حظر المدارس الإسلامية في ولاية هندية قبل الانتخابات

صبي مسلم يقرأ القرآن في مدرسة دينية في أول أيام شهر رمضان بالهند (رويترز)
صبي مسلم يقرأ القرآن في مدرسة دينية في أول أيام شهر رمضان بالهند (رويترز)
TT
20

حظر المدارس الإسلامية في ولاية هندية قبل الانتخابات

صبي مسلم يقرأ القرآن في مدرسة دينية في أول أيام شهر رمضان بالهند (رويترز)
صبي مسلم يقرأ القرآن في مدرسة دينية في أول أيام شهر رمضان بالهند (رويترز)

حظرت محكمة في الهند المدارس الإسلامية في أوتار براديش وهي الولاية الأكثر اكتظاظاً بالسكان في البلاد. وقد تزيد هذه الخطوة الجفاء بين كثير من المسلمين وحكومة رئيس الوزراء ناريندرا مودي القومية الهندوسية قبل الانتخابات العامة، وفق ما ذكرته وكالة «رويترز» للأنباء.

ويلغي الحكم الذي صدر، الجمعة، قانوناً أُقر في عام 2004 بشأن إدارة المدارس الدينية في ولاية أوتار براديش. وذكر الحكم أن هذه المدارس تخالف العلمانية المنصوص عليها في الدستور الهندي، ويأمر بنقل الطلاب إلى مدارس تقليدية.

وقال إفتخار أحمد جافيد رئيس مجلس التعليم بالمدارس الدينية في الولاية إن قرار المحكمة يؤثر على 2.7 مليون طالب و10 آلاف معلم في 25 ألف مدرسة. ويشكل المسلمون خُمس سكان الولاية البالغ عددهم 240 مليون نسمة.

وتجري الهند انتخابات عامة في الفترة بين أبريل (نيسان) ويونيو (حزيران). ومن المتوقع على نطاق واسع أن يفوز بها حزب «بهاراتيا جاناتا» الذي يتزعمه مودي.

واتهم مسلمون وجماعات تعمل في مجال حقوق الإنسان بعض أعضاء حزب «بهاراتيا جاناتا» والمنتسبين إليه بالترويج لخطاب الكراهية المعادي للإسلام، ومنع التحقيق في الجرائم، والمعاقبة عليها دون سلطة قانونية، وهدم ممتلكات تعود لمسلمين.

وينفي مودي وجود تمييز ديني في الهند.

ويقول حزب «بهاراتيا جاناتا» إن الحكومة تصحح أخطاءً تاريخية من بينها افتتاح معبد هندوسي حديثاً في موقع مسجد يعود إلى القرن السادس عشر هُدم في عام 1992. ويعتقد كثير من الهندوس أن المسجد بُني في المكان الذي وُلد فيه الملك الإله رام وفوق معبد هدم في عهد الحاكم المغولي بابور.

وقال راكيش تريباثي المتحدث باسم حزب «بهاراتيا جاناتا» في ولاية أوتار براديش، الذي يدير حكومة الولاية، إن الحكومة ليست ضد المدارس الدينية، وإنها تشعر بالقلق إزاء تعليم الطلاب المسلمين.

وأوضح: «لسنا ضد أي مدرسة، ولكننا ضد الممارسات التمييزية. نحن ضد التمويل غير القانوني، وستقرر الحكومة اتخاذ مزيد من الإجراءات بعد الاطلاع على أمر المحكمة».


مقالات ذات صلة

تباين «عراقي - إيراني» بشأن طلب أميركي بحل «الحشد»

المشرق العربي رئيس الوزراء العراقي محمد شياع السوداني يتوسّط رئيس «الحشد الشعبي» فالح الفياض ورئيس أركانه «أبو فدك» (أرشيفية - إعلام حكومي)

تباين «عراقي - إيراني» بشأن طلب أميركي بحل «الحشد»

تباينت مواقف رسمية بين بغداد وطهران بشأن مطالب أميركية بحل «الحشد الشعبي» في العراق، بالتزامن مع إعلان زعيم التيار الصدري مقتدى الصدر مقاطعة الانتخابات المقبلة.

