«طالبان» ترفض المشاركة في اجتماع إقليمي في طهران

الأمم المتحدة تعقد اجتماعاً دولياً بشأن أفغانستان بالدوحة الشهر الحالي

عبد الحنان عمري القائم بأعمال وزير العمل والشؤون الاجتماعية في حكومة أفغانستان التي تديرها «طالبان» (وسط) وممثلو «طالبان» يصلون إلى «منتدى سانت بطرسبرغ الاقتصادي الدولي» في سانت بطرسبرغ بروسيا في الخميس 6 يونيو 2024 (أ.ب)
عبد الحنان عمري القائم بأعمال وزير العمل والشؤون الاجتماعية في حكومة أفغانستان التي تديرها «طالبان» (وسط) وممثلو «طالبان» يصلون إلى «منتدى سانت بطرسبرغ الاقتصادي الدولي» في سانت بطرسبرغ بروسيا في الخميس 6 يونيو 2024 (أ.ب)
TT

«طالبان» ترفض المشاركة في اجتماع إقليمي في طهران

عبد الحنان عمري القائم بأعمال وزير العمل والشؤون الاجتماعية في حكومة أفغانستان التي تديرها «طالبان» (وسط) وممثلو «طالبان» يصلون إلى «منتدى سانت بطرسبرغ الاقتصادي الدولي» في سانت بطرسبرغ بروسيا في الخميس 6 يونيو 2024 (أ.ب)
عبد الحنان عمري القائم بأعمال وزير العمل والشؤون الاجتماعية في حكومة أفغانستان التي تديرها «طالبان» (وسط) وممثلو «طالبان» يصلون إلى «منتدى سانت بطرسبرغ الاقتصادي الدولي» في سانت بطرسبرغ بروسيا في الخميس 6 يونيو 2024 (أ.ب)

أعلن أحد مسؤولي طالبان البارزين، السبت، أن الحكومة الأفغانية رفضت المشاركة في اجتماع إقليمي بشأن أفغانستان يُعقد في طهران، الأحد. وكتب ذاكر جلالي، المدير السياسي الثالث بوزارة الخارجية، عبر منصة «إكس»، أن الحكومة الأفغانية تتوقع استخدام الآليات القائمة في المناقشات بشأن أفغانستان، وليس آليات جديدة. ويلتقي ممثلون من إيران وباكستان وروسيا والصين في طهران، الأحد، لمناقشة الوضع في أفغانستان.

ومن المقرر أن تعقد الأمم المتحدة اجتماعاً دولياً بشأن أفغانستان بالدوحة في وقت لاحق الشهر الحالي، يضم ممثلي دول مختلفة بهدف زيادة التعاون الدولي بشأن البلاد.

بدر الدين ماجوميدوف رئيس غرفة التجارة والصناعة في جمهورية داغستان الروسية وعبد الحنان عمري القائم بأعمال وزير العمل والشؤون الاجتماعية في حكومة أفغانستان التي تديرها حركة «طالبان» يشاركان في حفل تقديم الهدايا في «منتدى سانت بطرسبرغ الاقتصادي الدولي» بروسيا في 5 يونيو 2024 (رويترز)

ولم تشارك «طالبان» في الجولة السابقة من اجتماع الدوحة التي عُقدت في فبراير (شباط) الماضي. وأضاف جلالي أن «طالبان» منخرطة في محادثات بشأن اجتماع الدوحة المقبل. وفي ديسمبر (كانون الأول) الماضي، تبنى مجلس الأمن الدولي قراراً يدعو إلى تعيين مبعوث خاص إلى أفغانستان، وهو الأمر الذي تعارضه «طالبان» باستمرار.

عنصر من «طالبان» يمر أمام صالون للتجميل في كابل شُوهت واجهته الخارجية بالطلاء (أ.ف.ب)

ومنذ عودة «طالبان» إلى السلطة في عام 2021، رفضت كل الدعوات لتشكيل حكومة شمولية، وضمان حقوق المرأة في التعليم والعمل. ونتيجة لذلك لم تعترف أي دولة بحكومة «طالبان».

عبد الحنان عمري القائم بأعمال وزير العمل والشؤون الاجتماعية في حكومة أفغانستان (وسط الصورة) يتحدث إلى ممثلين آخرين لـ«طالبان» يصلون إلى «منتدى سانت بطرسبرغ الاقتصادي الدولي» بروسيا في الخميس 6 يونيو 2024 - تستخدم السلطات الروسية المنتدى عرضاً للترويج للتنمية في البلاد ولجذب المستثمرين (أ.ب)

ويعتقد خبراء أن الخطوة التالية بعد شطب الحركة من قائمة الإرهاب قد تكون الاعتراف بحركة «طالبان» حكومة شرعية في أفغانستان. ورصدت اتصالات غير رسمية بين روسيا و«طالبان» منذ عام 2015. ويحوم الشك في أن روسيا زودت «طالبان» بالأسلحة. ودشن الجانبان العلاقات الدبلوماسية الرسمية في مارس (آذار) 2022. قبل 6 أشهر، في أغسطس (آب) 2021، استولى مقاتلو «طالبان» دون مقاومة تُذكر على السلطة بعد الانسحاب الغربي، وترك الحكومة الأفغانية فريسة سهلة للحركة المتشددة.

