تراجع شدة الإعصار «ياغي» بعد تسببه بمقتل العشرات في الفلبين والصين وفيتام (صور)

تسبب في مقتل 3 على الأقل واقتلع آلاف الأشجار وألحق أضراراً بالمنازل

قوارب متضررة وحطام ومقاعد جرفتها الأمواج على الشاطئ بعد أن ضرب الإعصار الفائق «ياغي» خليج هالونغ في مقاطعة كوانغ نينه (أ.ف.ب)
قوارب متضررة وحطام ومقاعد جرفتها الأمواج على الشاطئ بعد أن ضرب الإعصار الفائق «ياغي» خليج هالونغ في مقاطعة كوانغ نينه (أ.ف.ب)
TT

تراجع شدة الإعصار «ياغي» بعد تسببه بمقتل العشرات في الفلبين والصين وفيتام (صور)

قوارب متضررة وحطام ومقاعد جرفتها الأمواج على الشاطئ بعد أن ضرب الإعصار الفائق «ياغي» خليج هالونغ في مقاطعة كوانغ نينه (أ.ف.ب)
قوارب متضررة وحطام ومقاعد جرفتها الأمواج على الشاطئ بعد أن ضرب الإعصار الفائق «ياغي» خليج هالونغ في مقاطعة كوانغ نينه (أ.ف.ب)

قالت الحكومة الفيتنامية إن الإعصار «ياغي» ضعف اليوم (الأحد)، بعد أن تسبب في وفاة 3 أشخاص على الأقل في العاصمة هانوي، وغمر كثيراً من الأحياء بالمياه، بالإضافة إلى اقتلاع آلاف الأشجار وإلحاق أضرار بالمنازل.

سير الناس بجوار الأشجار التي أطاح بها الإعصار «ياغي» في هانوي (أ.ف.ب)

وحذرت السلطات من استمرار هطول الأمطار الغزيرة والفيضانات والانهيارات الأرضية في شمال فيتنام، حيث أدت العاصفة، التي تراجعت شدتها من إعصار قوي، إلى مقتل 7 أشخاص على الأقل وإصابة العشرات منذ وصولها إلى اليابسة بعد ظهر أمس (السبت)، وفقاً لتقديرات أولية، وفقاً لما ذكرته وكالة «رويترز» للأنباء.

وأودت أقوى عاصفة في آسيا هذا العام بحياة 4 أشخاص في جزيرة هاينان بجنون الصين.

رجل يتفقد قاربه المتضرر بعد أن ضرب الإعصار «ياغي» خليج هالونغ في مقاطعة كوانغ نينه في شمال فيتنام (أ.ف.ب)

وأعلنت هيئة الدفاع المدني في الفلبين، أول دولة يضربها الإعصار «ياغي» بعد تشكله الأسبوع الماضي، عن ارتفاع عدد القتلى هناك من 16 إلى 20. وقالت إن 22 شخصاً ما زالوا في عداد المفقودين.

غمر الكثير من الأحياء بالمياه بالإضافة إلى اقتلاع آلاف الأشجار وإلحاق أضرار بالمنازل (أ.ف.ب)

وقالت وكالة الأرصاد الجوية في فيتنام إن الإعصار «ياغي» تراجع إلى منخفض مداري بحلول الساعة الرابعة من صباح اليوم الأحد (21:00 بتوقيت غرينيتش السبت)، لكنها حذرت من «احتمال حدوث فيضانات عارمة بالقرب من الأنهار والجداول الصغيرة وانهيارات أرضية على المنحدرات الشديدة في كثير من الأماكن بالمناطق الجبلية الشمالية»، وإقليم ثانه هوا الساحلي.

رجال يجمعون الحطام في شارع غمرته المياه بعد أن ضرب الإعصار الفائق «ياغي» هاي فونغ (أ.ف.ب)

وعاد الهدوء صباح اليوم إلى هانوي، التي يقطنها 8.5 مليون نسمة، بعد أن تسببت الرياح العاتية والأمطار الغزيرة طوال الليل في أضرار واسعة النطاق، مما أدى إلى اقتلاع الأشجار وتناثرها في وسط المدينة وأحياء أخرى.