حمزة مصطفى (بغداد)
المشرق العربي عراقيون في شط العرب قرب مرفأ البصرة يوم 20 يونيو الجاري (أ.ف.ب)

«محافظة الزبير» تثير جدلاً في العراق

أثار مقترح بتحويل أحد أقضية البصرة (جنوب العراق) إلى محافظة جديدة، جدلاً سياسياً حول تغييرات إدارية في البلاد بالتزامن مع انطلاق التحضيرات لانتخابات البرلمانية.

حمزة مصطفى (بغداد)
المشرق العربي موظف في مفوضية الانتخابات العراقية يحمل صندوقاً لفرز أصوات الاقتراع المحلي في ديسمبر 2023 (أ.ف.ب)

انتخابات العراق في موعدها... وتغيير القانون مستبعد

حسمت مفوضية الانتخابات العراقية، الجدل حول إمكانية تأجيل الاقتراع العام المقرر إجراؤه في نوفمبر (تشرين الثاني)، واستبعدت تغيير القانون.

فاضل النشمي (بغداد)
الولايات المتحدة​ الرئيس الأميركي دونالد ترمب يرد على أسئلة وسائل الإعلام في البيت الأبيض 25 مارس 2025 (إ.ب.أ)

ترمب يوقّع أمراً تنفيذياً لإصلاح الانتخابات الأميركية يتضمن شرط الجنسية

وقّع الرئيس الأميركي دونالد ترمب، اليوم (الثلاثاء)، أمراً تنفيذياً شاملاً لإصلاح الانتخابات في الولايات المتحدة، بما في ذلك اشتراط تقديم إثبات الجنسية.

«الشرق الأوسط» (واشنطن)
العالم الرئيس الفرنسي حينها نيكولا ساركوزي يصافح الزعيم الليبي معمر القذافي لدى وصول الأول في زيارة رسمية إلى ليبيا في 25 يوليو 2007 (أ.ف.ب)

فرنسا: ساركوزي كان «صاحب القرار الفعلي» في الصفقة المبرمة مع القذافي

أكّدت النيابة المالية الفرنسية أن الرئيس الفرنسي الأسبق نيكولا ساركوزي كان «صاحب القرار والراعي الفعلي» لصفقة الفساد التي أبرمها معاونان له مع القذافي سنة 2005.

«الشرق الأوسط» (باريس)

تدفق المساعدات إلى ميانمار وارتفاع عدد قتلى الزلزال إلى 1700

قال المجلس العسكري الحاكم في ميانمار إن عدد قتلى الزلزال ارتفع إلى 1700 في حين بلغ عدد المصابين 3400 (أ.ف.ب)
قال المجلس العسكري الحاكم في ميانمار إن عدد قتلى الزلزال ارتفع إلى 1700 في حين بلغ عدد المصابين 3400 (أ.ف.ب)
TT
20

تدفق المساعدات إلى ميانمار وارتفاع عدد قتلى الزلزال إلى 1700

قال المجلس العسكري الحاكم في ميانمار إن عدد قتلى الزلزال ارتفع إلى 1700 في حين بلغ عدد المصابين 3400 (أ.ف.ب)
قال المجلس العسكري الحاكم في ميانمار إن عدد قتلى الزلزال ارتفع إلى 1700 في حين بلغ عدد المصابين 3400 (أ.ف.ب)

ارتفع عدد قتلى زلزال مدمر في ميانمار، الأحد، ووصلت فرق إنقاذ وإمدادات أجنبية إلى الدولة الفقيرة حيث اكتظت المستشفيات، وهُرع السكان في بعض المناطق للمساعدة في جهود الإغاثة دون توفر المعدات اللازمة، وفقاً لـ«رويترز».

