الصين تدشن ثالث حاملة طائرات سعيا للحاق بأميركا وتوسيعا لنفوذها البحري

«فوجيان» مجهزة بنظام الإطلاق «الكهرومغناطيسي» المعتمد في الأميركية «يو إس إس جيرالد فورد»

تدشين «فوجيان» ثالث حاملة طائرات صينية وأول حاملة طائرات تصممها وتبنيها الصين بنفسها (أ.ب)
تدشين «فوجيان» ثالث حاملة طائرات صينية وأول حاملة طائرات تصممها وتبنيها الصين بنفسها (أ.ب)
TT

الصين تدشن ثالث حاملة طائرات سعيا للحاق بأميركا وتوسيعا لنفوذها البحري

تدشين «فوجيان» ثالث حاملة طائرات صينية وأول حاملة طائرات تصممها وتبنيها الصين بنفسها (أ.ب)
تدشين «فوجيان» ثالث حاملة طائرات صينية وأول حاملة طائرات تصممها وتبنيها الصين بنفسها (أ.ب)

دشنت الصين حاملة طائرات جديدة، وذلك في الوقت الذي تسعى فيه إلى توسيع نفوذها إلى ما وراء البحار، وبهذا تتخذ بكين خطوة أخرى نحو سد الفجوة مع البحرية الأميركية وأسطولها من حاملات الطائرات وشبكة القواعد التي تسمح لها بالحفاظ على وجودها بمختلف أنحاء العالم. وذكرت وكالة أنباء الصين الجديدة (شينخوا) الجمعة أنه تم إدخال السفينة «فوجيان» إلى الخدمة في سانيا بجزيرة هاينان الأربعاء، في مراسم حضرها الرئيس شي جينبينغ، وتم تسليمها إلى القوات البحرية، بحسب ما أفاد الإعلام الرسمي الجمعة، في محطة رئيسية ضمن مساعي الرئيس شي جينبينغ لتحديث الجيش.

وهذه أحدث حاملة طائرات تدخل الخدمة، بعد تجارب بحرية مكثفة؛ إذ يقول خبراء إنها ستساعد البحرية الكبرى في العالم بالفعل في توسيع قوتها إلى ما هو أبعد من مياهها الإقليمية.

وشهدت البحرية خصوصاً توسعاً هائلاً مع سعي القادة إلى توسيع حضور الصين في المحيط الهادئ، وتحدي التحالف الذي تقوده الولايات المتحدة في المنطقة.

تدشين «فوجيان» ثالث حاملة طائرات صينية في سانيا بجزيرة هاينان (أ.ب)

ويضيف هؤلاء أن «فوجيان» هي ثالث حاملة طائرات صينية، وأول حاملة طائرات تصممها وتبنيها الصين بنفسها. وربما هي المثال الأبرز حتى الآن على الإصلاح والتوسع العسكري الشامل الذي يقوده الزعيم شي جينبينغ، والذي يهدف إلى بناء قوة عسكرية حديثة بحلول عام 2035، وقوة «عالمية المستوى» بحلول منتصف القرن، وهو ما يعني أنها قادرة على مقارعة نظيرتها الأميركية ودول أخرى في المنطقة التي تشهد بؤر توتر على خلفية التنافس في بحر الصين الجنوبي، ومطالبة بكين المستمرة بتايوان.

صورة لقطع بحرية صينية قريباً من جزيرة ثيتو المتنازع عليها في بحر الصين الجنوبي (رويترز)

وأظهرت لقطات مصورة بثتها محطة تلفزيون الصين المركزية الرسمية (سي سي تي في)، شي ومسؤولين كباراً آخرين من الحزب الشيوعي الحاكم في ميناء جزيرة هاينان.

ويقول محللون إن الصين متخلفة من حيث القوة العسكرية الإجمالية عن الولايات المتحدة التي تملك 11 حاملة طائرات في الخدمة. لكن بكين ضخّت مليارات الدولارات في مجال الدفاع في السنوات الأخيرة، وهو توجه أثار قلق بعض الحكومات في شرق آسيا رغم تأكيد الصين على سلمية أهدافها.

وبعد إجراء تجارب بحرية في الأشهر الأخيرة، انضمت «فوجيان» الآن إلى حاملتَي الطائرات الصينيتين الأخريين في الخدمة الفعلية، وهما «لياونينغ» و«شاندونغ».

