الهند: مودي يعلن فوزه بولاية ثالثة

أنصار حزب «بهاراتيا جاناتا» في نيودلهي (أ.ب)
أنصار حزب «بهاراتيا جاناتا» في نيودلهي (أ.ب)
TT

الهند: مودي يعلن فوزه بولاية ثالثة

أنصار حزب «بهاراتيا جاناتا» في نيودلهي (أ.ب)
أنصار حزب «بهاراتيا جاناتا» في نيودلهي (أ.ب)

حقق رئيس الوزراء الهندي ناريندرا مودي فوزه الثالث في الانتخابات التشريعية الثلاثاء. وقال مودي على موقع التواصل الاجتماعي إكس بشأن ائتلافه «وضع الشعب ثقته بالتحالف الوطني الديموقراطي للمرة الثالثة على التوالي». وأضاف «إنها واقعة استثنائية في تاريخ الهند».

ورغم إعلن رئيس الوزراء الهندوسي القومي ناريندرا مودي فوز حزبه وحلفائه في الانتخابات الهندية الثلاثاء، غير أن المعارضة قالت إنها "عاقبت" الحزب الحاكم لإرباك التوقعات وتقليص غالبيته البرلمانية. وحقق مودي فوزه بأغلبية برلمانية أقل مع تجاوز أداء المعارضة التوقعات. ولطالما توقّع المراقبون والاستطلاعات أن يحقق مودي فوزا ساحقا، علما بأن حملته الساعية لكسب تأييد الأغلبية الهندوسية مع قلق المسلمين الذين يتجاوز عددهم 200 مليون ولأول مرة منذ عقد، سيفشل حزب «بهاراتيا جاناتا» في ضمان أغلبية إجمالية وحده، وفق الأرقام الصادرة عن مفوضية الانتخابات، ما يعني أنه سيضطر للاعتماد على شركائه، وفقا لما ذكرته «وكالة الصحافة الفرنسية».

وللمرة الأولى منذ عقد فشل حزب "بهاراتيا جاناتا" الحاكم في ضمان غالبية مطلقة بمفرده، وفق الأرقام الصادرة عن مفوضية الانتخابات، ما يعني أنه سيضطر للاعتماد على شركائه.وكتب مودي على منصة إكس للتواصل الاجتماعي بشأن ائتلافه "وضع الشعب ثقته بالتحالف الوطني الديموقراطي للمرة الثالثة على التوالي".وأضاف "سنواصل العمل الجيد الذي قمنا به في العقد الماضي لنستمر في تحقيق تطلعات الشعب".

بلغت حصة «بهاراتيا جاناتا» من الأصوات 37.3 في المائة (أ.ب)

فاز حزب "بهاراتيا جاناتا" بزعامة رئيس الحكومة الهندوسي القومي ناريندرا مودي وحلفاؤه بغالبية برلمانية حسبما أظهرت أرقام مفوضية الانتخابات في ساعة متأخرة، اليوم (الثلاثاء).ومع استمرار فرز عدد قليل من الدوائر الانتخابية، ضمن التحالف 272 مقعدا من مجموع مقاعد البرلمان البالغ 543، ما يكفي للحصول على غالبية برلمانية، وفق النتائج التي نُشرت على الموقع الالكتروني للمفوضية.لكن حزب "بهاراتيا جاناتا" نفسه فاز ﺑ224 مقعدا، وسط توقعات بحصوله على ما مجموعه 240 مقعدا، مقارنة مع 303 مقاعد فاز بها قبل خمس سنوات.وحصل حزب المؤتمر، أكبر أحزاب المعارضة، على 88 مقعدا مع توقعات بحصوله على 99 مقعدا في المجموع، مقارنة ﺑ52 مقعدا حصل عليها في الانتخابات الماضية.

مؤيدو حزب المؤتمر الوطني الهندي (INC) يلوح بالعلم الوطني للهند بينما يشاهد الآخرون نتائج الانتخابات الحية المعروضة على التلفزيون (أ.ف.ب)

«هزيمة معنوية»

بدأت الاحتفالات في مقر حزب «بهاراتيا جاناتا» قبل الإعلان الكامل عن النتائج. سادت أجواء احتفالية أيضا في مقر حزب المؤتمر في نيودلهي.

