استطلاع: المعارضة الكورية الجنوبية تعزز غالبيتها في الانتخابات البرلمانية

وسط إقبال كبير بعد حملات ركزت على الاقتصاد والفساد

استطلاع رأي للناخبين الذين أدلوا بأصواتهم في الانتخابات البرلمانية بمركز اقتراع في حي سيوتشو بسيول (إ.ب.أ)
استطلاع رأي للناخبين الذين أدلوا بأصواتهم في الانتخابات البرلمانية بمركز اقتراع في حي سيوتشو بسيول (إ.ب.أ)
TT

استطلاع: المعارضة الكورية الجنوبية تعزز غالبيتها في الانتخابات البرلمانية

استطلاع رأي للناخبين الذين أدلوا بأصواتهم في الانتخابات البرلمانية بمركز اقتراع في حي سيوتشو بسيول (إ.ب.أ)
استطلاع رأي للناخبين الذين أدلوا بأصواتهم في الانتخابات البرلمانية بمركز اقتراع في حي سيوتشو بسيول (إ.ب.أ)

عزز الحزب الديمقراطي (اليسار الوسط)، القوة المعارضة الرئيسية في كوريا الجنوبية، غالبيته في البرلمان في الانتخابات التشريعية التي جرت اليوم (الأربعاء)، وفقا لاستطلاعات الرأي، بحسب «وكالة الصحافة الفرنسية».

وأظهرت هذه الاستطلاعات التي أورد التلفزيون الكوري الجنوبي نتائجها في ختام الاقتراع، أن أحزاب المعارضة مجتمعة قد تحصل على «غالبية ساحقة» مع ما لا يقل عن 200 مقعد من أصل 300 في الجمعية الوطنية (برلمان أحادي المجلس)، وهو ما يكفي لمواجهة حق النقض الذي يتمتع به الرئيس المحافظ يون سوك يول، أو حتى إقالته.

وتشير استطلاعات الرأي إلى أن الحزب الديمقراطي (يسار الوسط) بزعامة لي جاي ميونغ والأحزاب المتحالفة معه حصلوا على 197 مقعدا، مقارنة بـ156 مقعدا في البرلمان المنتهية ولايته.

ونال حزب سلطة الشعب بزعامة يون 85 إلى 99 مقعدا، مقارنة بـ114 مقعدا في البرلمان المنتهية ولايته.

أما الحزب الجديد المناهض للنظام «حزب إعادة بناء كوريا» الذي أسسه وزير العدل السابق تشو كوك، المحكوم عليه بالسجن لمدة عامين بتهمة الفساد والذي استأنف الحكم، فقد حصل على 12 إلى 14 مقعدا.

ويتوقع المحللون على نطاق واسع أن يتحد تشو مع الديمقراطيين لتشكيل «غالبية ساحقة» ضد حزب سلطة الشعب.

مسؤولون يفرزون الأصوات وسط الانتخابات البرلمانية في غرب سيول (إ.ب.أ)

أجرت القنوات التلفزيونية الرئيسية الثلاث في كوريا الجنوبية هذه الاستطلاعات التي شملت 360 ألف ناخب في جميع أنحاء البلاد.

وتشي هذه النتائج، في حال تأكيدها، بنهاية معقدة لولاية يون الذي فاز بفارق ضئيل في الانتخابات الرئاسية التي أجريت في عام 2022 أمام منافسه لي. وعرقل عدم فوز حزبه بغالبية برلمانية تنفيذ مشروعه السياسي اليميني.

لم تسجل شعبية الرئيس أي ارتفاع وهي تقارب على الدوام 30 في المائة.

يتّبع الرئيس سياسة حازمة تجاه كوريا الشمالية مع تعزيز تحالف بلاده مع الولايات المتحدة والتقرّب من اليابان، القوة الاستعمارية السابقة والتي تكثر الخلافات التاريخية معها.

مسؤولو الانتخابات يقومون بفرز الأصوات مع إغلاق صناديق الاقتراع في غرب سيول (إ.ب.أ)

إقبال كبير

وقد أدلى الناخبون في كوريا الجنوبية بأصواتهم اليوم لانتخاب برلمان جديد، في سباق محتدم يرى بعض المحللين أنه استفتاء على الرئيس وسط أزمة ارتفاع تكلفة المعيشة وموجة من الفضائح السياسية.

ووفقاً للَّجنة الوطنية للانتخابات، أدلى ما يقرب من 25 مليوناً، أو 56.4 في المائة من الناخبين، بأصواتهم، حتى الساعة الثانية بعد الظهر (05:00 بتوقيت غرينتش) بمن في ذلك 14 مليوناً أدلوا بأصواتهم قبل يوم الانتخابات.

