طعن 4 أساتذة جامعيين أميركيين في الصين

بكين: اعتقال مشتبه به... والحادث كان «عابراً» ولن يؤثر على التعاملات بين البلدين

ضابط شرطة شبه عسكري صيني يسير في ميدان تيانانمن في بكين في 3 مارس 2024 قبل الاجتماعات التشريعية السنوية للبلاد المعروفة باسم «الدورتين» (أ.ف.ب)
ضابط شرطة شبه عسكري صيني يسير في ميدان تيانانمن في بكين في 3 مارس 2024 قبل الاجتماعات التشريعية السنوية للبلاد المعروفة باسم «الدورتين» (أ.ف.ب)
TT

طعن 4 أساتذة جامعيين أميركيين في الصين

ضابط شرطة شبه عسكري صيني يسير في ميدان تيانانمن في بكين في 3 مارس 2024 قبل الاجتماعات التشريعية السنوية للبلاد المعروفة باسم «الدورتين» (أ.ف.ب)
ضابط شرطة شبه عسكري صيني يسير في ميدان تيانانمن في بكين في 3 مارس 2024 قبل الاجتماعات التشريعية السنوية للبلاد المعروفة باسم «الدورتين» (أ.ف.ب)

أعلنت الشرطة الصينية أنها احتجزت مشتبهاً به في هجوم طعن لأربعة مدرسين بكورنيل كوليدج، في ولاية أيوا، كانوا يتولون التدريس بجامعة صينية، في مدينة جيلين شمال شرقي البلاد. وصرحت شرطة مدينة جيلين بأن رجلاً يبلغ 55 عاماً، ولقبه كوي، كان يسير في حديقة عامة عندما اصطدم بأجنبي. وبعد ذلك، انطلق في طعن الأجنبي وثلاثة أجانب آخرين كانوا معه، وآخر صينياً اقترب في محاولة للتدخل.

وقال مسؤولون حكوميون من الصين والولايات المتحدة إن أربعة أساتذة أميركيين أصيبوا في هجوم طعن في متنزه عام بإقليم جيلين شمال شرقي الصين الاثنين.

وقالت وزارة الخارجية الصينية الثلاثاء إن الحادث كان هجوماً عابراً «ولن يؤثر على التعاملات الطبيعية بين شعبي الولايات المتحدة والصين».

قال آدم زابنر وهو نائب عن ولاية أيوا لـ«رويترز» إن شقيقه بين الأربعة المصابين من أساتذة كلية كورنيل في أيوا (فيسبوك)

وقال آدم زابنر، وهو نائب عن ولاية أيوا، لـ(رويترز) إن شقيقه بين الأربعة المصابين من أساتذة كلية كورنيل في أيوا. وأوضح أن المجموعة كانت تزور معبداً في متنزه بيشان عندما هاجمهم رجل بسكين. ولم ترد تقارير عن الدافع.

وقال المتحدث باسم وزارة الخارجية الصينية لين جيان للصحافيين اليوم الثلاثاء «خلصت الشرطة مبدئياً إلى أن هذا كان حادثاً عابراً لكن التحقيق جار». وقالت وزارة الخارجية الصينية إنها ستواصل اتخاذ التدابير الفعالة لضمان سلامة الأنشطة في الأماكن المفتوحة.

وقال متحدث باسم وزارة الخارجية الصينية، الثلاثاء، إنه جرى نقل المصابين إلى المستشفى لتلقي العلاج، ولم يكن أي منهم في حالة حرجة. وقال المتحدث باسم الوزارة لين جيان، في مؤتمر صحافي، إن الشرطة تعتقد أن الهجوم الذي وقع، الاثنين، في متنزه بيشان بمدينة جيلين كان حادثاً فردياً، بناءً على تقييم أولي، وإن التحقيق مستمر. وقال جوناثان براند، رئيس كورنيل كوليدج، في بيان، إن المدرسين تعرضوا للهجوم أثناء وجودهم في الحديقة مع أحد أعضاء هيئة التدريس من بيهوا، التي تقع في جزء نائي من مدينة جيلين الصناعية، على بعد نحو 1000 كيلومتر (600 ميل) شمال شرقي بكين. وكان الاثنين عطلة رسمية في الصين.

