النيجر يندد بتصرفات غوتيريش «الغادرة»

عناصر من الجيش يظهرون في نيامي وسط إحدى المظاهرات (أ.ف.ب)
عناصر من الجيش يظهرون في نيامي وسط إحدى المظاهرات (أ.ف.ب)

أصدر المجلس العسكري الذي وصل إلى السلطة في النيجر عقب انقلاب نفّذه في نهاية يوليو (تموز) مذكرات تفتيش بحق نحو عشرين شخصية من الحكومة المخلوعة بحسب وثيقة للدرك النيجري اطلعت عليها «وكالة الصحافة الفرنسية» أمس (الجمعة).

هذه الشخصيات، وبينها رئيس وزراء الحكومة السابقة أوهومودو محمدو، «تعتبر هاربة»، وهي مطلوبة بسبب «تورطها» المزعوم في «قضية خيانة وتآمر تهدف إلى تقويض أمن الدولة وسلطتها» في أعقاب «أحداث تغيير النظام في 26 يوليو»، وفق الوثيقة الصادرة عن وحدة الأبحاث التابعة للدرك الوطني النيجري.

وتشمل لائحة المطلوبين وزير الخارجية السابق حسومي مسعودو، وسفيرة النيجر في فرنسا عائشة بولاما، ووزير الطاقة السابق إبراهيم يعقوب، ووزير التجارة السابق ألكاش ألهدا، ووزيرة الصناعة السابقة قوروزا مقازي سلامو، ووزير الدولة السابق ريسا أغ بولا.

كذلك، تشمل اللائحة مسؤولين من مكتب الرئاسة ومستشارين، وجنرالَيْن اثنين أحدهما محمدو أبو تركة (الهيئة العليا لترسيخ السلام).

وكان بعض من هذه الشخصيات خارج النيجر أثناء الانقلاب، بينما تمكن آخرون من مغادرة البلاد بعد ذلك.

والأسبوع الماضي، ألغت الخارجية النيجرية أكثر من 990 جوازَ سفرٍ دبلوماسيًا، خصوصا جوازات سفر شخصيات مطلوبة أو جوازات عائدة لنواب ورؤساء مؤسسات سابقين.

إلى ذلك، أفادت وسائل إعلام محلية بسجن عدد من شخصيات النظام المخلوع في سجون مختلفة في البلاد، بمن فيهم وزير النفط السابق ساني محمدو إيسوفو، نجل الرئيس السابق إيسوفو محمدو (2011-2021).

ولم تؤكد السلطات العسكرية هذه الاعتقالات.

تنديد بتصرفات غوتيريش «الغادرة»

كما ندد المجلس العسكري أمس بـ«التصرفات الغادرة» للأمين العام للأمم المتحدة أنطونيو غوتيريش، متهما إياه بأنه «عرقل» مشاركة ممثل المجلس بالجمعية العامة للأمم المتحدة.

وقال المجلس العسكري في بيان تلي عبر التلفزيون العام إن «المجلس الوطني لحماية الوطن (مدبّر الانقلاب) وحكومة جمهورية النيجر يدعوان» المجتمع المحلي والدولي إلى أن يكونا شاهدين على «التصرفات الغادرة للأمين العام للأمم المتحدة أنطونيو غوتيريش التي من شأنها تقويض أي جهد لإنهاء الأزمة في بلادنا».

الأمين العام للأمم المتحدة أنطونيو غوتيريش (أ.ب)

واعتبر المجلس أن غوتيريش «ارتكب خطأ في ممارسة مهمته، من خلال عرقلته المشاركة الكاملة للنيجر في الدورة 78 للجمعية العامة للأمم المتحدة».

وأضاف في بيانه أن النيجر «ترفض وتدين بشدة هذا التدخل الواضح من جانب غوتيريش في الشؤون الداخلية لدولة ذات سيادة»، منددا بـ«تواطؤ فرنسا واثنين من رؤساء الدول الناطقة بالفرنسية» في غرب أفريقيا، دون تسميتهما.


الجيش المالي يعلن مقتل «5 إرهابيين» خلال معارك مع المتمردين

جنود من الجيش المالي قرب مدينة تمبكتو في عملية عسكرية سابقة (قيادة أركان الجيش)
جنود من الجيش المالي قرب مدينة تمبكتو في عملية عسكرية سابقة (قيادة أركان الجيش)
TT

الجيش المالي يعلن مقتل «5 إرهابيين» خلال معارك مع المتمردين

جنود من الجيش المالي قرب مدينة تمبكتو في عملية عسكرية سابقة (قيادة أركان الجيش)
جنود من الجيش المالي قرب مدينة تمبكتو في عملية عسكرية سابقة (قيادة أركان الجيش)

تعرضت مدينة تمبكتو التاريخية في شمال دولة مالي، لقصف بالقذائف تسبب في مقتل شخصين على الأقل، في حصيلة صادرة عن الجيش المالي الذي اتهم تنظيم «القاعدة» بالوقوف خلف القصف، خصوصاً أنه يأتي في ظل حصار مشدد يفرضه التنظيم الإرهابي على المدينة التاريخية منذ أسابيع عدة.

