«داعش» يتبنى اقتحام سجن في نيجيريا… وتهريب سجناء «بوكو حرام»

صورة أرشيفية للإجراءات الأمنية التي رافقت الانتخابات الرئاسية في 25 فبراير بولاية أنامبرا (غيتي)
صورة أرشيفية للإجراءات الأمنية التي رافقت الانتخابات الرئاسية في 25 فبراير بولاية أنامبرا (غيتي)
TT

«داعش» يتبنى اقتحام سجن في نيجيريا… وتهريب سجناء «بوكو حرام»

صورة أرشيفية للإجراءات الأمنية التي رافقت الانتخابات الرئاسية في 25 فبراير بولاية أنامبرا (غيتي)
صورة أرشيفية للإجراءات الأمنية التي رافقت الانتخابات الرئاسية في 25 فبراير بولاية أنامبرا (غيتي)

أعلن تنظيم «داعش» الإرهابي مسؤوليته عن اقتحام سجن في العاصمة النيجيرية أبوجا، ما أدى إلى هرب نحو 440 سجينا.

وأفادت وكالتا «الصحافة الفرنسية» و«رويترز»، بأن وكالة «أعماق» التابعة للتنظيم نقلت عن «مصدر أمني» قوله «إن مقاتليه اقتحموا سجنا للحكومة النيجيرية يوم الثلاثاء الماضي بمدينة كوجي على أطراف العاصمة أبوجا بعد تهديم أسواره، ونجحوا في تحرير العشرات من الأسرى».

وقال شعيب بلجور، الأمين العام في وزارة الداخلية، للصحافيين أمام سجن أبوجا الذي يُحتجز فيه 900 سجين إن أحد ضباط الأمن قتل خلال الهجوم وأصيب ثلاثة آخرون بجروح.

وقالت هيئة السجون في بيان إن 879 سجينا فروا ما زال 443 منهم طلقاء، فيما تم القبض على الباقين. وأضاف أن أربعة نزلاء لاقوا حتفهم وأصيب 16 آخرون. وقال بلجور: «هم من سلموا أنفسهم للشرطة، ونجحنا في إعادة بعضهم من الأدغال التي كانوا يختبئون فيها».

وكانت تكهنات أولية أشارت إلى أن جماعة «بوكو حرام» الإرهابية هي التي شنت الهجوم على السجن، غير أن إعلان «داعش» مسؤوليته عنه يكشف ربما تنسيقا كبيرا بين الطرفين.

وأجرى الرئيس النيجيري محمد بخاري الأربعاء زيارة سريعة إلى السجن، حيث شوهد ركام حافلة وسيارات محترقة، بينما أغلق الجزء المدمر من السجن بشريط الشرطة الأصفر.

وقال في بيان بعد الزيارة: «أشعر بخيبة أمل من نظام الاستخبارات. كيف يمكن لإرهابيين أن ينظموا ويمتلكوا الأسلحة ويهاجموا منشأة أمنية وينجوا بفعلتهم؟». وأوضح الناطق باسم «المؤسسات الإصلاحية» في نيجيريا أبو بكر عمر أنه تم إلقاء القبض على نحو 600 سجين بحلول مساء الأربعاء بينما ما زال أكثر من مائة فارين.

وقال وزير الدفاع بشير ماغاشي للصحافيين: «إن عناصر بوكو حرام هم (على الأرجح) من نفذوا الهجوم»، وأشار إلى أن جميع أتباعها المسجونين وعددهم 64 فروا. وأكد: «لم يعد أي منهم داخل السجن، فروا جميعا». ويقبع قادة مجموعة أخرى تدعى «أنصار» بما في ذلك زعيمها خالد برناوي في سجن كوجي منذ عام 2017. وقال أحد سكان كوجي: «سمعنا إطلاق النار في الشارع حيث أقطن... وقع أول انفجار بعد إطلاق النار. ثم سمعنا انفجارا ثانيا أعقبه ثالث». واستسلم بعض السجناء بينما ألقي القبض على آخرين بفضل حواجز عسكرية أقيمت في محيط السجن، بحسب مسؤولين.

وأفاد عمر بأن قائد الشرطة السابق آبا كياري الموقوف في كوجي بانتظار محاكمته في قضية تهريب مخدرات ما زال في السجن. والمعروف أن قوات الأمن النيجيرية تخوض مواجهات ضد «بوكو حرام» من جهة، و«تنظيم الدولة الإسلامية في غرب أفريقيا» (داعش)

من جهة أخرى، في شمال شرق البلاد حيث أسفر النزاع عن مقتل 40 ألف شخص ودفع 2,2 مليون آخرين للنزوح. ويواجه الجيش الذي يعاني من الضغط أيضا عصابات إجرامية مدججة بالسلاح تعرف محليا بـ«قطاع الطرق» ترهب سكان الولايات الواقعة في شمال غرب ووسط البلاد عبر تنفيذ هجمات وعمليات خطف جماعية مقابل مبالغ فدية...

