تقرير أممي: باكستان تستضيف أكثر من 2.1 مليون لاجئ أفغاني

الشرطة كثفت حملاتها ضد المنتهية صلاحية تأشيراتهم

نساء وأطفال أفغان لاجئون رُحّلوا من باكستان في مخيم «مفوضية الأمم المتحدة لشؤون اللاجئين» على مشارف كابل يوم 9 يناير 2024 (أ.ف.ب)
نساء وأطفال أفغان لاجئون رُحّلوا من باكستان في مخيم «مفوضية الأمم المتحدة لشؤون اللاجئين» على مشارف كابل يوم 9 يناير 2024 (أ.ف.ب)
TT

تقرير أممي: باكستان تستضيف أكثر من 2.1 مليون لاجئ أفغاني

نساء وأطفال أفغان لاجئون رُحّلوا من باكستان في مخيم «مفوضية الأمم المتحدة لشؤون اللاجئين» على مشارف كابل يوم 9 يناير 2024 (أ.ف.ب)
نساء وأطفال أفغان لاجئون رُحّلوا من باكستان في مخيم «مفوضية الأمم المتحدة لشؤون اللاجئين» على مشارف كابل يوم 9 يناير 2024 (أ.ف.ب)

تستضيف باكستان أكثر من 2.1 مليون لاجئ أفغاني، يقيم معظمهم في إقليم خيبر بختونخوا، وفقاً لـ«المفوضية السامية للأمم المتحدة لشؤون اللاجئين».

وقال قيصر أفريدي، المتحدث باسم المفوضية السامية للأمم المتحدة لشؤون اللاجئين في باكستان، لقناة «جيو نيوز» الإخبارية الاثنين، إن 52 في المائة من اللاجئين الأفغان في البلاد يعيشون في بيشاور. وقد أمرت السلطات الباكستانية كثيراً منهم بمغادرة خيبر بختونخوا في غضون الأسابيع الثلاثة المقبلة مع مضي البلاد قُدماً في خطة الترحيل الجماعي.

صائمون يفطرون بمناسبة نظمتها منظمة خيرية خلال شهر رمضان المبارك... ومبنى «مركز التمويل والتجارة» في الخلفية بكراتشي الباكستانية يوم 10 مارس 2025 (رويترز)

وعلى الرغم من الموعد النهائي المحدد في 1 أبريل (نيسان) المقبل، فإن اللاجئين الأفغان يقولون إن الشرطة قد كثفت بالفعل من حملاتها واعتقال الأفراد الذين انتهت صلاحية تأشيراتهم أو هي في طور التجديد. تقول مريم، وهي لاجئة أفغانية في باكستان: «انتهت صلاحية تأشيرتنا قبل يومين فقط، وكنا بصدد تجديدها. لم يستمعوا إلينا. أخذونا إلى معسكر (حاجي) وهو مركز احتجاز اللاجئين.

ركاب على طول شارع مغطى بالضباب في لاهور يوم 5 نوفمبر 2024 (أ.ف.ب)

وأضافت: «عندما توسلنا لعدم ترحيلنا لأن حياتنا كانت في خطر، طالبنا أحد الضباط بالمال بدلاً من ذلك. لم يكن أمامنا خيار سوى دفع مبلغ 60 ألف روبية باكستانية طلبوه». أما حشمت الله، وهو لاجئ أفغاني آخر يعيش في باكستان مع عائلته منذ 3 سنوات، فقد جرى اعتقاله مؤخراً، وقال إنه اضطر إلى دفع رشوة لإطلاق سراحه. وقال: «أخذوني بالقرب من منزلي هذا الصباح. كانت تأشيرتي قد انتهت صلاحيتها، لكن وثائق عائلتي كانت لا تزال صالحة. أرادوا ترحيلي، لكنهم طلبوا أولاً مبلغاً كبيراً من المال. بعد كثير من المفاوضات، تمكنت من تخفيض المبلغ إلى 50 ألف روبية، وسمحوا لي بالذهاب».

