الهند تبدأ تطبيق قوانين جنائية جديدة دعماً لمنظومة «العدالة»

رئيس الوزراء الهندي ناريندرا مودي يتحدث إلى وسائل الإعلام بعد اجتماعه مع الرئيسة دروبادي مورمو لتأكيد ترشحه لتشكيل الحكومة الجديدة في القصر الرئاسي في نيودلهي في 7 يونيو 2024 (رويترز)
رئيس الوزراء الهندي ناريندرا مودي يتحدث إلى وسائل الإعلام بعد اجتماعه مع الرئيسة دروبادي مورمو لتأكيد ترشحه لتشكيل الحكومة الجديدة في القصر الرئاسي في نيودلهي في 7 يونيو 2024 (رويترز)
TT

الهند تبدأ تطبيق قوانين جنائية جديدة دعماً لمنظومة «العدالة»

رئيس الوزراء الهندي ناريندرا مودي يتحدث إلى وسائل الإعلام بعد اجتماعه مع الرئيسة دروبادي مورمو لتأكيد ترشحه لتشكيل الحكومة الجديدة في القصر الرئاسي في نيودلهي في 7 يونيو 2024 (رويترز)
رئيس الوزراء الهندي ناريندرا مودي يتحدث إلى وسائل الإعلام بعد اجتماعه مع الرئيسة دروبادي مورمو لتأكيد ترشحه لتشكيل الحكومة الجديدة في القصر الرئاسي في نيودلهي في 7 يونيو 2024 (رويترز)

ألغت الهند القوانين الجنائية التي تعود إلى الحقبة الاستعمارية وبدأت، اليوم (الاثنين)، تطبيق قوانين جديدة قالت حكومة رئيس الوزراء ناريندرا مودي إنها ستدعم منظومة العدالة، لكن المعارضة قالت إنها ستدخل نظام العدالة الجنائية في حالة من الفوضى، حسب وكالة «رويترز» للأنباء.

ووافق البرلمان على القوانين الجديدة في ديسمبر (كانون الأول) خلال فترة مودي السابقة في رئاسة الوزراء. وقالت الحكومة حينئذ إنها تسعى إلى «توفير العدالة، وليس العقاب» وإن هناك حاجة إليها بعد اعتماد نظام العدالة الجنائية على قوانين تعود إلى الحقبة الاستعمارية لما يزيد على قرن.

ومن بين التغييرات الرئيسية إلغاء قانون التحريض على التمرد على السلطة الذي كثيراً ما كان يستخدم أداة قمع، بعد سنّه في ظل الحكم الاستعماري البريطاني لسجن المقاتلين الهنود من أجل الحرية.

وبموجب القوانين الجديدة، التي تحل محل قوانين العقوبات والأدلة الهندي والإجراءات الجنائية، جرى استبدال قانون التحريض على التمرد على السلطة واستحداث باب جديد يختص بالأفعال التي ينظر إليها على أنها «تهدد سيادة الهند ووحدتها وسلامتها».

وقال وزير الداخلية الهندي أميت شاه للصحافيين: «بعد مرور نحو 77 عاماً من الاستقلال، صار نظام العدالة الجنائية (اليوم) لدينا أصلياً تماماً وسيعمل وفقاً للروح الهندية... تحل الآن العدالة محل العقوبات».

وقال بي تشيدامبارام، عضو البرلمان عن حزب المؤتمر المعارض، إن جلسة البرلمان السابقة لم تجرِ أي «نقاش جدير بالاهتمام» قبل إقرار القوانين. وأضاف أن التحسّن الذي ستحدثه القوانين الجديدة سيكون هامشياً، وكان من الممكن إدخالها على أنها تعديلات على القوانين القائمة.

وكتب على منصة «إكس»: «التأثير الأولي سيكون إدخال إدارة العدالة الجنائية في حالة من الفوضى».


مقالات ذات صلة

محكمة فرنسية تمنح صفة لاجئين لفلسطينيَّين يحظيان بحماية الأمم المتحدة

أوروبا فلسطينيون يسيرون بين الأنقاض في مخيم البريج للاجئين في جنوب قطاع غزة 17 سبتمبر 2024 (إ.ب.أ)

محكمة فرنسية تمنح صفة لاجئين لفلسطينيَّين يحظيان بحماية الأمم المتحدة

قضت المحكمة الوطنية لحق اللجوء في فرنسا بإمكان استفادة الفلسطينيين الذين يحظون بحماية الأمم المتحدة من صفة لاجئين نظراً للأوضاع الحالية في غزة.