وجرى تداول مقطع فيديو يظهر أشخاصاً ممددين على الأرض التي غطتها الدماء في حديقة أمس الاثنين على منصة «إكس»، مع عدم وجود أي أثر للصور على مواقع التواصل الاجتماعي الصينية.

وتمكنت (رويترز) من تحديد موقع تصوير الفيديو بناء على الحروف الصينية المكتوبة على الجدران وعلامات أخرى، لكن دون التأكد من موعد تصوير الفيديو.

كاميرات المراقبة في الصين أصبحت موجودة في كل الشوارع ووسائل المواصلات (نيويورك تايمز)

وقال متحدث باسم وزارة الخارجية الأميركية في بيان عبر البريد الإلكتروني إن الوزارة على علم بتقارير عن «حادث طعن» في جيلين بالصين وتتابع الوضع. وأعلنت الخارجية الأميركية في بيان أنها على علم بتقارير عن حادث طعن، وتراقب الوضع.

ووقع الهجوم في وقت تسعى بكين وواشنطن إلى توسيع التبادلات الشعبية بينهما، للمساعدة في تعزيز العلاقات، في خضم التوترات بشأن التجارة وعدد من القضايا الدولية، مثل تايوان وبحر الصين الجنوبي والحرب في أوكرانيا. وكان الأساتذة من كلية كورنيل في مهمة ضمن برنامج لتبادل خبرات التدريس مع جامعة شريكة، وهي جامعة بيهوا في مدينة جيلين.

سياح يسيرون أمام بوابة تحمل اسم «بيشان» في حديقة بيشان في مقاطعة جيلين بشمال شرقي الصين وتعرض أربعة مدرسين من كلية كورنيل في أيوا يقومون بالتدريس في جامعة بيهوا في شمال شرقي الصين للهجوم في حديقة بيشان العامة حسبما ورد (أ.ب)

وتعهد الرئيس الصيني شي جينبينغ هذا العام بدعوة 50 ألف شاب أمريكي إلى الصين للمشاركة في برامج دراسية لتعزيز العلاقات بين الشعبين، لكن تحذيراً من وزارة الخارجية الأميركية بشأن السفر إلى الصين من المستوى الثالث، والذي يحذر من احتمال الاحتجاز التعسفي والمنع من الخروج، لا يزال قائماً.

ويوجد حالياً أقل من 900 طالب أميركي يدرسون في الصين وأكثر من 290 ألف طالب صيني في الولايات المتحدة في إطار برامج التبادل الدراسية، وفقاً للبيانات الأميركية.


مقالات ذات صلة

إردوغان: تركيا ستعيد تقييم علاقاتها بأميركا بعد انتخاب رئيسها الجديد

شؤون إقليمية الرئيس التركي رجب طيب إردوغان متحدثاً أمام الجمعية العامة للأمم المتحدة الثلاثاء الماضي (الرئاسة التركية)

إردوغان: تركيا ستعيد تقييم علاقاتها بأميركا بعد انتخاب رئيسها الجديد

قال الرئيس التركي رجب طيب إردوغان إن بلاده ستعيد تقييم علاقاتها مع الولايات المتحدة عقب الانتخابات الرئاسية الأميركية في نوفمبر (تشرين الثاني) المقبل.

سعيد عبد الرازق (أنقرة:)
أفريقيا صورة أرشيفية لمتظاهرة تحمل علم بنين خارج البرلمان في العاصمة بورتو نوفو أبريل 2017 (أ.ف.ب)

محاولة انقلابية فاشلة في دولة بنين

أعلنت السلطات في دولة بنين اعتقال قائد الحرس الجمهوري ورجل أعمال مُقرّب من رئيس البلاد ووزير سابق في الحكومة، إثر تورّطهم في مخطط لقلب نظام الحكم بالقوة.