وهذه أعلى نسبة مشاركة على الإطلاق في الانتخابات البرلمانية حتى هذه المرحلة، على الرغم من أن الأرقام تقل عن تلك المسجلة في الانتخابات الرئاسية عام 2022 التي أوصلت يون إلى سدة الحكم بفارق ضئيل، حسبما أوردت وكالة «رويترز» للأنباء.

مسؤولو لجنة الانتخابات الوطنية يقومون بفرز الأصوات خلال الانتخابات البرلمانية الثانية والعشرين في سيول (رويترز)

واتهم «الحزب الديمقراطي» المعارض الذي يهيمن بالفعل على المجلس التشريعي المؤلف من 300 عضو، يون وحزب «سلطة الشعب» المحافظ الذي ينتمي إليه بسوء إدارة الاقتصاد، والفشل في كبح جماح التضخم خلال فترة وجودهما في السلطة.

وقال زعيم «سلطة الشعب» هان دونغ هون، إن البلاد ستدخل في أزمة إذا حقق «الحزب الديمقراطي» الذي يواجه زعيمه اتهامات بالفساد، فوزاً كبيراً. وحذَّر من منح المعارضة أغلبية ساحقة لم يسبق لها مثيل تبلغ 200 مقعد، الأمر الذي من شأنه أن يجرد يون من حق نقض القوانين والقرارات.

وفتحت مراكز الاقتراع أبوابها الساعة السادسة صباحاً (21:00 بتوقيت غرينتش أمس الثلاثاء) وتغلق عند الساعة السادسة مساء (09:00 بتوقيت غرينتش).

ومن المتوقع عدم نشر النتائج الرسمية قبل الساعات الأولى من غد الخميس.


مقالات ذات صلة

منع مراقبين من دخول فنزويلا عشية الاستحقاق الرئاسي

أميركا اللاتينية رئيس فنزويلا نيكولاس مادورو يسعى للفوز بولاية ثالثة أمام خصمه السفير السابق إدموندو غونزاليس أوروتيا (أ.ب)

منع مراقبين من دخول فنزويلا عشية الاستحقاق الرئاسي

ساهم قيام كراكاس بمنع رحلة جوية تقل رؤساء دول سابقين من أميركا اللاتينية لمراقبة الانتخابات الرئاسية المقررة الأحد في تفاقم الأجواء المتوترة أصلاً في فنزويلا.

«الشرق الأوسط» (كراكاس)
الولايات المتحدة​ الممثلة الشهيرة جينيفر أنيستون (أ.ب)

«نساء القطط»... جينيفر أنيستون تهاجم فانس لانتقاده هاريس «غير المنجبة»

انتقدت الممثلة الشهيرة، جينيفر أنيستون، جي دي فانس، بعد أن وصف بعض السيدات من الحزب الديمقراطي، بمن في ذلك كامالا هاريس بـ«نساء القطط بلا أطفال».

«الشرق الأوسط» (واشنطن)
الولايات المتحدة​ الرئيس الأميركي السابق دونالد ترمب (أ.ف.ب)

ترمب يحذر: الأبقار قد تحل مكان البشر

يعتقد الرئيس الأميركي السابق والمرشح الجمهوري دونالد ترمب أن الأبقار ستحل مكان البشر في النهاية إذا تم حظر تناول اللحوم الحمراء.

«الشرق الأوسط» (واشنطن)
شمال افريقيا الوزير السابق بلقاسم ساحلي يعلن رفع طعون في قرار رفض ترشحه للرئاسة (إعلام الحملة)

وزير جزائري سابق يطعن في أسباب رفض ترشحه للرئاسة

رفض وزير جزائري سابق المسوّغات التي قدمتها «سلطة الانتخابات» لتفسير رفض ترشحه لاستحقاق الرئاسة، فيما أعلن مرشحان تم قبول ملفهما عزمهما خوض الحملة الشهر المقبل.

«الشرق الأوسط» (الجزائر)
شمال افريقيا الرئيس عبد المجيد تبون أبرز المرشحين للفوز بولاية ثانية (الرئاسة)

غربلة ملفات المرشحين لـ«رئاسة» الجزائر تبقي على 3

سيقتصر السباق في الانتخابات الرئاسية الجزائرية، المقررة في السابع من سبتمبر المقبل، على ثلاثة مترشحين، بحسب ما أعلنت عنه هيئة الانتخابات.