وقال الجيش في منشور على مواقع التواصل الاجتماعي: «تعرضت مدينة تمبكتو لقصف إرهابي بالقذائف، بعد ظهر الخميس، والتقديرات الأولية تشير إلى سقوط قذيفة عند ملتقى طرق باهادو، وقذيفة أخرى شمال المستشفى، والحصيلة المؤقتة هي قتيلان و5 جرحى».

ولكن وكالة الصحافة الفرنسية نقلت عن مسؤول محلي في تمبكتو أن القصف تسبب في سقوط 3 قتلى على الأقل، وقال المسؤول المحلي: «الجهاديون أطلقوا 3 قذائف على تمبكتو. سقط 3 قتلى مدنيين على الأقل، بينهم أطفال»، وقالت الوكالة إنها أكدت الحصيلة من عند مصدر في المستشفى».

ولم يصدر أي بيان من تنظيم «القاعدة»، وهو الذي درج على إصدار بيانات حول هجماته في شمال مالي، والتي تشنها «جماعة نصرة الإسلام والمسلمين»، وهي عبارة عن تحالف تأسس عام 2015، ويضم تشكيلات عدة تتبع جميعها لتنظيم «القاعدة»، وكان قد أعلن مطلع أغسطس (آب) الماضي الحرب على جيش مالي و«فاغنر»، في منطقة تمبكتو.

الجماعة التي تتمتع بنفوذ واسع في المنطقة، فرضت حصاراً على مدينة تمبكتو التاريخية، كان في البداية حصاراً برياً حين منع مقاتلو «القاعدة» الشاحنات من دخول المدينة أو مغادرتها، وبالتالي توقف إمداد المدينة بالمؤن الغذائية القادمة من موريتانيا والجزائر، ومن تلك القادمة من العاصمة المالية باماكو وبقية مدن البلاد.

ومطلع سبتمبر (أيلول) هاجم التنظيم قارباً كان يربط تمبكتو بمدينة غاو، ويتحرك عبر نهر النيجر، وبالتالي توقفت حركة الملاحة عبر النهر، ثم هاجم التنظيم بعد ذلك مطار تمبكتو لتتوقف حركة الطيران، ليكتمل الحصار على المدينة التاريخية، التي بدأت تعاني من نقص في المؤن الغذائية والمحروقات.

وفيما يشتد خناق تنظيم «القاعدة» على مدينة تمبكتو، تتواصل المعارك بين جيش مالي المدعوم من «فاغنر»، وحركات انفصالية أغلب قياداتها من الطوارق والعرب، وكانت مصادر محلية قد أكدت لـ «الشرق الأوسط» أن معارك طاحنة اندلعت بين الطرفين بالقرب من مدينة «نامبالا» المالية، القريبة جداً من الحدود مع موريتانيا.

وأكدت هذه المصادر مشاركة مقاتلين من مجموعة «فاغنر» الروسية الخاصة في معارك «نامبالا» إلى جانب جيش مالي، كما تحدثت المصادر نفسها عن وجود مقاتلين من تنظيم «القاعدة» إلى جانب المتمردين الطوارق والعرب، وتعليقاً على هذه المواجهات، قال الجيش المالي إن «وحدة من القوات المسلحة المالية كانت في مهمة للبحث عن الجماعات الإرهابية المسلحة، نجحت في مواجهة وإحباط كمين مسلح نصبته مجموعة إرهابية، في المحور الرابط بين مدينتي نامبالا وليره».

وقال الجيشُ المالي في منشور عبر مواقع التواصل الاجتماعي إن «الحصيلة المؤقتة للمواجهات تشير إلى مقتل 5 إرهابيين، ومصادرة 5 مدافع رشاشة، و4 دراجات نارية، وعدة أجهزة للاتصال، ومعدات لتصنيع العبوات الناسفة»، مؤكداً أنه لم يسقط أي قتلى في صفوف وحدة الجيش.

