مقتل 6 أشخاص بهجوم على سياح أجانب في باميان

«طالبان» تعهدت بالقبض على منفذي الهجوم ومعاقبتهم

مقتل 6 أشخاص بهجوم على سياح أجانب في باميان
TT

مقتل 6 أشخاص بهجوم على سياح أجانب في باميان

مقتل 6 أشخاص بهجوم على سياح أجانب في باميان

نُقلت جثث 3 أفغان و3 سياح إسبان، إضافة إلى مصابين آخرين، إلى العاصمة كابل، وفق ما أعلنت سلطات حكومة «طالبان»، السبت، غداة تعرّضهم لإطلاق نار دامٍ في باميان بوسط البلاد.

وتُعدّ باميان الواقعة على مسافة نحو 180 كيلومتراً من كابل، والتي فجّرت فيها «طالبان» تماثيل بوذا في عام 2001، الوجهةَ السياحيةَ الأولى في أفغانستان.

استنفار أمني عند مدخل الطريق المؤدية إلى أنقاض تمثال بوذا المَبْنِيّ من 1500 عام في باميان بأفغانستان في 18 مايو 2024... قتل 3 مواطنين إسبان في هجوم مسلح (إ.ب.أ)

وقال المتحدث باسم وزارة الداخلية الأفغانية عبد المتين قاني لـ«وكالة الصحافة الفرنسية» إن الضحايا كانوا يتجولون في بازار المدينة الجبلية عندما تعرّضوا لإطلاق نار، الجمعة.

ووصفت آن - فرنس بريل التي كانت تشارك في جولة سياحية منظمة، لحظات الرعب عندما اقترب مسلح من سيارات المجموعة أثناء سيرها وفتح النار.

وقالت من دبي، حيث هبطت طائرتها، السبت، بعد إجلائها من كابل: «كانت هناك دماء في كل مكان». وأضافت: «هناك شيء واحد مؤكد» وهو أن المهاجم «كان موجوداً هناك من أجل قتل الأجانب».

يصطف الزائرون عند مدخل الطريق المؤدية إلى أنقاض تمثال بوذا المَبْنِيّ من 1500 عام في باميان بأفغانستان في 18 مايو 2024... قتل 3 مواطنين إسبان في هجوم بباميان عاصمة المقاطعة التي تحمل الاسم نفسه في وسط البلاد (إ.ب.أ)

وأكد وزير الخارجية الإسباني خوسيه مانويل ألباريس، السبت، أن 3 من مواطنيه قُتلوا، وهم «ضمن مجموعة من 6 إسبان تأثروا بهذا الهجوم»، مشيراً إلى أن أحد الإسبان أصيب بجروح، وخضع لجراحة في العاصمة الأفغانية.

وقال قاني، السبت، إن «المعلومات الجديدة تشير إلى أن 3 مواطنين أفغان قُتلوا في الهجوم أحدهم كان مجاهداً (في طالبان)، بينما كان اثنان منهم مدنيين».

وكان قاني قد أفاد، الجمعة، بمقتل أفغاني و3 أجانب، وإصابة 4 أجانب و3 أفغان في إطلاق نار في باميان، عاصمة الولاية التي تحمل الاسم نفسه، وأوضح أن الأجانب «كانوا سياحاً».

وأفاد المتحدث باسم «الداخلية الأفغانية» بأنه «من بين المصابين الثمانية، ثمة مُسنّة أجنبية في حال غير مستقرة»، مشيراً إلى وجود «نساء بين القتلى والجرحى»، من دون تقديم تفاصيل إضافية بهذا الشأن. ويتحدر الجرحى من النرويج وأستراليا وليتوانيا وإسبانيا، وفق مصادر طبية. وأوضح قاني أن «كل الجثث نُقلت إلى كابل، وهي موجودة حالياً في قسم الطب الشرعي».

ومن جهته، أشار وزير الخارجية الإسباني في تصريحات لقناة «تي في إي» العامة إلى أن جثامين مواطنيه الثلاثة «ستعاد بالتأكيد إلى إسبانيا، الأحد».