«الشرق الأوسط» (الجزائر)

بنغلاديش تؤكد احتجاز قادة الحركة الطلابية «حفاظاً على سلامتهم»

عناصر من الجيش في حراسة بالقرب من الأمانة العامة للبلاد مع تخفيف حظر التجول بعد الاحتجاجات المناهضة للحصص الوظيفية في دكا (أ.ف.ب)
عناصر من الجيش في حراسة بالقرب من الأمانة العامة للبلاد مع تخفيف حظر التجول بعد الاحتجاجات المناهضة للحصص الوظيفية في دكا (أ.ف.ب)
TT

بنغلاديش تؤكد احتجاز قادة الحركة الطلابية «حفاظاً على سلامتهم»

عناصر من الجيش في حراسة بالقرب من الأمانة العامة للبلاد مع تخفيف حظر التجول بعد الاحتجاجات المناهضة للحصص الوظيفية في دكا (أ.ف.ب)
عناصر من الجيش في حراسة بالقرب من الأمانة العامة للبلاد مع تخفيف حظر التجول بعد الاحتجاجات المناهضة للحصص الوظيفية في دكا (أ.ف.ب)

أعلنت بنغلاديش وضع 3 من قادة الاحتجاجات الطلابية رهن الاحتجاز حفاظاً على سلامتهم، بعد أن قالت إن المظاهرات التي نظمتها مجموعتهم ضد إجراءات التوظيف في الخدمة المدنية هي المسؤولة عن تفجر الاضطرابات التي أوقعت أكثر من 200 قتيل على مستوى البلاد.

وأُخرج ناهد إسلام منسق حركة «طلاب ضد التمييز» واثنان آخران من مسؤولي الحركة بالقوة من مستشفى الجمعة، واقتادهم عناصر من المباحث بملابس مدنية.

وأفضت المظاهرات التي نظمها الثلاثة إلى إجراءات قمعية من الشرطة وأيام من المواجهات مع المحتجين أسفرت عن مقتل 201 شخص على الأقل، وفق حصيلة أعدتها «وكالة الصحافة الفرنسية»، استناداً لعدد الضحايا الذين أعلنتهم الشرطة والمستشفيات.

وقال إسلام في وقت سابق هذا الأسبوع لـ«وكالة الصحافة الفرنسية»، إنه يتلقى العلاج بمستشفى في دكا من إصابات تعرض لها خلال عملية اعتقال سابقة.

ونفت الشرطة في بادئ الأمر احتجاز إسلام وزميليه، قبل أن يؤكد وزير الداخلية أسد الزمان الأمر للصحافيين في ساعة متأخرة الجمعة. وقال: «هم أنفسهم كانوا يشعرون بعدم الأمان. يعتقدون أن بعض الأشخاص يهددونهم».

وأضاف: «لذا نعتقد أنه حفاظاً على سلامتهم ينبغي استجوابهم ومعرفة من يهددهم. بعد الاستجواب نتخذ الخطوة التالية».

ولم يؤكد ما إذا كان الثلاثة قيد الاعتقال رسمياً، أم لا.

وشهدت أيام من الاضطرابات الأسبوع الماضي إحراق مبانٍ حكومية ومراكز للشرطة في دكا، ومواجهات شرسة في الشوارع بين متظاهرين وشرطة مكافحة الشغب في أماكن أخرى من البلاد.

ونشرت حكومة الشيخة حسينة قوات وحجبت الإنترنت على مستوى البلاد، وفرضت حظر تجول لإعادة النظام.

عمليات دهم

اشتعلت الاضطرابات عندما هاجمت الشرطة ومجموعات طلابية مؤيدة للحكومة مظاهرات نظمتها حركة «طلاب ضد التمييز»، وظلت سلمية إلى حد كبير حتى الأسبوع الماضي.

وقال إسلام (26 عاماً) لـ«وكالة الصحافة الفرنسية» من سريره في المستشفى الاثنين، إنه يخشى على حياته.

وأضاف أنه قبل يومين قامت مجموعة من الأشخاص الذين عرفوا أنفسهم بأنهم من شرطة المباحث بعصب عينيه وتقييده بالأصفاد واقتادوه إلى مكان مجهول، حيث تعرض للتعذيب قبل إطلاق سراحه في صباح اليوم التالي.

وقال زميله آصف محمود الذي احتُجز أيضاً في المستشفى الجمعة لـ«وكالة الصحافة الفرنسية»، في وقت سابق، إن الشرطة احتجزته وتعرض للضرب في ذروة اضطرابات الأسبوع الماضي.

واعتقلت الشرطة ما لا يقل عن 4500 شخص منذ بدء الاضطرابات.

وقال مفوض شرطة دكا بيبلوب كومار ساركر لـ«وكالة الصحافة الفرنسية»: «نفذنا عمليات دهم في العاصمة وسنواصل المداهمات حتى اعتقال الجناة».

وأضاف: «نحن لم نعتقل الطلاب بشكل عام، بل فقط أولئك الذين خربوا الممتلكات الحكومية وأضرموا النار فيها».