أفغان في إسلام آباد يوم 12 مايو 2022 حاملين لافتات خلال تجمعهم للمطالبة بالمساعدة من «مفوضية الأمم المتحدة لشؤون اللاجئين» للحصول على اللجوء بالخارج... وحالياً يوجد نحو ألفي أفغاني في المرحلة الأخيرة من رحلتهم الشاقة نحو حياة جديدة بالولايات المتحدة (أ.ف.ب)

كانت وزارة الداخلية الباكستانية قد أمرت جميع المهاجرين الأفغان الذين لا يحملون وثائق، بمن فيهم أولئك الذين يحملون «بطاقة المواطن الأفغاني»، بمغادرة البلاد بحلول 1 أبريل المقبل. وفي حين تقول السلطات الباكستانية إن سياسة الترحيل جزء من جهود أوسع لتنظيم الهجرة، تحذر منظمات حقوق الإنسان بأن هذه العملية تجبر الآلاف على العيش في ظروف هشة. ووفقاً للمفوضية السامية للأمم المتحدة لشؤون اللاجئين، فإن 1.3 مليون لاجئ أفغاني في باكستان مسجلون رسمياً، ولكن حتى أولئك الذين لديهم وثائق رسمية يواجهون الآن مستقبلاً غامضاً. وأعلنت الحكومة الباكستانية عن خطط لطرد حاملي «بطاقة المواطن الأفغاني» خلال الأسابيع الثلاثة المقبلة. ومنذ منتصف شهر سبتمبر (أيلول) عام 2023، أُجبر أكثر من 800 ألف مهاجر أفغاني على العودة إلى أفغانستان، وفقاً لـ«المنظمة الدولية للهجرة (IOM)».

وفي ظل الأزمة الإنسانية المستمرة التي تعاني منها أفغانستان حالياً، يواجه اللاجئون العائدون تحديات كبيرة؛ بما فيها نقص السكن والتوظيف والحصول على الخدمات الأساسية. ومع اقتراب الموعد النهائي للترحيل، يقول اللاجئون الأفغان في باكستان إنهم محاصرون بين خطر الاعتقال وعدم اليقين بشأن العودة إلى بلد لا يزال في حالة مستمرة من الاضطرابات.


مقالات ذات صلة

الاتحاد الأوروبي يُحدِّث إرشادات اللجوء للسوريين بعد عام من سقوط الأسد

أوروبا  سوريون يتابعون من جانب الطريق سيارات وزارة الداخلية خلال الإطلاق الرسمي لهويتها البصرية الجديدة في دمشق (أ.ب)

الاتحاد الأوروبي يُحدِّث إرشادات اللجوء للسوريين بعد عام من سقوط الأسد

أصدر الاتحاد الأوروبي، اليوم الأربعاء، توجيهات مُحدّثة لطلبات اللجوء المُقدّمة من المواطنين السوريين، تعكس الأوضاع الجديدة في سوريا بعد عام من سقوط نظام الأسد.

«الشرق الأوسط» (برشلونة (إسبانيا))
شمال افريقيا الطرابلسي يستعرض في المؤتمر الصحافي نتائج «البرنامج الوطني» لترحيل المهاجرين غير النظاميين (أ.ف.ب)

سلطات طرابلس تلوّح لأوروبا بورقة الـ«3 ملايين مهاجر»

قال الطرابلسي وزير داخلية حكومة الوحدة الليبية إن جهود ترحيل المهاجرين غير النظاميين من بلده تعد «أحد أهم الإجراءات لمواجهة محاولات التوطين»

جمال جوهر (القاهرة)
العالم العربي الصومالي عبد الله عمر مع زوجته وأطفاله في حي البساتين في عدن (أ.ف.ب)

لاجئون صوماليون يفضلون العودة لبلدهم هربا من «الفقر والبطالة» في اليمن

يعيش آلاف الصوماليين مع أطفالهم في فقر مدقع في حي البساتين في عدن، ما دفع كثيرين منهم إلى اتخاذ قرار العودة الى بلادهم.

«الشرق الأوسط» (عدن)
شمال افريقيا أطفال سودانيون يتامى من الفاشر يتشاركون وجبة معكرونة ولحم من مشروع إطعام خيري (رويترز)

الفارون من رمضاء العنف في السودان يكتوون بنار شح المساعدات على حدود تشاد

لا تجد العائلات السودانية اللاجئة التي تصل إلى بلدة الطينة على الحدود مع تشاد سوى قليل من المساعدات الإنسانية الدولية في ظل الأزمة السودانية المستمرة.

«الشرق الأوسط» (الطينة (تشاد))
شمال افريقيا مهاجرون على متن أحد «قوارب الموت» أُنقذوا من قبل خفر السواحل الإسباني (أ.ف.ب)

خفر السواحل الموريتاني ينقذ 101 أفريقي من رحلات «قوارب الموت»

أعلن خفر السواحل الموريتاني، الخميس، إنقاذ زورق على متنه 101 من المهاجرين غير النظاميين الأفارقة، كان في طريقه إلى إسبانيا.

