«صداقة أبدية»... الصين وكوريا الشمالية تدشنان «فصلاً جديداً» في العلاقات

رئيس اللجنة الدائمة لمجلس الشعب الأعلى في كوريا الشمالية تشوي ريونغ هاي (يمين) يلتقي بنظيره الصيني تشاو له جي خلال مأدبة عشاء في بيونغ يانغ (د.ب.أ)
رئيس اللجنة الدائمة لمجلس الشعب الأعلى في كوريا الشمالية تشوي ريونغ هاي (يمين) يلتقي بنظيره الصيني تشاو له جي خلال مأدبة عشاء في بيونغ يانغ (د.ب.أ)
TT

«صداقة أبدية»... الصين وكوريا الشمالية تدشنان «فصلاً جديداً» في العلاقات

رئيس اللجنة الدائمة لمجلس الشعب الأعلى في كوريا الشمالية تشوي ريونغ هاي (يمين) يلتقي بنظيره الصيني تشاو له جي خلال مأدبة عشاء في بيونغ يانغ (د.ب.أ)
رئيس اللجنة الدائمة لمجلس الشعب الأعلى في كوريا الشمالية تشوي ريونغ هاي (يمين) يلتقي بنظيره الصيني تشاو له جي خلال مأدبة عشاء في بيونغ يانغ (د.ب.أ)

أكد كبير المشرعين الصينيين ومسؤول كوري شمالي بارز على فتح «فصل جديد» في العلاقات بين بكين وبيونغ يانغ، حسبما ذكرت وسائل إعلام رسمية كورية شمالية، خلال لقاء يعد من الأرفع مستوى بين البلدين الحليفين منذ سنوات، وفقاً لـ«وكالة الصحافة الفرنسية».

ويقوم تشاو له جي، المسؤول الثالث في الصين والعضو في اللجنة الدائمة للمكتب السياسي للجنة المركزية للحزب الشيوعي الصيني، بزيارة إلى الدولة المسلحة نووياً بالتزامن مع إحياء البلدين ذكرى مرور 75 عاماً على إقامة العلاقات الدبلوماسية بينهما.

والصين أكبر شريك اقتصادي وحليف دبلوماسي لكوريا الشمالية، وتعطل إلى جانب روسيا، الجهود التي تقودها واشنطن في مجلس الأمن الدولي بهدف تشديد العقوبات على نظام الزعيم كيم جونغ أون رداً على تجارب الأسلحة المتزايدة التي يجريها.

وحضر تشاو ونظيره الكوري الشمالي تشوي ريونغ هاي مراسم انطلاق «عام الصداقة بين الصين وكوريا الديمقراطية» في بيونغ يانغ أمس (الجمعة)، على ما ذكرت «وكالة الأنباء المركزية الكورية الشمالية».

أفراد من الشرطة الصينية يقومون ببناء سياج في حين يظهر العَلَمان الكوري الشمالي والصيني جانباً (أ.ب)

وقال تشاو في كلمة إن «السياسة الاستراتيجية المتسقة» لبكين هي «الدفاع بنجاح عن العلاقات بين الصين وكوريا الشمالية وتوطيدها وتطويرها»، وفق الوكالة.

وأضاف أن الصين على استعداد «لتنفيذ التوافق المهم» الذي توصل له البلدان، و«كتابة فصل جديد من فصول الصداقة» بين البلدين.

من ناحيته، قال تشوي ريونغ هاي إن العلاقة بين البلدين «بلغت ذروة جديدة في ظل القيادة الحكيمة» لقادتهما، حسبما أوردت الوكالة.

وجلس تشوي وتشاو إلى جانب بعضهما لمتابعة عروض «فرق فنية عريقة»، وفق الوكالة.

وارتدى بعض الفنانين أزياء كورية وصينية تقليدية، وفي نهاية الفعالية على ما يبدو عُرض رسم ضخم لعلمَي البلدين أُرفق بعبارة: «صداقة أبدية».

