الهند تخطّط لبناء سياج على حدود ميانمار

ستلغي اتفاقية حرية الحركة على المنطقة الحدودية

الحدود بين الهند وميانمار (أرشيفية)
الحدود بين الهند وميانمار (أرشيفية)
TT
20

الهند تخطّط لبناء سياج على حدود ميانمار

الحدود بين الهند وميانمار (أرشيفية)
الحدود بين الهند وميانمار (أرشيفية)

تخطّط الهند لإقامة سياج على طول حدودها الواسعة التي يسهل اختراقها مع ميانمار، كما أنّها ستلغي اتفاقية لحرية الحركة على المنطقة الحدودية، حسبما أفادت وسائل إعلام هندية، اليوم (الأحد).

ويأتي الإعلان من قبل وزير الداخلية أميت شاه بعدما عبر مئات الجنود من ميانمار إلى الهند هروباً من هجمات المتمرّدين.

وقال شاه، السبت، خلال زيارة إلى ولاية اسام شمال شرقي البلاد، إنّ الحكومة «قرّرت إقامة سياج على كامل الحدود المفتوحة بين الهند وميانمار».

وتمتدّ الحدود على أكثر من 1200 كيلومتر، بين غابات نائية وقمم جبال الهيمالايا الشاهقة المغطاة بالثلوج، وفق ما ذكرته «وكالة الصحافة الفرنسية».

وقال شاه، الذي لم يذكر تفاصيل عن الإطار الزمني أو كيفية بناء السياج، إنّ الحكومة ستنهي أيضاً اتفاقية حرية الحركة.

وتسمح الاتفاقية لأولئك الذين يعيشون في المناطق الحدودية باجتياز مسافة قصيرة من الدولتين من دون تأشيرة.

ويشترك الكثيرون في المناطق الحدودية في روابط ثقافية ودينية وثيقة.

وكانت الهند قد قامت بتسييج أكثر من ألفي كيلومتر من حدودها مع باكستان، وما لا يقل عن 3100 كيلومتر مع بنغلاديش، وفقاً للبيانات الحكومية لعام 2021.

وشهدت أجزاء من ميانمار القريبة من الحدود الهندية، اشتباكات متكرّرة منذ أن هاجم مقاتلو «جيش أراكان» قوات الأمن في نوفمبر (تشرين الثاني)، الأمر الذي أدى إلى إنهاء وقف إطلاق النار الذي استمرّ على نطاق واسع منذ الانقلاب العسكري في عام 2021.

وفي أكتوبر (تشرين الأول)، شنّ تحالف يضمّ متمرّدي «جيش أراكان» ومقاتلين آخرين من الأقليات العرقية، هجوماً مشتركاً عبر شمال ميانمار، واستولى على مراكز تجارية حيوية على الحدود الصينية.

وفي وقت سابق من هذا الشهر، أعلن التحالف وقف إطلاق النار بوساطة الصين، غير أنّ ذلك لا ينطبق على المناطق القريبة من الحدود الهندية، حيث يتواصل القتال.



باكستان تستعد لضربة هندية تتوقعها وشيكة

دوريات للجيش الهندي في طريقها إلى هاباتنار في منطقة أنانتناغ جنوب كشمير 29 أبريل 2025 (أ.ف.ب)
دوريات للجيش الهندي في طريقها إلى هاباتنار في منطقة أنانتناغ جنوب كشمير 29 أبريل 2025 (أ.ف.ب)
TT
20

باكستان تستعد لضربة هندية تتوقعها وشيكة

دوريات للجيش الهندي في طريقها إلى هاباتنار في منطقة أنانتناغ جنوب كشمير 29 أبريل 2025 (أ.ف.ب)
دوريات للجيش الهندي في طريقها إلى هاباتنار في منطقة أنانتناغ جنوب كشمير 29 أبريل 2025 (أ.ف.ب)

قالت باكستان، اليوم الأربعاء، إنها تلقت «معلومات استخباراتية موثوقة» تفيد بأن الهند تخطط لضربة عسكرية وشيكة توعدت بالرد عليها، مع تنامي المخاوف من تصاعد النزاع على خلفية هجوم أوقع قتلى في كشمير.

تدهورت العلاقات بين الجارتين النوويتين منذ حمّلت نيودلهي غريمتها باكستان مسؤولية الهجوم الذي وقع الأسبوع الماضي واستهدف مدنيين في باهالغام في الشطر الهندي من كشمير. وهو الهجوم الأكثر حصداً للمدنيين في الإقليم منذ ربع قرن.

وأفاد مصدر حكومي رفيع المستوى «وكالة الصحافة الفرنسية» بأن رئيس الوزراء الهندي ناريندرا مودي ترك للجيش «كامل الحرية» للتحرك رداً على الهجوم خلال اجتماع مغلق الثلاثاء.

ونفت الحكومة الباكستانية أن تكون لها أي صلة بالهجوم. وصرّح وزير الإعلام عطا الله تارار في بيان صدر فجر الأربعاء أن «أي عمل عدواني سيُقابل برد حاسم».

وقال تارار: «لدى باكستان معلومات استخباراتية موثوقة تُفيد بأن الهند تنوي شنّ ضربة عسكرية خلال 24 إلى 36 ساعة، مستخدمة حادثة باهالغام ذريعة، وهي واهية».

