«طالبان» وباكستان تتبادلان الادعاءات بتكبيد أحدهما الآخر خسائر فادحة في اشتباكات حدودية

إغلاق معابر حدودية بين البلدين عقب تبادل القوات إطلاق النار خلال الليل

 مسؤولون في الحكومة المحلية الباكستانية وأنصارهم يرددون شعارات تضامناً مع القوات المسلحة الباكستانية خلال احتجاج على الاشتباكات مع قوات أمن «طالبان» على الحدود الباكستانية الأفغانية في تشامان بعد أن أغلقت باكستان معبري تورخام وتشامان بعد اشتباكات ليلية مع القوات الأفغانية (إ.ب.أ)
مسؤولون في الحكومة المحلية الباكستانية وأنصارهم يرددون شعارات تضامناً مع القوات المسلحة الباكستانية خلال احتجاج على الاشتباكات مع قوات أمن «طالبان» على الحدود الباكستانية الأفغانية في تشامان بعد أن أغلقت باكستان معبري تورخام وتشامان بعد اشتباكات ليلية مع القوات الأفغانية (إ.ب.أ)
TT

«طالبان» وباكستان تتبادلان الادعاءات بتكبيد أحدهما الآخر خسائر فادحة في اشتباكات حدودية

 مسؤولون في الحكومة المحلية الباكستانية وأنصارهم يرددون شعارات تضامناً مع القوات المسلحة الباكستانية خلال احتجاج على الاشتباكات مع قوات أمن «طالبان» على الحدود الباكستانية الأفغانية في تشامان بعد أن أغلقت باكستان معبري تورخام وتشامان بعد اشتباكات ليلية مع القوات الأفغانية (إ.ب.أ)
مسؤولون في الحكومة المحلية الباكستانية وأنصارهم يرددون شعارات تضامناً مع القوات المسلحة الباكستانية خلال احتجاج على الاشتباكات مع قوات أمن «طالبان» على الحدود الباكستانية الأفغانية في تشامان بعد أن أغلقت باكستان معبري تورخام وتشامان بعد اشتباكات ليلية مع القوات الأفغانية (إ.ب.أ)

تبادلت باكستان وأفغانستان اتهامات الأحد بعد وقوع بعض من أسوأ الاشتباكات عبر الحدود منذ سنوات، والتي تردد أنها خلَّفت عشرات القتلى على كلا الجانبين، حيث تعهدت إسلام آباد «بعدم التسامح» عندما يتعلق الأمر بالسيادة الوطنية. وأغلقت باكستان معابر حدودية مع أفغانستان، عقب تبادل القوات الحدودية للدولتين إطلاق النار الكثيف خلال الليل. وقال مسؤول أمني إنه تم إغلاق نقطة تورخام الحدودية بإقليم خيبر-بختونخوا بشمال غربي البلاد ونقطة شامان بإقليم بلوشستان بجنوب غربي البلاد.

جنود من الجيش وأقاربهم يحضرون جنازة جندي فيلق الحدود الباكستاني أصلال جادران الذي قُتل في اشتباكات ليلية مع قوات أمن «طالبان» في كورام خيبر بختونخوا باكستان 12 أكتوبر الحالي (إ.ب.أ)

وقالت القيادة المدنية والعسكرية الباكستانية إن 23 جندياً باكستانياً قتلوا وأصيب 29 في الاشتباكات الحدودية. وأدان الرئيس الباكستاني آصف علي زرداري ورئيس الوزراء شهباز شريف ما وصفاه بـ«الاستفزازات» من جانب أفغانستان وأشادا بالجيش على رده.

وقال شريف في بيان صادر عن مكتبه: «لا مساومة فيما يتعلق بالدفاع عن باكستان. باكستان تتوقع من الحكومة الأفغانية المؤقتة أن تضمن عدم استخدام أرضها من العناصر الإرهابية ضد باكستان». وقال زرداري: «لن تكون هناك مساومة بشأن السيادة الوطنية لباكستان».

