الصين تصدر أعلى مستوى إنذار بعد أمطار غزيرة وفيضانات جنوب البلاد

تظهر هذه الصورة الجوية  المباني والشوارع التي غمرتها المياه بعد هطول أمطار غزيرة في تشينغيوان بمقاطعة قوانغدونغ بجنوب الصين (أ.ف.ب)
تظهر هذه الصورة الجوية المباني والشوارع التي غمرتها المياه بعد هطول أمطار غزيرة في تشينغيوان بمقاطعة قوانغدونغ بجنوب الصين (أ.ف.ب)
TT

الصين تصدر أعلى مستوى إنذار بعد أمطار غزيرة وفيضانات جنوب البلاد

تظهر هذه الصورة الجوية  المباني والشوارع التي غمرتها المياه بعد هطول أمطار غزيرة في تشينغيوان بمقاطعة قوانغدونغ بجنوب الصين (أ.ف.ب)
تظهر هذه الصورة الجوية المباني والشوارع التي غمرتها المياه بعد هطول أمطار غزيرة في تشينغيوان بمقاطعة قوانغدونغ بجنوب الصين (أ.ف.ب)

أصدرت السلطات الصينية اليوم (الثلاثاء) أعلى مستوى إنذار في مناطق بجنوب البلاد بسبب الأمطار الغزيرة والفيضانات التي أدت إلى مقتل أربعة أشخاص على الأقل في مقاطعة قوانغدونغ، وهي الأكبر من حيث التعداد السكاني.

وبات مستوى الإنذار الأحمر نافذاً اعتباراً من الساعة 11:00 بالتوقيت المحلي (03:00 بتوقيت غرينتش) الثلاثاء في شينزن، وفق ما أفادت هيئة الأرصاد الجوية في هذه المدينة التي يبلغ عدد سكانها 17.7 مليون نسمة، والواقعة مقابل هونغ كونغ.

وحذّرت السلطات من خطر «مرتفع للغاية» من حصول فيضانات خلال فترة من تساقط الأمطار الغزيرة يتوقع أن تستمر لما بين «ساعتين وثلاث ساعات».

والأمطار الغزيرة ليست أمراً غير معتاد في جنوب الصين، خصوصاً في الصيف، إلا أنها نادراً ما تحصل خلال فصل الربيع.

وتشهد قوانغدونغ أمطاراً غزيرة منذ الخميس. وهذه المقاطعة هي الأكبر من حيث عدد السكان في الصين مع 127 مليون نسمة، وتحظى بأهمية محورية في قطاع الصناعة، إذ تضم عشرات الآلاف من المصانع، وغالبية إنتاجها مخصص للتصدير.

وأدت الأمطار والفيضانات إلى مقتل أربعة أشخاص على الأقل، وإجلاء عشرات الآلاف من السكان، وفق ما أفادت السلطات في حصيلة صادرة الاثنين.

مشهد من أعلى لمياه الأمطار والفيضانات التي تغمر جنوب الصين (أ.ف.ب)

وتسبّب هطول الأمطار في ارتفاع منسوب الأنهر، وأثار مخاوف من فيضانات «لا يحدث مثلها سوى مرّة واحدة في قرن من الزمن»، وفق السلطات.

انزلاق للتربة

والظواهر المناخية القصوى معروفة في الصين، لكنها اشتدّت في الأعوام الأخيرة في البلد الذي شهد فيضانات غزيرة، وموجات جفاف حاد، ودرجات حرارة قياسية.

ويجعل التغيّر المناخي الناجم عن غازات الدفيئة البشرية المصدر الظواهر المناخية القصوى أكثر شدّة وتواتراً، مع العلم أن الصين هي أكبر ملوِث بهذه الغازات.

وفي سبتمبر (أيلول)، عانت شينزن من هطول أمطار غزيرة كانت الأشد منذ بدء تسجيل الإحصاءات المناخية في العام 1952، وفق ما أفاد الإعلام الرسمي.

وفي الأيام الأخيرة، أفادت وكالة أنباء الصين الجديدة «شينخوا» الرسمية أنّه تمّ إجلاء أكثر من مائة ألف شخص في قوانغدونغ، ونقلهم إلى أماكن أخرى، وتم إجلاء جزء منهم من تشينغيوان الواقعة على ضفتي نهر بي في منطقة دلتا نهر اللؤلؤة.

وتسبّب سوء الأحوال الجوية في الأيام الأخيرة في انزلاقات للتربة في مناطق جبلية.

وفي هذا الإطار، أفادت قناة «سي سي تي في» الحكومية عن إصابة ستة أشخاص على الأقل جراء انزلاقات للتربة في منطقة جيانغوان في شمال مقاطعة قوانغدونغ.

وتُظهر لقطات بثّتها القناة منازل على ضفاف نهر دمّرها سيل من الطين، وأشخاصاً يعالَجون من قبل خدمات الطوارئ في ملعب رياضي غمرت المياه أرضيته.

وحذرت خدمات الأرصاد الجوية من أن المقاطعات المتاخمة لقوانغدونغ، بما في ذلك فوجيان (شرق) وقويتشو (جنوب غرب)، ستهطل عليها أمطار غزيرة.


مقالات ذات صلة

ترمب يختار السيناتور السابق ديفيد بيرديو سفيراً لدى الصين

الولايات المتحدة​ ديفيد بيرديو مرشح الرئيس الأميركي المنتخب دونالد ترمب لمنصب سفير الولايات المتحدة لدى الصين (أ.ب)

ترمب يختار السيناتور السابق ديفيد بيرديو سفيراً لدى الصين

قال الرئيس الأميركي المنتخب دونالد ترمب إنه اختار السيناتور السابق ديفيد بيرديو ليكون سفيراً للولايات المتحدة لدى الصين.

