تصاعدت التوترات بين كوريا الشمالية وجارتها الجنوبية بشكل مثير للقلق، حيث أمر الجيش الكوري الشمالي أمس (الأحد) وحدات المدفعية على طول الحدود مع كوريا الجنوبية بالاستعداد الكامل لإطلاق النيران، فيما أشار الجيش الكوري الجنوبي إلى أن بيونغ يانغ تستعد على ما يبدو لتنفيذ تفجيرات على الطرق التي تربطها بجارتها الجنوبية.
ما أسباب التصعيد بين الكوريتين؟
زعمت كوريا الشمالية أن سيول استخدمت طائرات مسيّرة لإسقاط منشورات دعائية معادية لكوريا الشمالية فوق بيونغ يانغ 3 مرات هذا الشهر.
وذكرت «وكالة الأنباء المركزية الكورية» التي تديرها الدولة أن المنشورات كانت مليئة «بشائعات وهراء مثير للفتنة»، في حين قالت وزارة الخارجية إن خرق المجال الجوي لبيونغ يانغ «يمكن عدّه هجوماً عسكرياً».
ووفقاً لصحيفة «الغارديان» البريطانية، لم يتضح بعدُ نوع الطائرات المسيّرة التي يُزعم أن الجنوب أو الناشطون المناهضون لكوريا الشمالية استخدموها.
ونفى وزير الدفاع الكوري الجنوبي في البداية مزاعم بيونغ يانغ، لكن هيئة الأركان المشتركة قالت في وقت لاحق في بيان إنها «لا تستطيع تأكيد ما إذا كانت مزاعم كوريا الشمالية صحيحة أم لا».
وحذرت كيم يو - جونغ، شقيقة الزعيم الكوري الشمالي كيم جونغ - أون، يوم السبت من أن كوريا الجنوبية ستواجه «كارثة مروعة» إذا حلقت تلك المسيّرات مرة أخرى فوق الشمال.
وأصدرت وزارة الدفاع الكورية الشمالية، الأحد، بياناً قالت فيه: «أصدر الجيش الشعبي الكوري أمر عمليات أولياً في 12 أكتوبر (تشرين الأول) لوحدات المدفعية المشتركة على طول الحدود والوحدات المكلفة بإطلاق النار للاستعداد الكامل لإطلاق النار».
وأضاف البيان أن الجيش أمر 8 ألوية مدفعية مسلحة بالكامل بأن تكون مستعدة لفتح النيران، وعزّز مواقع المراقبة المضادة للجو في بيونغ يانغ.
وقال متحدث باسم وزارة الدفاع في بيان منفصل: «نحذر مراراً وتكراراً من أننا سنتخذ إجراءات وفقاً لتقديرنا، ونعد أي مسيرات يجري رصدها مرة أخرى على أنها طائرات من كوريا الجنوبية، كما نعدها إعلان حرب».
وقال الجيش الكوري الجنوبي اليوم إن كوريا الشمالية تستعد على ما يبدو لتنفيذ تفجيرات على الطرق التي تربطها بكوريا الجنوبية، وذلك بعد أيام فقط من تعهد بيونغ يانغ بقطع جميع الطرق وخطوط السكك الحديدية بين الكوريتين.
ويأتي ذلك بعد أشهر من إطلاق كوريا الشمالية آلاف البالونات المحملة بالنفايات إلى كوريا الجنوبية.
وقالت بيونغ يانغ حينها إن هذه الخطوة جاءت رداً على بعض النشطاء والمنشقين الكوريين الشماليين في كوريا الجنوبية، الذين يرسلون بالونات إلى الشمال تحمل طرود مساعدات ومنشورات تنتقد الزعيم كيم جونغ أون.
ويعتقد بعض الخبراء أن سعي كوريا الشمالية للتصعيد مؤخراً هو محاولة لتذكير المرشحين في الانتخابات الرئاسية الأميركية التي ستُجرى الشهر المقبل بقدرتها على إثارة الخوف وعدم الاستقرار في المنطقة.
هل حدث مثل هذا التصعيد من قبلُ؟
هذه هي المرة الأولى التي تتهم فيها كوريا الشمالية جارتها باستخدام مسيّرات لإسقاط منشورات تنتقد كيم جونغ أون، إلا أن كوريا الجنوبية سبق وأن اتهمت الشمال بإرسال مسيّرات في مجالها الجوي.
ففي ديسمبر (كانون الأول) 2022 أطلقت سيول طلقات تحذيرية، وأرسلت طائرات نفاثة ومروحيات هجومية من أجل إسقاط 5 مسيّرات تم رصدها في البلاد، حلّقت إحداها بالقرب من العاصمة. ودفع الحادث رئيس كوريا الجنوبية، يون سوك يول، إلى تسريع تطوير مسيّرات قادرة على التجسس على المنشآت العسكرية الكورية الشمالية.
ومن جهته، أبدى زعيم كوريا الشمالية اهتماماً شخصياً بتطوير الطائرات المسيّرة، وتعهد في عام 2021 بالإشراف على إنتاج آلات أكثر تطوراً بمدى أطول.