كوريا الشمالية ترسل مناطيد محملة بـ«النفايات والفضلات» إلى سيول

منطاد محمل بالنفايات تم رصده في كوريا الجنوبية (رويترز)
منطاد محمل بالنفايات تم رصده في كوريا الجنوبية (رويترز)
TT

كوريا الشمالية ترسل مناطيد محملة بـ«النفايات والفضلات» إلى سيول

منطاد محمل بالنفايات تم رصده في كوريا الجنوبية (رويترز)
منطاد محمل بالنفايات تم رصده في كوريا الجنوبية (رويترز)

أرسلت كوريا الشمالية مناطيد محملة بنفايات وورق المراحيض وما يشتبه بأنها فضلات حيوانات إلى كوريا الجنوبية، حسبما أعلنت وسائل إعلام محلية اليوم (الأربعاء)، فيما نددت سيول بممارسات «دنيئة» لبيونغ يانغ.

وانتشرت على وسائل إعلام كورية جنوبية صور لمناطيد بيضاء اللون محملة بأكياس نفايات وما يبدو أنها فضلات، بعد أيام على إعلان كوريا الشمالية أنها ستمطر مناطق حدودية «بأكوام من النفايات الورقية والقذارات» عقابا لسيول.

منطادان يحملان نفايات في كوريا الجنوبية (إ.ب.أ)

ونقلت «وكالة الصحافة الفرنسية» عن هيئة الأركان المشتركة للجيش الكوري الجنوبي قولها إنه «تم تحديد أجسام مجهولة يعتقد أنها منشورات دعائية لكوريا الشمالية في منطقة غيونغي غانغوون الحدودية، والجيش يتخذ إجراءاته».

وحذر البيان المواطنين في هذه المنطقة بضرورة «الامتناع عن الأنشطة الخارجية وعدم لمس أي أجسام مجهولة وإبلاغ أقرب قاعدة عسكرية أو شرطة عنها».

وقال إن ممارسات كوريا الشمالية «تنتهك بوضوح القوانين الدولية وتهدد بشكل خطير سلامة شعبنا»، مضيفا أن بعض المناطيد احتوت على ما يُعتقد أنها قمامة يقوم الجيش بتفحصها.

جندي كوري جنوبي يحمل نفايات كان يحملها أحد المناطيد (إ.ب.أ)

وتابع البيان: «نحذر الشمال بشدة بأن يوقف على الفور أفعاله غير الإنسانية والدنيئة».

ويطلق النشطاء الكوريون الجنوبيون أحيانا مناطيد تحمل منشورات دعائية مناهضة لنظام كيم جونغ أون وأموالا للأشخاص الذين يعيشون في المناطق الحدودية الشمالية.

وتثير مثل هذه الحملات الدعائية غضب بيونغ يانغ التي ربما تخشى تسرب أي معلومات من الخارج إلى مجتمعها الذي يخضع لرقابة مشددة.

وتعهدت كوريا الشمالية في بيان نشرته وكالة الأنباء المركزية الكورية الرسمية الأحد بالرد على هذه الأفعال.

وحذّر نائب وزير الدفاع في كوريا الشمالية، كيم كانغ إيل، في البيان من أنه سيتم اتخاذ إجراءات ضد كوريا الجنوبية.

وقال كيم: «قريبا سوف يتم نثر أكوام من النفايات الورقية والقذارات في المناطق الحدودية والداخلية لجمهورية كوريا التي ستشهد مباشرة حجم الجهد المطلوب لإزالتها».

ومنذ انتهاء الحرب الكورية (1950-1953) بهدنة، لا تزال الكوريتان في حالة حرب وتفصل بينهما حدود شديدة التحصين، بما في ذلك المنطقة المنزوعة السلاح.

منطاد محمل بالنفايات في كوريا الجنوبية (د.ب.أ)

ورق مراحيض وقمامة

وقال تشيونغ سيونغ تشانغ من معهد سيجونغ لـ«وكالة الصحافة الفرنسية» إن كوريا الشمالية سبق أن أرسلت مناطيد دعائية عبر الحدود، في 2016 على سبيل المثال، لكن نهجها مختلف قليلا هذه المرة.

وأضاف: «عُثر على أكياس مليئة بورق مراحيض وقمامة وبطاريات صينية».

ويُفهم من «إفادات الشهود أن (رائحة قوية) كانت تنبعث من الأكياس. قد يكونون أرسلوا برازا، وربما براز حيوانات أيضا»، على ما قال.

وعد تشيونغ ذلك «رسالة صارمة لكوريا الجنوبية مفادها أن كوريا الشمالية، مثل الجنوبية، يمكنها إرسال دعاية أيضا، وينبغي عليها التوقف عن ذلك فورا»، مضيفا أن الحدود «ستخضع لرقابة مشددة بعد ذلك».

