تدهور صحة بريطاني تحتجزه حركة «طالبان» في أفغانستان

أودع في سجن مشدد الحراسة بمكان مجهول

بيتر رينولدز الذي يناهز الثمانين عاماً اعتقلته حركة «طالبان» مع زوجته في أفغانستان في مطلع فبراير (متداولة - أرشيفية)
بيتر رينولدز الذي يناهز الثمانين عاماً اعتقلته حركة «طالبان» مع زوجته في أفغانستان في مطلع فبراير (متداولة - أرشيفية)
TT
20

تدهور صحة بريطاني تحتجزه حركة «طالبان» في أفغانستان

بيتر رينولدز الذي يناهز الثمانين عاماً اعتقلته حركة «طالبان» مع زوجته في أفغانستان في مطلع فبراير (متداولة - أرشيفية)
بيتر رينولدز الذي يناهز الثمانين عاماً اعتقلته حركة «طالبان» مع زوجته في أفغانستان في مطلع فبراير (متداولة - أرشيفية)

تدهورت «بشكل كبير» صحة البريطاني بيتر رينولدز الذي يناهز الثمانين عاماً واعتقلته حركة «طالبان» مع زوجته بأفغانستان في مطلع فبراير (شباط)، وفق ما قالت ابنته لصحيفة «صنداي تايمز»، الأحد.

أوقف بيتر وباربي رينولدز، اللذان كانا يديران هيئة تدريب في البلاد منذ عام 2009، في الأول من فبراير، أثناء عودتهما إلى منزلهما في إقليم باميان غرب كابل.

وقالت ابنتهما سارة إنتويستل إن الزوجين نُقلا بعد ذلك إلى العاصمة حيث تم فصلهما، وأودع والدها في سجن مشدد الحراسة في مكان مجهول حيث تدهورت صحته «بشكل كبير».

ويعاني رينولدز من التهاب في الصدر وفي العين، بالإضافة إلى مشاكل هضمية حادة بسبب سوء التغذية.

وأضافت لصحيفة «صنداي تايمز» محذرة: «إن عدم حصوله على الأدوية اللازمة بشكل فوري يعرض حياته للخطر».

وقال بيتر رينولدز إنه تعرض «للضرب والتقييد» وهو «يعاني آلاماً شديدة»، كما بُلِّغت زوجته باربي (75 عاماً) بأنه لم يَعُد مسموحاً لها رؤيته، بحسب ابنتهما التي اعتبرت الأمر «تصعيداً صادماً».

وطالبت بإطلاق سراحهما وإعادتهما إلى بريطانيا «حيث تتوفر الأدوية اللازمة لإبقائه على قيد الحياة».

وأعلنت سلطات «طالبان» أنها اعتقلت بريطانيَّين وأميركية من أصل صيني ومترجمهم «بناء على معلومات معينة».

وقال الناطق باسم وزارة الداخلية الأفغانية، في نهاية فبراير، إن «جهوداً جارية لحل هذه القضية».

وقرر الزوجان البقاء في البلاد بعد عودة «طالبان» إلى السلطة في عام 2021.

ومن المرجح أن توقيفهما يتعلق بإحدى الدورات التدريبية حول تربية الأبناء المخصصة للأمهات اللواتي تزيد أعمارهن عن الثلاثين، بحسب «صنداي تايمز».

لا تعترف بريطانيا بحكومة حركة «طالبان» وليس لها علاقات دبلوماسية رسمية معها.


مقالات ذات صلة

مسلحون صوماليون يهاجمون موكباً رئاسياً بالقنابل... والرئيس آمن

أفريقيا تتجمع سيارات الطوارئ في موقع انفجار بالقرب من القصر الرئاسي، المعروف أيضاً باسم «فيلا الصومال» في منطقة حمر جاجاب في مقديشو، الصومال، 18 مارس 2025 (رويترز)

مسلحون صوماليون يهاجمون موكباً رئاسياً بالقنابل... والرئيس آمن

قالت «حركة الشباب» الصومالية إن مسلحين منها استهدفوا الرئيس الصومالي حسن شيخ محمود في هجوم بالقنابل على موكبه لدى مروره بالعاصمة مقديشو الثلاثاء.

«الشرق الأوسط» (مقديشو )
شؤون إقليمية مسيرة في ديار بكر كبرى المدن ذات الغالبية الكردية في جنوب شرقي تركيا للمطالبة بالإفراج عن زعيم حزب العمال الكردستاني عبد الله أوجلان بعد توجيه دعوته لحل الحزب (رويترز)

تركيا: رسالة جديدة متوقعة من أوجلان والحكومة تغلق الباب أمام إطلاق سراحه

أغلقت الحكومة التركية الباب أمام العفو عن زعيم حزب العمال الكردستاني عبد الله أوجلان بعد دعوته لحل الحزب بينما يتوقع أن يطلق رسالة جديدة للسلام.