وتشاو ثالث أكبر مسؤول صيني بعد الرئيس شي جينبينغ، ورئيس الوزراء لي تشيانغ.

ويعود آخر لقاء بين شي والزعيم الكوري الشمالي إلى 2019 قبل تفشي جائحة «كورونا»، ما يجعل اللقاء بين تشاو وتشوي أحد أبرز الاجتماعات في سنوات.

تشاو له جي (يسار) يجري محادثات مع تشوي ريونغ هاي في بيونغ يانغ (إ.ب.أ)

وذكرت تقارير وسائل إعلام محلية في كوريا الجنوبية أن زيارة تشاو قد تتضمن التخطيط لزيارة دولة محتملة مقبلة لكيم إلى بكين.

وسعى كيم لتعزيز العلاقات مع بكين بموازاة رفعه النبرة العدائية تجاه كوريا الجنوبية.

هذا العام، أعلن كيم أن سيول هي «العدو الرئيسي» لبلاده، وقام بحل وكالات تعمل لإعادة التوحيد مع الجنوب والتواصل، وهدد بالحرب إذا تعدى الجنوب «حتى على 0.0001 ملم» من أراضي كوريا الشمالية.

وذكرت وكالة أنباء الصين الجديدة (شينخوا) أمس أن تشاو وتشوي ناقشا «الوضع في شبه الجزيرة الكورية»، مضيفة أن تشاو عبر عن استعداد بكين لـ«تكثيف التبادل والتعاون التشريعي».


مقالات ذات صلة

ترمب يبحث مع الرئيس الصيني التجارة و«تيك توك»

الولايات المتحدة​ ترمب يلتقي الرئيس الصيني شي جينبينغ في قمة «مجموعة العشرين» بأوساكا في 29 يونيو 2019 (رويترز)

ترمب يبحث مع الرئيس الصيني التجارة و«تيك توك»

ذكرت وسائل إعلام صينية رسمية أن الرئيس الصيني شي جينبينغ أجرى محادثات هاتفية مع الرئيس الأميركي المنتخب دونالد ترمب.

«الشرق الأوسط» (بكين)
آسيا أشخاص في شارع مخصَّص للطعام ببكين (أ.ف.ب)

انخفاض عدد سكان الصين للعام الثالث على التوالي

أفادت الحكومة الصينية اليوم الجمعة بأن عدد سكان الصين قد انخفض، العام الماضي، للعام الثالث على التوالي، مما يشير إلى مزيد من التحديات الديموغرافية للبلاد.

«الشرق الأوسط» (تايبيه)
آسيا أمهات مع أطفالهن خارج أحد المحلات في تشنغتشو الصينية 12 أبريل 2021 (رويترز)

تقرير: السلطات الصينية تمارس ضغوطاً على النساء لحثّهن على الإنجاب

في الصين، تواجه النساء ضغوطاً متزايدة من السلطات للإنجاب في ظل أزمة ديموغرافية حادة. واشتكت نساء من التدخّل بخصوصياتهن، وفق ما نقلته صحيفة «لوفيغارو» الفرنسية.

«الشرق الأوسط» (باريس)
الولايات المتحدة​ الرئيس البنمي حينها خوان كارلوس فاريلا يتحدث مع الرئيس الأميركي دونالد ترمب خلال اجتماع في المكتب البيضوي بالبيت الأبيض في العاصمة واشنطن... 19 يونيو 2017 (رويترز)

بعد تهديده باستعادة القناة... هل يدفع ترمب بنما لمزيد من التقارب مع الصين؟

حذّر مسؤولون أميركيون سابقون من أن تهديد الرئيس الأميركي المنتخب ترمب بالقوة العسكرية لاستعادة قناة بنما قد ينفّر الحكومة البنمية ويدفعها للاقتراب من الصين.