وكانت حركة «طالبان» قد حكمت أفغانستان من عام 1996 إلى عام 2001. وعقب عودتها للسلطة بعد عقدين رجعت لعادتها القديمة في تطبيق الشريعة وفق مفهومها المتشدد، وتقييد كثير من الحقوق الأساسية، خصوصاً للنساء والفتيات. ومنذ ذلك الحين، لم تعترف أي دولة بـ«طالبان» حكومة شرعية، وفي روسيا أدرجت الحركة على قائمة المنظمات المحظورة منذ عام 2003.

لكن الرفض الدولي لنظام «طالبان» بدأ في التزعزع. وكانت كازاخستان، جارة روسيا، أول دولة تعلن في 3 يونيو (حزيران) أنها سترفع اسم حركة «طالبان» من قائمتها للمنظمات الإرهابية.

في غضون ذلك، حذرت وزارة الخارجية الألمانية، الجمعة، من مغبة التعاون مع حركة «طالبان» الأفغانية بخصوص ترحيل مرتكبي الجرائم الأفغان، قائلة إن الحكومة الإسلاموية ستسعى للحصول على اعتراف دولي من خلال مثل هذه الخطوة. وقال متحدث باسم وزيرة الخارجية أنالينا بيربوك في برلين: «(طالبان) ستطلب في مقابل أي عمليات ترحيل للوطن على الأقل الحصول على اعتراف دولي».

أعضاء الوفد الأفغاني بقيادة القائم بأعمال وزير العمل والشؤون الاجتماعية في حكومة «طالبان» عبد الحنان عمري يحضرون «منتدى سانت بطرسبرغ الاقتصادي الدولي» بروسيا في 5 يونيو 2024 (رويترز)

وأشار المتحدث إلى أن «الحكومة الألمانية، في الحقيقة، لا تعترف بحكومة الأمر الواقع لـ(طالبان) في أفغانستان، مثل أي دولة أخرى في العالم، ولا تتعاون معها». وأضاف أنه لا توجد سوى اتصالات متفرقة «على المستوى الفني» في حالات فردية. وفي أعقاب الهجوم المميت بسكين في مانهايم، والذي طعن فيه مواطن أفغاني رجل شرطة حتى الموت.

وقال المستشار الألماني أولاف شولتس إنه يعتزم السماح بترحيل المجرمين الخطرين إلى أفغانستان وسوريا مرة أخرى. وتدرس وزيرة الداخلية نانسي فيزر هذا الأمر حالياً.

«طالبان» المعزولة دولياً

وقد أبدت حركة «طالبان» في السابق استعدادها للتعاون بشأن قبول المجرمين الأفغان والأفراد الخطرين. وكتب المتحدث باسم وزارة خارجية «طالبان»، عبد القهار بالتشي، على منصة «إكس» الجمعة: «إمارة أفغانستان تدعو السلطات الألمانية إلى تنظيم الأمر في إطار العلاقات القنصلية الطبيعية وآلية مناسبة على أساس اتفاق ثنائي».

وقال متحدث باسم وزارة الداخلية إن عمليات الترحيل لا تعني إفلات المجرمين من العقاب في ألمانيا. ومنذ وصول حركة «طالبان» إلى السلطة في أفغانستان في أغسطس 2021، لم تعد ألمانيا تعيد أي شخص إلى أفغانستان. وقبل ذلك التوقيت كانت ألمانيا ترحل الرجال الأفغان فقط ممن تصنفهم السلطات على أنهم مجرمون، أو يشكلون تهديداً إرهابياً. وحذر منتقدون من مغبة مثل هذه المحادثات مع «طالبان» المعزولة دولياً حالياً. كما رفض ممثلو حزب «الخضر» ترحيل الأفغان إلى أفغانستان والتعاون مع «طالبان».


مقالات ذات صلة

تركيا: تحقيق ضد زعيم المعارضة لانتقاده اعتقال رئيس بلدية في إسطنبول

شؤون إقليمية زعيم المعارضة التركية رئيس حزب الشعب الجمهوري أوزغور أوزال (من حسابه في «إكس»)

تركيا: تحقيق ضد زعيم المعارضة لانتقاده اعتقال رئيس بلدية في إسطنبول

فتح مكتب المدعي العام لمدينة إسطنبول تحقيقاً ضد زعيم المعارضة رئيس حزب الشعب الجمهوري أوزغور أوزال يتهمه بـ«إهانة موظف عمومي علناً بسبب أداء واجبه».