وقال النائب في الكونغرس راجيف شوكلا للصحافيين إن «بهاراتيا جاناتا فشل بالفوز بأغلبية كبيرة وحده... إنها هزيمة معنوية بالنسبة لهم».

فرقة موسيقية تعزف الموسيقى بينما يرقص أنصار حزب «بهاراتيا جاناتا» في نيودلهي (أ.ب)

وتراجعت الأسهم إثر التوقعات بأن تعرقل الأغلبية الأقل قدرة «بهاراتيا جاناتا» على المضي قدما بتنفيذ إصلاحات.

وتراجعت الأسهم في الوحدة الرئيسية المدرجة في البورصة من «أداني انتربرايزس» المملوكة لغواتام أداني، حليف مودي الرئيسي، بنسبة 25 في المائة.

واجه معارضو مودي صعوبة في التصدي لحملة حزبه الضخمة إذ تضعفهم الخلافات الداخلية إلى جانب القضايا الجنائية التي يقولون إنها مدفوعة سياسيا والهادفة لتحطيم أي منافسة.

وذكر مركز أبحاث «فريدوم هاوس» الأميركي هذا العام أن حزب «بهاراتيا جاناتا» استخدم المؤسسات الحكومية بشكل متزايد لاستهداف المعارضين السياسيين.

أظهرت أرقام مفوضية الانتخابات بأن «بهاراتيا جاناتا» وحلفاءه احتلوا الصدارة مع فوزهم بـ288 مقعداً من مجموع المقاعد البالغ 543 (أ.ب)

والأحد، عاد رئيس وزراء العاصمة نيودلهي أرفيند كيجريوال وهو قيادي بارز في تحالف تم تشكيله لمنافسة مودي، إلى السجن.

اعتُقل كيجريوال (55 عاما) في مارس (آذار) بعد تحقيق فساد استمر مدة طويلة، لكن أطلق سراحه لاحقا وسمح له بمواصلة حملته شرط عودته إلى السجن فور انتهاء التصويت.

وقال كيجريوال قبل تسليم نفسه: «عندما تصبح السلطة ديكتاتورية، يصبح السجن مسؤولية»، متعهّدا مواصلة «الكفاح» من خلف القضبان.

«قوة الديمقراطية الهندية»

ويزداد قلق كثير من أفراد الأقلية المسلمة حيال مستقبلهم دستوريا. وصدرت عدة تصريحات متشددة عن مودي نفسه خلال الحملة إذ وصف المسلمين بـ«المتسللين».

تعد الانتخابات ضخمة من حيث حجمها والتعقيدات اللوجيستية المرتبطة بها، إذ أدلى 642 مليون ناخب بأصواتهم في المدن الكبرى مثل نيودلهي ومومباي كما في مناطق الغابات ذات الكثافة السكانية القليلة وفي جبال الهيمالايا، وفقا لما ذكرته «وكالة الصحافة الفرنسية».

وقال رئيس مفوضية الانتخابات راجيف كومار الاثنين: «على الناس أن يعرفوا مدى قوة الديمقراطية الهندية»، مؤكدا: «لدينا عملية فرز متينة».

وبناء على أرقام المفوضية التي تفيد بأن عدد الناخبين المسجّلين بلغ 968 مليونا، شارك 66.3 في المائة منهم، وهي نسبة أقل بنقطة مئوية واحدة تقريبا عن تلك المسجلة في آخر انتخابات عامة في 2019 عندما بلغت نسبة المشاركة 67.4 في المائة.

وأرجع المحللون بشكل جزئي تراجع نسب المشاركة إلى موجة حر تضرب شمال الهند مع تجاوز الحرارة 45 درجة مئوية.


مقالات ذات صلة

اليورو يصعد بعد الجولة الأولى من الانتخابات الفرنسية.. والين يتخبط

الاقتصاد أوراق نقدية من فئات الدولار واليورو والين الياباني والجنيه الإسترليني واليوان (رويترز)

اليورو يصعد بعد الجولة الأولى من الانتخابات الفرنسية.. والين يتخبط

ارتفع اليورو اليوم الاثنين بعد تصدر تحالف ينتمي لليمين المتطرف الجولة الأولى من الانتخابات البرلمانية الفرنسية

«الشرق الأوسط» (باريس)
العالم العربي الرئيس الموريتاني محمد ولد الغزواني يدلي بصوته في الانتخابات الرئاسية (رويترز)

الغزواني يفوز بفترة جديدة في انتخابات الرئاسة بموريتانيا

أظهرت نتائج أولية بعد إحصاء الأصوات في 99.15 بالمئة من مراكز الاقتراع في موريتانيا، اليوم الأحد، أن الرئيس محمد ولد الغزواني فاز بالانتخابات الرئاسية.