قارب محطم بعد أن ضرب الإعصار «ياغي» خليج هالونغ في مقاطعة كوانغ نينه في شمال فيتنام (أ.ف.ب)

وأعلنت وسائل إعلام رسمية أن مطار نوي باي الدولي في هانوي، وهو الأكثر استقبالاً للمسافرين في شمال فيتنام أعيد فتحه بعد إغلاقه صباح السبت.

وفي هاينان بالصين، أشارت التقديرات الأولية إلى حدوث خسائر اقتصادية كبيرة وانقطاع للكهرباء على نطاق واسع، وفقاً لما أعلنته السلطات المعنية بالتعامل مع حالات الطوارئ.


مقالات ذات صلة

آسيا لوحة إعلانية تسقط على الطريق بسبب الإعصار «ياغي» في مقاطعة هاينان بجنوب الصين (أ.ب)

الإعصار القوي «ياغي» يضرب الصين ويتحرّك باتجاه فيتنام

ضرب الإعصار «ياغي» جنوب الصين، الجمعة، مصحوباً برياح تجاوزت سرعتها 230 كيلومتراً في الساعة، مع توقعات بأن يكون أقوى عاصفة تضرب المنطقة منذ أكثر من عقد.

«الشرق الأوسط» (هونغ كونغ)
آسيا سيارة مغمورة بالمياه بسبب الأمطار الغزيرة الناجمة عن إعصار شانشان في يوفو بمحافظة أويتا في جنوب غربي اليابان في 29 أغسطس 2024 (رويترز)

اليابان: 6 قتلى مع استمرار زحف الإعصار شانشان شرقاً

لقي ما لا يقل عن ستة أشخاص حتفهم في اليابان جراء الإعصار شانشان الذي زحف، اليوم (السبت)، شرقاً محمّلاً بأمطار غزيرة على أنحاء شاسعة من البلاد.

«الشرق الأوسط» (طوكيو)
آسيا غمرت مياه الأمطار الشوارع في يوفو جنوب غربي اليابان بفعل تقدم الإعصار «شانشان» (رويترز)

«شانشان» يجتاح اليابان... ويخلف خسائر بشرية ومادية (صور)

تحذيرات من حدوث سيول وانهيارات أرضية على مسافة مئات الأميال من مركز العاصفة «شانشان».

«الشرق الأوسط» (فوكوكا)
آسيا الإعصار تسبب في تعطيل حركة الطيران وانقطاع الكهرباء عن أكثر من ربع مليون منزل (أ.ب)

مقتل 3 وإصابة 40 جراء إعصار «شانشان» في اليابان

لقي 3 أشخاص على الأقل حتفهم، وأُصيب ما لا يقل عن 40 في جنوب غربي اليابان، اليوم (الخميس)، عندما ضرب الإعصار «شانشان» إقليم كاجوشيما.

«الشرق الأوسط» (طوكيو )

ملف كوريا الشمالية يفرض نفسه على «إدارة» هاريس

مقاتلات من طراز «إف - 22» تابعة للقوات الأميركية أثناء مناورة مشتركة في كوريا الجنوبية (أ.ف.ب)
مقاتلات من طراز «إف - 22» تابعة للقوات الأميركية أثناء مناورة مشتركة في كوريا الجنوبية (أ.ف.ب)
TT

ملف كوريا الشمالية يفرض نفسه على «إدارة» هاريس

مقاتلات من طراز «إف - 22» تابعة للقوات الأميركية أثناء مناورة مشتركة في كوريا الجنوبية (أ.ف.ب)
مقاتلات من طراز «إف - 22» تابعة للقوات الأميركية أثناء مناورة مشتركة في كوريا الجنوبية (أ.ف.ب)

ستجد نائبة الرئيس الأميركي ومرشحة الحزب الديمقراطي في انتخابات الرئاسة الأمريكية الحالية كامالا هاريس صعوبة بالغة في تجنب التعامل مع ملف كوريا الشمالية، لما يمثله من تهديد كبير للمصالح الأميركية وحلفاء واشنطن في منطقة آسيا، رغم وجود ملفات أشد سخونة وأكثر إلحاحاً على الأقل في بداية ولاياتها، في مقدمتها الحرب الروسية الأوكرانية والصراعات الجيوسياسية في الشرق الأوسط.