الشيخ محمد (نواكشوط)
أوروبا عنصرا أمن يقتادان منفذ هجوم الطعن في زولينغن إلى التحقيق (د.ب.أ)

حملة تفتيش جديدة للشرطة الألمانية على خلفية هجوم إرهابي

على خلفية الهجوم الإرهابي الذي وقع أخيراً في مدينة زولينغن الألمانية، أجرت الشرطة مرة أخرى حملة تفتيش في إحدى المناطق بالمدينة. وقالت مصادر أمنية، إن قوات…

«الشرق الأوسط» (برلين)
الخليج الملتقى سيشهد على مدى 3 أيام أوراقاً علمية وحلقات نقاش بمشاركة عربية ودولية (الشرق الأوسط)

الرياض تستضيف ملتقى حول الذكاء الاصطناعي في المجالات الأمنية

بدأت في الرياض، الثلاثاء، أعمال «الملتقى الثاني لاستخدامات الذكاء الاصطناعي في المجالات الأمنية: التركيز على مكافحة الإرهاب والجريمة المنظمة».

غازي الحارثي (الرياض)
شمال افريقيا عربات عسكرية في واغادوغو (أرشيفية رويترز)

بعد «هجوم باماكو»... عواصم دول الساحل تعيش حالة طوارئ غير معلنة

أعلنت سلطات بوركينا فاسو أن سيارات الإسعاف والمركبات الدبلوماسية وعربات نقل الموتى، ستخضع للتفتيش في العاصمة واغادوغو خشية استغلالها لشن هجوم إرهابي.

الشيخ محمد (نواكشوط)

الرئيس السريلانكي الجديد يتعهّد «بذل قصارى جهده» للنهوض بالبلاد

الرئيس السريلانكي الجديد أنورا كومارا ديساناياكا مجتمعاً مع كبار ضباط الجيش والشرطة بعد أدائه اليمين الدستورية في كولومبو الاثنين (إ.ب.أ)
الرئيس السريلانكي الجديد أنورا كومارا ديساناياكا مجتمعاً مع كبار ضباط الجيش والشرطة بعد أدائه اليمين الدستورية في كولومبو الاثنين (إ.ب.أ)
TT

الرئيس السريلانكي الجديد يتعهّد «بذل قصارى جهده» للنهوض بالبلاد

الرئيس السريلانكي الجديد أنورا كومارا ديساناياكا مجتمعاً مع كبار ضباط الجيش والشرطة بعد أدائه اليمين الدستورية في كولومبو الاثنين (إ.ب.أ)
الرئيس السريلانكي الجديد أنورا كومارا ديساناياكا مجتمعاً مع كبار ضباط الجيش والشرطة بعد أدائه اليمين الدستورية في كولومبو الاثنين (إ.ب.أ)

تولى أنورا كومارا ديساناياكا، أول رئيس يساري في تاريخ سريلانكا، مهامه اليوم (الاثنين)، متعهداً «بذل قصارى جهده» للنهوض بالبلاد، بعد عامين من أزمة مالية غير مسبوقة أثرت في جزء كبير من السكان وفرضت عليهم سياسة تقشف حادة.

وأدى ديساناياكا اليمين في العاصمة كولومبو، أمام رئيس المحكمة العليا جايانثا جاياسوريا خلال مراسم نقلتها التلفزيونات.

وقال الرئيس الجديد (55 عاماً) في كلمة مقتضبة: «أنا أعرف تماماً أهمية التفويض الذي حصلت عليه... أنا لست مشعوذاً، ولست ساحراً. سأطلب مشورة الآخرين وسأبذل قصارى جهدي (...) مسؤوليتي هي المشاركة في الجهد الجماعي للخروج من هذه الأزمة».

وقالت «وكالة الصحافة الفرنسية» إن العشرات من أنصار الرئيس الجديد في أثناء تأديته اليمين تجمعوا أمام مبنى الرئاسة ملوحين بصوره وبأعلام سريلانكا.

وحسب النتائج التي نشرتها اللجنة الانتخابية، الأحد، حصل حزب «جبهة تحرير الشعب» على 42.3 في المائة من الأصوات، في حين حلّ الرئيس المنتهية ولايته رانيل ويكريميسينغه (75 عاماً) في المركز الثالث بحصوله على 17.27 في المائة منها.