جنود من الجيش وأقاربهم يحضرون جنازة جندي فيلق الحدود الباكستاني أصلال جادران الذي قُتل في اشتباكات ليلية مع قوات أمن «طالبان» في كورام خيبر بختونخوا باكستان 12 أكتوبر الحالي حيث أغلقت باكستان معبري تورخام وشامان الحدوديين بعد قتال مع القوات الأفغانية (إ.ب.أ)

وقال الجناح الإعلامي للجيش إن باكستان تصرفت دفاعاً عن النفس بعدما شن مقاتلو حركة «طالبان» الأفغانية و «إرهابيون مدعومون من الهند» هجوماً غير مبرر على طول الحدود ليلة السبت.

وأضاف أن الهجوم تم صده «بشكل حاسم على طول الحدود» وأن أكثر من 200 من مقاتلي «طالبان» والمتشددين المنتسبين لهم قتلوا. وأضاف أنه تم استهداف مخيمات «طالبان» ومرافق التدريب وشبكات الدعم بضربات دقيقة.

وفي كابل، قال المتحدث باسم حكومة «طالبان»، ذبيح الله مجاهد إن قوات أفغانية سيطرت على 25 موقعاً تابعاً للجيش الباكستاني وقتلت 58 جندياً وأصابت 30 آخرين.

وقال مجاهد أمام مؤتمر صحافي في كابل: «الوضع على جميع الحدود الرسمية والخطوط الفعلية لأفغانستان تحت السيطرة الكاملة وتم منع الأنشطة غير القانونية بشكل كبير».

يشار إلى أن الدولتين تتقاسمان حدوداً طولها 2611 كيلومتراً (1622 ميلاً)، تعرف باسم خط دوراند، لكن أفغانستان لم تعترف بها أبداً.

مسؤولون في الحكومة المحلية الباكستانية وأنصارهم يرددون شعارات تضامناً مع القوات المسلحة الباكستانية خلال احتجاج على الاشتباكات مع قوات أمن «طالبان» على الحدود الباكستانية الأفغانية في تشامان 12 أكتوبر الحالي (إ.ب.أ)

وذكرت وزارة الدفاع التابعة لحكومة «طالبان» في وقت مبكر من صباح الأحد أن قواتها أجرت «عمليات انتقامية وناجحة» على طول الحدود.

وتابعت الوزارة: «إذا انتهك الجانب المقابل مرة أخرى سلامة أراضي أفغانستان، فإن قواتنا المسلحة مستعدة بشكل كامل للدفاع عن حدود البلاد وسترد بقوة».

وأفادت السلطات الأفغانية لـ«وكالة الصحافة الفرنسية» بانتهاء العملية العسكرية الأفغانية قرابة منتصف الليل. وقال وزير الخارجية أمير خان متقي، الذي يجري زيارة إلى الهند: «عمليتنا الليلة حققت أهدافها. لقد أطلق أصدقاؤنا مثل قطر والمملكة العربية السعودية نداءً لوقف النزاع، وهو انتهى أصلا». وأعرب مفوض الأمم المتحدة السامي لشؤون اللاجئين فيليبو غراندي، الأحد عن أسفه إزاء «هذه التوترات والمواجهات الجديدة على طول الحدود الهشة والتي تشهد نزاعات ونزوحاً قسرياً وأزمات إنسانية منذ عقود».

يقف أحد عناصر أمن «طالبان» المسلحين حارساً قرب البوابة المغلقة لمعبر الحدود بين أفغانستان وباكستان في منطقة سبين بولداك بولاية قندهار في 12 أكتوبر الحالي (أ.ف. ب)

تقارب بين كابل ونيودلهي

وتتّهم إسلام آباد حركة «طالبان» باكستان التي تعتنق الأفكار نفسها لـ«طالبان - أفغانستان»، بالتسبب في مقتل مئات الجنود منذ 2021. وقد تلقى مقاتلو «طالبان - باكستان» تدريباتهم على القتال في أفغانستان.

وتنفي كابل هذه الاتهامات، متهمة من جانبها إسلام آباد بمساعدة مجموعات «إرهابية»، لا سيما منها تنظيم «داعش».

والسبت، أعلنت حركة «طالبان - باكستان» مسؤوليتها عن هجمات دامية في شمال غربي البلاد، أسفرت عن مقتل 23 شخصاً، بينهم ثلاثة مدنيين.

