باكستان: فتاة تهرب من غاضبين اتهموها بالإساءة للدين

كانت مرتدية فستاناً مزيناً بكلمات عربية داخل سوق في لاهور

ضابطة شرطة باكستانية تتحدث إلى الحشود الغاضبة في لاهور ويظهر أمامها الزي الذي ارتدته الفتاة المزين بكلمات عربية وأثار غضب الناس (وسائل إعلام باكستانية)
ضابطة شرطة باكستانية تتحدث إلى الحشود الغاضبة في لاهور ويظهر أمامها الزي الذي ارتدته الفتاة المزين بكلمات عربية وأثار غضب الناس (وسائل إعلام باكستانية)
TT

باكستان: فتاة تهرب من غاضبين اتهموها بالإساءة للدين

ضابطة شرطة باكستانية تتحدث إلى الحشود الغاضبة في لاهور ويظهر أمامها الزي الذي ارتدته الفتاة المزين بكلمات عربية وأثار غضب الناس (وسائل إعلام باكستانية)
ضابطة شرطة باكستانية تتحدث إلى الحشود الغاضبة في لاهور ويظهر أمامها الزي الذي ارتدته الفتاة المزين بكلمات عربية وأثار غضب الناس (وسائل إعلام باكستانية)

تحولت مسألة إقدام حشود من الغوغاء على قتل أشخاص، بزعم إساءتهم المزعومة لنصوص أو شخصيات دينية، إلى مشكلة شائعة في المجتمع الباكستاني. وفي معظم هذه الحالات، يستمر اعتداء الجماهير الغاضبة على الضحايا حتى الموت.

ووقع واحد من هذه المواقف الخطيرة داخل سوق مزدحمة في لاهور؛ ثانية كبرى مدن باكستان، عندما حاصر حشد كثيف من أناس غاضبين فتاة صغيرة وهددوا بقتلها، زاعمين أن العباءة التي ترتديها مكتوبة عليها آيات قرآنية.

الفتاة الباكستانية بعد نجاتها من غضب الحشود في لاهور (وسائل إعلام باكستانية)

وبالفعل، وصلت فرقة الشرطة بقيادة ضابط الشرطة الشاب شاهر بانو نقفي، إلى مكان الحادث قبل أن يتمكن الغوغاء من تنفيذ تهديدهم بقتل الفتاة التي كانت تتجول في السوق برفقة أحد أفراد أسرتها عندما تعرضت لهجوم الحشود.

الفتاة الباكستانية قبل إنقاذها في سوق لاهور (وسائل إعلام باكستانية)

وبعد جدال بين الفتاة وعدد قليل من الشباب تجمعوا حولها، لجأت الفتاة إلى متجر قريب، فاحتشد الغوغاء حول المتجر.

وتشير روايات شهود عيان جمعتها «الشرق الأوسط» إلى أن الحشود كانوا في معظمهم من المتسوقين العاديين في السوق، ولم يكن بينهم أي رجل دين.

جنود من الجيش الباكستاني في حالة استنفار بالقرب من موقع تفجير إرهابي خارج مسجد الشرطة في بيشاور (إ.ب.أ)

وفي وقت لاحق، استُدعيت الشرطة التي أنقذت الفتاة اثنين من رجال الدين من مسجد قريب، وبعد فحص العباءة التي كانت ترتديها الفتاة، أخبر رجلا الدين الحشود الغاضبة أنه لا توجد آية قرآنية منقوشة على الفستان. وقال مسؤول في الشرطة لـ«الشرق الأوسط» إن الفستان كتبت عليه كلمة «حلوى».

وقال مسؤول الشرطة، شاهر بانو، لوسائل الإعلام، إن بضعة من الأشخاص الغاضبين كانوا يحملون أسلحة نارية، مضيفاً أن الشرطة كانت تخشى إقدام الغوغاء على الاستعانة بموقد النار من متجر قريب للوجبات الخفيفة، لإشعال النار في المتجر الذي لاذت به الفتاة.

يذكر أن عدداً من العلامات التجارية المحلية أصبحت تُفرط اليوم في استخدام التصميمات التي تتضمن نقش آيات أو كلمات عربية أو فارسية أو أردية على العباءات النسائية. وأصبح هذا الأمر شائعاً للغاية داخل المناطق الحضرية في باكستان على وجه الخصوص.

ويعدّ هذا التهديد لحياة فتاة صغيرة لارتدائها ملابس مكتوباً عليها باللغة العربية حادثة أولى من نوعها في المجتمع الباكستاني.

جنود من الجيش الباكستاني في حالة استنفار بالقرب من موقع تفجير إرهابي خارج مسجد الشرطة في بيشاور (إ.ب.أ)

معلوم أن الشعب الباكستاني عاطفي للغاية بشأن القضايا الدينية، لكنه يجهل في معظمه القراءة والكتابة. ويشير بعض التعليقات الإعلامية إلى أنه لم يكن هناك شخص واحد متعلم بين الغوغاء يستطيع قراءة كلمة «حلوى» باللغة العربية المكتوبة على عباءة الفتاة، ليخبر الحشود الغاضبة أنها ليست آية قرآنية.

وقال مسؤول في الشرطة لوسائل الإعلام إنه عندما وصلوا إلى مكان الحادث، كان هناك حشد من نحو 300 شخص حول المتجر الذي لجأت إليه الفتاة.

وأضاف المسؤول: «انتشر مقطع فيديو لفتاة ترتدي ملابس مكتوباً عليها كلمات عربية، وبدأ الناس يتجمعون في السوق خلال ما بين 15 و20 دقيقة».

