احتجاجات مؤيدة وأخرى مناهضة لاعتقال رئيس كوريا الجنوبية المعزول (صور)

تمثال للرئيس الكوري الجنوبي المعزول يون سوك يول مغطى بالثلوج خلال احتجاج ضده بالقرب من مقر إقامته الرسمي في سيول (رويترز)
تمثال للرئيس الكوري الجنوبي المعزول يون سوك يول مغطى بالثلوج خلال احتجاج ضده بالقرب من مقر إقامته الرسمي في سيول (رويترز)
TT

احتجاجات مؤيدة وأخرى مناهضة لاعتقال رئيس كوريا الجنوبية المعزول (صور)

تمثال للرئيس الكوري الجنوبي المعزول يون سوك يول مغطى بالثلوج خلال احتجاج ضده بالقرب من مقر إقامته الرسمي في سيول (رويترز)
تمثال للرئيس الكوري الجنوبي المعزول يون سوك يول مغطى بالثلوج خلال احتجاج ضده بالقرب من مقر إقامته الرسمي في سيول (رويترز)

تحدى آلاف الأشخاص الثلوج الكثيفة في سيول اليوم (الأحد) للتجمع تعبيراً عن تأييد أو معارضة اعتقال الرئيس المعزول يون سوك يول في الوقت الذي يبدو فيه أن الأزمة السياسية في كوريا الجنوبية تتجه نحو مواجهة أخرى عالية المخاطر.

ومع قرب انقضاء المهلة المحددة لمذكرة الاعتقال الصادرة بحق يون بتهمة التمرد عند منتصف الليل (15:00 بتوقيت غرينتش) غداً (الاثنين)، نظمت عدة مجموعات احتجاجات بالقرب من مقر إقامته الرسمي، حيث دعا البعض إلى اعتقاله الفوري واحتج البعض الآخر على ذلك.

يرتدي المتظاهرون بطانيات حرارية خلال مسيرة ضد الرئيس الكوري الجنوبي المعزول يون سوك يول بالقرب من مقر إقامته في سيول (أ.ف.ب)

وأصبح يون أول رئيس في السلطة يواجه الاعتقال بسبب محاولته الفاشلة لإعلان الأحكام العرفية في الثالث من ديسمبر (كانون الأول)، والتي أثارت فوضى سياسية اجتاحت رابع أكبر اقتصاد في آسيا وأحد الحلفاء الرئيسيين للولايات المتحدة، وفق وكالة «رويترز» للأنباء.

وعزل البرلمان الرئيس ومنعه من ممارسة مهامه الرسمية إلى أن تقرر المحكمة ما إذا كانت ستعيده إلى منصبه أو ستقيله. ويوم الجمعة، منع الحرس الرئاسي وقوات الجيش محققين من اعتقاله في مواجهة استمرت ست ساعات.

جانب من مظاهرة لمؤيدي الرئيس الكوري الجنوبي المعزول يون سوك يول بالقرب من مقر إقامته في سيول (رويترز)

وتجمع بعض المحتجين اليوم الأحد طوال الليل في وسط مدينة سيول، حيث انخفضت درجات الحرارة إلى أقل من خمس درجات مئوية تحت الصفر، بينما تراكمت الثلوج بسمك يتجاوز خمسة سنتيمترات في بعض أنحاء العاصمة التي حذرت الأرصاد الجوية من أنها ستكون معرضة لهطول ثلوج كثيفة.

وإلى ذلك، قال يانج كيونج سو، زعيم اتحاد النقابات العمالية الكوري، وهي جماعة عمالية رئيسية شاركت في الاحتجاجات: «يتعين علينا إعادة إرساء أسس مجتمعنا من خلال معاقبة الرئيس الذي رفض الدستور». وأضاف: «يجب علينا القبض على المجرم يون سوك يول واعتقاله واحتجازه في أقرب وقت ممكن».

وفي مكان قريب، رفع أنصار يون لافتات كُتب عليها: «سنقاتل من أجل الرئيس يون سوك يول» و«أوقفوا السرقة»، وهي العبارة التي روج لها أنصار الرئيس الأميركي المنتخب دونالد ترمب بعد خسارته انتخابات عام 2020.

أنصار يون يرفعون لافتات كُتب عليها «أوقفوا السرقة» في سيول (أ.ف.ب)

واستقطبت احتجاجات مماثلة عشرات الآلاف أمس (السبت)، مما دفع الشرطة إلى محاولة تفريق المحتجين التابعين لاتحاد النقابات العمالية الكوري الذين احتلوا الطرق وأعاقوا حركة المرور. وذكرت وكالة يونهاب للأنباء أن اثنين من المحتجين اعتقلا بتهمة الاعتداء على أفراد الأمن.