وقالت الدبلوماسية الباكستانية الرفيعة المستوى السابقة مليحة لهودي لـ«وكالة الصحافة الفرنسية» إن «إسلام آباد لطالما حذّرت كابل من تزايد الهجمات الدامية ضد جنودها والتي يتم الإعداد لها انطلاقاً من الأراضي الأفغانية، مؤكدة أنها ستضرب معاقل المسلحين في نهاية المطاف، وهو ما حدث».

وقال وزير الدفاع الباكستاني خواجة محمد آصف أمام البرلمان الخميس إن الجهود الكثيرة لإقناع سلطات «طالبان» الأفغانية بالتوقف عن دعم حركة «طالبان» الباكستانية باءت بالفشل.

بعد بضع ساعات، سمع دوي انفجارين في العاصمة الأفغانية وانفجار ثالث في جنوب شرق البلد، رجَّح خبراء أنها تستهدف حركة «طالبان - باكستان». واتّهمت حكومة «طالبان» إسلام آباد بـ«انتهاك سيادة» أفغانستان.

وقالت مليحة لهودي إن «هذه المواجهات جعلت العلاقات بين البلدين في أدنى مستوى لها على الإطلاق، لكن أياً منهما لا يرغب في قطيعة دبلوماسية». ورأى الخبير في العلاقات الدولية وحيد فقيري أن التقارب الذي لم يسبق له مثيل بين «طالبان» والهند هو ما «أثار غضب باكستان، ودفعها للتحرك».

واستقبلت الهند الجمعة وزير الخارجية الأفغاني للمرة الأولى منذ عام 2021 وأعلنت أن البعثة الدبلوماسية الهندية في كابل ستصبح سفارة.



حكومة «طالبان» تأسف لعدم دعوتها إلى مؤتمر الأمم المتحدة للمناخ

مؤتمر المناخ «كوب 30» في البرازيل (أ.ب)
مؤتمر المناخ «كوب 30» في البرازيل (أ.ب)
TT

حكومة «طالبان» تأسف لعدم دعوتها إلى مؤتمر الأمم المتحدة للمناخ

مؤتمر المناخ «كوب 30» في البرازيل (أ.ب)
مؤتمر المناخ «كوب 30» في البرازيل (أ.ب)

أسفت سلطات «طالبان» الأحد، لعدم دعوتها إلى مؤتمر الأطراف للمناخ (كوب 30) في البرازيل، بعدما دُعيت إلى النسخة السابقة العام الماضي، لافتة إلى أن أفغانستان هي واحدة من الدول الأكثر عرضة للتغيّر المناخي.

ومن المقرّر أن يجتمع ممثلو عشرات الدول في مؤتمر الأمم المتحدة للمناخ بنسخته الثلاثين، والذي يبدأ الاثنين ويستمر حتى 21 نوفمبر (تشرين الثاني) في مدينة بيليم البرازيلية، وفقاً لـ«وكالة الصحافة الفرنسية».

وفي كابل، أعلنت الهيئة الوطنية لحماية البيئة، في بيان، أنها «باسم الحكومة والشعب الأفغاني تعرب عن قلقها البالغ إزاء حقيقة أن أفغانستان -على الرغم من كونها واحدة من الدول الأكثر عرضة للتغيّر المناخي- لم تتلقَّ دعوة رسمية، مع الأسف».

وفي عام 2024، أرسلت حكومة «طالبان» التي لم يعترف بها إلى الآن سوى روسيا، للمرة الأولى، وفداً إلى باكو للمشاركة في مؤتمر الأطراف التاسع والعشرين. ومشاركة وفد حكومة «طالبان» حينها جاءت بصفة «مدعو» من أذربيجان، وليست بصفة طرف مشارك على نحو مباشر في المفاوضات.

وتعتبر حركة «طالبان» التي عادت إلى السلطة في عام 2021، أن عزلتها الدبلوماسية يجب ألا تحول دون مشاركتها في المفاوضات الدولية بشأن المناخ.