«الشرق الأوسط» (نيويورك)
الولايات المتحدة​ الرئيس الأميركي جو بايدن خلال لقائه بقادة كوبيين أميركيين بالبيت الأبيض في واشنطن يوم 30 يوليو 2021 (رويترز)

بايدن يعلن حظر التكنولوجيا الصينية والروسية في السيارات «لحماية الأمن القومي»

أعلن الرئيس الأميركي المنتهية ولايته، جو بايدن، الثلاثاء، حظراً على التكنولوجيا الصينية والروسية في السيارات؛ مشيراً إلى مخاوف تتعلق بالأمن القومي.

«الشرق الأوسط» (واشنطن)

كوريا الجنوبية: القضاء يمدّد توقيف الرئيس المعزول ومحتجّون يقتحمون مقر المحكمة

أنصار رئيس كوريا الجنوبية المعزول يون سوك يول خارج المحكمة (أ.ف.ب)
أنصار رئيس كوريا الجنوبية المعزول يون سوك يول خارج المحكمة (أ.ف.ب)
TT

كوريا الجنوبية: القضاء يمدّد توقيف الرئيس المعزول ومحتجّون يقتحمون مقر المحكمة

أنصار رئيس كوريا الجنوبية المعزول يون سوك يول خارج المحكمة (أ.ف.ب)
أنصار رئيس كوريا الجنوبية المعزول يون سوك يول خارج المحكمة (أ.ف.ب)

مدّدت محكمة كورية جنوبية، يوم الأحد بالتوقيت المحلي، توقيف رئيس البلاد يون سوك يول، المعزول على خلفية محاولته فرض الأحكام العرفية، في قرار أثار حفيظة مناصرين له سرعان ما اقتحموا مقر المحكمة.

وعلّلت محكمة سيول، حيث مثل الرئيس المعزول، القرار بـ«تخوّف» من أن يعمد الأخير إلى «إتلاف أدلة» في تحقيق يطاله، وفق ما ذكرته «وكالة الصحافة الفرنسية».

ومثل يون أمام القضاء للبتّ في طلب تمديد احتجازه، بعد توقيفه للتحقيق معه في محاولته فرض الأحكام العرفية في البلاد.

وتجمع عشرات الآلاف من أنصاره خارج قاعة المحكمة، وبلغ عددهم 44 ألفاً بحسب الشرطة، واشتبكوا مع الشرطة، وحاول بعضهم دخول قاعة المحكمة أو مهاجمة أفراد من قوات الأمن جسدياً.

وأفاد مسؤول في الشرطة المحلية، «وكالة الصحافة الفرنسية»، باعتقال 40 متظاهراً في أعقاب أعمال العنف. وردد المتظاهرون شعارات مؤيدة للرئيس المعزول، وحمل كثير منهم لافتات كُتب عليها «أطلقوا سراح الرئيس».

وتحدث يون الذي أغرق كوريا الجنوبية في أسوأ أزماتها السياسية منذ عقود، مدّة 40 دقيقة أمام المحكمة، بحسب ما أفادت وكالة «يونهاب».

وكان محاميه يون كاب كون، قد قال سابقاً إن موكّله يأمل في «ردّ الاعتبار» أمام القضاة. وصرّح المحامي للصحافيين بعد انتهاء الجلسة بأن الرئيس المعزول «قدّم أجوبة وتفسيرات دقيقة حول الأدلّة والأسئلة القانونية».

وأحدث يون سوك يول صدمة في كوريا الجنوبية ليل الثالث من ديسمبر (كانون الأول) عندما أعلن الأحكام العرفية، مشدداً على أن عليه حماية كوريا الجنوبية «من تهديدات القوى الشيوعية الكورية الشمالية والقضاء على العناصر المناهضة للدولة».

ونشر قوات في البرلمان لكن النواب تحدوها وصوتوا ضد الأحكام العرفية. وألغى يون الأحكام العرفية بعد 6 ساعات فقط.

وفي 14 ديسمبر، اعتمدت الجمعية الوطنية مذكّرة للإطاحة به، ما تسبّب في تعليق مهامه. لكنه يبقى رسمياً رئيس البلد، إذ إن المحكمة الدستورية وحدها مخوّلة سحب المنصب منه.