وفي جنوب شرق البلاد، يواجه الجيش ميليشيات انفصالية تطالب باستقلال عرقية «إيغبو». ووقع هجوم سجن كوجي بعد وقت قصير من تنفيذ مسلحين كمينا استهدف موكبا أمنيا في إطار الاستعدادات لزيارة بخاري إلى ولاية كاتسينا، مسقط رأسه. ولم يكن بخاري في الموكب لكن أفيد عن إصابة شخصين بجروح من دون تتضح بعد هوية الجهة المسؤولة عنه. وقالت الرئاسة في بيان إن «المهاجمين فتحوا النار على الموكب من مواقع الكمين لكن تم صدّهم».


مقالات ذات صلة

قائد جيش نيجيريا: استسلام 120 ألف مسلّح من «بوكو حرام» نصفهم أطفال

أفريقيا جنود من الجيش النيجيري خلال عملية عسكرية ضد «داعش» (صحافة محلية)

قائد جيش نيجيريا: استسلام 120 ألف مسلّح من «بوكو حرام» نصفهم أطفال

شنت جماعة «بوكو حرام» الموالية لتنظيم «داعش» هجوماً إرهابياً على مجموعة من المزارعين في ولاية بورنو، شمال شرقي نيجيريا، وقتلت أكثر من 40 مزارعاً.

الشيخ محمد (نواكشوط)
أفريقيا مسلحون من جماعة «بوكو حرام» المتطرفة بالقرب من كومشي في نيجيريا يوم 6 مايو 2017 (رويترز)

مقتل 40 مزارعاً بهجوم ﻟ«داعش» في نيجيريا

قُتل ما لا يقل عن 40 مزارعاً بولاية بورنو شمال شرقي نيجيريا في هجوم نفّذه، مساء الأحد، مسلحون من فرع تنظيم «داعش» هناك، وفق ما أفاد به مسؤول حكومي، الاثنين.

«الشرق الأوسط» (أبوجا)
المشرق العربي وزير الخارجية المصري بدر عبد العاطي خلال كلمته اليوم في اجتماع الرياض (رويترز)

عبد العاطي يشدد على أهمية عدم إيواء عناصر إرهابية بالأراضي السورية

دعا وزير الخارجية المصري بدر عبد العاطي إلى تكاتف المجتمع الدولي للحيلولة دون أن تكون سوريا مصدراً لتهديد الاستقرار في المنطقة أو مركزاً للجماعات الإرهابية.

«الشرق الأوسط» (الرياض)
المشرق العربي صورة وزعتها السلطات السورية الجديدة لعناصر يُزعم أنهم من تنظيم «داعش» اعتُقلوا بتهمة التخطيط لتنفيذ تفجير في السيدة زينب

أول ظهور لـ«داعش» في دمشق منذ سقوط الأسد

في تطور أمني يُعد الأول من نوعه منذ سقوط نظام الرئيس السابق بشار الأسد، أعلنت دمشق إحباط محاولة لتنظيم «داعش» لتفجير مقام السيدة زينب جنوب العاصمة السورية.

«الشرق الأوسط» (دمشق)
المشرق العربي مقام «السيدة زينب» موجود منذ مئات السنين قرب دمشق (الشرق الأوسط)

إحباط محاولة تفجير لـ«داعش» داخل مقام السيدة زينب بدمشق

أعلنت وكالة «سانا» السورية أن المخابرات السورية تقول إنها أحبطت محاولة من تنظيم «داعش» لاستهداف «مقام السيدة زينب» في دمشق.

«الشرق الأوسط» (دمشق)

«الصحة العالمية» تشتبه بتسبّب فيروس ماربورغ بثماني وفيات في تنزانيا

معدل الوفيات بـ«ماربورغ»  يصل إلى 88 في المائة من الإصابات (أرشيفية - رويترز)
معدل الوفيات بـ«ماربورغ» يصل إلى 88 في المائة من الإصابات (أرشيفية - رويترز)
TT

«الصحة العالمية» تشتبه بتسبّب فيروس ماربورغ بثماني وفيات في تنزانيا

معدل الوفيات بـ«ماربورغ»  يصل إلى 88 في المائة من الإصابات (أرشيفية - رويترز)
معدل الوفيات بـ«ماربورغ» يصل إلى 88 في المائة من الإصابات (أرشيفية - رويترز)

أعلنت منظمة الصحة العالمية الثلاثاء أنّ فاشية محتملة لمرض فيروس ماربورغ في تنزانيا تسبّبت بثماني وفيات.