في البداية؛ حاول أصحاب المتاجر في السوق مناشدة الغوغاء ترك الفتاة لحالها. وعندما رفضوا، خاطب مسؤول الشرطة شاهر بانو الحشود، وأخبرهم أنه إذا كانت الفتاة متورطة بالفعل في الإساءة إلى مقدسات دينية، فإن الشرطة ستوجه اتهامات جنائية ضدها. إلا إنه بعد أن شهد رجلا دين أن ملابس الفتاة لا تحمل آيات قرآنية، اضطرت الشرطة إلى إنقاذ الفتاة من خلال تغطيتها بشال كبير ونقلها من السوق إلى مركز الشرطة المحلي.


مقالات ذات صلة

بهشلي جدد دعوة أوجلان للبرلمان وأكد عدم وجود خلاف مع إردوغان

شؤون إقليمية يسود جدل واسع في تركيا حول خلافات غير معلنة بين إردوغان وحليفه دولت بهشلي (الرئاسة التركية)

بهشلي جدد دعوة أوجلان للبرلمان وأكد عدم وجود خلاف مع إردوغان

جدد رئيس حزب الحركة القومية دولت بهشلي تمسكه بدعوته لحضور زعيم حزب العمال الكردستاني السجين للحديث أمام البرلمان مشدداً على عدم وجود خلاف مع إردوغان.

سعيد عبد الرازق (أنقرة)
أوروبا استنفار أمني ألماني في شوارع برلين (أرشيفية - د.ب.أ)

توقيف فتى بألمانيا بتهمة التخطيط لتنفيذ هجوم في فترة الأعياد

تفيد السلطات الألمانية بأنها أحبطت هجمات عدة، لكن 3 أشخاص قُتلوا، وجُرح 8 في عملية طعن أثناء مهرجان في أحد شوارع مدينة زولينغن في أغسطس (آب) الماضي.

«الشرق الأوسط» (برلين)
شؤون إقليمية مواجهات بين الشرطة ومحتجّين على عزل رؤساء بلديات جنوب شرقي تركيا (إعلام تركي)

إردوغان: لن نسمح باستغلال إرادة الأمة وموارد السلطة المحلية لدعم الإرهاب

أكّد الرئيس التركي، رجب طيب إردوغان، أنه لن يتم السماح بالسياسة المدعومة بالإرهاب، بينما اعتقل العشرات في احتجاجات على عزل رؤساء بلديات بجنوب شرقي البلاد.

سعيد عبد الرازق (أنقرة)
شؤون إقليمية قوات الشرطة تمنع نائب حزب الشعب الجمهوري المعارض دنيز ياووز يلماظ من دخول مبنى بلدية إسنيورت في إسطنبول الجمعة (إعلام تركي)

حرب شوارع في جنوب شرقي تركيا احتجاجاً على عزل رؤساء بلديات

اندلعت أعمال عنف وشغب تخللتها أعمال حرق ونهب لمحال تجارية في جنوب شرقي تركيا احتجاجاً على عزل 3 رؤساء بلديات منتخبين.

سعيد عبد الرازق (أنقرة)
أفريقيا اجتماع مجلس الأمن القومي يبحث ملفات التهريب والجريمة المنظمة والمهاجرين غير النظاميين (موقع الرئاسة التونسية)

تونس: «عملية بيضاء» ضد الهجمات الإرهابية والتهريب على حدود ليبيا

كشفت المواقع الرسمية للداخلية التونسية أن وزير الدولة للأمن وعدداً من كبار المسؤولين أشرفوا في المنطقة الحدودية التونسية - الليبية على «عملية أمنية».

كمال بن يونس (تونس)

رئيس كوريا الجنوبية يتدرب على الغولف استعدادا للقاء ترمب

أرشيفية لترمب يمارس لعبة الغولف (رويترز)
أرشيفية لترمب يمارس لعبة الغولف (رويترز)
TT

رئيس كوريا الجنوبية يتدرب على الغولف استعدادا للقاء ترمب

أرشيفية لترمب يمارس لعبة الغولف (رويترز)
أرشيفية لترمب يمارس لعبة الغولف (رويترز)

قال مكتب الرئيس الكوري الجنوبي يون سوك يول، اليوم الثلاثاء، إنه بدأ ممارسة لعبة الغولف لأول مرة منذ ثماني سنوات استعدادا لاجتماعات مستقبلية مع الرئيس الأميركي المنتخب دونالد ترمب.

وذكرت وسائل إعلام كورية جنوبية أن يون زار ملعبا للجولف يوم السبت للتدرب. وأشار مكتبه إلى أنه مارسها آخر مرة في عام 2016. وقال يون في مؤتمر صحفي يوم الخميس بعد أن هنأ ترمب عبر الهاتف على فوزه "كثير من الأشخاص المقربين من الرئيس ترمب... أخبروني بأنني وترمب ستربطنا علاقة جيدة".

وأضاف أن مسؤولين سابقين في إدارة ترمب وجمهوريين بارزين عرضوا المساعدة في بناء العلاقات مع الرئيس المنتخب.

ويتوقع محللون أن يسعى يون إلى إيجاد طريقة للاستفادة من الصداقة الشخصية مع ترمب لتعزيز مصالح سيول بينما يمضي الرئيس الجمهوري في سياسته الخارجية القائمة على مبدأ "أميركا أولا" مع أسلوبه غير المتوقع في ولايته الثانية.

وتعتمد الشركات الكورية الجنوبية بشكل كبير على التجارة مع الولايات المتحدة. وخلال ولاية ترمب الأولى، اصطدمت الدولتان بشأن تقاسم تكلفة استضافة نحو 28500 جندي أميركي متمركزين في الدولة الآسيوية.