رجل أفغاني يعمل أمام أنقاض تمثال بوذا الذي عمره 1500 عام في باميان بأفغانستان في 2 مارس 2023 (رويترز)

توقيف مشتبه بهم

ويُرجَّح أن الهجوم الذي وقع، الجمعة، هو الأول الذي يطول سياحاً أجانب منذ عودة حركة «طالبان» إلى الحكم في صيف عام 2021، إثر انسحاب القوات الأجنبية بقيادة الولايات المتحدة.

وأكد قاني، السبت، أن «7 مُشْتَبَهٍ بهم أوقِفوا، بينهم شخص أصيب»، مشيراً إلى أن «التحقيق متواصل، والإمارة الإسلامية تنظر في هذه القضية بجدية».

ولم يحدد المتحدث ما إذا كان إطلاق النار قد نفّذه شخص واحد أو أكثر.

كما لم يستبعد الوزير الإسباني ألباريس بدوره وجود أكثر من مهاجم عندما كانت مجموعة السياح الإسبان «تتبضع في سوق بوادي باميان».

ونقل الوزير عن رواية أحد الشهود أن «مسلحاً ظهر في المكان، وخرج مما وُصف بأنه زقاق، ثم قام هذا الشخص بإطلاق النار؛ ما تسبب بحال من الفوضى».

وتابع في تصريحاته لقناة «تي في إي»: «بعد ذلك، يُحتمل أن يكون هناك أشخاص آخرون قد أطلقوا الرصاص»، مشيراً إلى أن أسلوب التنفيذ يؤشر إلى وجود «هجوم»، لكنه امتنع عن إطلاق تكهنات إضافية بشأن الحادث.

وأكد ألباريس أن مدريد «تعمل عبر وحدة الطوارئ القنصلية لتوضيح كل الملابسات، ولمساعدة الأشخاص المتضررين، والتواصل مع عائلاتهم».

وأعرب رئيس الوزراء الإسباني بيدرو سانشيز، الجمعة، عن «صدمته» جراء «اغتيال» هؤلاء السياح، مؤكداً أنه «يتابع الوضع من قرب».

وتعد باميان المعروفة ببحيراتها وجبالها، أبرز المناطق السياحية في أفغانستان، وتنتمي غالبية سكانها إلى طائفة الهزارة الشيعية التي كثيراً ما استهدفها تنظيم «داعش» بهجمات وتفجيرات دامية.

وشجبت سلطات «طالبان» هجوم الجمعة.

وقال قاني: «تدين الإمارة بشدّة هذه الجريمة، وتعرب عن أسفها العميق لعائلات الضحايا، وتؤكد أنها ستعثر على كلّ المجرمين وستعاقبهم».

وندرت الهجمات الدامية ضد أجانب في أفغانستان منذ عودة «طالبان» إلى السلطة في منتصف أغسطس (آب) 2021، ويخشى أن يؤثر الهجوم سلباً في السياحة بأفغانستان التي استقبلت خلال العام الماضي 5200 شخص، بزيادة سنوية قدرها 120 في المائة.

وتأمل سلطات كابل في تعزيز هذا القطاع في بلاد تعدّ من الأكثر فقراً في العالم، وتعاني نقصاً في البنى التحتية والمواقع الثقافية بسبب الدمار والنهب اللذين لحقا بها بسبب الحروب المتواصلة على مدى عقود.

ويسهم حسن ضيافة الأفغان وجمال الطبيعة في البلاد بجذب مجموعات من السياح.

وذكرت وزارة الداخلية لدى حكومة «طالبان» أن هجوماً بالرصاص في إقليم باميان وسط أفغانستان، الجمعة، أسفر عن مقتل 4 أشخاص وإصابة 7 آخرين. وأدان المتحدث باسم الوزارة، عبد المتين قاني الهجوم في بيان، مشيراً إلى أن هناك 3 قتلى أجانب، ومن بين المصابين السبعة، هناك 4 أشخاص يحملون جوازات سفر أجنبية، ولم يحدد جنسياتهم.