وفي غضون ذلك، اتهم المتمردون الطوارق جيش مالي وقوات «فاغنر» بتصفية 12 مدنياً كانوا على متن حافلة متوجهة إلى مدينة «غاو»، يوم 14 سبتمبر (أيلول) الحالي، وقال الناطق الرسمي باسم تنسيقية الحركات الأزوادية إبراهيم أغ أيوغ، في بيان صحافي الجمعة إنَّ «القوات المسلحة المالية وأعوانها من مرتزقة (فاغنر) اعترضت الحافلة (...) للانتقام من الإذلال الذي تعرضت له»، في إشارة إلى ما يقول المتمردون إنها انتصارات حققوها ضد جيش مالي و(فاغنر)».

وأضاف أغ أيوغ: «هاجمت قوة الشر التي لا يمكن إنكارها، ركاب الحافلة الأبرياء، وأعدمتهم على جانب الطريق بعد فرز عرقي، ودون أي شكل من أشكال المحاكمة، وعثر في مكان الحادث على 12 جثة لمدنيين من الفولاني والعرب والطوارق (...) إن تنسيقية الحركات الأزوادية مستاءة من هذا الاعتداء الذي لا يمكن تبريره أو تفسيره على الإطلاق». ولم يصدر أي تعليق من الجيش المالي على هذه الاتهامات».


رئيس غينيا يستنكر الديمقراطية الغربية ويقول إنها لا تصلح لأفريقيا

مامادي دومبويا ملقيا كلمته أمام الجمعية العامة للأمم المتحدة (رويترز)
مامادي دومبويا ملقيا كلمته أمام الجمعية العامة للأمم المتحدة (رويترز)
TT

رئيس غينيا يستنكر الديمقراطية الغربية ويقول إنها لا تصلح لأفريقيا

مامادي دومبويا ملقيا كلمته أمام الجمعية العامة للأمم المتحدة (رويترز)
مامادي دومبويا ملقيا كلمته أمام الجمعية العامة للأمم المتحدة (رويترز)

قال مامادي دومبويا القائد العسكري لغينيا أمام الجمعية العامة للأمم المتحدة، يوم الخميس، إن النموذج الغربي للديمقراطية لا يصلح لأفريقيا كما هو واضح من موجة الانقلابات الأخيرة.

واستولى دومبويا على السلطة في انقلاب جرى في 2021، وهو واحد من ثمانية انقلابات شهدتها دول بوسط أفريقيا وغربها في السنوات الثلاث الماضية. كما استولى عسكريون على السلطة في مالي والنيجر وبوركينا فاسو وتشاد والجابون. وقوبلت الانقلابات باستنكار شديد من جانب الأمم المتحدة والقوى الغربية مثل الولايات المتحدة وفرنسا، كما طالبت هذه القوى باستعادة الديمقراطية في أقرب وقت ممكن. وانتقد دومبويا رد فعلهم ووصفه بأنه عنصري ومتعالٍ.

وقال أمام زعماء العالم في نيويورك إن "أفريقيا تعاني من نموذج حكم فُرض عليها... نموذج جيد وفعال بالنسبة للغرب ولكن من الصعب أن يلائم واقعنا وعاداتنا وبيئتنا". وتابع "لقد حان الوقت للكف عن إلقاء المحاضرات علينا والتوقف عن معاملتنا باستعلاء مثل الأطفال"، مضيفا أن الأفارقة ناضجون بما فيه الكفاية لتصميم نماذجهم الخاصة للحكم.

وسبق أن اقترحت حكومة دومبويا فترة انتقالية لحين إجراء انتخابات بعد مفاوضات مع المجموعة الاقتصادية لدول غرب أفريقيا (إيكواس) إلا أنه لا توجد مؤشرات تذكر على الإعداد لانتخابات.

وأشار دومبويا إلى أنه يتم وضع الدول الأفريقية بشكل غير منصف في صناديق وإجبارها على الانحياز لأطراف بعينها في معركة أيديولوجية من حقبة الحرب الباردة ولا صلة لها بعلاقاتها الحالية. وقال إن الأفارقة ليسوا مؤيدين أو مناهضين للأمريكيين أو الصينيين أو الفرنسيين أو الروس أو الأتراك وإنما "ببساطة مؤيدون لأفريقيا".


