قراصنة كوريون شماليون سرقوا بيانات حساسة من حواسيب محكمة في الجنوب

يعمل قراصنة إلكترونيون لصالح كوريا الشمالية من داخل الدولة المعزولة وبعضهم من الخارج (رويترز)
يعمل قراصنة إلكترونيون لصالح كوريا الشمالية من داخل الدولة المعزولة وبعضهم من الخارج (رويترز)
TT
20

قراصنة كوريون شماليون سرقوا بيانات حساسة من حواسيب محكمة في الجنوب

يعمل قراصنة إلكترونيون لصالح كوريا الشمالية من داخل الدولة المعزولة وبعضهم من الخارج (رويترز)
يعمل قراصنة إلكترونيون لصالح كوريا الشمالية من داخل الدولة المعزولة وبعضهم من الخارج (رويترز)

أعلنت شرطة سيول، السبت، سرقة قراصنة معلومات كوريين شماليين لبيانات حساسة، بما في ذلك سجلات مالية لأفراد، من شبكة كمبيوتر تابعة لمحكمة كورية جنوبية على مدى عامين.

ويعمل قراصنة إلكترونيون لصالح كوريا الشمالية المسلحة نووياً، حيث إن كثيراً منهم يعملون داخل الدولة المعزولة إلى حد كبير وفي الخارج على ما يبدو، وقد تم تحميلهم مسؤولية العديد من الهجمات الكبرى في الماضي.

وفقاً للشرطة الوطنية في كوريا الجنوبية، سرق المتسللون 1014 غيغابايت من البيانات من نظام الكمبيوتر التابع للمحكمة في الفترة من يناير (كانون الثاني) 2021 إلى فبراير (شباط) 2023، مشيرة إلى تحقيق مشترك مع وكالة التجسس والمدعين العامين في البلاد.

وقالت الشرطة، في بيان أرسل إلى «وكالة الصحافة الفرنسية»، إن البرمجيات الخبيثة التي نفذها القراصنة نقلت بيانات مسروقة، بما في ذلك سجلات زواج وديون شخصية في كوريا الجنوبية، إلى «أربعة خوادم محلية وأربعة خوادم خارجية» قبل أن «يكتشفها برنامج مكافحة الفيروسات» في النهاية.

وتبين أن خرق البيانات صنيعة مجموعة قرصنة كورية شمالية، بعد أن قارنت السلطات البرامج الضارة المكتشفة وتفاصيل دفع الخادم وعناوين IP مع تلك التي تم تحديدها في حالات القرصنة السابقة المنسوبة إلى بيونغ يانغ.

يقول محللون إن كوريا الشمالية كثفت هجماتها الإلكترونية في السنوات الأخيرة في محاولة لكسب العملة الصعبة في مواجهة عقوبات الأمم المتحدة المفروضة عليها بسبب برامجها النووية والصاروخية.


مقالات ذات صلة

تقرير: خسائر الجرائم الإلكترونية فاقت 16 مليار دولار العام الماضي

الولايات المتحدة​ الإيهام بالدعم الفني وعمليات الاحتيال العاطفية تسببت في خسائر بمئات الملايين من الدولارات (رويترز)

تقرير: خسائر الجرائم الإلكترونية فاقت 16 مليار دولار العام الماضي

كشف مكتب التحقيقات الاتحادي بالولايات المتحدة في تقرير، نشر اليوم الأربعاء، عن أن الخسائر المتعلقة بالجرائم الإلكترونية حول العالم بلغت أكثر من 16 مليار دولار.

«الشرق الأوسط» (واشنطن)
آسيا الصين اتهمت وكالة الأمن القومي الأميركية بشن هجمات إلكترونية على قطاعات مهمة مثل الطاقة والنقل (أرشيفية- رويترز)

الصين تتهم أميركا بشن هجمات إلكترونية «متطورة» على قطاعات حيوية

اتهمت الشرطة في مدينة هاربين بشمال شرق الصين وكالة الأمن القومي الأميركية بشن هجمات إلكترونية «متطورة» خلال دورة الألعاب الآسيوية الشتوية في فبراير (شباط).

«الشرق الأوسط» (بكين)
الولايات المتحدة​ بحسب وزارة العدل الأميركية تم تنفيذ القرصنة من قبل العاملين في شركة «آي سون» في بعض الحالات بتوجيه من وزارة الأمن العام الصينية (رويترز)

أميركا تتهم قراصنة ومسؤولين حكوميين صينيين بحملة تجسس إلكتروني واسعة النطاق

أعلنت وزارة العدل الأميركية، اليوم الأربعاء، أن عشرة قراصنة صينيين وجهت إليهم اتهامات إلى جانب اثنين من ضباط إنفاذ القانون الصينيين في حملة قرصنة عالمية.