«الشرق الأوسط» (نواكشوط)
أوروبا الرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون (أ.ف.ب)

ماكرون يدعو لتحالف واسع... ولوبان تعلن «محو معسكر الرئيس»

أعلنت مارين لوبان أن معسكر ماكرون جرى محوه عملياً وذلك تعليقاً على تصدر حزبها بفارق كبير نتائج الدورة الأولى من الانتخابات التشريعية المبكرة في فرنسا

«الشرق الأوسط» (باريس)
أوروبا صورة للرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون وزعيمة «التجمع الوطني» المنتمي لليمين المتطرف (أرشيفية/رويترز)

فرنسا: فوز تاريخي لليمين المتطرف في الجولة الأولى من الانتخابات البرلمانية

قالت وزارة الداخلية الفرنسية، اليوم (الاثنين)، إن حزب «التجمع الوطني» وحلفاءه حصلوا على 33 في المائة من الأصوات في الجولة الأولى من الانتخابات البرلمانية.

«الشرق الأوسط» (باريس)
شؤون إقليمية جليلي خلال جولة في بازار طهران اليوم (رويترز)

بدء حملة الجولة الحاسمة من انتخابات رئاسة إيران

بدأت حملة المرشحَين المتأهّلَين للجولة الحاسمة بالانتخابات الرئاسية الإيرانية بعد مصادقة السلطات على نتائج الجولة الأولى التي جرت الجمعة بمشاركة 39.9 في المائة.

«الشرق الأوسط» (لندن - طهران)

كوريا الشمالية تطلق صاروخين باليستيين أحدهما ربما سقط قرب العاصمة

رجل يشاهد بثاً إخبارياً يتضمن لقطات أرشيفية لاختبار صاروخي لكوريا الشمالية بمحطة قطار في سيول (أ.ف.ب)
رجل يشاهد بثاً إخبارياً يتضمن لقطات أرشيفية لاختبار صاروخي لكوريا الشمالية بمحطة قطار في سيول (أ.ف.ب)
TT

كوريا الشمالية تطلق صاروخين باليستيين أحدهما ربما سقط قرب العاصمة

رجل يشاهد بثاً إخبارياً يتضمن لقطات أرشيفية لاختبار صاروخي لكوريا الشمالية بمحطة قطار في سيول (أ.ف.ب)
رجل يشاهد بثاً إخبارياً يتضمن لقطات أرشيفية لاختبار صاروخي لكوريا الشمالية بمحطة قطار في سيول (أ.ف.ب)

أعلن الجيش الكوري الجنوبي، اليوم الاثنين، أن كوريا الشمالية أطلقت صاروخين باليستيين هما الأحدث في سلسلة من الاختبارات التي أجرتها بيونغ يانغ وأثارت غضب سيول.

وقالت هيئة الأركان المشتركة للجيش الكوري الجنوبي، في بيان، إنه جرى إطلاق صاروخ باليستي قصير المدى، في ساعات الصباح الباكر.

وأضافت أنه بعد نحو عشر دقائق رُصد صاروخ ثان لم يجرِ تحديده بعدُ، وإن عملية إطلاق الصاروخ الثاني ربما كانت فاشلة وانفجر في أثناء تحليق غير منتظم، ويُحتمل أنه تسبَّب في سقوط حطام داخل كوريا الشمالية، مشيرة إلى أنه جرى رفع مستوى المراقبة واليقظة؛ استعداداً لعمليات إطلاق جديدة.

وقال المتحدث باسم الجيش الكوري الجنوبي، لي سونغ- جون، في إفادة صحفية، إن كوريا الجنوبية لا تزال تحلل عملية الإطلاق، ولم يتسنَّ لها على الفور تأكيد ما إذا كانت هناك أي إصابات أو أضرار لحقت ممتلكات كورية شمالية، وفقاً لوكالة «رويترز».