«الشرق الأوسط» (نواكشوط)

باكستان: توقيف 12 شخصاً يُزعم ارتباطهم بالاستخبارات الهندية

صورة عامة للعاصمة الباكستانية إسلام آباد (أ.ف.ب)
صورة عامة للعاصمة الباكستانية إسلام آباد (أ.ف.ب)
TT

باكستان: توقيف 12 شخصاً يُزعم ارتباطهم بالاستخبارات الهندية

صورة عامة للعاصمة الباكستانية إسلام آباد (أ.ف.ب)
صورة عامة للعاصمة الباكستانية إسلام آباد (أ.ف.ب)

أعلنت إدارة مكافحة الإرهاب في باكستان، اليوم (الاثنين)، «توقيف 12 إرهابياً مشتبهاً بهم» يُزعم ارتباطهم بوكالة الاستخبارات الهندية، في عمليات منفصلة تمت في مدن رئيسية في إقليم البنجاب الواقع شرقي البلاد.

ونقلت قناة «جيو» الإخبارية الباكستانية، اليوم، عن متحدث باسم إدارة مكافحة الإرهاب في البنجاب القول إن الاعتقالات تمت في لاهور وفيصل آباد وبهاولبور.

وأضاف المتحدث أنه «تم ضبط أسلحة ومتفجرات وأجهزة تفجير كانت بحيازة المشتبه بأنهم أعضاء بوكالة الاستخبارات الهندية».

وأوضح أن مسؤولي إدارة مكافحة الإرهاب صادروا صوراً ومقاطع فيديو تم التقاطها لمواقع ومؤسسات حساسة شملت مدرسة دينية ومهرجاناً محلياً.


تايلاند تشنّ غارات جوية على مواقع حدودية مع كمبوديا

جندي تايلاندي مصاب يُنقل إلى المستشفى بعد اشتباكات حدودية مع القوات الكمبودية الأحد (إ.ب.أ)
جندي تايلاندي مصاب يُنقل إلى المستشفى بعد اشتباكات حدودية مع القوات الكمبودية الأحد (إ.ب.أ)
TT

تايلاند تشنّ غارات جوية على مواقع حدودية مع كمبوديا

جندي تايلاندي مصاب يُنقل إلى المستشفى بعد اشتباكات حدودية مع القوات الكمبودية الأحد (إ.ب.أ)
جندي تايلاندي مصاب يُنقل إلى المستشفى بعد اشتباكات حدودية مع القوات الكمبودية الأحد (إ.ب.أ)

شنت تايلاند، اليوم (الاثنين)، غارات جوية على طول الحدود المتنازع عليها مع كمبوديا، حيث تبادل الجانبان الاتهامات بالبدء بالهجوم.

وتتصاعد التوترات منذ أن وقَّعت الجارتان في جنوب شرقي آسيا اتفاق هدنة في أكتوبر (تشرين الأول) بضغط من الرئيس الأميركي دونالد ترمب، بعد أن أدت نزاعاتهما الإقليمية إلى خمسة أيام من القتال في يوليو (تموز) أودت بحياة العشرات من الجنود والمدنيين.

وقالت وزارة الدفاع التايلاندية إن أكثر من 35 ألف شخص غادروا المناطق القريبة من الحدود للتوجه إلى أماكن إيواء، كما يُعتقد أن المزيد فروا للإقامة مع أقاربهم في أماكن أخرى، في حين قال وزير الإعلام الكمبودي نيث فيكترا، إنه تم إجلاء السكان من عدة قرى حدودية.

وقال رئيس وزراء تايلاند أنوتين شارنفيراكول في خطاب متلفز إنه سيتم تنفيذ عمليات عسكرية كإجراء ضروري للدفاع عن البلاد وحماية السلامة العامة.

وأضاف: «لم ترغب تايلاند أبداً في العنف. وأريد أن أؤكد أن تايلاند لم تبادر ببدء قتال أو غزو، ولكنها لن تتهاون تجاه انتهاك سيادتها».

وقال المتحدث باسم الجيش التايلاندي الميجور جنرال وينثاي سوفاري، إن القوات الكمبودية أطلقت النار أولاً على الأراضي التايلاندية في مناطق متعددة. وأوضح أن جندياً تايلاندياً قُتل وأُصيب أربعة جنود آخرين، فيما يجري إجلاء المدنيين من المناطق المتضررة.

وأضاف أن تايلاند استخدمت الطائرات «لضرب أهداف عسكرية في عدة مناطق لقمع الهجمات النارية الداعمة للقوات الكمبودية».

وقالت المتحدثة باسم وزارة الدفاع الكمبودية مالي سوشيتا، إن الجيش التايلاندي هاجم القوات الكمبودية أولاً اليوم، مضيفةً أن كمبوديا لم تردّ خلال الهجمات الأولية.