وقال المدير العام لمنظمة الصحة العالمية تيدروس أدهانوم غيبريسوس في مؤتمر صحافي «نحن على علم بتسع حالات حتى الآن، بينها ثماني وفيات. نتوقّع المزيد من الحالات في الأيام المقبلة عندما ستتحسّن مراقبة المرض». وأضاف أنّ «منظمة الصحة العالمية عرضت مساعدتها الكاملة لحكومة تنزانيا والمجتمعات المتضرّرة».

ويأتي هذا التحذير بعد أقلّ من شهر من إعلان منظمة الصحة العالمية عن تفشّي فيروس ماربورغ لمدة ثلاثة أشهر في رواندا المجاورة، ممّا أسفر عن وفاة 15 شخصا. ويسبّب فيروس ماربورغ حمّى نزفية شديدة العدوى. وينتقل الفيروس إلى البشر من خفافيش الفاكهة وهو ينتمي إلى نفس عائلة فيروسات إيبولا. ويمكن أن يصل معدّل وفيات المصابين بالمرض إلى ما يقرب من 90 في المئة، وغالبا ما تكون حمّى ماربورغ مصحوبة بنزيف وفشل في الأعضاء.

وبحسب منظمة الصحة العالمية فإنّ منطقة كاغيرا شهدت أول تفشّ لفيروس ماربورغ في مارس (آذار) 2023، وقد استمرّت الفاشية يومها لمدة شهرين تقريبا أصيب خلالها بالفيروس تسعة أشخاص توفي ستّة منهم. وأشارت المنظمة في بيان إلى أنّ «الخزّانات الحيوانية المنشأ، مثل خفافيش الفاكهة، لا تزال متوطّنة في المنطقة».

وتقول منظمة الصحة العالمية إنّ مرض فيروس ماربورغ يتسبب بـ«حمّى نزفية فيروسية وخيمة لدى البشر من أعراضها الحمى والصداع وآلام الظهر وآلام العضلات وآلام البطن والقيء والارتباك والإسهال، وكذلك النزيف في المراحل المتأخرة جدا». وتحذّر من أنّه «على الرغم من ندرة مرض فيروس ماربورغ، لكنّه لا يزال يشكل تهديدا خطرا على الصحة العامّة بسبب ارتفاع معدل الوفيات وعدم وجود علاج أو لقاح فعّال مضادّ للفيروسات».

وفي بيانها، أوضحت المنظمة التابعة للأمم المتحدة أنّ سبب تقييمها خطر تفشّي الفيروس في تنزانيا على المستوى الوطني بالـ«مرتفع» مردّه إلى العديد من العوامل المقلقة. ومن أبرز هذه العوامل أنّ معدّل الوفيات المعروفة مرتفع ويبلغ 89% و«مصدر تفشّي المرض غير معروف حاليا» والحالات المبلغ عنها موزّعة على منطقتين ما يشير إلى «انتشار جغرافي» للمرض. ولفتت المنظمة إلى أنّ «التأخّر في اكتشاف الحالات وعزلها، إلى جانب تتبّع المخالطين المستمر» يشير إلى عدم وجود «معلومات كاملة» عن تفشّي المرض.أما عن تقييمها خطر تفشّي الفيروس في المنطقة بالمرتفع أيضا فأوضحت المنظمة أن السبب هو «الموقع الاستراتيجي لكاغيرا كمركز عبور مع حركة حدودية كبيرة للسكان إلى رواندا وأوغندا وبوروندي وجمهورية الكونغو الديموقراطية».

ولفتت إلى أنّ بعض الحالات المشتبه بها سُجّلت في مناطق قريبة من الحدود الدولية، «ما يسلّط الضوء على إمكانية انتشار المرض إلى البلدان المجاورة». وفي منشوره على إكس، قال تيدروس «نوصي الدول المجاورة بأن تكون في حالة تأهب واستعداد لإدارة الحالات المحتملة. في الوقت الراهن لا نوصي بفرض قيود على السفر أو التجارة مع تنزانيا».

وفي بيانها طمأنت المنظمة إلى أنّ فيروس ماربورغ لا ينتشر بسهولة وانتقاله يتطلّب عادة ملامسة سوائل الجسم لمريض يعاني من أعراض واضحة. أما عن إمكانية تفشّي الفيروس عالميا فقالت المنظّمة إنّ هذا الخطر «منخفض»، إذ ليس هناك من تأكيد على انتشاره عالميا في هذه المرحلة، لكنّها شدّدت على الحاجة إلى تعزيز المراقبة.