سعيد عبد الرازق (أنقرة)
شؤون إقليمية المقاتلة الأميركية «إف - 16 بلوك 70» (موقع شركة لوكهيد مارتن)

تركيا تقلص صفقة «إف - 16» مع أميركا وتتحدث عن تطور يخص «إف - 35»

قرَّرت تركيا تقليص صفقة شراء مقاتلات «إف - 16» الأميركية في الوقت الذي أعلنت فيه أن أميركا أعادت تقييم موقفها من حصولها على مقاتلات «إف - 35» الشبحية

سعيد عبد الرازق (أنقرة)
شؤون إقليمية مروحيتان حربيتان تركيتان تشاركان في قصف مواقع لـ«العمال الكردستاني» شمال العراق (أرشيفية - وزارة الدفاع التركية)

تركيا تعلن «تطهير» مناطق عراقية من «العمال الكردستاني»

أعلنت تركيا تطهير مناطق في شمال العراق من مسلحي «حزب العمال الكردستاني» المحظور، وأكدت أن علاقاتها بالعراق تحسنت في الآونة الأخيرة.

سعيد عبد الرازق (أنقرة)
شؤون إقليمية رئيس حزب الحركة القومية دولت بهشلي الحليف الأقرب لإردوغان متحدثاً أمام نواب حزبه بالبرلمان الثلاثاء (حزب الحركة القومية)

حليف إردوغان يؤكد دعوة أوجلان للبرلمان ويتخلى عن إطلاق سراحه

زاد رئيس حزب الحركة القومية دولت بهشلي الجدل المثار حول دعوته زعيم حزب العمال الكردستاني السجين عبد الله أوجلان للحديث بالبرلمان وإعلان حل الحزب وانتهاء الإرهاب

سعيد عبد الرازق (أنقرة)
أوروبا جهاز مكافحة الإرهاب في ألمانيا (أرشيفية - متداولة)

ألمانيا: حملة تفتيشات جديدة بحثاً عن إرهابيين سابقين في «الجيش الأحمر»

تُعد جماعة «الجيش الأحمر»، التي تأسست في عام 1970، إحدى أبرز الجماعات اليسارية بألمانيا الغربية السابقة في فترة ما بعد الحرب حيث تم تصنيفها هناك جماعة إرهابية.

«الشرق الأوسط» (برلين)

باكستان: اتهامات لعمران خان وزوجته بالتحريض على العنف

عمران خان وزوجته بشرى بيبي (أ.ف.ب)
عمران خان وزوجته بشرى بيبي (أ.ف.ب)
TT

باكستان: اتهامات لعمران خان وزوجته بالتحريض على العنف

عمران خان وزوجته بشرى بيبي (أ.ف.ب)
عمران خان وزوجته بشرى بيبي (أ.ف.ب)

وجهت الشرطة الباكستانية عدة اتهامات لرئيس الوزراء السابق المسجون، عمران خان، وزوجته، وآخرين، بتهمة التحريض على العنف، حسبما قال مسؤولون، اليوم (الخميس).

ووفقاً لـ«وكالة أسوشييتد برس»، بعد أيام من الاحتجاجات والاشتباكات التي قُتل فيها 6 أشخاص على الأقل، وأصيب العشرات؛ قادت زوجة خان، بشرى بيبي، آلاف الأشخاص من شمال غربي البلاد للتظاهر في العاصمة إسلام آباد؛ للمطالبة بالإفراج عن خان، الذي كان خلف القضبان منذ أغسطس (آب) 2023 ولديه أكثر من 150 قضية.

وفرّت بيبي (المعالجة الروحية) عندما شنت الشرطة غارة، منتصف ليل الثلاثاء، لتفريق آلاف المتظاهرين؛ إذا كانت خارج السجن بكفالة في قضية فساد عندما قادت الاحتجاج من إقليم خيبر بختونخوا شمال غربي البلاد.

وقالت السلطات إن الشرطة ألقت القبض على ما يقرب من 1000 متظاهر منذ يوم الأحد في إسلام آباد وما حولها. وقُتل ما لا يقل عن 6 أشخاص، بينهم 4 من أفراد الأمن، عندما صدمتهم سيارة، وفقاً لشرطة إسلام آباد التي ألقت باللوم على أنصار خان في الوفيات.

وقد أصدرت الشرطة اتهامات ضد خان وبيبي وآخرين في إسلام آباد ومدينة راولبندي بموجب قوانين مكافحة الإرهاب الباكستانية، وتتهمهم السلطات بتحريض الناس على مهاجمة قوات الأمن وتعطيل السلام.

يواجه خان أكثر من 150 قضية ضده، لكن حزبه السياسي (حركة إنصاف الباكستانية)، يقول إنه سيواصل الضغط من أجل إطلاق سراحه.

وفي يوم الخميس، قال وزير التخطيط والتنمية، أحسن إقبال، ووزير الإعلام، عطا الله تارار، لوسائل الإعلام الدولية إن أنصار خان «يريدون الاستيلاء على العاصمة»، وإن بعضهم كان يحمل أسلحة. وقالا إن هذه الأسلحة تم الاستيلاء عليها أثناء غارة منتصف الليل.

يذكر أن هذه هي أحدث اضطرابات تهز البلاد منذ الإطاحة بخان في عام 2022.