وتابعت: «تحث كمبوديا تايلاند على الوقف الفوري للأنشطة العدائية التي تهدد السلام والاستقرار في المنطقة».

ودعا رئيس وزراء ماليزيا أنور إبراهيم، إلى ضبط النفس، في بيان نُشر على مواقع التواصل الاجتماعي، قائلاً إن بلاده على استعداد لدعم جهود خفض التصعيد.

وقال: «منطقتنا لا تستطيع تحمل تحول الخلافات القائمة منذ فترة طويلة إلى دوائر من المواجهة».


الأمم المتحدة تدعو «طالبان» إلى السماح للأفغانيات بالعمل في مكاتبها

دعت الأمم المتحدة الأحد سلطات «طالبان» إلى رفع حظر تفرضه منذ 3 أشهر على عمل موظفاتها الأفغانيات في مقراتها في أفغانستان (أ.ف.ب)
دعت الأمم المتحدة الأحد سلطات «طالبان» إلى رفع حظر تفرضه منذ 3 أشهر على عمل موظفاتها الأفغانيات في مقراتها في أفغانستان (أ.ف.ب)
TT

الأمم المتحدة تدعو «طالبان» إلى السماح للأفغانيات بالعمل في مكاتبها

دعت الأمم المتحدة الأحد سلطات «طالبان» إلى رفع حظر تفرضه منذ 3 أشهر على عمل موظفاتها الأفغانيات في مقراتها في أفغانستان (أ.ف.ب)
دعت الأمم المتحدة الأحد سلطات «طالبان» إلى رفع حظر تفرضه منذ 3 أشهر على عمل موظفاتها الأفغانيات في مقراتها في أفغانستان (أ.ف.ب)

دعت الأمم المتحدة، الأحد، سلطات «طالبان» إلى رفع حظر تفرضه منذ 3 أشهر على عمل موظفاتها الأفغانيات في مقراتها في أفغانستان، محذّرة من أن هذا الإجراء يهدد «خدمات مساعدة حيوية».

ووفقاً لوكالة الصحافة الفرنسية، قالت ممثلة هيئة الأمم المتحدة للمرأة في أفغانستان، سوزان فيرغسون، في بيان: «ندعو إلى رفع الحظر المفروض على دخول الموظفات الأفغانيات في الأمم المتحدة ومتعاقداتها إلى مقرات الأمم المتحدة، و(إتاحة) الوصول الآمن إلى المكاتب وفي الميدان، حتى يتسنى للمساعدات أن تصل إلى النساء والفتيات الأكثر احتياجاً إليها».

فرضت سلطات «طالبان» التي تطبق تفسيراً متشدداً للشريعة الإسلامية، هذا الحظر قبل 3 أشهر. ووفق مصادر أممية، أثّر هذا الحظر على مئات الموظفات الأفغانيات.

منذ عودة «طالبان» إلى السلطة عام 2021، منعت الأفغانيات من ممارسة كثير من الوظائف، ومن زيارة الحدائق وصالونات التجميل، ومن ارتياد المدارس بعد سن 12 عاماً.

وأوضحت الأمم المتحدة أن موظفاتها واصلن «عملهن الحيوي من أجل الشعب الأفغاني» عن بعد لمدة 3 أشهر، خصوصاً لتقديم المساعدة لضحايا الزلازل المميتة التي ضربت أفغانستان في الأشهر الأخيرة، وللمهاجرين الأفغان الذين أعيدوا بشكل جماعي من باكستان وإيران.

لكن سوزان فيرغسون أكّدت أن «إطالة أمد هذه القيود تعرّض خدمات مساعدة حيوية لخطر متزايد»، مشيرة إلى أن هذا الحظر «ينتهك مبادئ حقوق الإنسان والمساواة التي ينصّ عليها ميثاق الأمم المتحدة».

وقالت ممثلة هيئة الأمم المتحدة للمرأة: «بفضل هؤلاء النساء فقط تتمكن الأمم المتحدة من الوصول إلى النساء والفتيات» في أفغانستان.

ولم يتسنَّ التواصل على الفور مع سلطات «طالبان» للحصول على تعليق.

في منتصف سبتمبر (أيلول)، اضطرت مفوضية الأمم المتحدة لشؤون اللاجئين إلى تعليق المساعدات المقدمة للمهاجرين الأفغان في مراكز توزيع المساعدات النقدية.

وبرّرت المفوضية هذا القرار باستحالة «إجراء مقابلات وجمع معلومات عن 52 في المائة من المهاجرين العائدين إلى البلاد، وهم من النساء، دون وجود موظفات».