لكن السلطات الإسبانية ذكرت أن مواطنين تابعين لها كانوا من بين القتلى، ووصفتهم بأنهم سياح، وقُتل مواطن أفغاني أيضاً. واحتجزت السلطات 4 أشخاص مشتبه بهم فيما يتعلق بإطلاق النار. وأدانت حكومة «طالبان» والاتحاد الأوروبي والحكومة الإسبانية الهجوم. وتعهدت «طالبان» بالقبض على منفذي الهجوم ومعاقبتهم. ولم تعلن أي جماعة مسؤوليتها حتى الآن عن إطلاق النار.


مقالات ذات صلة

تركيا: تحقيق ضد زعيم المعارضة لانتقاده اعتقال رئيس بلدية في إسطنبول

شؤون إقليمية زعيم المعارضة التركية رئيس حزب الشعب الجمهوري أوزغور أوزال (من حسابه في «إكس»)

تركيا: تحقيق ضد زعيم المعارضة لانتقاده اعتقال رئيس بلدية في إسطنبول

فتح مكتب المدعي العام لمدينة إسطنبول تحقيقاً ضد زعيم المعارضة رئيس حزب الشعب الجمهوري أوزغور أوزال يتهمه بـ«إهانة موظف عمومي علناً بسبب أداء واجبه».

سعيد عبد الرازق (أنقرة)
شؤون إقليمية المقاتلة الأميركية «إف - 16 بلوك 70» (موقع شركة لوكهيد مارتن)

تركيا تقلص صفقة «إف - 16» مع أميركا وتتحدث عن تطور يخص «إف - 35»

قرَّرت تركيا تقليص صفقة شراء مقاتلات «إف - 16» الأميركية في الوقت الذي أعلنت فيه أن أميركا أعادت تقييم موقفها من حصولها على مقاتلات «إف - 35» الشبحية

سعيد عبد الرازق (أنقرة)
شؤون إقليمية مروحيتان حربيتان تركيتان تشاركان في قصف مواقع لـ«العمال الكردستاني» شمال العراق (أرشيفية - وزارة الدفاع التركية)

تركيا تعلن «تطهير» مناطق عراقية من «العمال الكردستاني»

أعلنت تركيا تطهير مناطق في شمال العراق من مسلحي «حزب العمال الكردستاني» المحظور، وأكدت أن علاقاتها بالعراق تحسنت في الآونة الأخيرة.

سعيد عبد الرازق (أنقرة)
شؤون إقليمية رئيس حزب الحركة القومية دولت بهشلي الحليف الأقرب لإردوغان متحدثاً أمام نواب حزبه بالبرلمان الثلاثاء (حزب الحركة القومية)

حليف إردوغان يؤكد دعوة أوجلان للبرلمان ويتخلى عن إطلاق سراحه

زاد رئيس حزب الحركة القومية دولت بهشلي الجدل المثار حول دعوته زعيم حزب العمال الكردستاني السجين عبد الله أوجلان للحديث بالبرلمان وإعلان حل الحزب وانتهاء الإرهاب

سعيد عبد الرازق (أنقرة)
أوروبا جهاز مكافحة الإرهاب في ألمانيا (أرشيفية - متداولة)

ألمانيا: حملة تفتيشات جديدة بحثاً عن إرهابيين سابقين في «الجيش الأحمر»

تُعد جماعة «الجيش الأحمر»، التي تأسست في عام 1970، إحدى أبرز الجماعات اليسارية بألمانيا الغربية السابقة في فترة ما بعد الحرب حيث تم تصنيفها هناك جماعة إرهابية.

«الشرق الأوسط» (برلين)

مدعي «الجنائية الدولية» يطلب إصدار مذكرة توقيف بحق رئيس مجلس بورما العسكري

المدعي العام للمحكمة الجنائية الدولية كريم خان (رويترز)
المدعي العام للمحكمة الجنائية الدولية كريم خان (رويترز)
TT

مدعي «الجنائية الدولية» يطلب إصدار مذكرة توقيف بحق رئيس مجلس بورما العسكري

المدعي العام للمحكمة الجنائية الدولية كريم خان (رويترز)
المدعي العام للمحكمة الجنائية الدولية كريم خان (رويترز)

طلب مدعي عام المحكمة الجنائية الدولية، كريم خان، الأربعاء، من القضاة إصدار مذكرة توقيف بحق رئيس المجلس العسكري البورمي، مين أونغ هلاينغ، على خلفية جرائم مفترضة ضد الإنسانية ارتُكبت بحق أفراد أقلية الروهينغا المسلمة.

