20 قتيلاً بهجوم على منجم للفحم في بلوشستان الباكستانية

الانفصاليون يكثّفون هجماتهم الإرهابية

يتجمع عمال الإنقاذ حول جثث القتلى في حادث حافلة بمستشفى في كويتا عاصمة إقليم بلوشستان - باكستان الخميس 3 أكتوبر 2024 (أ.ب)
يتجمع عمال الإنقاذ حول جثث القتلى في حادث حافلة بمستشفى في كويتا عاصمة إقليم بلوشستان - باكستان الخميس 3 أكتوبر 2024 (أ.ب)
TT

20 قتيلاً بهجوم على منجم للفحم في بلوشستان الباكستانية

يتجمع عمال الإنقاذ حول جثث القتلى في حادث حافلة بمستشفى في كويتا عاصمة إقليم بلوشستان - باكستان الخميس 3 أكتوبر 2024 (أ.ب)
يتجمع عمال الإنقاذ حول جثث القتلى في حادث حافلة بمستشفى في كويتا عاصمة إقليم بلوشستان - باكستان الخميس 3 أكتوبر 2024 (أ.ب)

قُتل عشرون عاملاً ليل الجمعة في هجوم على منجم للفحم في إقليم بلوشستان بجنوب غربي باكستان، على ما أعلنت الشرطة لـ«وكالة الصحافة الفرنسية».

يتلقى رجال مصابون العلاج في مستشفى في كويتا - باكستان الجمعة 11 أكتوبر 2024 بعد هجوم شنّه مسلحون الخميس في إقليم بلوشستان (أ.ب)

وقال آصم شافي، قائد الشرطة في محافظة دوكي، حيث وقع الهجوم على مسافة 225 كلم من عاصمة الولاية، متحدثاً لـ«وكالة الصحافة الفرنسية» إنه «قرابة الساعة 12.30 (19.30 بتوقيت غرينتش) بعد منتصف الليل، قام 35 إلى 40 رجلاً باللباس المدني مدججون بالسلاح بفتح النار على العمال في منجم للفحم على مدى قرابة ثلاثين دقيقة قبل أن يلوذوا بالفرار». وأضاف أن المهاجمين «كانوا يحملون قاذفات صواريخ وقنابل يدوية».

أفقر أقاليم باكستان

وبلوشستان المحاذي لأفغانستان وإيران، هو أفقر أقاليم باكستان على الرغم من امتلاكه موارد كبيرة من الغاز والمعادن، ويشهد حركة انفصالية تطالب بالحكم الذاتي.

وكثّف الانفصاليون البلوش في السنوات الأخيرة هجماتهم على الباكستانيين القادمين من مناطق أخرى للعمل في الإقليم، كما شنّوا بانتظام هجمات على الشركات الأجنبية، لا سيما الصينية التي يتهمونها باستغلال ثروات المنطقة من دون إشراك السكان فيها.

وأكد الموظف الكبير في السلطات المحلية، كلام الله كاكار، الحصيلة لـ«وكالة الصحافة الفرنسية»، مشيراً إلى إصابة سبعة عمال آخرين في الهجوم. وأضاف أن «المهاجمين أضرموا النار في آلات الموقع».

وقال الضابط بالشرطة المحلية، مراد خان، لـ«وكالة الأنباء الألمانية» إن الحادث وقع في منطقة لورالاي بالقرب من كويتا، عاصمة الإقليم، أثناء الليل.

يتلقى رجل مصاب العلاج في مستشفى في كويتا - باكستان الجمعة 11 أكتوبر 2024 بعد الهجوم الذي شنّه مسلحون ليلة الخميس في إقليم بلوشستان (أ.ب)

قتلوا الضحايا

وأضاف أن المسلحين قتلوا الضحايا، بينهم الكثير من المواطنين الأفغان وآخرون من مناطق مختلفة بالإقليم، وتفحمت بعض الجثث على نحو يصعب معه تحدد هويات أصحابها.

ولم تعلن أي جماعة، حتى الآن، مسؤوليتها عن الهجوم، لكن من المعروف أن المسلحين القوميين في بلوشستان عادة ما يستهدفون قوات الأمن والمدنيين. وقال الضابط خان إن جماعة «جيش تحرير بلوشستان»، وهي جماعة مسلحة من عصابات البلوش تخوض حرباً من أجل الاستقلال عن باكستان، تعدّ مشتبهاً به رئيسياً في تنفيذ الهجوم الأخير.