وفي خطاب إعلان قبولها ترشيح الحزب الديمقراطي لها في الانتخابات، أكدت هاريس رفضها الشديد للقادة المستبدين، وقالت إنها لن «تتقرب» من المستبدين مثل زعيم كوريا الشمالية كيم يونغ أون.

المرشحة الرئاسية الديمقراطية ونائبة الرئيس الأميركي كامالا هاريس تتحدث أثناء حملتها في نورث هامبتون (رويترز)

وانتقدت منافسها الرئيس السابق ومرشح الحزب الجمهوري دونالد ترمب بسبب اعتزامه التواصل مع مثل هؤلاء القادة، مؤكدة تمسكها بالقيم الديمقراطية والريادة العالمية للولايات المتحدة.

وفي تحليل نشرته مجلة «ناشونال إنترست» الأميركية، قال المحلل السياسي الدكتور سانغ سو لي، الباحث الزميل المشارك في «المركز الأوروبي لدراسات كوريا الشمالية» في جامعة فيينا النمساوية وأحد مؤسسي شركة الاستشارات «ستراتيجيك لينكيدج»، الموجودة في استوكهولم والمتخصصة في الشأن الكوري، إنه رغم اختلاف وجهات نظرها السياسية عن ترمب، فإن إرادة هاريس في حل المشكلة النووية لكوريا الشمالية ما زالت غير واضحة. فربما تواصل سياسة «الصبر الاستراتيجي»، في الوقت الذي تركز فيه بصورة أكبر على صراعات أوكرانيا والشرق الأوسط. ورغم ذلك فإن تطور تكنولوجيا الصواريخ النووية لكوريا الشمالية، الذي قد يتسارع بدعم من روسيا، يمثل تهديداً متزايداً للولايات المتحدة، مع ازدياد خطر الانتشار النووي في شمال شرق آسيا. لذلك قد تجد هاريس في حال فوزها بالرئاسة نفسها مضطرة للتعامل مع هذه التهديدات بشكل مباشر وبما يتجاوز مجرد زيادة قدرات الردع لدى حلفاء الولايات المتحدة في هذه المنطقة.

يعرضان اتفاقية «التعاون الاستراتيجي الشامل» (رويترز)

لكن ما زال الأمر غير واضح، ما إذا كانت هاريس ستفكر في نهج أكثر وقائية وتوازن الردع مع الدبلوماسية لإدارة المخاطر النووية المتزايدة في المنطقة. والحقيقة أن كوريا الشمالية أظهرت مؤخراً إشارات بسيطة إلى رغبتها في إعادة الانخراط في المجتمع الدولي بعيداً عن علاقاتها المحصورة مع كل من الصين وروسيا، بعد أربع سنوات من العزلة الصارمة بسبب جائحة فيروس «كورونا المستجد». وشكلت مشاركتها في دورة الألعاب الأوليمبية باريس 2024 إشارة إلى عودتها للمسرح العالمي إلى جانب استقدامها أساتذة جامعيين أوروبيين وأميركيين للتدريس في جامعة بيونغ يانغ للعلوم والتكنولوجيا. علاوة على ذلك من المتوقع عودة الدبلوماسيين السويديين إلى بيونغ يانغ قريباً لاستئناف عملهم.

هذه الإيماءات تشير إلى احتمال استعداد بيونغ يانغ لإعادة فتح أبوابها للغرب، وربما إعادة النظر في سياستها الخارجية تجاه الولايات المتحدة بعد الانتخابات الرئاسية الأميركية المقبلة. ورغم ذلك فإن رغبة كوريا الشمالية في الانخراط ستعتمد على ما إذا كانت الإدارة الأمريكية الجديدة تستطيع تقديم نهج عملي يتعامل مع هواجس كوريا الشمالية الأمنية وحوافزها الاقتصادية.

