تستضيف باكستان أكثر من 2.1 مليون لاجئ أفغاني، يقيم معظمهم في إقليم خيبر بختونخوا، وفقاً لـ«المفوضية السامية للأمم المتحدة لشؤون اللاجئين».
وقال قيصر أفريدي، المتحدث باسم المفوضية السامية للأمم المتحدة لشؤون اللاجئين في باكستان، لقناة «جيو نيوز» الإخبارية الاثنين، إن 52 في المائة من اللاجئين الأفغان في البلاد يعيشون في بيشاور. وقد أمرت السلطات الباكستانية كثيراً منهم بمغادرة خيبر بختونخوا في غضون الأسابيع الثلاثة المقبلة مع مضي البلاد قُدماً في خطة الترحيل الجماعي.
وعلى الرغم من الموعد النهائي المحدد في 1 أبريل (نيسان) المقبل، فإن اللاجئين الأفغان يقولون إن الشرطة قد كثفت بالفعل من حملاتها واعتقال الأفراد الذين انتهت صلاحية تأشيراتهم أو هي في طور التجديد. تقول مريم، وهي لاجئة أفغانية في باكستان: «انتهت صلاحية تأشيرتنا قبل يومين فقط، وكنا بصدد تجديدها. لم يستمعوا إلينا. أخذونا إلى معسكر (حاجي) وهو مركز احتجاز اللاجئين.
وأضافت: «عندما توسلنا لعدم ترحيلنا لأن حياتنا كانت في خطر، طالبنا أحد الضباط بالمال بدلاً من ذلك. لم يكن أمامنا خيار سوى دفع مبلغ 60 ألف روبية باكستانية طلبوه». أما حشمت الله، وهو لاجئ أفغاني آخر يعيش في باكستان مع عائلته منذ 3 سنوات، فقد جرى اعتقاله مؤخراً، وقال إنه اضطر إلى دفع رشوة لإطلاق سراحه. وقال: «أخذوني بالقرب من منزلي هذا الصباح. كانت تأشيرتي قد انتهت صلاحيتها، لكن وثائق عائلتي كانت لا تزال صالحة. أرادوا ترحيلي، لكنهم طلبوا أولاً مبلغاً كبيراً من المال. بعد كثير من المفاوضات، تمكنت من تخفيض المبلغ إلى 50 ألف روبية، وسمحوا لي بالذهاب».
كانت وزارة الداخلية الباكستانية قد أمرت جميع المهاجرين الأفغان الذين لا يحملون وثائق، بمن فيهم أولئك الذين يحملون «بطاقة المواطن الأفغاني»، بمغادرة البلاد بحلول 1 أبريل المقبل. وفي حين تقول السلطات الباكستانية إن سياسة الترحيل جزء من جهود أوسع لتنظيم الهجرة، تحذر منظمات حقوق الإنسان بأن هذه العملية تجبر الآلاف على العيش في ظروف هشة. ووفقاً للمفوضية السامية للأمم المتحدة لشؤون اللاجئين، فإن 1.3 مليون لاجئ أفغاني في باكستان مسجلون رسمياً، ولكن حتى أولئك الذين لديهم وثائق رسمية يواجهون الآن مستقبلاً غامضاً. وأعلنت الحكومة الباكستانية عن خطط لطرد حاملي «بطاقة المواطن الأفغاني» خلال الأسابيع الثلاثة المقبلة. ومنذ منتصف شهر سبتمبر (أيلول) عام 2023، أُجبر أكثر من 800 ألف مهاجر أفغاني على العودة إلى أفغانستان، وفقاً لـ«المنظمة الدولية للهجرة (IOM)».
وفي ظل الأزمة الإنسانية المستمرة التي تعاني منها أفغانستان حالياً، يواجه اللاجئون العائدون تحديات كبيرة؛ بما فيها نقص السكن والتوظيف والحصول على الخدمات الأساسية. ومع اقتراب الموعد النهائي للترحيل، يقول اللاجئون الأفغان في باكستان إنهم محاصرون بين خطر الاعتقال وعدم اليقين بشأن العودة إلى بلد لا يزال في حالة مستمرة من الاضطرابات.