ضد المشروعات الصينية

ويتصاعد العنف ضد المشروعات الصينية في باكستان، والتي تهدف إلى ربط منطقة شينيانغ في الصين مع بحر العرب؛ بهدف الوصول إلى الشرق الأوسط وأفريقيا وأوروبا، وما وراء ذلك.

يشار إلى أن جيش تحرير بلوشستان الانفصالي تبنى المسؤولية عن تفجير وقع في وقت متأخر ليلة الأحد الماضي، واستهدف قافلة تقل مواطنين صينيين خارج أكبر مطار في البلاد؛ ما أسفر عن مقتل اثنين من العمال الصين وإصابة ثمانية أشخاص آخرين. ويتهم المسلحون البلوش والجماعات السياسية، الصين بسرقة الأراضي والموارد، بما يشمل الخط الساحلي.


مقالات ذات صلة

باكستان: مسلحون يقتلون 20 من عمال المناجم في هجوم إرهابي قبل قمة الأمن الآسيوي

آسيا عامل منجم فحم مصاب يستريح بمستشفى في كويتا في 11 أكتوبر 2024... وقالت الشرطة يوم 11 أكتوبر إن عشرين عاملاً في مناجم الفحم قُتلوا بالرصاص في هجوم ليلي شنته مجموعة من الرجال المدججين بالسلاح (أ.ف.ب)

باكستان: مسلحون يقتلون 20 من عمال المناجم في هجوم إرهابي قبل قمة الأمن الآسيوي

قال مسؤول في الشرطة الباكستانية، الجمعة، إن مسلحين قتلوا 20 من عمال المناجم وأصابوا سبعة آخرين، مما أثار إدانة السلطات التي بدأت حملة للبحث عن المهاجمين.

«الشرق الأوسط» (كويتا (باكستان))
العالم استنفار أمني قبرصي (متداولة)

الشرطة القبرصية تلقي القبض على 8 للاشتباه في صلتهم بتمويل الإرهاب

قالت السلطات إن الشرطة في قبرص ألقت الخميس القبض على ثمانية أفراد لاستجوابهم على صلة باتهامات بضلوعهم في جمع أموال لصالح جماعة مصنفة إرهابية

«الشرق الأوسط» (نيقوسيا)
شمال افريقيا اتهام الناشطة المعارضة هالة غربية في قضية إرهابية وإصدار بطاقة جلب دولية ضدها (متداولة)

تونس: الإفراج عن عشرات الموقوفين مع منعهم من السفر

كشفت الناطقة الرسمية باسم «القطب القضائي لمكافحة الإرهاب» عن أن النيابة أصدرت أمراً بتتبع الناشطة السياسية هالة غربية بتهمة الاشتباه في «تكوين وفاق إرهابي».

كمال بن يونس (تونس)
آسيا جندي يشير إلى وسائل الإعلام بينما يقوم مسؤولون أمنيون بفحص موقع انفجار تسبب في إصابة وتدمير مركبات خارج مطار كراتشي باكستان الاثنين 7 أكتوبر 2024 (أ.ب)

باكستان تواجه استمرار الهجمات الإرهابية مع استعداد البلاد لقمة «منظمة شانغهاي للتعاون»

بينما تستعد باكستان لأنشطة دبلوماسية رفيعة المستوى تتمثل في اجتماع قمة «منظمة شانغهاي للتعاون» في إسلام آباد، تتواصل الهجمات في البلاد مع مقتل ضابطي شرطة.

عمر فاروق (إسلام آباد )
الولايات المتحدة​ مبنى وزارة العدل الأميركية في واشنطن (أرشيفية - رويترز)

القضاء الأميركي يُوجّه لأفغاني تهمة التخطيط لهجوم إرهابي

عناصر من مكتب التحقيقات الفيدرالي الذين تخفّوا وأوهموا المتهم وشقيق زوجته بأنهم سيبيعونهما رشاشات وذخيرة.