وجاء في بيان الهيئة الوطنية لحماية البيئة: «إن انتهاك حق الشعب الأفغاني في المشاركة في هذا المؤتمر، يناقض مبادئ العدالة المناخية والتعاون الدولي والتضامن الإنساني».

ويقول علماء إن أفغانستان مسؤولة عن 0.06 في المائة فقط من انبعاثات غازات الدفيئة، ولكنها تحتل المرتبة السادسة في قائمة الدول الأكثر عرضة للتغيّر المناخي.

وفي هذا البلد الذي عانى على مدى 4 عقود من الحروب، ويُعد من أفقر دول العالم، يعتاش نحو 89 في المائة من السكان -وعددهم يتخطى 48 مليون نسمة- من الزراعة، وفق الأمم المتحدة.

وفي أبريل (نيسان)، قالت الأمم المتحدة إنه «بين عامَي 2020 و2025، شهدت أفغانستان موجات جفاف متكرّرة، أثّرت على نحو كبير في قدرات التكيّف، وخفّضت بشكل كبير منسوب المياه الجوفية، بما يصل أحياناً إلى 30 متراً».

وقبل أيام من انعقاد مؤتمر الأطراف الثلاثين، رجَّحت الأمم المتحدة أن يكون 2025 من بين الأعوام الثلاثة الأكثر حرّاً على الإطلاق.


تركيا ترسل وفداً رفيعاً إلى باكستان لبحث التوتر مع أفغانستان

الرئيس التركي رجب طيب إردوغان التقى رئيس الوزراء الباكستاني محمد شهباز شريف على هامش احتفال أذربيجان بيوم النصر في 8 نوفمبر بحضور وزيري الخارجية هاكان فيدان والدفاع يشار غولر ورئيس المخابرات إبراهيم كالين (الرئاسة التركية)
الرئيس التركي رجب طيب إردوغان التقى رئيس الوزراء الباكستاني محمد شهباز شريف على هامش احتفال أذربيجان بيوم النصر في 8 نوفمبر بحضور وزيري الخارجية هاكان فيدان والدفاع يشار غولر ورئيس المخابرات إبراهيم كالين (الرئاسة التركية)
TT

تركيا ترسل وفداً رفيعاً إلى باكستان لبحث التوتر مع أفغانستان

الرئيس التركي رجب طيب إردوغان التقى رئيس الوزراء الباكستاني محمد شهباز شريف على هامش احتفال أذربيجان بيوم النصر في 8 نوفمبر بحضور وزيري الخارجية هاكان فيدان والدفاع يشار غولر ورئيس المخابرات إبراهيم كالين (الرئاسة التركية)
الرئيس التركي رجب طيب إردوغان التقى رئيس الوزراء الباكستاني محمد شهباز شريف على هامش احتفال أذربيجان بيوم النصر في 8 نوفمبر بحضور وزيري الخارجية هاكان فيدان والدفاع يشار غولر ورئيس المخابرات إبراهيم كالين (الرئاسة التركية)

قال الرئيس التركي، رجب طيب إردوغان، إن وفداً يضم وزيري «الدفاع» و«الخارجية» ورئيس المخابرات سيزور باكستان هذا الأسبوع لبحث التوتر مع أفغانستان.

وأضاف إردوغان، في تصريحات لصحافيين رافقوه خلال عودته من أذربيجان؛ حيث شارك في الاحتفال بـ«يوم النصر» الذي يوافق ذكرى تحرير إقليم قره باغ من سيطرة أرمينيا، حضره أيضاً رئيس الوزراء الباكستاني شهباز شريف، نشرت الأحد، إن «مشاركتنا في جهود إنهاء التوترات بين باكستان وأفغانستان تتطور حالياً في اتجاه إيجابي، ونأمل في تحقيق نتيجة إيجابية».

وتابع: «من المرجح جداً أن يقوم وزير خارجيتنا هاكان فيدان، ووزير دفاعنا يشار غولر، ورئيس جهاز المخابرات، إبراهيم كالين، بزيارة ثلاثية إلى باكستان هذا الأسبوع، ومن خلال مناقشة القضايا هناك (في باكستان)، نأمل أن يُختتم المسار الذي بدأ في الدوحة وإسطنبول في أقرب وقت ممكن».