«الشرق الأوسط» (واشنطن)
تكنولوجيا التقرير يكشف ارتفاعاً حاداً في برامج سرقة المعلومات الضارة عام 2024 (رويترز)

تهديد سيبراني ضخم: برامج خبيثة تسرق نحو 4 مليارات كلمة مرور

شهد العالم ارتفاعاً في عدد البرامج الضارة التي تستهدف سرقة المعلومات في عام 2024 حيث يستخدمها المتسللون لسرقة بيانات الاعتماد والعملات المشفرة وغير ذلك

«الشرق الأوسط» (واشنطن)
أوروبا مجموعة القرصنة أعلنت عن الهجمات على وسائل التواصل الاجتماعي واستهدفت مواقع وزارات الدفاع والداخلية والنقل الإيطالية (رويترز)

قراصنة موالون لروسيا يهاجمون مواقع حكومية إيطالية

هاجمت مجموعة قراصنة مؤيدة لروسيا مواقع إلكترونية تابعة للحكومة الإيطالية اليوم الثلاثاء، في ما قالت إنه رد فعل على خطاب للرئيس الإيطالي سيرجيو ماتاريلا.

«الشرق الأوسط» (روما)

ذعر في باكستان بعد تعهد الهند بقطع إمدادات المياه عقب هجوم كشمير

صورة لمجرى نهر السند في مدينة جامشورو بباكستان (رويترز)
صورة لمجرى نهر السند في مدينة جامشورو بباكستان (رويترز)
TT
20

ذعر في باكستان بعد تعهد الهند بقطع إمدادات المياه عقب هجوم كشمير

صورة لمجرى نهر السند في مدينة جامشورو بباكستان (رويترز)
صورة لمجرى نهر السند في مدينة جامشورو بباكستان (رويترز)

يرش المزارع الباكستاني هوملا ثاخور المبيدات الحشرية على خضراواته اليابسة، على بُعد شارع واحد من نهر السند، لكنه يشعر بالقلق على المستقبل، فالشمس في أوجها ومنسوب النهر في انخفاض حاد، والهند تتعهد بقطع الإمدادات من المنبع، بعد هجوم مسلح أسقط قتلى في كشمير.

تقع مزرعة ثاخور التي تبلغ مساحتها نحو 5 أفدنة في منطقة لطيف آباد بإقليم السند جنوب شرقي البلاد، حيث يتدفق نهر السند إلى بحر العرب، بعد أن ينبع في التبت ويمر عبر الهند.

وعبّر أكثر من 15 مزارعاً باكستانياً وكثير من الخبراء الآخرين عن مخاوفهم، خصوصاً أن الأمطار كانت نادرة في السنوات القليلة الماضية.

نساء يعملن في الحقل على مشارف حيدر آباد في باكستان (رويترز)
نساء يعملن في الحقل على مشارف حيدر آباد في باكستان (رويترز)

وللمرة الأولى، علقت الهند يوم الأربعاء معاهدة مياه نهر السند لعام 1960، التي توسط فيها البنك الدولي والتي تضمن المياه لنحو 80 في المائة من المزارع الباكستانية، قائلة إن هذا التعليق سيظل سارياً حتى «تتخلى باكستان بشكل موثوق ولا رجعة فيه، عن دعمها للإرهاب عبر الحدود»، وفقاً لما ذكرته وكالة «رويترز» للأنباء.

وتقول الهند إن اثنين من المسلحين الثلاثة الذين هاجموا السياح وقتلوا 26 شخصاً في كشمير، كانوا من باكستان. ونفت إسلام آباد ضلوعها في الأمر، وقالت إن «أي محاولة لوقف، أو تحويل تدفق المياه التابعة لباكستان... ستُعدّ عملاً حربياً».

وأدت المعاهدة إلى تقسيم نهر السند وروافده بين الدولتين المتنافستين المسلحتين نووياً.

ويقول مسؤولون حكوميون وخبراء من كلا الجانبين، إن الهند لا تستطيع وقف تدفق المياه على الفور، لأن المعاهدة سمحت لها فقط ببناء محطات طاقة كهرومائية دون تخزين كبير، أو سدود على الأنهار الثلاثة المخصصة لباكستان. لكن الأمور قد تبدأ بالتغير خلال بضعة أشهر.