وطلب مكتب التحقيقات في قضايا الفساد للمسؤولين رفيعي المستوى أمس السبت، والذي يقود التحقيق الجنائي مع يون، من القائم بأعمال الرئيس تشوي سانج موك، وزير المالية، إصدار أمر إلى جهاز الأمن بالامتثال وتنفيذ أمر الاعتقال.


مقالات ذات صلة

السياح يتوافدون إلى أفغانستان... و«طالبان» تتطلع لاستقبالهم بحرارة

آسيا نساء يزرن «ضريح سخي شاه مردان» في كابل بأفغانستان يوم الأربعاء 7 يونيو 2023 (أ.ب)

السياح يتوافدون إلى أفغانستان... و«طالبان» تتطلع لاستقبالهم بحرارة

عبر الطائرات أو الدراجات النارية أو المنازل المتنقلة أو حتى الدراجات الهوائية، بدأ السياح استكشاف أفغانستان ودخول بلدٍ كان حتى وقتٍ قريب يعاني ويلات الحروب.

«الشرق الأوسط» (كابل)
تحليل إخباري جانب من اجتماع لمجلس وزراء خارجية الجمهوريات السوفياتية السابقة في ألماتي بكازاخستان 11 أبريل (إ.ب.أ)

تحليل إخباري صراع صامت بين الدول الكبرى حول آسيا الوسطى

رغم حمأة التهافت الدولي على المنطقة، تبقى العيون مركزة على الصين التي تضع كل ثقلها لتوسيع نفوذها فيها، خصوصاً بعد اندلاع الحرب التجارية التي أعلنتها واشنطن.

شوقي الريّس (آستانة)
آسيا ما وراء سقوط أفغانستان: ميليشيات مدعومة من واشنطن أسوأ من «طالبان»

ما وراء سقوط أفغانستان: ميليشيات مدعومة من واشنطن أسوأ من «طالبان»

حذّر ضابط أميركي من أن «طالبان» تقترب ببطء، وتتعدّى على الأراضي التي بدت آمنة ذات يوم. وقال إن 4 من رجاله قتلوا للتو، وكان بحاجة إلى مساندة من الأفغان.

عزام أحمد (كابل - إسلام آباد )
العالم صورة للقادة خلال قمة آسيا الوسطى وألمانيا بكازاخستان 17 سبتمبر 2024 (إ.ب.أ)

دول في آسيا الوسطى تحضّ ألمانيا على المساعدة في تعزيز روابطها مع أوروبا

حضّت دول بآسيا الوسطى (الثلاثاء) ألمانيا على الاستثمار بقطاعاتها خصوصاً الطاقة والنقل والمساعدة في إقامة صلات مع أوروبا للالتفاف حول روسيا.

«الشرق الأوسط» (آستانة)
أوروبا المستشار الألماني أولاف شولتس (إ.ب.أ)

شولتس في أوزبكستان لتعزيز الشراكة في مجال الطاقة

دعا المستشار الألماني أولاف شولتس، الاثنين، في أوزبكستان إلى تعزيز الشراكة في مجال الطاقة مع هذه الدولة الواقعة في آسيا الوسطى والغنية بالموارد الطبيعية.

«الشرق الأوسط» (طشقند (أوزبكستان))

سنغافورة تستدعي وحدات من الجيش لمواجهة هجوم إلكتروني والصين تنفي تورطها

سنغافورة تتعرض لهجوم سيبراني خطير (رويترز)
سنغافورة تتعرض لهجوم سيبراني خطير (رويترز)
TT

سنغافورة تستدعي وحدات من الجيش لمواجهة هجوم إلكتروني والصين تنفي تورطها

سنغافورة تتعرض لهجوم سيبراني خطير (رويترز)
سنغافورة تتعرض لهجوم سيبراني خطير (رويترز)

أعلن وزير الدفاع السنغافوري السبت استدعاء وحدات من الجيش للمساعدة في مكافحة محاولة هجوم إلكتروني يستهدف بنى تحتية رئيسية، منسوب إلى مجموعة تجسس مرتبطة بالصين.

ولم يُبلّغ عن أي خروقات حتى الآن.

وأكد وزير الدفاع السنغافوري تشان تشون سينغ أن وحدات النخبة العسكرية هذه ستتعاون مع وكالة الأمن السيبراني في البلاد، وفقاً لوسائل إعلام محلية.

وأضاف في معرض حديثه عن الهجوم الإلكتروني أنه «مثال على تهديدات جديدة» تقع ضمن نطاق مسؤولية الجيش.