والأقدم بين الثلاث هي حاملة الطائرات «لياونينغ» السوفياتية الصنع التي دخلت الخدمة في عام 2012، في حين دخلت حاملة الطائرات «شاندونغ» الخدمة في عام 2019.

وبحسب خبراء، فإن «فوجيان» مزودة بأنظمة إقلاع أكثر تطوراً؛ ما يتيح للقوات الجوية الصينية أن تنشر في عرض البحر طائرات حربية مزودة بكميات أكبر من الذخائر والوقود.

اعتماد النظام «الكهرومغناطيسي»

وذكرت وكالة «شينخوا» أن أكثر من ألفَي عنصر من البحرية ووحدات بناء حاملة الطائرات حضروا حفل الأربعاء، حيث اصطفوا على الرصيف. وأضافت: «كان الجو مهيباً ومفعماً بالحماسة». وتابعت أنه «بعد الاحتفال، صعد شي جينبينغ إلى متن (فوجيان)... واطلع على تطوير القدرات القتالية لنظام حاملة الطائرات، وبناء وتنفيذ نظام المنجنيق الكهرومغناطيسي».

وتم تجهيز «فوجيان» بنظام إطلاق طائرات كهرومغناطيسي، وهو تقنية أكثر كفاءة من الطرق التقليدية التي تعمل بالطاقة البخارية. وقالت «شينخوا» إن شي «قرر شخصياً» أن تعتمد «فوجيان» النظام الكهرومغناطيسي. وحاملة الطائرات الوحيدة الأخرى المجهزة حالياً بهذه التكنولوجيا هي الأميركية «يو إس إس جيرالد فورد».

وقال كولين كوه الخبير في الشؤون البحرية الإقليمية في جامعة نانيانغ التكنولوجية لـ«وكالة الصحافة الفرنسية» إن حاملة الطائرات الصينية الثالثة «أكثر قدرة من (لياونينغ) و(شاندونغ) من عدة جوانب». وأضاف كوه: «بشكل عام، وبالمقارنة مع حاملتَي الطائرات السابقتين... تتمتع حاملة الطائرات (فوجيان) بقدرة قتالية أكبر وقوة ضرب أكبر».

«فوجيان» أبحرت قبل تدشينها

وأكد مسؤولون دفاعيون صينيون في سبتمبر (أيلول) أن «فوجيان» أبحرت عبر مضيق تايوان لتنفيذ «تجارب بحثية علمية ومهام تدريبية» في بحر الصين الجنوبي. ولا تستبعد بكين استخدام القوة للسيطرة على تايوان؛ الجزيرة الديمقراطية ذات الحكم الذاتي التي تعتبرها الصين جزءاً من أراضيها. ورجح محللون أن عبور المضيق كان يهدف إلى إرسال إشارة قوية إلى الخصوم المحتملين.

وقالت وزارتا الدفاع في اليابان وتايوان حينذاك إنهما رصدتا تحركات «فوجيان» التي اقتربت نحو 200 كيلومتر من جزر سينكاكو المتنازع عليها بين الأطراف الثلاثة، والمعروفة في الصين باسم جزر دياويو.

وفي سبتمبر الماضي، نشرت الصين مقاطع فيديو لعمليات إقلاع وهبوط طائرات على متن الحاملة «فوجيان»، من بينها مقاتلتها الشبح من الجيل الخامس «جي-35». وأشادت وسائل الإعلام الرسمية بهذه الخطوة باعتبارها «اختراقاً جديداً» في تطوير حاملات الطائرات الصينية، و«إنجازاً كبيراً» في تحديث البحرية.


مقالات ذات صلة

غارة الـ«سي آي إيه» داخل فنزويلا تنذر بتصعيد أميركي كبير

أميركا اللاتينية مُسيرة أميركية من طراز «إم كيو 9 ريبر» تقترب للهبوط في بورتوريكو (أ.ف.ب)

غارة الـ«سي آي إيه» داخل فنزويلا تنذر بتصعيد أميركي كبير

نفّذتها «سي آي إيه» أول «ضربة» علنية ضد منشأة وقوارب بميناء داخل فنزويلا، في تصعيد هو الأكبر منذ بدء حملة الرئيس الأميركي دونالد ترمب ضد عصابات المخدرات.