وقال وزير الموارد المائية الهندي تشاندراكانت راغوناث باتيل في تصريحات صحافية: «سنعمل على ضمان عدم وصول أي قطرة من مياه نهر السند إلى باكستان».

ولم يرد على الأسئلة بشأن المخاوف في باكستان.

صيادون ينظفون شبكة صيد في مياه نهر السند الجاف جزئياً في حيدر أباد، باكستان (رويترز)
صيادون ينظفون شبكة صيد في مياه نهر السند الجاف جزئياً في حيدر أباد، باكستان (رويترز)

وقال مسؤولان حكوميان هنديان، رفضا الكشف عن هويتهما نظراً لمناقشة موضوع حساس، إن البلاد قد تبدأ خلال أشهر في تحويل المياه إلى مزارعها باستخدام القنوات، بينما تخطط لبناء سدود كهرومائية قد يستغرق الانتهاء منها ما بين 4 و7 سنوات.

وقال كوشفيندر فوهرا، رئيس لجنة المياه المركزية الهندية الذي تقاعد في الآونة الأخيرة، إن الهند ستتوقف على الفور عن تبادل البيانات مثل التدفقات المائية في مواقع مختلفة من الأنهار التي تتدفق عبر الهند، وستمتنع عن إصدار تحذيرات من الفيضانات، وتتخطى الاجتماعات السنوية في إطار لجنة نهر السند الدائمة التي يرأسها مسؤول واحد من كل من البلدين.

وقال فوهرا، الذي كان يشغل أيضاً منصب مفوض نهر السند في الهند، ويقدم الآن المشورة للحكومة من حين لآخر: «لن يكون بحوزتهم كثير من المعلومات بشأن موعد وصول المياه، أو كمية المياه التي ستصل».

وتابع: «من دون المعلومات، لا يستطيعون التخطيط».

ولا يقتصر الأمر على الزراعة فحسب، بل إن نقص المياه سيؤثر أيضاً على توليد الكهرباء، وقال خبراء اقتصاد إن هذا قد يؤدي إلى شلل الاقتصاد.

وقال وقار أحمد، الخبير الاقتصادي ورئيس فريق العمل بشركة «أوكسفورد بوليسي ماندجمنت» البريطانية، إن باكستان قللت من شأن التهديد المتمثل في انسحاب الهند من المعاهدة.

وأضاف أن «الهند لا تملك البنية الأساسية اللازمة لوقف تدفقات المياه، خصوصاً خلال أوقات الفيضانات، لذا فإن هذه الفترة توفر فرصة حاسمة لباكستان، لمعالجة عدم الكفاءة في قطاع المياه لديها».

نزاعات التشغيل

في السنوات القليلة الماضية، سعت حكومة رئيس الوزراء الهندي ناريندرا مودي، إلى إعادة التفاوض على المعاهدة، وحاولت الدولتان تسوية بعض خلافاتهما في المحكمة الدائمة للتحكيم في لاهاي بشأن حجم منطقة تخزين المياه بمحطتي كيشينجانجا وراتل للطاقة الكهرومائية.

وقال فوهرا: «يمكننا الآن متابعة مشاريعنا بإرادتنا الحرة».

وفي رسالة يوم الخميس، أبلغت الهند باكستان بأن الظروف تغيرت منذ توقيع المعاهدة، بما في ذلك الزيادة السكانية، والحاجة إلى مصادر طاقة أكثر نظافة، في إشارة إلى الطاقة الكهرومائية.

مجرى نهر السند الجاف في حيدر أباد، باكستان (رويترز)
مجرى نهر السند الجاف في حيدر أباد، باكستان (رويترز)

وقال متحدث باسم البنك الدولي إن البنك «وقع على المعاهدة لمجموعة محدودة من المهام المحددة»، وإنه «لا يبدي رأيه في القرارات السيادية المتعلقة بالمعاهدة التي تتخذها الدول الأعضاء».

وقال نديم شاه، الذي يملك مزرعة مساحتها 150 فداناً في السند، ويزرع فيها القطن وقصب السكر والقمح والخضراوات، إنه يشعر بالقلق أيضاً بشأن مياه الشرب.

وقال «لدينا ثقة في الله، ولكن هناك مخاوف بشأن تصرفات الهند».

وتروي الأنهار الثلاثة المخصصة لباكستان، وهي دولة يبلغ عدد سكانها 240 مليون نسمة، أكثر من 16 مليون هكتار من الأراضي الزراعية، أو ما يصل إلى 80 في المائة من إجمالي الأراضي الزراعية.