الرئيس السنغالي: الحل الدبلوماسي في النيجر «لا يزال ممكناً»

الرئيس السنغالي ماكي سال خلال كلمته أمام الجمعية العامة للأمم المتحدة في نيويورك (أ.ف.ب)
الرئيس السنغالي ماكي سال خلال كلمته أمام الجمعية العامة للأمم المتحدة في نيويورك (أ.ف.ب)
TT

الرئيس السنغالي: الحل الدبلوماسي في النيجر «لا يزال ممكناً»

الرئيس السنغالي ماكي سال خلال كلمته أمام الجمعية العامة للأمم المتحدة في نيويورك (أ.ف.ب)
الرئيس السنغالي ماكي سال خلال كلمته أمام الجمعية العامة للأمم المتحدة في نيويورك (أ.ف.ب)

عدّ الرئيس السنغالي، ماكي سال، اليوم (الخميس)، أن الحل الدبلوماسي «لا يزال ممكناً» في النيجر، بعد نحو شهرين من الانقلاب العسكري الذي أطاح الرئيس المنتخب.

وهددت «المجموعة الاقتصادية لدول غرب أفريقيا (إيكواس)»، والسنغال عضو فيها، بالتدخل عسكرياً في النيجر إذا فشلت الضغوط الدبلوماسية في إعادة الحكم المدني إلى البلاد.

وأطاح الجيش في النيجر الرئيس محمد بازوم في 26 يوليو (تموز) الماضي، وهو محتجز بمنزله مع عائلته منذ ذلك الحين.

وقال سال، في مقابلة مع «إذاعة فرنسا الدولية» و«فرنس24»: «آمل أن ينتصر العقل في نهاية المطاف (...) ولا يزال من الممكن المضي قدماً بشكل متعقل للتوصل إلى حل».

وحض سال قادة الانقلاب في النيجر، وفقاً لما نقلته وكالة الصحافة الفرنسية، على «عدم دفعنا إلى القرار النهائي الذي سيكون التدخل العسكري».

وأضاف، على هامش اجتماعات الجمعية العامة للأمم المتحدة في نيويورك، أن «هذا الخيار العسكري الأخير لا يمكن القيام به إلا عندما تكون كل السبل قد استنفدت حقاً». وأشار سال إلى أن نيجيريا، التي يتولى رئيسها بولا تينوبو رئاسة «إيكواس»، تبذل قصارى جهدها لإيجاد حل دبلوماسي.

وأضاف: «أنتظر منه أن يبلغنا بنتائج مقارباته المختلفة لنتمكن في النهاية من تقييم قرار مشترك وتبنيه». وقال قادة «إيكواس» إن عليهم التحرك بعد أن أصبحت النيجر رابع دولة في غرب أفريقيا تشهد انقلاباً منذ عام 2020، بعد مالي وبوركينا فاسو وغينيا.


تضارب الروايات يشعل حرباً إعلامية بين جيش مالي ومتمردي أزواد

لقطات من فيديو نشره المتمردون لمقاتليهم في ثكنة تابعة للجيش المالي (صفحات موالية للمتمردين)
لقطات من فيديو نشره المتمردون لمقاتليهم في ثكنة تابعة للجيش المالي (صفحات موالية للمتمردين)
TT

تضارب الروايات يشعل حرباً إعلامية بين جيش مالي ومتمردي أزواد

لقطات من فيديو نشره المتمردون لمقاتليهم في ثكنة تابعة للجيش المالي (صفحات موالية للمتمردين)
لقطات من فيديو نشره المتمردون لمقاتليهم في ثكنة تابعة للجيش المالي (صفحات موالية للمتمردين)

تشتعل الحرب بين جيش مالي ومتمردين من الطوارق والعرب، ولكن السمة البارزة لهذه المواجهات التي تجري في عمق صحراء شمال مالي، أو ما يعرف بإقليم «أزواد»، هي تضارب الروايات الصادرة عن الطرفين، فيما يمكن وصفه بأنه «حرب إعلامية» تدور رحاها على صفحات مواقع التواصل الاجتماعي، وعبر البيانات الصحافية.

وبرزت ملامح هذه الحرب الإعلامية بشكل لافت بعد انقشاع غبار معركة طاحنة وقعت مساء الأحد الماضي، بين الطرفين في مدينة «ليره»، الواقعة في شمال مالي وعلى بعد 70 كيلومتراً عن الحدود الموريتانية، فبعد مرور أيامٍ نشر الطرفان روايتهما لما جرى، فكانت الأرقام متضاربة والروايات متناقضة، رغم مناطق الظل المشتركة.

الحركات المتمردة من الطوارق والعرب، والمتحالفة فيما سمته «الإطار الاستراتيجي الدائم للسلام والأمن والتنمية»، نشرت بياناً صحافياً وصفت فيه الهجوم الذي شنته على معسكر تابع للجيش المالي في مدينة «ليره» بأنه «عملية استباقية ضد إرهابيي الجيش المالي و(فاغنر) المتمركزين في منطقة ليره وتمكبتو»، وأعلنت أن «الأهداف المحددة لهذه العملية تحققت، وفق الخطة المرسومة من قبل هيئة الأركان العامة للجيش الوطني الأزوادي».