نفايات من أحد المناطيد تنتشر في منطقة بكوريا الجنوبية (أ.ب)

وأجرت كوريا الشمالية الاثنين محاولة وضع قمر اصطناعي ثان للتجسس في المدار، لكن عملية الإطلاق انتهت بانفجار في الجو.

ونفذت سيول مناورات بطائرات مقاتلة قبل ساعات من محاولة الإطلاق الفاشلة احتجاجا على ذلك، بعد أن أبلغت بيونغ يانغ طوكيو بموعد الإطلاق المرتقب في وقت سابق من الأسبوع.


مقالات ذات صلة

«حرب لبنان» تظهر تغييراً كبيراً في نظرة أميركا تجاه إيران

حصاد الأسبوع القصف وأعمدة الدخان في جنوب لبنان (رويترز)

«حرب لبنان» تظهر تغييراً كبيراً في نظرة أميركا تجاه إيران

منذ اندلاع «حرب مساندة» غزة التي أطلقها «حزب الله» قبل نحو سنة، كانت المؤشرات كلها توحي بأن حرب الإبادة التي شنّتها إسرائيل رداً على «هجوم 7 أكتوبر (تشرين…

إيلي يوسف (واشنطن)
حصاد الأسبوع جدعون ساعر

جدعون ساعر... غريم نتنياهو الذي ناصره في «حكومة الحرب»

عادّاً قرار عودته إلى الحكومة الإسرائيلية «عملاً وطنياً صحيحاً» يأتي في «أوقات صعبة مليئة بالتحديات»،

حصاد الأسبوع فلاديمير زيئيف جابوتنسكي

«الليكود»... حزب يميني يتبنى فكرة «إسرائيل الكبرى»

يعتبر «الليكود» (التكتل) واحداً من أبرز الأحزاب الإسرائيلية، وهو تكتل مجموعة من الأحزاب اليمينية تشكّل عام 1973، بقيادة رئيس الوزراء الراحل مناحيم بيغن،

«الشرق الأوسط» (القاهرة)
حصاد الأسبوع زهير المغزاوي (مواقع التواصل الاجتماعي)

انتخابات تونس: ماراثون سياسي... وتصعيد بين السلطات ومعارضيها

خلافاً للانتخابات الرئاسية التونسية السابقة، التي تنافس في دورتها الأولى قبل خمس سنوات 26 شخصية وأسفرت في دورتها الثانية عن فوز قيس سعيّد، لا تتضمن قائمة…

حصاد الأسبوع زين العابدين بن علي (آ ف ب)

7 رؤساء تداولوا على قصر قرطاج منذ 1957

تداول على قصر رئاسة الجمهورية التونسية في قرطاج (ضواحي تونس العاصمة) منذ اعتماد النظام الجمهوري في يوليو (تموز) 1957، سبعة رؤساء، هم على التوالي:

كمال بن يونس (تونس)

روسيا: دعوات إلى دعم إيران ترافقها تلميحات رسمية

المرشد الإيراني علي خامنئي يستقبل الرئيس الروسي فلاديمير بوتين في طهران العام الماضي (موقع خامنئي)
المرشد الإيراني علي خامنئي يستقبل الرئيس الروسي فلاديمير بوتين في طهران العام الماضي (موقع خامنئي)
TT

روسيا: دعوات إلى دعم إيران ترافقها تلميحات رسمية

المرشد الإيراني علي خامنئي يستقبل الرئيس الروسي فلاديمير بوتين في طهران العام الماضي (موقع خامنئي)
المرشد الإيراني علي خامنئي يستقبل الرئيس الروسي فلاديمير بوتين في طهران العام الماضي (موقع خامنئي)

عزَّزت تصريحات مسؤولين روس وخبراء في وسائل إعلام رسمية، اليوم (الأربعاء)، عن المواجهة بين إسرائيل وإيران، تكهنات حول موقف موسكو، في حال تفاقم التوتر، ودعمها المحتمل لطهران.

وفي حين حافظت الرئاسة الروسية على موقف حذر تجاه احتمالات تطوّر موقفها، نبه معلقون روس إلى أن إلحاق هزيمة استراتيجية بطهران سيشكل «ضرراً لا يُعوَّض» بالنسبة إلى موسكو.

وحذر «الكرملين» من أن الوضع في الشرق الأوسط يتطور في «الاتجاه الأكثر إثارة للقلق»، داعياً جميع الأطراف إلى ضبط النفس. وحمّل واشنطن مسؤولية تصعيد التوتر، لتقديمها «دعماً غير مشروط» لإسرائيل.

ورداً على سؤال عما ستفعله موسكو في حال تدهور الموقف أكثر، وما إذا كانت ستدعم إيران في حالة دخولها في صراع شامل مع إسرائيل، قال الناطق الرئاسي الروسي ديمتري بيسكوف: «لدينا اتصالات مع جميع الأطراف في هذا الصراع. وسنستمر في إجراء هذه الاتصالات، وندعو جميع الأطراف إلى ضبط النفس».