«الشرق الأوسط» (واشنطن)

باكستان تواجه استمرار الهجمات الإرهابية مع استعداد البلاد لقمة «منظمة شانغهاي للتعاون»

جندي يشير إلى وسائل الإعلام بينما يقوم مسؤولون أمنيون بفحص موقع انفجار تسبب في إصابة وتدمير مركبات خارج مطار كراتشي باكستان الاثنين 7 أكتوبر 2024 (أ.ب)
جندي يشير إلى وسائل الإعلام بينما يقوم مسؤولون أمنيون بفحص موقع انفجار تسبب في إصابة وتدمير مركبات خارج مطار كراتشي باكستان الاثنين 7 أكتوبر 2024 (أ.ب)
TT

باكستان تواجه استمرار الهجمات الإرهابية مع استعداد البلاد لقمة «منظمة شانغهاي للتعاون»

جندي يشير إلى وسائل الإعلام بينما يقوم مسؤولون أمنيون بفحص موقع انفجار تسبب في إصابة وتدمير مركبات خارج مطار كراتشي باكستان الاثنين 7 أكتوبر 2024 (أ.ب)
جندي يشير إلى وسائل الإعلام بينما يقوم مسؤولون أمنيون بفحص موقع انفجار تسبب في إصابة وتدمير مركبات خارج مطار كراتشي باكستان الاثنين 7 أكتوبر 2024 (أ.ب)

بينما تستعد باكستان لأنشطة دبلوماسية رفيعة المستوى تتمثل في اجتماع قمة «منظمة شانغهاي للتعاون» في إسلام آباد، تتواصل الهجمات الإرهابية في البلاد مع مقتل ضابطي شرطة في هجوم مسلح من قبل مسلحين مشتبه بهم.

وتستضيف باكستان قمة «منظمة شانغهاي للتعاون» في 15 أكتوبر (تشرين الأول) الحالي وهي القمة التي سيشارك فيها رؤساء دول وحكومات من العديد من دول المنطقة.

وقد تم اعتماد خطة أمنية مفصلة للفعاليات خلال اجتماع ترأسه وزير الداخلية الفيدرالي محسن نقفي، يوم الأربعاء.

وشدد وزير الداخلية على أهمية استضافة قمة «منظمة شانغهاي للتعاون»، مشيراً إلى أن العديد من رؤساء الدول سيحضرون القمة، مما يمنح البلاد شرفاً عظيماً.

وقال الوزير إنه سيتم نشر قوات إضافية من الجيش الباكستاني ووحدات الحرس، وفيلق الحدود وشرطة البنجاب لضمان التأمين الشامل للضيوف.

يقف جنود شبه عسكريين على أهبة الاستعداد بالقرب من جانب انفجار أدى إلى إصابة بعض الأشخاص وتدمير مركبات خارج مطار كراتشي في باكستان الأحد 6 أكتوبر 2024 (أ.ب)

ومنذ يومين فقط، استهدف الانفصاليون البلوش قافلة مهندسين صينيين في كراتشي، مما أسفر عن مقتل صينيين اثنين في هجوم انتحاري.

مسؤولون أمنيون يعملون في موقع انفجار تسبب في إصابة وتدمير مركبات خارج مطار كراتشي في باكستان الاثنين 7 أكتوبر 2024 (أ.ب)

ويشن الانفصاليون البلوش تمرداً في محافظة بلوشستان الجنوبية، حيث تعمل الشركات والمهندسون الصينيون في العديد من مشاريع التنمية.

رئيس الوزراء الباكستاني يشارك في قمتي «منظمة شانغهاي للتعاون» في كازاخستان (متداولة)

وفي أعقاب مقتل المهندسين الصينيين، التقى رئيس الوزراء الباكستاني شهباز شريف بالسفير الصيني في إسلام آباد حيث أكد له أن قمة «منظمة شانغهاي للتعاون» ستُعقد في ظل إجراءات أمنية مشددة، حيث تعد الصين كدولة باقتصادها القوي العمود الفقري لـ«منظمة شانغهاي للتعاون» كمنظمة إقليمية.

ومن ناحية أخرى، أطلق مسلحون مشتبه بهم على دراجة نارية النار على سيارة تقل ضباط شرطة في معقل سابق لحركة طالبان الباكستانية، مما أسفر عن مقتل اثنين منهم وإصابة اثنين آخرين، حسبما قالت الشرطة، وفقاً لما ذكره مسؤول الشرطة المحلية شير أفضل في مدينة «تانك» في مقاطعة خيبر بختونخوا على الحدود مع أفغانستان.

ولم تعلن أي مجموعة مسؤوليتها عن الهجوم، لكن يُرجح أن يقع اللوم على طالبان الباكستانية، المعروفة باسم «تحريك طالبان باكستان»، التي كثيراً ما تستهدف قوات الأمن في البلاد.