علي بردى (واشنطن)
آسيا يتناول رواد مطعم في بكين-الصين الطعام بالقرب من شاشة تلفزيون تعرض تقريراً إخبارياً عن مناورات «مهمة العدالة 2025» العسكرية الصينية حول تايوان (رويترز) play-circle

الصين تطلق صواريخ باتجاه تايوان في إطار أكبر مناورة حربية

أطلقت الصين صواريخ باتجاه تايوان، ونشرت سفناً هجومية برمائية جديدة إلى جانب قاذفات، وسفن حربية لتطويق الجزيرة في اليوم الثاني من أكبر مناوراتها الحربية.

«الشرق الأوسط» (تايبه - بكين)
العالم الأمين العام للأمم المتحدة أنطونيو غوتيريش (أ.ف.ب - أرشيفية)

بمناسبة رأس السنة... غوتيريش يدعو قادة العالم لجعل الإنسان أولوية

دعا الأمين العام للأمم المتحدة أنطونيو غوتيريش، الاثنين، قادة العالم إلى إعطاء الأولوية للإنسان والكوكب، في رسالة بمناسبة رأس السنة الجديدة.

«الشرق الأوسط» (نيويورك)
الولايات المتحدة​ طائرات نقل عسكرية أميركية من طراز «سي 130 إتش هيركوليز» في مطار رافاييل هيرنانديز ببورتوريكو (رويترز)

ترمب يتحدث عن تدمير «منشأة كبيرة» لصلتها بالمخدرات وفنزويلا

كشف الرئيس دونالد ترمب أن القوات الأميركية دمرت «منشأة كبيرة» لم يحدد طبيعتها في إطار حملة إدارته ضد عصابات صناعة المخدرات وتهريبها في فنزويلا.

علي بردى (واشنطن)
أوروبا الرئيس الأميركي دونالد ترمب والرئيسان الأوكراني زيلينسكي والفرنسي ماكرون قبل اجتماع ثلاثي في الإليزيه العام الماضي (د.ب.أ) play-circle

ماكرون: حلفاء كييف يجتمعون في باريس مطلع يناير لبحث الضمانات الأمنية

أعلن الرئيس الفرنسي عن اجتماع لحلفاء كييف في باريس مطلع يناير (كانون الثاني) لمناقشة الضمانات الأمنية التي ستقدّم لأوكرانيا في إطار اتفاق سلام مع روسيا.

«الشرق الأوسط» (باريس)

الصين تستعرض قوتها العسكرية حول تايوان

قوة صينية تطلق صاروخين خلال المناورات جنوب تايوان الثلاثاء (رويترز)
قوة صينية تطلق صاروخين خلال المناورات جنوب تايوان الثلاثاء (رويترز)
TT

الصين تستعرض قوتها العسكرية حول تايوان

قوة صينية تطلق صاروخين خلال المناورات جنوب تايوان الثلاثاء (رويترز)
قوة صينية تطلق صاروخين خلال المناورات جنوب تايوان الثلاثاء (رويترز)

أطلقت الصين صواريخ قبالة سواحل تايوان، اليوم الثلاثاء، واستعرضت سفناً هجومية جديدة ورفضت احتمالات تدخُّل الولايات المتحدة وحلفائها ​لمنع أي هجوم مستقبلي من جانبها للسيطرة على الجزيرة، في أكبر مناورات حربية تُجريها حتى الآن.

وبالتزامن مع عرض القوة العسكري، أعلن وزير الخارجية الصيني، وانغ يي، أن بلاده «ستتصدى بقوة» لمبيعات الأسلحة الأميركية لتايوان.

وفي خطابٍ ألقاه في بكين، خلال مؤتمر سنوي بشأن العلاقات الدولية، قال وانغ يي إنّ «التعاون بين الصين والولايات المتحدة يفيد كلا البلدين، بينما المواجهة تضرهما معاً».

نشرت تايوان تعزيزات عسكرية رداً على المناورات الصينية الثلاثاء (د.ب.أ)

ورأى أن العلاقة بين واشنطن وبكين هي واحدة من أهم العلاقات في العالم، محذراً الولايات المتحدة من أي تدخل في المصالح الوطنية للصين.