وكشف وزير الداخلية السنغافوري كي. شانموغام في خطاب مساء الجمعة عن الهجوم، مؤكداً أنه يُعد جزءاً من مستوى متطور من عمليات الاختراق الإلكتروني المسماة التهديدات المستمرة المتقدمة، ويشكل خطراً جسيماً على سنغافورة وقد يقوّض الأمن القومي.

وقال شانموغام: «أستطيع القول إن (الهجوم) خطير ومستمر. وقد نُسب إلى مجموعة UNC3886».

ولم يكشف شانموغام عن الجهة التي تقف وراء المجموعة، لكن شركة مانديانت للأمن السيبراني والمملوكة من غوغل، قالت إن UNC3886 هي مجموعة تجسس سيبراني مرتبطة بالصين ومتورطة في هجمات على مستوى العالم.

وفي ردها، أعلنت السفارة الصينية في سنغافورة في بيان أنها «تعارض بشدة أي تشويه غير مبرر لسمعة الصين» مؤكدة أن «الصين في الواقع، من الضحايا الرئيسيين للهجمات الإلكترونية».

وأكدت السفارة السبت أنها «على استعداد لمواصلة التعاون مع كل الأطراف بينها سنغافورة، لحماية الأمن السيبراني بشكل مشترك».

وازدادت اتهامات التجسس ومنه الإلكتروني بحق بكين في السنوات الأخيرة لتضاف إلى سلسلة الخلافات حول هونغ كونغ وتايوان، واحترام حقوق الإنسان بشكل عام.

في مايو (أيار) 2024، تعرضت وزارة الدفاع البريطانية لهجوم إلكتروني، نسبته عدة وسائل إعلام إلى الصين، مع أن لندن اكتفت بالإشارة إلى احتمال تورط دولة من دون توجيه اتهام مباشر لبكين.

وفي 9 يوليو (تموز) 2024، حذرت وكالة التجسس الإلكتروني الأسترالية من «التهديد» المستمر الذي يشكله قراصنة صينيون ضد أستراليا.

سنغافورة (أ.ب)

ونفت وزارة الخارجية الصينية بشكل قاطع ضلوعها في الواقعتين.

وأوضح شانموغام أن التهديدات المستمرة المتقدمة هي نوع متطور جداً من عمليات القرصنة، يستخدم موارد ضخمة، ويهدف عادة إلى سرقة معلومات حساسة وتعطيل خدمات أساسية مثل الرعاية الصحية والاتصالات والمياه والنقل والكهرباء.

وقال: «إذا نجح الهجوم، فقد يُمكّن من تنفيذ عمليات تجسس ويتسبب باضطراب خطير لسنغافورة وشعبها».

وقد يؤدي اختراق شبكة الكهرباء في سنغافورة إلى تعطيل الإمدادات، ما سيؤثر سلباً على الخدمات الأساسية مثل الرعاية الصحية والنقل.

ووفقاً لوزير الداخلية، ازدادت التهديدات المشبوهة المتقدمة ضد سنغافورة أكثر من أربعة أضعاف بين عامي 2021 و2024.

وأتاح هجوم إلكتروني استهدف شركة رعاية صحية عامة في عام 2018 الوصول إلى السجلات الطبية لنحو 160 ألف مريض، بمن فيهم رئيس الوزراء السابق لي هسين لونغ.

ونقلت صحيفة «ذي ستريتس تايمز» عن شانموغام قوله رداً على سؤال السبت حول الصلة بين UNC3886 والصين إنه «فيما يتعلق بحكومة سنغافورة، يمكننا القول إننا مقتنعون بأن هذه المنظمة تحديداً هي المسؤولة».

وأضاف: «لا أرغب في الخوض في تفاصيل هذه الروابط وطريقة عمل هذه المنظمة».

وقالت وزيرة الإعلام في سنغافورة جوزفين تيو على «فيسبوك»، السبت، إن اسم المهاجم المشتبه به كُشف عنه لأنه «من المهم أن يعرف السنغافوريون مصدر الهجوم والعواقب المحتملة».

وقال ساتنام نارانغ، وهو مهندس أبحاث في شركة تينابل الأميركية للأمن السيبراني، إن الهجوم على البنية التحتية الحيوية لسنغافورة «يسلط الضوء على التحديات الاستثنائية التي تشكلها التهديدات المتقدمة المستمرة».

وأضاف: «تزداد صعوبة مكافحة هؤلاء الخصوم المتخفين مع تزايد حجم وتعقيد البنى التحتية لتكنولوجيا المعلومات التي يتعين على المنظمات والدول حمايتها».