ووفقاً لـ«وكالة الصحافة الفرنسية»، يعد الطلب الذي تقدّم به خان لقضاة المحكمة، التي تتخذ من لاهاي مقراً، أول طلب لإصدار مذكرة توقيف ضد مسؤول حكومي بورمي عالي المستوى على خلفية الانتهاكات بحق الروهينغا.

وقال خان، في بيان: «بعد تحقيق مطوّل ومستقل ومحايد، خلص مكتبي إلى وجود أسس منطقية تدفع للاعتقاد بأن الجنرال الرفيع المنصب والقائم بأعمال الرئيس، مين أونغ هلاينغ... يتحمّل مسؤولية جنائية عن جرائم ضد الإنسانية».

يشمل ذلك جرائم الترحيل والاضطهاد التي يشتبه بأنها ارتُكبت بين 25 أغسطس (آب) و31 ديسمبر (كانون الأول) 2017، بحسب خان.

ورفض المجلس العسكري البورمي خطوة المدعي العام، مشيراً إلى أن البلاد ليست عضواً في المحكمة، وبالتالي فإنه «لم يتم يوماً الاعتراف ببيانات المحكمة الجنائية الدولية».

فتح مدعي عام الجنائية الدولية في 2019 تحقيقاً في جرائم مفترضة ارتُكبت ضد الروهينغا بولاية راخين البورمية، في عامي 2016 و2017، ودفعت نحو 750 ألفاً من أفراد الأقلية المسلمة من الدولة الواقعة في جنوب شرقي آسيا للفرار إلى بنغلاديش المجاورة حيث يعيش اليوم نحو مليون من الروهينغا في مخيّمات قرب مدينة كوكس بازار الحدودية مع بنغلاديش.

ويتّهم عدد من الأشخاص الذين غادروا الجيش البورمي بارتكاب عمليات قتل جماعية واغتصابات.

أفاد خان بأن الجرائم ارتُكبت من قِبَل قوات بورما المسلحة (تاتماداو) مدعومة من الشرطة الوطنية، وشرطة الحدود، «إضافة إلى مواطنين من غير الروهينغا».

وقال خان: «هذا أول طلب لمذكرة توقيف بحق مسؤول حكومي رفيع في ميانمار... سيتبعه مزيد من الطلبات المشابهة».

تشهد بورما نزاعاً بين الجيش ومختلف المجموعات المسلحة المناهضة لحكمه منذ أطاح بحكومة أونغ سان سو تشي المنتخبة في فبراير (شباط) 2021.

وشن المتمردون هجوماً كبيراً العام الماضي سيطروا خلاله على منطقة واسعة، يقع الجزء الأكبر منها قرب الحدود مع الصين.

يحرم أفراد الروهينغا الذين ما زالوا في بورما من حق الحصول على الجنسية والرعاية الصحية، ويحتاجون إلى إذن خاص لمغادرة مناطقهم.

وعدَّ مين أونغ هلاينغ الذي كان قائد الجيش أثناء الحملة الأمنية ضد الأقلية، أن مصطلح روهينغا «وهمي».

سيتعيّن على قضاة المحكمة الجنائية الدولية حالياً اتّخاذ قرار بشأن إصدار مذكرات التوقيف. ويُلزم صدور المذكرات الدول الأعضاء في «الجنائية الدولية» البالغ عددها 124 نظرياً، توقيف رئيس المجلس العسكري في حال قام بزيارة أي منها.

والصين، الحليف الرئيسي وأكبر مزود للمجلس العسكري بالسلاح، ليست عضواً في المحكمة.