«الشرق الأوسط» (باريس)
المشرق العربي حاكم مصرف لبنان السابق رياض سلامة (أ.ب)

استجواب شاهد في ملفّ سلامة ومقابلة بينهما الأسبوع المقبل

تتواصل جلسات التحقيق مع حاكم مصرف لبنان السابق رياض سلامة، حيث استمع قاضي التحقيق إلى إفادة المحامي ميشال تويني، على أن يجري مواجهة بينهما الأسبوع المقبل.

يوسف دياب (بيروت)
أوروبا مسنون في دار تقاعد في فيلنوف لوبيه - فرنسا 5 مايو 2021 (رويترز)

القضاء الفرنسي يتحرك للتصدي لاستغلال ضعف كبار السن

تشهد فرنسا زيادة في حالات إساءة معاملة كبار السن، وساهمت الضجة التي أثيرت في شأن بعض هذه المشاكل في دفع السلطات القضائية إلى إيلاء اهتمام كبير بالموضوع.

«الشرق الأوسط» (باريس)
شمال افريقيا المحامية سنية الدهماني (مواقع التواصل)

محكمة استئناف تونس تخفف سجن محامية معارضة إلى 8 أشهر

نددت هيئة الدفاع عن الدهماني في بيان «بالمعاملة المشينة والمهينة التي تعرضت لها خلال المحاكمات السابقة».

«الشرق الأوسط» (تونس)
شمال افريقيا المرشح الرئاسي العياشي زمال (متداولة)

5 مذكرات توقيف ضد مرشح رئاسي في تونس

يسود التوتر الفترة الانتخابية في تونس بسبب قرار «هيئة الانتخابات» في وقت سابق، استبعاد ثلاثة مرشحين برغم صدور قرار من المحكمة الإدارية بتثبيتهم

«الشرق الأوسط» (تونس)

روسيا: دعوات إلى دعم إيران ترافقها تلميحات رسمية

المرشد الإيراني علي خامنئي يستقبل الرئيس الروسي فلاديمير بوتين في طهران العام الماضي (موقع خامنئي)
المرشد الإيراني علي خامنئي يستقبل الرئيس الروسي فلاديمير بوتين في طهران العام الماضي (موقع خامنئي)
TT

روسيا: دعوات إلى دعم إيران ترافقها تلميحات رسمية

المرشد الإيراني علي خامنئي يستقبل الرئيس الروسي فلاديمير بوتين في طهران العام الماضي (موقع خامنئي)
المرشد الإيراني علي خامنئي يستقبل الرئيس الروسي فلاديمير بوتين في طهران العام الماضي (موقع خامنئي)

عزَّزت تصريحات مسؤولين روس وخبراء في وسائل إعلام رسمية، اليوم (الأربعاء)، عن المواجهة بين إسرائيل وإيران، تكهنات حول موقف موسكو، في حال تفاقم التوتر، ودعمها المحتمل لطهران.

وفي حين حافظت الرئاسة الروسية على موقف حذر تجاه احتمالات تطوّر موقفها، نبه معلقون روس إلى أن إلحاق هزيمة استراتيجية بطهران سيشكل «ضرراً لا يُعوَّض» بالنسبة إلى موسكو.

وحذر «الكرملين» من أن الوضع في الشرق الأوسط يتطور في «الاتجاه الأكثر إثارة للقلق»، داعياً جميع الأطراف إلى ضبط النفس. وحمّل واشنطن مسؤولية تصعيد التوتر، لتقديمها «دعماً غير مشروط» لإسرائيل.

ورداً على سؤال عما ستفعله موسكو في حال تدهور الموقف أكثر، وما إذا كانت ستدعم إيران في حالة دخولها في صراع شامل مع إسرائيل، قال الناطق الرئاسي الروسي ديمتري بيسكوف: «لدينا اتصالات مع جميع الأطراف في هذا الصراع. وسنستمر في إجراء هذه الاتصالات، وندعو جميع الأطراف إلى ضبط النفس».

وعززت صيغة الرد تكهنات عدة، خصوصاً بعدما برزت مواقف في روسيا تدعو إلى تقديم الدعم لطهران. ونشرت وكالة أنباء «نوفوستي» الحكومية الروسية مقالة لمعلق سياسي رأى فيها أن «إسرائيل أشعلت حرب لبنان الثالثة، وتشعل فتيل حرب عالمية ثالثة».