ويقول سانغ سو لي، الذي عمل نائباً لمدير ورئيس مركز استوكهولم لكوريا في معهد سياسة الأمن والتنمية، كما جاء في تحقيق وكالة الأنباء الألمانية، إنه من المحتمل أن تعطي إدارة هاريس أولوية لنزع السلاح النووي، كهدف أولي للسياسة الأميركية تجاه كوريا الشمالية، مع مواصلة المحادثات معها دون شروط مسبقة، متبعةً نهج إدارة رئيسها الحالي جو بايدن. في الوقت نفسه قد تعترف هاريس بأن تحقيق النزع الكامل للسلاح النووي الكوري الشمالي في وقت قصير هدف غير واقعي بصورة متزايدة.

رئيس الوزراء الياباني المنتهية ولايته فوميو كيشيدا يصافح الرئيس الكوري الجنوبي يون سوك يول خلال اجتماع كجزء من قمتهما في المكتب الرئاسي بسيول في 6 سبتمبر 2024 (إ.ب.أ)

ففي فترة عملها الحالية نائباً للرئيس، أظهرت هاريس تركيزاً على تحقيق التوازن بين المصالح الأميركية والالتزام بالحلول الدبلوماسية والتعاون متعدد الأطراف. لذلك فقد تركز في البداية على القيام بخطوات قصيرة وتراكمية مثل الحد من التسلح ومنع الانتشار النووي بدلاً من السعي للوصول إلى صفقات كبيرة من غير المحتمل الوصول إليها في ظل الموقف الجيوسياسي الراهن. هذا التحول يمكن أن يوفر إطاراً عملياً أكثر واقعية وعملية يركز على الأمن الإقليمي الأوسع نطاقاً بدلاً من النزع الفوري للسلاح النووي، وهو النهج الذي يمكن أن تراه كوريا الشمالية مقبولاً بصورة أكبر.

علاوة على ذلك، فإن هاريس قد تنأى بنفسها عن عقد القمم الثنائية مع كيم يونغ أون، وتفضيل النهج متعدد الأطراف والمستوى العملي. وإذا أضيف هذا إلى نهجها العملي، فإن إجراءات الحد من التسلح النووي متعددة الأطراف يمكن أن تكبح بفاعلية سباق التسلح الإقليمي، وتمنع كوريا الشمالية من تطوير المزيد من القدرات النووية وتحد من الانتشار النووي في المنطقة من خلال تقليل القدرات والأصول النووية الإقليمية.

في المقابل، فإن تطور القدرات النووية لكوريا الشمالية وازدياد شكوك كوريا الجنوبية في قدرة أمريكا على ردعها، يصبح أحد التحديات الرئيسية أمام إدارة هاريس هو إقناع كوريا الجنوبية بدعم التحول نحو إطار عمل متعدد الأطراف للحد من التسلح، وهو ما يمكن أن تراه الأخيرة إضعافاً لضماناتها الأمنية.

بالونان يُعتقد أن بيونغ يانغ أطلقتهما يحلقان في الجو (رويترز)

ولمعالجة هذه المخاوف ستحتاج الولايات المتحدة إلى إظهار أن الإجراءات متعددة الأطراف للحد من التسلح يمكن أن تحسن الأمن لكوريا الجنوبية من خلال تقليص التهديد النووي من كوريا الشمالية، مع تعزيز قدرات الردع لدى الشطر الجنوبي من شبه الجزيرة الكورية. علاوة على ذلك فإن هذا النهج لن يشير إلى التخلي عن هدف النزع الكامل للسلاح النووي، لكنه سيكون خطوة أولى في إخلاء شبه جزيرة كوريا من الأسلحة النووية على المدى الطويل.

وفي كل الأحوال، يرى سانغ سو لي أن هاريس ستحتاج إلى تأكيد استمرار التزام الولايات المتحدة بالدفاع عن كوريا الجنوبية، وتأكيد أن هذه الجهود تستهدف تعزيز أمنها. وسيكون التوازن بين الدبلوماسية متعددة الأطراف واستراتيجية الردع الموثوق فيها أمر حيوي للمحافظة على ثقة حلفاء واشنطن مثل كوريا الجنوبية واليابان فيها، في الوقت الذي تتعامل فيه مع الملفات النووية الإقليمية.