وقال المجلس العسكري الحاكم في ميانمار إن عدد القتلى ارتفع إلى 1700 في حين بلغ عدد المصابين 3400، ولا يزال أكثر من 300 في عداد المفقودين جراء الزلزال الذي ضرب البلاد يوم الجمعة بقوة 7.7 درجة، وهو أحد أقوى الزلازل التي شهدتها الدولة الواقعة في جنوب شرقي آسيا منذ 100 عام.

ونقلت وسائل إعلام رسمية عن رئيس المجلس العسكري، الجنرال مين أونغ هلاينغ، قوله إن عدد القتلى مرشح للزيادة وإن إدارته تواجه وضعاً صعباً، وذلك بعد 3 أيام من توجيهه نداءً نادراً للحصول على مساعدات دولية. والهند والصين وتايلاند من بين الدول المجاورة التي أرسلت مواد إغاثة وفرق إنقاذ، إلى جانب المساعدات والأفراد من ماليزيا وسنغافورة وروسيا.

وقال الاتحاد الدولي لجمعيات الصليب الأحمر والهلال الأحمر، في بيان: «الدمار واسع النطاق، والاحتياجات الإنسانية تزداد كل ساعة». وأضاف البيان: «مع ارتفاع درجات الحرارة واقتراب موسم الرياح بعد أسابيع قليلة، ثمة حاجة ملحة إلى تحقيق الاستقرار للمناطق المتضررة قبل ظهور أزمات ثانوية».

تعهدت الولايات المتحدة بتقديم مساعدات بمليوني دولار «من خلال منظمات المساعدة الإنسانية التي تتخذ من ميانمار مقراً لها»، وقالت في بيان إنه تقرر نشر إحدى فرق التعامل مع الكوارث، التابعة للوكالة الأميركية للتنمية الدولية، في ميانمار.

وضرب الزلزال ميانمار التي تعاني بالفعل من الفوضى في ظل حرب أهلية تصاعدت منذ الانقلاب العسكري في عام 2021، الذي أطاح بالحكومة المنتخبة برئاسة الحائزة على جائزة نوبل، أونغ سان سو تشي، وأدى إلى انتفاضة مسلحة على مستوى البلاد.

وألحق الزلزال أضراراً بالبنية التحتية الحيوية، ومنها جسور وطرق سريعة ومطارات وسكك حديدية، في أنحاء الدولة التي يبلغ عدد سكانها 55 مليون نسمة، مما أدى إلى إبطاء الجهود الإنسانية، في حين تستمر الحرب الأهلية التي شلت الاقتصاد وشردت أكثر من 3.5 مليون شخص وأضعفت النظام الصحي.

وفي بعض المناطق القريبة من مركز الزلزال، قال سكان، لـ«رويترز»، إن المساعدات الحكومية شحيحة حتى الآن مما جعل الناس يعتمدون على أنفسهم.

ونقلت وسائل إعلام رسمية عن رئيس المجلس العسكري هلاينغ القول لمسؤولين: «من الضروري استئناف تشغيل خطوط النقل في أقرب وقت ممكن... من الضروري إصلاح السكك الحديدية وإعادة فتح المطارات أيضاً حتى تكون عمليات الإنقاذ أكثر تأثيراً».

وتشير تقديرات نماذج التنبؤ التي أعدتها هيئة المسح الجيولوجي الأميركية إلى أن عدد القتلى في ميانمار قد يزيد على 10 آلاف، وأن الخسائر قد تتجاوز الناتج الاقتصادي السنوي للبلاد.

«لا مساعدة، لا عمال إنقاذ»

قال مكتب الأمم المتحدة لتنسيق الشؤون الإنسانية، في وقت متأخر من مساء السبت، إن المستشفيات في أنحاء من وسط وشمال غربي ميانمار، ومنها ماندلاي ثاني أكبر مدينة في البلاد وكذلك العاصمة نايبيداو، تواجه صعوبة في التعامل مع تدفق المصابين.