وعززت صيغة الرد تكهنات عدة، خصوصاً بعدما برزت مواقف في روسيا تدعو إلى تقديم الدعم لطهران. ونشرت وكالة أنباء «نوفوستي» الحكومية الروسية مقالة لمعلق سياسي رأى فيها أن «إسرائيل أشعلت حرب لبنان الثالثة، وتشعل فتيل حرب عالمية ثالثة».

وذكّر معلقون بتلويح الرئيس فلاديمير بوتين، في وقت سابق، بتسليح خصوم الولايات المتحدة وحلفائها، على خلفية مواصلة واشنطن تقديم الدعم العسكري لأوكرانيا.

الناطق باسم الكرملين ديمتري بيسكوف (إ.ب.أ)

وفي هذا الإطار تحديداً، حملت تصريحات بيسكوف حول موقف واشنطن دلالات مهمة، عندما قال إن «الولايات المتحدة تدعم إسرائيل في الصراع بالشرق الأوسط... وتقدم دعماً غير مشروط لها؛ إمدادات الأسلحة والمساعدات المالية وبالطبع المساعدة العسكرية التقنية. هذه حقائق معروفة».

كان لافتاً أيضاً نفي بيسكوف صحة معطيات إسرائيلية عن احتمال ترتيب اتصال هاتفي لبوتين مع رئيس الوزراء الإسرائيلي، بنيامين نتنياهو، رغم أنه قال إن بلاده تحافظ على اتصالات مع الأطراف في المنطقة. وعندما سُئل الناطق الروسي عن صحة تقارير إسرائيلية عن اتصال مرتقب مع نتنياهو، أجاب: «لا توجد حالياً ترتيبات بهذا الشأن».

في الوقت ذاته، نقلت وسائل إعلام حكومية روسية عن وزير الخارجية، سيرغي لافروف، أن موسكو «تنطلق من حقيقة أن إسرائيل تريد جر الولايات المتحدة إلى حرب في الشرق الأوسط، بينما يتصرف القادة الإيرانيون بمسؤولية كبيرة، ويجب تقييم ذلك بشكل صحيح».

لافروف خلال الجمعية العامة للأمم المتحدة الشهر الماضي (رويترز)

وكتب محلِّل سياسي في منصة «فوكوس» أن «الإيرانيين يدركون جيداً أن المهمة الرئيسية للإسرائيليين هي التأثير على إيران استراتيجياً، وهو ما لا يمكن تحقيقه إلا من خلال جر الولايات المتحدة إلى الحرب».

ووفقاً لإيغور سيميفولوس، مدير «مركز دراسات الشرق الأوسط»، فإن «إيران ما زالت مترددة، لكن فترة التردُّد ستنتهي بعد قمة مجموعة (بريكس) المنتظَرة في مدينة كازان الروسية بين 22 و24 أكتوبر (تشرين الأول)».

وزاد الخبير: «تحتاج إيران إلى اتفاق مع موسكو، حيث يجب ضمان الأمن الإيراني... إن إضعاف إيران حالياً لا يصب في صالح روسيا، بل في صالح خصومها»، ملاحظاً أن موسكو قد تخسر «حليفاً مهماً في حرب أوكرانيا، وهذا أمر لا يمكن السماح به».

إلى ذلك، قالت الناطقة باسم وزارة الخارجية الروسية، ماريا زاخاروفا، إن روسيا تدعو جميع الأطراف المعنية بالصراع في الشرق الأوسط إلى ممارسة ضبط النفس، ومنع المزيد من تدهور الوضع.

وأضافت: «ندعو مرة أخرى جميع الأطراف المعنية إلى ممارسة ضبط النفس، لمنع المزيد من التدهور في الوضع العسكري السياسي وانزلاق المنطقة إلى هاوية حرب كبرى».

وأشارت إلى أن «مثل هذا السيناريو الكارثي لا يلبي مصالح أي من البلدان... نأمل أن يستغل جميع اللاعبين الدوليين ذوي التفكير البنّاء أي فرص متاحة لمنع ذلك».

وناقش لافروف التصعيد في الشرق الأوسط مع السفراء العرب في موسكو. وقالت زاخاروفا إنه تم خلال اللقاء «تبادل وجهات النظر، وركز المشاركون في الاجتماع على التصعيد المستمر غير المسبوق للعنف في المنطقة، ودعا المشاركون في الاجتماع إلى الوقف الفوري للأعمال العدائية في منطقة الصراع الفلسطيني - الإسرائيلي. كما تم الإعراب عن القلق العميق بشأن المخاطر المتزايدة لاندلاع حرب واسعة النطاق في الشرق الأوسط، مع عواقب مدمّرة على المنطقة بأكملها، بما في ذلك على خلفية الهجوم الصاروخي الإيراني الانتقامي على مواقع إسرائيلية».