وفي منتصف كانون الأول (ديسمبر) الحالي، أعلنت تايوان شراء أسلحة أميركية بقيمة 11.1 مليار دولار، الأمر الذي أثار غضب بكين التي ردت بانتشار عسكري واسع النطاق حول الجزيرة.

وقال وانغ: «رداً على الاستفزازات المستمرة من جانب القوى المؤيدة للاستقلال في تايوان ومبيعات الأسلحة الأميركية لتايوان، يجب علينا بالطبع أن نُعارضها بحزم ونتصدى لها بقوة».

وتَعدّ الصين تايوان جزءاً من أراضيها، ولا تستبعد ضمّها بالقوة، إذا لزم الأمر.

وأضاف وانغ أن أي محاولة لعرقلة توحيد الصين مع تايوان «ستنتهي حتماً بالفشل».

شاشة ضخمة تبث تغطية إخبارية للمناورات الصينية بأحد شوارع بكين الثلاثاء (إ.ب.أ)

صواريخ صينية

ونفّذت قيادة المسرح الشرقي في الصين مناورات بالذخيرة الحية استمرت 10 ساعات، في إطار تدريبات لفرض حصار، وأطلقت صواريخ في المياه إلى الشمال والجنوب من الجزيرة المتمتعة بحكم ديمقراطي.

ونفّذت وحدات من القوات البحرية ‌والجوية الصينية ‌مناورات لمحاكاة ضربات على أهداف بحرية ‌وجوية، ⁠وأجرت ​تدريبات ‌مضادة للغواصات حول الجزيرة، في حين نشرت وسائل الإعلام الرسمية صوراً لاستعراض تفوُّق بكين التكنولوجي والعسكري وقدرتها على السيطرة على تايوان بالقوة إذا اقتضى الأمر.

وبدأت المناورات، التي أُطلق عليها اسم «مهمة العدالة 2025»، أمس الاثنين، وقال الجيش الصيني، ‍للمرة الأولى، إن التدريبات تهدف إلى ردع التدخل الخارجي.

وصعّدت بكين من حِدة خطابها بشأن تايوان، في الأسابيع التي تَلَت إشارة رئيسة الوزراء اليابانية ساناي تاكايتشي إلى أن أي هجوم على الجزيرة قد يؤدي إلى رد عسكري من طوكيو.

نشرت تايوان سفناً عسكرية متطورة رداً على المناورات الصينية الثلاثاء (د.ب.أ)

وقام الزعيم الصيني، شي جينبينغ، في الأيام القليلة الماضية، بترقية قائد قيادة المسرح الشرقي، المُشرفة على العمليات التي تواجه تايوان، إلى رتبة جنرال، وهي خطوة يقول المحللون إنها تعمل على تعزيز الاستعداد القتالي للجيش، بعد عملية تطهير بصفوف القيادة.

وأدان رئيس تايوان لاي تشينغ تي، الثلاثاء، «بشدة» التحرّك الصيني، وقال، في منشور على «فيسبوك»: «تتجاهل الصين توقعات المجتمع الدولي بالسلام، وتتعمد تقويض الاستقرار الإقليمي من خلال الترهيب العسكري... هذا استفزاز سافر للأمن الإقليمي والنظام الدولي، وأنا أُدينه بشدة».

وفي منشور سابق، أكد لا تشينغ تي أنّه يتصرف بمسؤولية؛ «لعدم تصعيد التوترات وإثارة نزاعات».

وقال الرئيس الأميركي، دونالد ترمب، أمس الاثنين، إنه ليس قلقاً بشأن المناورات العسكرية التي تُنفّذها الصين بالذخيرة الحية حول تايوان، مستبعداً احتمال قيام نظيره شي جينبينغ بإصدار أوامر بغزو الجزيرة.