وقالت هيئة الأركان المشتركة في كوريا الجنوبية، في وقت سابق، إن كوريا الشمالية أطلقت صاروخاً باليستياً قصير المدى قطع مسافة 600 كيلومتر، وصاروخاً باليستياً ثانياً قطع مسافة 120 كيلومتراً، وكلاهما أُطلق من منطقة بالقرب من الساحل الغربي. وأضافت أن الصاروخين أُطلقا في اتجاه الشمال الشرقي.

ويشير مسار الصاروخين إلى أن الصاروخ الثاني ربما سقط في منطقة قريبة من بيونغيانغ، عاصمة كوريا الشمالية، لكن المتحدث باسم الجيش الكوري الجنوبي قال إن الجيش غير قادر على التعليق أكثر من ذلك.

وتقول كوريا الجنوبية إنها تراقب إطلاق الصواريخ من الشمال، من مرحلة الاستعدادات، وتتتبع المقذوف في أثناء الطيران.

وقالت هيئة الأركان المشتركة في كوريا الجنوبية، في بيان: «ندين بشدة إطلاق كوريا الشمالية الصواريخ بوصفه استفزازاً يهدد بشكل خطير السلام والاستقرار في شبه الجزيرة الكورية». وأضافت أنها تتبادل المعلومات عن الصواريخ مع السلطات الأميركية واليابانية.

وأكدت الهيئة: «سيحافظ الجيش الكوري الجنوبي على قدرته ووضعه للرد بشكل ساحق على أي استفزاز، في الوقت الذي يراقب فيه من كثب أنشطة كوريا الشمالية المختلفة في ظل موقف دفاعي مشترك قوي بين كوريا الجنوبية والولايات المتحدة».

وسيكون الصاروخ الثاني هو الإطلاق الفاشل الثاني في غضون خمسة أيام. وقال الجيش الكوري الجنوبي إن الشمال أطلق، على ما يبدو، صاروخ فرط صوتي، يوم الأربعاء، لكنه خرج عن السيطرة وانفجر.

والصاروخ الأول الذي أُطلق، اليوم، يشبه الصاروخ الباليستي قصير المدى من طراز «كيه إن-23» الذي يُعتقد أن روسيا استخدمته في حربها ضد أوكرانيا.

ويُشتبه في أن كوريا الشمالية تزوّد روسيا بصواريخ باليستية وقذائف مدفعية. وتنفي الدولتان ذلك، على الرغم من تعهداتهما بالتعاون العسكري، وتوقيع اتفاقية قبل أيام تتضمن وعوداً بالدعم العسكري المتبادل.

وقالت كوريا الشمالية، الأسبوع الماضي، إنها أجرت بنجاحٍ تجربة مهمة تهدف إلى تطوير صواريخ قادرة على حمل عدد من الرؤوس الحربية، لكن كوريا الجنوبية نفت صحة ذلك الادعاء، ووصفته بأنه «تضليل» هدفه التستر على عملية إطلاق فاشلة.

وتراجعت العلاقات بين الكوريّتين إلى أدنى مستوياتها منذ سنوات، مع تعثّر الدبلوماسية منذ فترة طويلة، وتكثيف بيونغ يانغ اختبارات الأسلحة، وإطلاقها بالونات محمّلة بنفايات، في إطار ما تقول إنه ردّ على بالونات محمّلة بشعارات دعائيّة مناهضة لنظامها يرسلها ناشطون كوريّون جنوبيّون باتجاه أراضيها.

وندّدت كوريا الشماليّة، الأحد، بالمناورات العسكريّة المشتركة بين كوريا الجنوبيّة واليابان والولايات المتحدة، واصفة إيّاها بأنّها «النسخة الآسيويّة لحلف شمال الأطلسي»، ومحذّرةً من «عواقب وخيمة».

واستكمل الحلفاء الثلاثة، السبت، مناورات «حافة الحرّية» التي استمرّت ثلاثة أيّام، وركّزت على الصواريخ الباليستيّة، والدفاع الجوّي، والحرب تحت الماء، والدفاع الإلكتروني.

ولطالما شجبت بيونغ يانغ التدريبات المشتركة المماثلة، ووصفتها بأنّها تدريبات على الغزو.

ورفضت سيول، الأحد، الاتهامات الكورية الشمالية، مؤكدة أن التدريبات الأخيرة هي استمرار للتدريبات الدفاعية، التي تجري بانتظام، منذ سنوات، بين الحلفاء الثلاثة.