وقال إردوغان، الذي التقى رئيس الوزراء الباكستاني شهباز شريف، على هامش احتفال أذربيجان بيوم النصر: «نأمل أن يتم إرساء وقف إطلاق نار دائم وإحلال السلام، ونواصل نصح الطرفين بضبط النفس».

التزام بالسلام

كان شريف قد أكّد، مجدداً، التزام بلاده الراسخ بالسلام، لافتاً إلى أن سيادة باكستان وسلامة أراضيها «لا تزالان غير قابلتين للانتهاك».

إردوغان يتوسط الرئيس الأذري إلهام علييف (يمين) ورئيس الوزراء الباكستاني محمد شهباز شريف على هامش احتفال أذربيجان بيوم النصر في باكو في 8 نوفمبر (أ.ب)

وقال في كلمة ألقاها خلال الاحتفال إن «باكستان تسعى إلى السلام، تماماً مثل إخواننا الأذريِّين والأتراك، ولكن لن يسمح لأحد على الإطلاق بتحدي سيادتنا أو تقويض سلامة أراضينا»، حسبما نقلت صحيفة «ذا نيشن» الباكستانية، يوم الأحد.

وأضاف شريف: «باكستان وتركيا وأذربيجان 3 أشقاء تنبض قلوبهم معاً، متحدين في مناسبة ترمز إلى الوحدة والثقة المتبادلة».

وأشار شريف إلى مشاركة القوات الأذرية والتركية في عرض عسكري باكستاني، في إسلام آباد، في وقت سابق من العام الحالي، قائلاً إن مثل هذه اللحظات تعكس رابطة عميقة وتاريخية بين الدول الثلاث.

مصافحة بين وزيري الدفاع الباكستاني والأفغاني عقب توقيع اتفاق وقف إطلاق النار في الدوحة في 19 أكتوبر (رويترز)

وفشلت جولتان من المفاوضات بين أفغانستان وباكستان عقدتا في إسطنبول، آخرهما، الخميس الماضي، بعد مفاوضات مماثلة في الدوحة، بهدف تجنب عودة الأعمال العدائية بعد مواجهة غير مسبوقة بحجمها بين قوات البلدين في أكتوبر (تشرين الأول) الماضي، أدّت إلى مقتل العشرات.

واتفق البلدان في الدوحة في 19 أكتوبر على وقفٍ لإطلاق النار، غير أنهما وصلا إلى طريقٍ مسدود بشأن بعض تفاصيل الاتفاق خلال المفاوضات في إسطنبول، ويتبادلان الاتهامات بالتفاوض «بسوء نية»، محذّرَين من استئناف الاشتباكات إذا فشلت المفاوضات.

وكان الجانبان قد تفاوضا في إسطنبول الخميس الماضي على إنشاء «آلية مراقبة وتحقق، تضمن الحفاظ على السلام وتطبيق العقوبات على الطرف الذي ينتهكه»، لكنهما لم يتوصلا إلى اتفاق.

وقُتل 50 مدنياً وأصيب 447 آخرون على الجانب الأفغاني من الحدود خلال أسبوع من الاشتباكات، ولقي 5 أشخاص على الأقل حتفهم في كابل جرّاء تفجيرات، حسب «الأمم المتحدة».

كما أفاد الجيش الباكستاني بمقتل 23 من جنوده وإصابة 29 آخرين، دون أن يأتي على ذكر أي ضحايا مدنيين.

لاجئون أفغان ينتظرون على شاحنات تحمل أمتعتهم ترحيلهم إلى أفغانستان عند تشامان قرب الحدود مع باكستان في 29 أكتوبر (أ.ف.ب)

وبدأت المواجهات بهجوم نفذته حكومة حركة «طالبان» على الحدود ردّاً على تفجيرات وقعت في كابل اتهمت باكستان بالوقوف وراءها.

وأُغلقت الحدود بين البلدين منذ ذلك الحين، ولم يُسمح بمرور سوى اللاجئين الأفغان الذين تشدد عليهم باكستان الخناق منذ عام 2023.