لقطات من فيديو نشره المتمردون لمقاتليهم في ثكنة تابعة للجيش المالي (صفحات موالية للمتمردين)

وجاء على لسان مسؤول خلية الإعلام والاتصالات للشؤون العسكرية في أزواد العقيد مولاي أغ سيدي مولا، أن الهجوم الذي استهدف مدينة ليره أسفر عن «السيطرة الكاملة على قاعدتين» عسكريتين تابعتين للجيش المالي، بعد «مقتل 35 فرداً من القوات المسلحة الإرهابية المالية وجرح العشرات».

إلا أن جيش مالي، في بيان صحافي منشور على موقعه الإلكتروني، أورد حصيلة بعيدة جداً عن تلك الصادرة عن المتمردين، حين أعلن مقتل 5 فقط من جنوده، وإصابة 20 آخرين بجراح، ولكنه أكد في السياق ذاته أن 11 من جنوده في عداد المفقودين. في مقابل ذلك، قال المتمردون إنَّهم أسروا 6 عسكريين، من بينهم جرحى، قال المتمردون إنهم «سيسلمونهم للهيئات المستقلة المختصة»، في إشارة إلى هيئات الإغاثة الدولية الناشطة في مالي.

وحول خسائر المتمردين، قالت الحركات الأزوادية إن 8 من مقاتليها قتلوا خلال المعركة، فيما جرح 12 آخرين، إلا أن الجيش المالي في روايته للأحداث وصف المتمردين بـ«الإرهابيين»، وقال إن «7 جثث (منهم) بقيت في مكان المعركة»، مشيراً في السياق ذاته إلى أن «8 سيارات بعضها كانت مزودة بمدافع ثقيلة، جرى تدميرها بالكامل، مع تحييد ركابها المقدر عددهم بأكثر من ثلاثين، بالإضافة إلى عدد من الجرحى جرى نقلهم لتلقي العلاج في المنطقة».

هجوم المتمردين الأزواديين على جيش مالي في «ليره» أسفر عن مواجهة استمرت لعدة ساعات، وأسفرت عن خسائر مادية في القاعدة العسكرية، قال الجيش المالي إنها «لا تزال قيد التقييم»، بينما قال المتمردون إن «كل الآليات المدرعة في المعسكر جرى تفكيكها، ونزع ما بها من معدات صالحة، قبل تدميرها كلياً»، كما تحدث المتمردون عن الاستيلاء على «عدد من السيارات (...) وكمية كبيرة من الأسلحة والذخائر ومعدات أخرى لوجيستية»، ونشروا مقطع فيديو لمقاتليهم وهم يتجولون في ثكنة عسكرية ويحملون سياراتهم بالأسلحة والمعدات».

الخسائر المادية التي تكبدها الجيش كان من أهمها طائرة دعم اعترف في بيانه أنها أرغمت على الهبوط وسط الصحراء، فيما لا يزال البحثُ مستمراً عن طاقمها، ولكن المتمردين يتحدثون عن طائرتين حربيتين تابعتين للجيش «أصبحتا خارج الخدمة، بواسطة الوحدات المضادة للطيران للجيش الوطني الأزوادي».

وأوضح المتمردون أن إحدى الطائرتين أسقطت في «ليره»، والثانية أصيبت لتهبط اضطرارياً على بعد 7 كيلومترات إلى الجنوب الشرقي من «ليره»، وقال المتمردون إنهم «لم يعثروا على طيار الأولى، ومن المحتمل أنه مات فيها، كما أن طيار الثانية لم يتم العثور عليه في المكان أيضاً».

وأعلن المتمردون الأزواديون أن مقاتليهم أجروا تمشيطاً للمنطقة، قبل الانسحاب منها يوم الاثنين الماضي، أي بعد يوم واحد من الهجوم، مشيرين إلى أنه «لم تكن هنالك أي علامة لعودة القوات الإرهابية المالية»، ولكن جيش مالي خلص في بيانه إلى أنه «شن ضربات جوية ضد أهداف» تابعة للمتمردين في المنطقة، وأكد أنه خلال المعركة كان جنوده «حريصين على الحد من الخسائر في صفوف المدنيين».

وفيما تتضارب الروايات الصادرة عن الطرفين، يبقى من الصعب التأكد من صحتها، في ظل غياب أطراف مستقلة قريبة من مناطق المواجهة.