وذكّر معلقون بتلويح الرئيس فلاديمير بوتين، في وقت سابق، بتسليح خصوم الولايات المتحدة وحلفائها، على خلفية مواصلة واشنطن تقديم الدعم العسكري لأوكرانيا.

الناطق باسم الكرملين ديمتري بيسكوف (إ.ب.أ)

وفي هذا الإطار تحديداً، حملت تصريحات بيسكوف حول موقف واشنطن دلالات مهمة، عندما قال إن «الولايات المتحدة تدعم إسرائيل في الصراع بالشرق الأوسط... وتقدم دعماً غير مشروط لها؛ إمدادات الأسلحة والمساعدات المالية وبالطبع المساعدة العسكرية التقنية. هذه حقائق معروفة».

كان لافتاً أيضاً نفي بيسكوف صحة معطيات إسرائيلية عن احتمال ترتيب اتصال هاتفي لبوتين مع رئيس الوزراء الإسرائيلي، بنيامين نتنياهو، رغم أنه قال إن بلاده تحافظ على اتصالات مع الأطراف في المنطقة. وعندما سُئل الناطق الروسي عن صحة تقارير إسرائيلية عن اتصال مرتقب مع نتنياهو، أجاب: «لا توجد حالياً ترتيبات بهذا الشأن».

في الوقت ذاته، نقلت وسائل إعلام حكومية روسية عن وزير الخارجية، سيرغي لافروف، أن موسكو «تنطلق من حقيقة أن إسرائيل تريد جر الولايات المتحدة إلى حرب في الشرق الأوسط، بينما يتصرف القادة الإيرانيون بمسؤولية كبيرة، ويجب تقييم ذلك بشكل صحيح».

لافروف خلال الجمعية العامة للأمم المتحدة الشهر الماضي (رويترز)

وكتب محلِّل سياسي في منصة «فوكوس» أن «الإيرانيين يدركون جيداً أن المهمة الرئيسية للإسرائيليين هي التأثير على إيران استراتيجياً، وهو ما لا يمكن تحقيقه إلا من خلال جر الولايات المتحدة إلى الحرب».

ووفقاً لإيغور سيميفولوس، مدير «مركز دراسات الشرق الأوسط»، فإن «إيران ما زالت مترددة، لكن فترة التردُّد ستنتهي بعد قمة مجموعة (بريكس) المنتظَرة في مدينة كازان الروسية بين 22 و24 أكتوبر (تشرين الأول)».

وزاد الخبير: «تحتاج إيران إلى اتفاق مع موسكو، حيث يجب ضمان الأمن الإيراني... إن إضعاف إيران حالياً لا يصب في صالح روسيا، بل في صالح خصومها»، ملاحظاً أن موسكو قد تخسر «حليفاً مهماً في حرب أوكرانيا، وهذا أمر لا يمكن السماح به».

إلى ذلك، قالت الناطقة باسم وزارة الخارجية الروسية، ماريا زاخاروفا، إن روسيا تدعو جميع الأطراف المعنية بالصراع في الشرق الأوسط إلى ممارسة ضبط النفس، ومنع المزيد من تدهور الوضع.

وأضافت: «ندعو مرة أخرى جميع الأطراف المعنية إلى ممارسة ضبط النفس، لمنع المزيد من التدهور في الوضع العسكري السياسي وانزلاق المنطقة إلى هاوية حرب كبرى».

وأشارت إلى أن «مثل هذا السيناريو الكارثي لا يلبي مصالح أي من البلدان... نأمل أن يستغل جميع اللاعبين الدوليين ذوي التفكير البنّاء أي فرص متاحة لمنع ذلك».

وناقش لافروف التصعيد في الشرق الأوسط مع السفراء العرب في موسكو. وقالت زاخاروفا إنه تم خلال اللقاء «تبادل وجهات النظر، وركز المشاركون في الاجتماع على التصعيد المستمر غير المسبوق للعنف في المنطقة، ودعا المشاركون في الاجتماع إلى الوقف الفوري للأعمال العدائية في منطقة الصراع الفلسطيني - الإسرائيلي. كما تم الإعراب عن القلق العميق بشأن المخاطر المتزايدة لاندلاع حرب واسعة النطاق في الشرق الأوسط، مع عواقب مدمّرة على المنطقة بأكملها، بما في ذلك على خلفية الهجوم الصاروخي الإيراني الانتقامي على مواقع إسرائيلية».