اتهامات متبادلة وتحذيرات

وتتّهم إسلام آباد كابل بإيواء جماعات «إرهابية» معادية لباكستان، خصوصاً من حركة «طالبان باكستان»، على أراضيها، لكن كابل تنفي ذلك بشدة، وتؤكّد أن باكستان تدعم جماعات «إرهابية»، بينها الفرع الإقليمي لتنظيم «داعش».

ويبدي الجانبان حرصاً على الاستمرار في المفاوضات، ومثلما أكد رئيس وزراء باكستان، شهباز شريف، سعي بلاده إلى السلام دون المساس بسيادتها أو سلامة أراضيها، أكدت حكومة «طالبان» الأفغانية أن الهدنة مع باكستان «ستصمد»، رغم تحميلها إسلام آباد مسؤولية فشل مفوضات السلام في إسطنبول.

المتحدث باسم حكومة «طالبان الأفغانية» ذبيح الله مجاهد خلال مؤتمر صحافي نقل عبر الشاشات في 8 نوفمبر (إ.ب.أ)

وقال المتحدث باسم الحكومة ذبيح الله مجاهد، خلال مؤتمر صحافي السبت: «لا مشكلة مع وقف إطلاق النار الذي اتُّفق عليه سابقاً مع باكستان، سيصمد... نشكر البلدين الصديقين قطر وتركيا على الوساطة، لكننا لا نرى ما يمكن القيام به بشكل إضافي حالياً».

في الوقت ذاته، تبادل الجانبان رسائل التحذير من التصعيد، ووجه وزير الحدود والشؤون القبلية الأفغاني نور الله نوري، السبت، تحذيراً لباكستان من اختبار صبر أفغانستان، وحث على ضبط النفس، وإجراء حوار بعد انهيار محادثات السلام.

وأضاف أنه يتعين على باكستان أن تتعلّم من مصير الولايات المتحدة وروسيا في أفغانستان.

في الوقت ذاته، حذّر وزير الدفاع الباكستاني، خواجة محمد آصف، من الاستهانة بالعزيمة الأفغانية، أو الاعتماد على التفوق العسكري، وذلك بعد أن سبق وحذّر من أن إسلام آباد يمكن أن تنخرط في صراع مفتوح إذا فشلت كابل في كبح جماح الهجمات عبر الحدود من قبل حركة «طالبان» الباكستانية.


موجات تسونامي صغيرة في اليابان بعد زلزال بقوة 6.9 درجة

موجة عملاقة تقذف مركبات كبيرة مثل ألعاب الأطفال في مدينة مياكو اليابانية بعد أن ضرب زلزال المنطقة في 11 مارس 2011 (أرشيفية - رويترز)
موجة عملاقة تقذف مركبات كبيرة مثل ألعاب الأطفال في مدينة مياكو اليابانية بعد أن ضرب زلزال المنطقة في 11 مارس 2011 (أرشيفية - رويترز)
TT

موجات تسونامي صغيرة في اليابان بعد زلزال بقوة 6.9 درجة

موجة عملاقة تقذف مركبات كبيرة مثل ألعاب الأطفال في مدينة مياكو اليابانية بعد أن ضرب زلزال المنطقة في 11 مارس 2011 (أرشيفية - رويترز)
موجة عملاقة تقذف مركبات كبيرة مثل ألعاب الأطفال في مدينة مياكو اليابانية بعد أن ضرب زلزال المنطقة في 11 مارس 2011 (أرشيفية - رويترز)

أعلنت اليابان، اليوم (الأحد)، أن موجات تسونامي صغيرة ضربت ساحلها المطل على شمال المحيط الهادئ بعد زلزال في البحر بقوة 6.9 درجة.

وذكرت «هيئة الإذاعة والتلفزيون» اليابانية أن البلاد أصدرت تحذيراً من أمواج مد عاتية (تسونامي) لمقاطعة إيواتي بشمال البلاد، اليوم (الأحد)، وحثت السكان على الابتعاد عن المناطق الساحلية.

