عقد الرئيس النيجيري بولا تينوبو، اليوم (الاثنين)، اجتماعاً أمنياً رفيع المستوى، مع كبار قادة الجيش والمخابرات في قاعة مغلقة بالقصر الرئاسي بالعاصمة أبوجا، وسط تصاعد الهجمات الإرهابية في مناطق مختلفة من شمال وشرق البلاد.

وأعلن عن الاجتماع من طرف المساعد الخاص للرئيس لشؤون وسائل التواصل الاجتماعي، دادا أولوسيغون، عبر حسابه على منصة «إكس»، حيث نشر صوراً من الاجتماع الذي يشملُ رؤساء أركان مختلف الهيئات العسكرية والأمنية.
وشارك في الاجتماع رئيس أركان الدفاع الفريق أول أولوفيمي أولويدي، ورئيس أركان الجيش اللواء وائيدي شيبو، ورئيس أركان البحرية الأدميرال الخلفي إيدي عباس، ورئيس أركان القوات الجوية المارشال الجوي كنيدي أنيكي، بالإضافة إلى المفتش العام للشرطة أولوكايودي إغبوتوكون، والمدير العام لإدارة خدمات الدولة (جهاز المخابرات).
وهؤلاء القادة تسلموا مهامهم مؤخراً ضمن إعادة هيكلة واسعة أجراها الرئيس تينوبو، في أكتوبر (تشرين الأول) الماضي، بوصفها جزءاً من جهد أوسع لتعزيز البنية الأمنية في نيجيريا، وحضر إلى جانبهم في الاجتماع؛ اللواء إيمانويل أوندياندي رئيس الاستخبارات الدفاعية، إلى جانب مستشارين أمنيين كبار آخرين ورؤساء الوكالات ذات الصلة.
تعزيز الجبهة
في غضون ذلك، أصدر الرئيس النيجيري بولا تينوبو، قراراً بسحب نحو 1000 رجل شرطة مكلف بحماية شخصيات مهمة وساسة، وذلك من أجل إعادة نشرهم لأداء مهام ضمن عمليات مكافحة الإرهاب.
وجاء في بيان صادر عن بايو أونانوجا، المستشار الخاص بالرئيس تينوبو لشؤون الإعلام، أنه سيتم تكليف عناصر مسلحة من قوات الأمن النيجيرية وقوات الدفاع المدني بحماية الشخصيات المهمة بدلاً من رجال الشرطة المسحوبين.
يشار إلى أن هناك 100 ألف رجل شرطة مكلفين بحماية الشخصيات المهمة والساسة في أنحاء البلاد، في حين هناك عدد أقل متاح من أجل حماية الأمن العام، فيما أصدرت وكالة الاتحاد الأوروبي للجوء تقريراً خلال الشهر الحالي، أظهر أن الشرطة النيجيرية يبلغ قوامها أكثر من 371 ألف شرطي، فيما يبلغ إجمالي السكان 263 مليون نسمة.
تعهدات الرئيس
على مدى الأسابيع الأخيرة، كثف الرئيس تينوبو مشاوراته مع قيادة الدفاع والأمن، مُصراً على تعزيز التنسيق بين الوكالات، وتبادل المعلومات الاستخباراتية، وقدرات الاستجابة السريعة لاستعادة السلامة العامة.
ومن المتوقع أن يراجع اجتماعه مع هذه القيادات، العمليات الجارية في أنحاء البلاد، ويقيّم الانتشار الحالي للقوات، ويحدد استراتيجيات جديدة لتعزيز جهود مكافحة الإرهاب، وتعزيز التآزر بين الأجهزة الأمنية. ومن المتوقع صدور مزيد من التفاصيل في نهاية الاجتماع.
وفي وقت سابق من الأحد، أشاد الرئيس تينوبو بقوات الأمن النيجيرية، وبما حققت من اختراقات في الفترة الأخيرة، وشدد على التزام إدارته بحماية المواطنين في جميع الولايات.
وفي منشور على منصة «إكس»، أعلن الرئيس إنقاذ جميع المصلين البالغ عددهم 38، الذين تم اختطافهم في وقت سابق من الأسبوع من كنيسة المسيح الرسولية، إيروكو، في منطقة الحكومة المحلية إكيتي بولاية كوارا.
وأشار إلى أن عملية الإنقاذ المنسقة جاءت بعد أيام من العمليات المكثفة، التي أشرف عليها شخصياً بعد إلغاء رحلته لحضور قمة مجموعة العشرين في جوهانسبرغ بجنوب أفريقيا. وكتب الرئيس: «تتذكرون أنني ألغيت رحلتي إلى قمة مجموعة العشرين في جنوب أفريقيا لأتمكن من تنسيق الجهود الأمنية في الداخل».
وأضاف: «بفضل جهود قواتنا الأمنية على مدى الأيام القليلة الماضية، تم إنقاذ جميع المصلين الـ38 الذين تم اختطافهم في إيروكو بولاية كوارا»، كما أكد استعادة 51 طالباً اختطفوا من مدرسة كاثوليكية في ولاية النيجر، مضيفاً أنه يواصل تلقي تحديثات فورية من قادة الميدان بجميع أنحاء البلاد.

وجدد عزمه على مواصلة الضغط على العناصر الإرهابية، وأضاف: «دعوني أكُن واضحاً: لن أتراخى. لكل نيجيري، في كل ولاية، الحق في الأمان، وتحت إشرافي، سنؤمّن هذه الأمة ونحمي شعبنا».