سعيد عبد الرازق (أنقرة)
أفريقيا عناصر من الجيش المالي (أرشيفية - متداولة)

جماعة حقوقية: مقتل 18 في غارة جوية على سوق بشمال مالي

قالت جماعة حقوقية محلية إن غارة جوية للجيش على سوق في منطقة تمبكتو بشمال مالي أسفرت عن مقتل 18 شخصاً على الأقل وإصابة 7.

«الشرق الأوسط» (باماكو)
المشرق العربي تركيا تواصل قصفها على محور سد تشرين شرق حلب رغم الاتفاق بين الإدارة السورية و«قسد» (أ.ف.ب)

هجوم تركيا على عين العرب يفجر غضباً ويلقي بظلال على «مبادرة أوجلان»

أثار الهجوم التركي على إحدى قرى عين العرب (كوباني) في شرق حلب رد فعل غاضباً من جانب حزب موالٍ للأكراد ينخرط في جهود لإنجاح مبادرة لحل حزب العمال الكردستاني.

سعيد عبد الرازق (أنقرة)
أفريقيا المسلحون وأسلحتهم (وزارة الدفاع الجزائرية)

4 متشددين يسلمون أنفسهم للجيش الجزائري

سلم 4 إرهابيين في الجزائر أنفسهم، وبحوزتهم أسلحة حربية، إلى السلطات العسكرية في برج باجي مختار جنوب البلاد، وفق بيان من وزارة الدفاع الجزائرية الاثنين.

«الشرق الأوسط» (الجزائر)

الأمم المتحدة لحكام أفغانستان: لا سلام وازدهار قبل إلغاء الحظر المفروض على النساء والفتيات

أوتونباييفا المبعوثة الخاصة للأمم المتحدة لتقديم المساعدة إلى أفغانستان خلال إحاطتها لمجلس الأمن (صور الأمم المتحدة)
أوتونباييفا المبعوثة الخاصة للأمم المتحدة لتقديم المساعدة إلى أفغانستان خلال إحاطتها لمجلس الأمن (صور الأمم المتحدة)
TT
20

الأمم المتحدة لحكام أفغانستان: لا سلام وازدهار قبل إلغاء الحظر المفروض على النساء والفتيات

أوتونباييفا المبعوثة الخاصة للأمم المتحدة لتقديم المساعدة إلى أفغانستان خلال إحاطتها لمجلس الأمن (صور الأمم المتحدة)
أوتونباييفا المبعوثة الخاصة للأمم المتحدة لتقديم المساعدة إلى أفغانستان خلال إحاطتها لمجلس الأمن (صور الأمم المتحدة)

أبلغ مجلس الأمن التابع للأمم المتحدة، حكام «طالبان» في أفغانستان، الاثنين، بأن السلام والازدهار «لا يمكن تحقيقهما»، حتى يتراجعوا عن حظرهم الذي فرضوه على النساء والفتيات في الحصول على التعليم والعمل والتحدث في الأماكن العامة.

فتيات أفغانستان خارج المدارس للعام الثالث على التوالي (غيتي)
فتيات أفغانستان خارج المدارس للعام الثالث على التوالي (غيتي)

كما أدان المجلس، وهو أقوى هيئة تابعة للأمم المتحدة، النشاط الإرهابي المستمر في أفغانستان «بأشد العبارات»، داعياً إلى تعزيز الجهود لمعالجة الوضع الاقتصادي والإنساني المتردي في البلاد، وفق تقرير لـ«أسوشييتد برس» الاثنين. ومدّد قرار المجلس، الذي تم تبنيه بإجماع أعضائه الخمسة عشر، مهمة الأمم المتحدة السياسية في أفغانستان، المعروفة باسم بعثة الأمم المتحدة لتقديم المساعدة إلى أفغانستان (UNAMA)، حتى 17 مارس (آذار) 2026.

رجال أفغان يصطفون للحصول على وجبات إفطار مجانية توزعها جمعية خيرية محلية خلال شهر رمضان المبارك بكابل في 17 مارس 2025 (أ.ف.ب)
رجال أفغان يصطفون للحصول على وجبات إفطار مجانية توزعها جمعية خيرية محلية خلال شهر رمضان المبارك بكابل في 17 مارس 2025 (أ.ف.ب)

وكانت حركة «طالبان» قد استولت على السلطة في أفغانستان عام 2021، إثر انسحاب القوات الأميركية وقوات حلف شمال الأطلسي (الناتو) من البلاد بعد عقدين من الحرب. ولا تعترف أي دولة رسمياً بحكومة «طالبان» كحكومة لأفغانستان بسبب قمعها للنساء. فالنساء لا يُمنعن فقط من العمل، ومن دخول كثير من الأماكن العامة ومن التعليم بعد الصف السادس، بل يجب عليهن أن يرتدين نقاباً يغطي أجسادهن بالكامل، ولا يمكن سماع أصواتهن في الأماكن العامة.