وأضافت الهيئة أنه تم رصد موجة تسونامي على بُعد 70 كيلومتراً قبالة ساحل مقاطعة إيواتي في الساعة 5:12 مساء بالتوقيت المحلي (08:12 بتوقيت غرينتش)، ومن المتوقع أن تصل إلى الشريط الساحلي المطل على المحيط الهادئ قريباً. وأضافت أنه من المتوقع أن يبلغ ارتفاع الموجة نحو متر، حسبما أفادت به وكالة «رويترز» للأنباء.

وأظهر نظام التحذير من أمواج تسونامي في الولايات المتحدة أن زلزالاً قوته 6.26 درجة وقع في وقت سابق اليوم قبالة الساحل الشرقي لجزيرة هونشو، أكبر جزر اليابان، التي تضم مقاطعة إيواتي.

ووقع الزلزال نحو الساعة 17:03 (08:03 ت.غ) في البحر قبالة إيواته، بحسب هيئة الأرصاد التي حددت قوته بداية عند 6.7 درجة، وعدّلتها لاحقاً إلى 6.9. وأعقبت الزلزال الأول هزّات ارتدادية تراوحت قوتها ما بين 5.3 و6.3 دجة، وفق الهيئة. وبدا البحر هادئاً، وفق بث تلفزيوني حي.

وضربت المنطقة ذاتها 6 زلازل في البحر، صباح الأحد، تراوحت قوتها ما بين 4.8 و5.8 درجة، بالكاد شعر بها السكان في البر، ولم تتسبب بصدور أي تحذيرات من تسونامي.

وشهدت هذه المنطقة زلزالاً ضخماً تحت البحر بلغت قوته 9 درجات في 2011 تسبب بتسونامي وخلّف نحو 18500 قتيل أو مفقود.

وألحق التسونامي حينذاك أضراراً جسيمة بمحطة فوكوشيما دايتشي للطاقة النووية، متسبباً بأسوأ كارثة ما بعد الحرب في اليابان، وأسوأ حادث نووي في العالم منذ تشيرنوبل.

وتقع اليابان فوق أربع صفائح تكتونية رئيسية على الحافة الغربية لـ«حلقة النار»، وتُعد من بلدان العالم الأكثر نشاطا زلزالياً.

ويشهد الأرخبيل الذي يُعد نحو 125 مليون نسمة نحو 1500 هزة كل عام. ورغم أن غالبيتها خفيفة عادة، فإن الأضرار التي تتسبب بها تتباين بحسب مواقعها وعمقها تحت سطح الأرض.

من جهتها، أفادت هيئة المسح الجيولوجي الأميركية بأن قوة الزلزال بلغت 6.8 درجة. ودفعت الهزة هيئة الأرصاد اليابانية إلى إصدار تحذير من تسونامي، تمّ رفعه نحو الثامنة مساء (11:00 بتوقيت غرينتش). وأعقبت الزلزال الأول هزّات ارتدادية راوحت قوتها ما بين 5.3 و6.3 درجات، وفق الهيئة. وضربت المنطقة ذاتها 6 زلازل في البحر صباح الأحد تراوحت قوتها ما بين 4.8 و5.8 درجة، بالكاد شعر بها السكان في البر، ولم تتسبب بصدور أي تحذيرات من تسونامي.

وحذّر الخبير في الزلازل وموجات التسونامي في «هيئة الأرصاد اليابانية»، ماساشي كيوموتو، من احتمال تسجيل هزات وموجات أشد خلال الأيام المقبلة. وأوضح في إحاطة صحافية متلفزة نقلتها «وكالة الصحافة الفرنسية»: «هذه منطقة شهدت العديد من النشاطات الزلزالية. يحتمل حصول هزات أقوى». وشهدت هذه المنطقة زلزالاً ضخماً تحت البحر بلغت قوته 9 درجات في 2011 تسبب بتسونامي، وخلّف نحو 18500 قتيل أو مفقود. وألحق التسونامي حينذاك أضراراً جسيمة بمحطة فوكوشيما دايتشي للطاقة النووية، متسبباً بأسوأ كارثة ما بعد الحرب في اليابان وأسوأ حادث نووي في العالم منذ تشيرنوبل.