مناصرون للرئيس الجديد أمام مبنى الرئاسة خلال أدائه اليمين الدستورية الاثنين (إ.ب.أ)

وترك أنورا كومارا ديساناياكا زعيم حزب «جبهة تحرير الشعب» الذي كان وراء تمردَين دمويين في السبعينات والثمانينات، الكفاح المسلح وحوّل اهتمامه إلى اقتصاد السوق، وحصل على دعم شعبي واسع، إذ أدان خلال حملته الزعماء «الفاسدين» المسؤولين في نظره عن الفوضى التي حدثت عام 2022.

وقبل إعلان فوزه، أعلن ديساناياكا أنه لن «يمزّق» خطة الإنقاذ الموقعة مع صندوق النقد الدولي عام 2023 بعد مفاوضات طويلة، والبالغة قيمتها 2.9 مليار دولار.

وقال عضو المكتب السياسي في حزب «جبهة تحرير الشعب» اليساري، بيمال راتناياكي: «إنه نص ملزم، لكنه يحتوي على بند لإعادة التفاوض».

ووعد ديساناياكا بخفض الضرائب والرسوم على المنتجات الغذائية والأدوية لتأثيرها في السكان.

وقالت فروة عامر، من مركز «إيجا سوسايتي»، إنه «بالنسبة إلى ديساناياكا الذي وعد بعصر جديد وبضمان الاستقرار وتشجيع التغيير، ستكون التوقعات عالية».

في عام 2022، شهدت سريلانكا أسوأ أزمة اقتصادية في تاريخها، وأدت إلى احتجاجات في الشوارع أطاحت بالرئيس -آنذاك- غوتابايا راجاباكسا، الذي حاصر متظاهرون غاضبون قصره واقتحموه شاكين من التضخم ونقص الإمدادات. واضطر الرئيس السابق إلى الفرار من البلاد.

وخلفه ويكريميسينغه الذي قاد سياسة تقشف قاسية وزاد الضرائب وخفّض بشكل جذري الإنفاق العام.

وتمكّن ويكريميسينغه خلال العامين اللذين أمضاهما في منصبه من إعادة الهدوء إلى الشارع.

الرئيس السريلانكي الجديد أنورا كومارا ديساناياكا خلال أدائه اليمين الدستورية الاثنين (إ.ب.أ)

لكن خطة الإنقاذ تركت ملايين السريلانكيين يكافحون من أجل العيش. وأكد البنك الدولي أن بداية التعافي في سريلانكا أدت إلى زيادة نسبة الفقر الذي بات يطول حالياً أكثر من ربع السكان البالغ عددهم 22 مليوناً.

وقال الرئيس المنتهية ولايته، مساء الأحد، إن «التاريخ سيحكم على جهودي، ويمكنني القول بثقة إنني بذلت كل ما في وسعي لإعادة الاستقرار إلى البلاد».

وأمام الدبلوماسيين الذين تمت دعوتهم لحضور مراسم تنصيبه، أكد ديساناياكا للذين يقولون إنه يفضّل الصين على الهند، أنه سيتعاون مع الجميع من أجل تنمية سريلانكا.

وقال: «نحن عازمون على العمل لصالح بلادنا مع الدول الأخرى، بغض النظر عن الخلافات بين القوى» الكبرى.

وفي بكين، شدد الرئيس الصيني شي جينبينغ على «الأهمية الكبرى» التي يوليها «لتطوير العلاقات» مع سريلانكا، وفق تصريحات نقلها التلفزيون الرسمي الصيني عقب تنصيب الرئيس السريلانكي. والصين هي إحدى الدول الدائنة الرئيسية لسريلانكا.

وقبل أن يؤدي الرئيس الجديد اليمين الدستورية، قدّم رئيس الوزراء دينيش غوناواردينا استقالته، ما يفتح الطريق أمام تعيين حكومة جديدة.

ومن المقرر إجراء انتخابات تشريعية العام المقبل. ويشغل حزب «جبهة تحرير الشعب» 3 مقاعد فقط من أصل 225 مقعداً.