وهز الزلزال أيضاً أجزاء من تايلاند المجاورة، ما أدى إلى انهيار ناطحة سحاب قيد الإنشاء ومقتل 18 شخصاً في أنحاء العاصمة، وفقاً للسلطات التايلاندية.

ولا يزال 76 شخصاً على الأقل محاصرين تحت أنقاض المبنى المنهار، حيث استمرت عمليات الإنقاذ لليوم الثالث على التوالي مع استخدام طائرات مسيّرة وكلاب بوليسية للبحث عن الناجين.

وقالت حكومة الوحدة الوطنية المعارضة، التي تضم أعضاء من الإدارة السابقة، إن الجماعات المسلحة المناهضة للمجلس العسكري تحت قيادتها ستوقف جميع العمليات العسكرية الهجومية لمدة أسبوعين، اعتباراً من اليوم الأحد.

وقال أحد سكان مدينة ساجاينغ القريبة من مركز الزلزال إن المدينة دُمرت بالكامل.

وأضاف عبر الهاتف: «ما نراه هنا هو دمار واسع النطاق، الكثير من المباني انهارت»، مضيفاً أن جزءاً كبيراً من المدينة دون كهرباء منذ وقوع الكارثة وأن مياه الشرب بدأت تنفد. وتابع: «لم نتلقَّ أي مساعدات، ولم نرَ أي عمال إنقاذ».

وذكرت وحدة ساجاينغ الاتحادية، وهي مجموعة سياسية مرتبطة بحكومة الوحدة الوطنية، عبر «فيسبوك»، أن تحطم الجسور يعرقل توصيل المساعدات بما فيها تلك القادمة من ماندلاي.

وأضافت: «الغذاء والدواء غير متوفرين، والعدد المتزايد من المصابين يُثقل كاهل المستشفى المحلي الصغير الذي يفتقر إلى القدرة على علاج جميع المرضى».

«هل يمكنك سماع ندائي؟»

قال عاملا إغاثة واثنان من السكان إن هناك مخاوف من وجود العشرات محاصرين تحت أنقاض المباني المنهارة في أنحاء ماندلاي، لكن لن يتسنى الوصول إلى معظمهم أو انتشالهم دون الاستعانة بمعدات ثقيلة.

وقال أحد عاملي الإغاثة: «تستخدم فرقنا في ماندلاي قفازات العمل والحبال ومستلزمات أساسية للحفر وانتشال الناس». ولم تكشف «رويترز» عن هويتيهما لأسباب أمنية. وأضاف: «هناك عدد لا يُحصى من المحاصرين والمفقودين. يستحيل إحصاء عدد القتلى حالياً؛ نظراً لعدد المحاصرين والمجهولين، إن كانوا على قيد الحياة».

وتوجه عمال إنقاذ روس وهنود إلى ماندلاي، كما وصلت فرق إنقاذ متعددة من الصين وتايلاند وسنغافورة.

وفي بانكوك عند موقع المبنى المنهار المكون من 33 طابقاً، واصل رجال الإنقاذ جهودهم لإنقاذ عشرات العمال المحاصرين تحت الأنقاض وسط أكوام خرسانية محطمة وقضبان معدنية ملتوية.

وصرح تيراساك تونجمو، قائد الشرطة التايلاندية، بأن فريقه من رجال الشرطة وكلاب الإنقاذ يسابقون الزمن للعثور على ناجين، ويكابدون للتنقل بين الحطام المعدني والحواف الحادة في مبنى غير مستقر.

وقال: «يحاول فريقنا حالياً العثور على أي شخص قد يكون لا يزال على قيد الحياة. خلال أول 72 ساعة، علينا أن نحاول إنقاذ من لا يزالون على قيد الحياة».

وبالقرب من عمليات الإنقاذ، وقف أقارب وأصدقاء عمال البناء المفقودين والمحاصرين ينتظرون الأخبار، فيما انهار بعضهم. وصاحت امرأة: «ابنتي بلوي، أنا هنا من أجلك الآن... بلوي! هل يمكنك سماع ندائي عليك؟».