وزير الخارجية الصيني: يجب أن نتصدى بقوة لمبيعات الأسلحة الأميركية لتايوان

وزير الخارجية الصيني وانغ يي (أ.ب)
وزير الخارجية الصيني وانغ يي (أ.ب)
TT

وزير الخارجية الصيني: يجب أن نتصدى بقوة لمبيعات الأسلحة الأميركية لتايوان

وزير الخارجية الصيني وانغ يي (أ.ب)
وزير الخارجية الصيني وانغ يي (أ.ب)

قال وزير الخارجية الصيني وانغ يي، الثلاثاء، إن بكين «ستتصدى بقوة» لمبيعات الأسلحة الأميركية لتايوان، مع انطلاق اليوم الثاني من تدريبات ينفِّذها الجيش بالذخيرة الحية حول الجزيرة.

وفي خطاب ألقاه في بكين، أشار وانغ يي إلى أنَّ «العولمة الاقتصادية تعرَّضت هذه السنة لاختبار قاسٍ، وأدت الحروب التجارية إلى تعطيل النظام التجاري الدولي». وأضاف: «في مواجهة الوضع الفوضوي الذي يهدد السلام العالمي، تُعد الصين ركيزة للاستقرار».

وكان الرئيس الأميركي دونالد ترمب قد أعلن هذه السنة فرض رسوم جمركية تصل إلى نسبة 100 في المائة على البضائع الصينية، ردَّت بكين عليها برسوم أيضاً.

وبعد بضعة أشهر، انخفضت حدَّة التوتر مع الاجتماع الذي عقده ترمب والرئيس الصيني شي جينبينغ في أكتوبر (تشرين الأول) في كوريا الجنوبية، واتفقا خلاله على هدنة لمدة سنة.

وفي كلمته في مؤتمر سنوي بشأن العلاقات الدولية، قال وانغ يي إنَّ «التعاون بين الصين والولايات المتحدة يفيد كلا البلدين، بينما المواجهة تضر بهما معاً».

ورأى أن العلاقة بين واشنطن وبكين هي واحدة من أهم العلاقات في العالم، محذراً الولايات المتحدة من أي تدخل في المصالح الوطنية للصين.

يُذكر أنه في منتصف ديسمبر (كانون الأول)، أعلنت تايوان شراء أسلحة أميركية بقيمة 11.1 مليار دولار، الأمر الذي أثار غضب بكين التي ردَّت بانتشار عسكري واسع النطاق حول الجزيرة.

وفي السياق، قال وانغ: «رداً على الاستفزازات المستمرة من جانب القوى المؤيدة للاستقلال في تايوان، ومبيعات الأسلحة الأميركية لتايوان، يجب علينا بالطبع أن نعارضها بحزم ونتصدى لها بقوة».

شاشة عملاقة في بكين تعرض مشهداً من المناورات العسكرية الصينية قرب تايوان (رويترز)

وجاءت تصريحات وانغ بعد أكثر من ساعة بقليل من إعلان الجيش الصيني إجراء «تدريبات بالذخيرة الحية في المياه الواقعة شمال جزيرة تايوان» في اليوم الثاني من المناورات العسكرية.

وأضاف وانغ أن أي محاولة لعرقلة توحيد الصين مع تايوان «ستنتهي حتماً بالفشل».

من جهة أخرى، أكد أنَّ زيارات شي جينبينغ لجنوب شرقي آسيا وروسيا، تشكِّل دليلاً على الدور الإقليمي المتنامي للصين، مسلطاً الضوء أيضاً على جهود الوساطة الصينية في النزاعات في شمال بورما، وبين الهند وباكستان، وبين تايلاند وكمبوديا، فضلاً عن دعمها للدبلوماسية مع إيران بشأن ملفها النووي.

وأخيراً، تطرق إلى الجهود المبذولة لحل النزاع الإسرائيلي الفلسطيني، مرحِّباً بالدعم الدولي لوقف إطلاق النار في قطاع غزة. وأكد أن «العالم لا يزال مديناً لفلسطين بمسار عادل» نحو السيادة.