قوات شبه عسكرية هندية تقف حرساً في منطقة السوق في سريناغار بإقليم جامو وكشمير الهندي 28 أبريل 2025 (أ.ف.ب)
قوات شبه عسكرية هندية تقف حرساً في منطقة السوق في سريناغار بإقليم جامو وكشمير الهندي 28 أبريل 2025 (أ.ف.ب)

ولكن وزير الخارجية إسحاق دار أكد أنّ باكستان لن تبادر بالهجوم.

وأعرب قادة عدة دول عن قلق عميق، وحثّوا الجارتين اللتين خاضتا عدة حروب على ضبط النفس.

قُسمت كشمير، ذات الغالبية المسلمة والتي يبلغ عدد سكانها نحو 15 مليون نسمة، بين باكستان والهند، لكنّ كلا من البلدين يطالب بها بالكامل.

ويعيش نحو 1.5 مليون شخص بالقرب من خطّ وقف إطلاق النار على الجانب الباكستاني من الحدود، حيث انهمك السكان ممن لديهم القدرة على ذلك في تجهيز ملاجئ بسيطة تحت الأرض ذات جدران طينية مُدعّمة بالخرسانة.

وقال محمد جويد البالغ من العمر 42 عاماً ﻟ«وكالة الصحافة الفرنسية» في قرية تشاكوتي: «نقوم بتنظيف الملجأ حتى لا نفاجأ في حال هجم العدو في أي وقت، ونتمكن من إنقاذ أطفالنا».

طائرة هليكوبتر عسكرية هندية فوق سماء سريناغار في إقليم جامو وكشمير الهندي 28 أبريل 2025 (أ.ف.ب)
طائرة هليكوبتر عسكرية هندية فوق سماء سريناغار في إقليم جامو وكشمير الهندي 28 أبريل 2025 (أ.ف.ب)

دعوات لخفض التصعيد

أعلن الجيش الهندي، الأربعاء، أنه تبادل إطلاق النار مع القوات الباكستانية لليلة السادسة على التوالي عبر خط وقف إطلاق النار، وهي منطقة شديدة التحصين تضم مواقع متقدمة على ارتفاعات عالية في جبال الهيمالايا، وتمثل الحدود الفعلية لكشمير.

وصرّح مصدر أمني باكستاني ﻟ«وكالة الصحافة الفرنسية» بأنه تم إسقاط طائرتين مسيَّرتين الثلاثاء «انتهكتا مجالنا الجوي».

تصاعد التوتر بسرعة خلال الأسبوع الذي تلا هجوم باهالغام، مع تبادل الاتهامات والإجراءات الدبلوماسية وترحيل مواطني البلد الآخر، وإغلاق المعابر الحدودية.

وتعهد مودي الأسبوع الماضي بملاحقة منفذي الهجوم، ومن يقفون وراءهم. وقال الخميس: «أقول للعالم أجمع: ستعرف الهند هوية كل إرهابي، ومن يدعمه، وستتعقبه، وستعاقبه... سنلاحقهم حتى أقاصي الأرض».

أثارت هذه التصريحات مخاوف من تصاعد التوتر العسكري.

وقالت وزارة الخارجية الأميركية إن الوزير ماركو روبيو سيتصل قريباً بنظيريه الباكستاني والهندي لحثهما على «عدم تصعيد الوضع».

واتصل الأمين العام للأمم المتحدة أنطونيو غوتيريش، الثلاثاء، برئيس الوزراء الباكستاني شهباز شريف، ووزير الخارجية الهندي سوبرامانيام جايشانكار، و«عرض مساعيه الحميدة لدعم خفض التصعيد»، وفق بيان للمتحدث باسمه.

وأعلن مكتب شريف لاحقاً أنه حث غوتيريش على أن «ينصح الهند» بضبط النفس، متعهداً بالدفاع عن «سيادة باكستان، وسلامة أراضيها بكل قوة في حال قامت الهند بأي مغامرة غير محسوبة».

دوريات للجيش الهندي في طريقها إلى هاباتنار في منطقة أنانتناغ جنوب كشمير 29 أبريل 2025 (أ.ف.ب)
دوريات للجيش الهندي في طريقها إلى هاباتنار في منطقة أنانتناغ جنوب كشمير 29 أبريل 2025 (أ.ف.ب)

ملصقات المطلوبين

تتنازع الهند وباكستان على الإقليم منذ استقلالهما عن الحكم البريطاني عام 1947، عندما فرقت الحدود بين عائلات تجاورت على امتداد عدة أجيال.

ويخوض المتمردون في المنطقة الخاضعة لإدارة الهند حركة تمرد منذ 1989 سعياً للاستقلال، أو الاندماج مع باكستان.

ونشرت الشرطة الهندية ملصقات لثلاثة رجال مطلوبين بتهمة تنفيذ هجوم كشمير، وهم باكستانيان، وهندي تقول إنهم أعضاء في جماعة «عسكر طيبة» التي تنشط انطلاقاً من باكستان، وتصنفها الأمم المتحدة منظمة إرهابية.

وأعلنت أيضاً عن مكافأة تقدر بمليوني روبية (نحو 23500 دولار) لمن يدلي بمعلومات تؤدي إلى اعتقال كل منهم، ونفذت حملات اعتقال واسعة النطاق بحثاً عن أي شخص يُشتبه في صلته بهم.

سقط أكبر عدد من الضحايا في كشمير الخاضعة لسيطرة الهند خلال هجوم بولواما عام 2019، عندما صدم انتحاري بسيارة مفخخة قافلة لقوات الأمن، موقعاً 40 قتيلا، و35 جريحاً.

بعدها بأقل من أسبوعين، نفذت مقاتلات هندية غارات جوية على الأراضي الباكستانية.