عائلات أفغانية تتلقى حصصاً غذائية من شركة للاتصالات لدعم 250 عائلة كجزء من برنامج بقيمة 10 ملايين أفغاني خلال شهر رمضان المبارك في كابل بأفغانستان 16 مارس 2025 (إ.ب.أ)
عائلات أفغانية تتلقى حصصاً غذائية من شركة للاتصالات لدعم 250 عائلة كجزء من برنامج بقيمة 10 ملايين أفغاني خلال شهر رمضان المبارك في كابل بأفغانستان 16 مارس 2025 (إ.ب.أ)

ودعا مجلس الأمن حركة «طالبان»، إلى «التراجع عن هذه السياسات والممارسات سريعاً».

نساء وأطفال في بغلان شمال أفغانستان (متداولة)
نساء وأطفال في بغلان شمال أفغانستان (متداولة)

وقالت المبعوثة الخاصة للأمم المتحدة روزا أوتونباييفا، رئيسة بعثة الأمم المتحدة لتقديم المساعدة إلى أفغانستان، لمجلس الأمن الأسبوع الماضي، إن الأمر متروك لحركة «طالبان»، لتوضيح ما إذا كانت تريد إعادة دمج أفغانستان في النظام الدولي من عدمه - «وإذا كان الأمر كذلك، ما إذا كانت مستعدة لاتخاذ الخطوات اللازمة على هذا المسار» أم لا. بينما نشر المتحدث الرئيسي باسم «طالبان»، ذبيح الله مجاهد، بياناً على حسابه الرسمي على منصة «إكس» هذا الشهر، قال فيه إن «كرامة المرأة وشرفها وحقوقها القانونية من أولويات البلاد، وفقاً للشريعة والثقافة والتقاليد الأفغانية».

وقالت الدول الإسلامية وعلماء الدين إن حرمان المرأة من التعليم والعمل ليس جزءاً من الشريعة.

وقالت أوتونباييفا إن الأفغان «يستاءون بشكل مزداد من تدخلات مسؤولي (طالبان) في حياتهم الخاصة»، ويخشون من زيادة عزلة البلاد عن بقية العالم.

وقالت: «لقد رحبوا بالفعل بانتهاء الصراع، ومزيد من الاستقرار وحرية الحركة، على الأقل بالنسبة للسكان الذكور. لكن هذا ليس سلاماً يمكنهم العيش فيه بكرامة مع احترام حقوقهم الإنسانية والثقة في مستقبل مستقر». وأضافت أوتونباييفا أن أكثر من نصف سكان أفغانستان - نحو 23 مليون شخص - يحتاجون إلى مساعدات إنسانية، وهي أزمة إنسانية ناجمة عن عقود من الصراع، والفقر المتجذر، والصدمات المناخية، والنمو السكاني الكبير. وقالت إن تراجع التمويل له تأثير كبير.

وأشارت مبعوثة الأمم المتحدة إلى أن أكثر من 200 منشأة صحية أُجبرت على الإغلاق خلال الشهر الماضي، مما أثر على نحو 1.8 مليون شخص، بما في ذلك الأطفال الذين يعانون من سوء التغذية.

تعمل «يونيسف» على توزيع حزمات من مساعدات الشتاء للعائلات الضعيفة في أفغانستان (يونيسف)
تعمل «يونيسف» على توزيع حزمات من مساعدات الشتاء للعائلات الضعيفة في أفغانستان (يونيسف)

وفي قضية رئيسية أخرى، دعا مجلس الأمن حركة «طالبان» إلى تعزيز جهود مكافحة الإرهاب، وأدان جميع الأنشطة الإرهابية في أفغانستان، وطالب بعدم استخدام البلاد لتهديد أو مهاجمة أي دولة أخرى.

وقد توترت العلاقات بين أفغانستان وباكستان المجاورة منذ أن زادت حركة «طالبان» الباكستانية، المتحالفة مع حركة «طالبان» الأفغانية، من هجماتها على قوات الأمن في باكستان. وفي الوقت نفسه، نفذ مسلحون من الفرع الأفغاني لتنظيم «داعش» المعارض لـ«طالبان»، تفجيرات في جميع أنحاء أفغانستان.