وتعتبر حركة طالبان الباكستانية جماعة محظورة في إسلام آباد، وعلى الرغم من انفصالها عن حركة طالبان الأفغانية، فإنها لا تزال حليفاً مقرباً لها.

ويتزايد الوضع الأمني والسياسي في باكستان تعقيداً مع اقتحام الأحزاب السياسية المعارضة، بما في ذلك حزب «حركة الإنصاف الباكستانية» الذي يتزعمه رئيس الوزراء السابق عمران خان، العاصمة الفيدرالية، الأسبوع الماضي، مع متظاهرين غاضبين، مما جعل الأمن في البلاد يبدو غير مستقر.

بديل للنظام الدولي

قوات الجيش تقوم بدوريات في شوارع إسلام آباد (متداولة)

ويُنظر إلى «منظمة شانغهاي للتعاون» في إسلام آباد باعتبارها بديلاً للنظام الدولي الذي تهيمن عليه الولايات المتحدة.

وينظر مفكرو السياسة الخارجية والخبراء الاستراتيجيون في باكستان إلى هذه المنظمة باعتبارها منتدى يوفر مساحة للسياسة الخارجية الباكستانية للعمل في جو خالٍ من الهيمنة الغربية.

ولا تبدو النخبة الحاكمة في إسلام آباد مستعدة للتحول التام من بلد يعتمد على الغرب إلى آخر يمكنه اتباع سياسة خارجية مستقلة في سياق المناطق المتكاملة اقتصادياً التي تشمل جنوب آسيا، وآسيا الوسطى، وجنوب غربي آسيا، وبالطبع تشمل هذه المناطق القوة الاقتصادية للصين وروسيا.

ولكن هناك مجموعة متزايدة من الآراء في باكستان ترى أن منظمات مثل «منظمة شانغهاي للتعاون» بمثابة منتدى يمكن لباكستان من خلاله تبني سياسة خارجية مستقلة بعيداً عن مخاوف الهيمنة السياسية والاقتصادية والعسكرية الغربية.

وهناك تزايد في الآراء داخل النخبة الحاكمة الباكستانية بأن إسلام آباد تحتاج إلى النمو الاقتصادي وتوسيع القدرات الإنتاجية وزيادة صادراتها أكثر من مجرد الروابط السياسية على المستوى الدولي، والتي حققتها من خلال تعاونها مع الغرب.

ومن هذا المنطلق، يبدو أن جدول الأعمال الاقتصادي لـ«منظمة شانغهاي للتعاون» جذاب للغاية للنخبة السياسة في باكستان في ظل الظروف الحالية.

كما أن تركيز «منظمة شانغهاي للتعاون» على مكافحة الإرهاب يتوافق جيداً مع الوضع الأمني الداخلي لباكستان، وسيساعد البلاد في مواصلة تحقيق أهدافها في مجال مكافحة الإرهاب بشكل عام.

وتواجه باكستان حالة من عدم اليقين السياسي والأمني على الصعيد الداخلي، ففي الأسبوعين اللذين سبقا قمة «منظمة شانغهاي للتعاون» في إسلام آباد، شهدت البلاد أولاً احتجاجاً سياسياً بقيادة حزب المعارضة الرئيسي «حركة الإنصاف الباكستانية»، ثم هجوماً إرهابياً في كراتشي أسفر عن مقتل مواطنين صينيين اثنين.

فرصة لباكستان

قوات الجيش تقوم بدوريات في إسلام آباد (وسائل إعلام باكستانية)

وبجانب النجاح الدبلوماسي، فإن قمة «منظمة شانغهاي للتعاون» توفر فرصة لباكستان لتقديم نفسها على الساحة الدولية باعتبارها دولة مسؤولة تسيطر على أراضيها وسياستها الخارجية، فمنذ أحداث 11 سبتمبر (أيلول) 2001، ارتبط اسم إسلام آباد في مختلف المنصات بالأخبار السيئة، في سياق تعرض سيادتها الداخلية للتهديد من قبل الجماعات الإرهابية، فيما سيطرت الولايات المتحدة على سياستها الخارجية من خلال نفوذها السياسي والعسكري في المنطقة.

ولذلك فإن قمة «منظمة شانغهاي للتعاون» تمثل نقطة تحول محتملة لباكستان للخروج من ظل الهيمنة الغربية.