باكستان: الشرطة تعتقل فتاة مراهقة اتجهت للتطرف عبر الإنترنت

يقف رجال الشرطة حراساً خارج الكنيسة بينما يحضر أفراد من الأقلية المسيحية قداس عيد الميلاد في روالبندي بباكستان - 25 ديسمبر 2025 (إ.ب.أ)
يقف رجال الشرطة حراساً خارج الكنيسة بينما يحضر أفراد من الأقلية المسيحية قداس عيد الميلاد في روالبندي بباكستان - 25 ديسمبر 2025 (إ.ب.أ)
TT

باكستان: الشرطة تعتقل فتاة مراهقة اتجهت للتطرف عبر الإنترنت

يقف رجال الشرطة حراساً خارج الكنيسة بينما يحضر أفراد من الأقلية المسيحية قداس عيد الميلاد في روالبندي بباكستان - 25 ديسمبر 2025 (إ.ب.أ)
يقف رجال الشرطة حراساً خارج الكنيسة بينما يحضر أفراد من الأقلية المسيحية قداس عيد الميلاد في روالبندي بباكستان - 25 ديسمبر 2025 (إ.ب.أ)

اعتقلت قوات الشرطة في باكستان فتاة مراهقة تم توجيهها نحو التطرف وتجنيدها عبر الإنترنت من جانب جماعة انفصالية خارجة عن القانون لتنفيذ «هجوم انتحاري كبير»، على حد تصريح السلطات، يوم الاثنين.

يقف أحد أفراد الشرطة حارساً بمناسبة عيد الميلاد في كنيسة جميع القديسين في بيشاور في 25 ديسمبر 2025 (أ.ف.ب)

ولن يتم توجيه أي اتهامات جنائية للفتاة، لكن ستكون تحت حماية الدولة «بصفتها ضحية وليست مشتبهاً بها»، على حد قول ضياء الحسن، وزير الداخلية في إقليم السند، خلال مؤتمر صحافي.

وجرى اعتقال الفتاة أثناء عملية تفتيش روتينية تجريها الشرطة في الحافلات بينما كانت الفتاة متجهة إلى مدينة كراتشي، عاصمة إقليم السند، من إقليم بلوشستان الواقع جنوب غربي البلاد، لمقابلة شخص مسؤول عن توجيهها، كما أوضح حسن، بحسب تقرير لـ«أسوشييتد برس»، الثلاثاء.

وكان «جيش تحرير بلوشستان»، الذي صنفته الولايات المتحدة الأميركية جماعة إرهابية خلال العام الماضي، قد استهدف الفتاة عبر الإنترنت. وتمكنت الجماعة من إقناع الفتاة بتنفيذ هجوم يجلب لها الكرامة والشرف والمكانة داخل المجتمع البلوشستاني، مثل النساء الأخريات اللاتي نفّذن تفجيرات انتحارية ضد قوات الأمن، على حد قول حسن.

وأضاف حسن قائلاً: «بدا الارتباك على الفتاة عندما سألها ضبّاط الشرطة أسئلة روتينية معتادة»، مشيراً إلى أنه قد تم اقتيادها إلى مركز شرطة، واكتشاف وجود اتصال امتد لشهور بينها وبين مسلحين من خلال منصات للتواصل الاجتماعي ومنها «فيسبوك» و«إنستغرام». وظهرت الفتاة ووالدتها خلال مؤتمر صحافي، لكن وجهها كان مغطى، ولم يُفصح عن اسمها أو عمرها. وعرضت الشرطة إفادة مصورة لها تتضمن تفاصيل عن الأشخاص الذين تواصلت معهم من «جيش تحرير بلوشستان» وكيف وافقت على تنفيذ هجوم انتحاري.

استنفار أمني باكستاني (متداولة)

على الجانب الآخر، أدان عطا الله تارار، وزير الإعلام الباكستاني، جماعة «جيش تحرير بلوشستان» وغيرها من الجماعات الانفصالية لتحريضها الناس على العنف، موضحاً أن اعتقال الفتاة قد حال دون وقوع خسائر كبيرة محتملة في الأرواح. وكان انفصاليون من إقليم بلوشستان قد دشّنوا حركة تمرد منذ بداية الألفية الثانية بهدف الحصول على قدر أكبر من السيادة والحكم الذاتي، وفي بعض الحالات استقلال كامل عن باكستان، مع المطالبة بحصة أكبر من الموارد الطبيعية. وذكرت السلطات أن الجماعة قد حاولت زيادة استخدامها للنساء في تنفيذ الهجمات خلال السنوات القليلة الماضية. ونفذت سيدة تابعة لـ«جيش تحرير بلوشستان» هجوماً انتحارياً أسفر عن مقتل 3 معلمين صينيين عام 2022 بالقرب من حرم جامعي في كراتشي.