«الشرق الأوسط» (واشنطن)
آسيا الرئيس الصيني شي جينبينغ يتفقد القوات الصينية في هونغ كونغ خلال فعالية عام 2017 بمناسبة الذكرى العشرين لتسليم المدينة من الحكم البريطاني (رويترز)

شي جينبينغ يحض الجيش الصيني على مكافحة الفساد

حض الرئيس الصيني شي جينبينغ الجيش على «مكافحة الفساد» وتركيز قدراته على «كسب الحروب» فيما تشدد بكين إجراءاتها ضد الفساد في أوساط قواتها المسلحة.

«الشرق الأوسط» (بكين)
العالم العربي آلية عسكرية تقل عناصر من «هيئة تحرير الشام» في حلب (رويترز)

الصين تدعو مواطنيها لمغادرة سوريا «في أقرب وقت»

أرسلت السفارة الصينية بلاغاً عاجلاً دعت فيه مواطنيها لمغادرة سوريا «في أقرب وقت».

«الشرق الأوسط» (بكين)
العالم العلمان الصيني والأميركي خارج مبنى شركة أميركية في بكين، الصين 21 يناير 2021 (رويترز)

بكين تفرض عقوبات على شركات صناعات عسكرية أميركية لبيعها أسلحة لتايوان

قالت وزارة الخارجية الصينية إن بكين قررت فرض عقوبات على 13 شركة صناعات عسكرية أميركية ومديريها التنفيذيين اعتباراً من اليوم (الخميس).

«الشرق الأوسط» (بكين)
العالم الصين تحظر صادرات مواد متعلقة بمعادن الغاليوم والجرمانيوم والأنتيمون التي لها استخدامات عسكرية محتملة إلى أميركا (رويترز)

الصين تحظر تصدير معادن أساسية إلى أميركا وسط حرب تجارية محتملة

قالت الصين، الثلاثاء، إنها حظرت صادرات مواد متعلقة بمعادن الغاليوم والجرمانيوم والأنتيمون التي لها استخدامات عسكرية محتملة إلى الولايات المتحدة.

«الشرق الأوسط» (بكين)

عودة التوتر بين الصين وتايوان

صورة نشرتها تايبيه الاثنين تظهر سفينة صينية (وسط) لدى مرورها بين سفينتين تايوانيتين خلال الأيام الماضية (أ.ف.ب)
صورة نشرتها تايبيه الاثنين تظهر سفينة صينية (وسط) لدى مرورها بين سفينتين تايوانيتين خلال الأيام الماضية (أ.ف.ب)
TT

عودة التوتر بين الصين وتايوان

صورة نشرتها تايبيه الاثنين تظهر سفينة صينية (وسط) لدى مرورها بين سفينتين تايوانيتين خلال الأيام الماضية (أ.ف.ب)
صورة نشرتها تايبيه الاثنين تظهر سفينة صينية (وسط) لدى مرورها بين سفينتين تايوانيتين خلال الأيام الماضية (أ.ف.ب)

أعلنت الحكومة التايوانية، الاثنين، وضع قواتها المسلحة في حالة تأهّب «عالٍ»، مشيرة إلى أن الصين فرضت قيوداً جوية واسعة النطاق قبالة ساحلها الشرقي.

ووسط عودة التوتر بين الجانبين، قالت وزارة الدفاع التايوانية، في بيان، إنّ جيش التحرير الشعبي أنشأ «سبع مناطق قيود في المجال الجوي لمنطقتي تشجيانغ وفوجيان الشرقيتين»، وهما مقاطعتان صينيتان تقعان قبالة تايوان. وأضافت أنّ هذه القيود سارية من الاثنين إلى الأربعاء.

كذلك، أعلنت تايبيه رصد سفن صينية تبحر بالقرب من مضيق تايوان وفي المحيط الهادئ، مشيرة إلى أنّها، رداً على ذلك، شاركت في «مناورات تحضيرية للقتال». وأوضحت وزارة الدفاع، في بيانها، أنّها «شاركت في مناورات تحضيرية للقتال تأخذ في الاعتبار تهديدات الأعداء والظروف الجوية والتمركز التكتيكي».

وذكرت وزارة الدفاع التايوانية أن «أي إجراءات أحادية الجانب ومتهورة واستفزازية من شأنها أن تدمّر على نحو خطير السلام والاستقرار في منطقة المحيطَيْن الهندي والهادئ، وهذا ما لن يرحّب به المجتمع الدولي».

وفي المقابل، تعهّدت الصين بـ«الدفاع» عن سيادتها، مؤكدة أنّ تايوان «جزء لا يتجزأ» من أراضيها. وأكدت المتحدثة باسم وزارة الخارجية الصينية، ناو نينغ، أن «الصين ستدافع بشدّة عن سيادتها الوطنية وسلامة أراضيها»، في وقت بدأت فيه تايوان تدريبات على الاستعداد للقتال.

وتأتي القيود الجوية الصينية وإعلان تايبيه عن «مناورات تحضيرية للقتال، بعد أيام من نهاية جولة الرئيس التايواني لاي تشينغ تي في المحيط الهادئ، التي أدانتها بكين بقوة».

وتُعد الصين تايوان جزءاً من أراضيها، وتعارض أي اعتراف دولي بالجزيرة. وتعود جذور النزاع بين تايوان والصين إلى عام 1949 عندما فرّت القوى القومية بقيادة تشانغ كاي تشيك إلى الجزيرة، إثر هزيمتها أمام القوى الشيوعية بقيادة ماو تسي تونغ.

وكانت جولة لاي في المحيط الهادئ أول رحلة خارجية له منذ تولي منصبه في مايو (أيار) الماضي. وتعارض الصين أي اتصالات عالية المستوى بين تايبيه ودول أخرى.