بنغلاديش: ولاية خامسة للشيخة حسينة بعد انتخابات قاطعتها المعارضة

فاز حزبها بـ223 مقعداً من 300 في البرلمان... روسيا والصين والهند سارعت بالتهنئة

TT

بنغلاديش: ولاية خامسة للشيخة حسينة بعد انتخابات قاطعتها المعارضة

الشيخة حسينة خلال لقاء مع مراقبين وصحافيين أجانب في دكا الاثنين (إ.ب.أ)
الشيخة حسينة خلال لقاء مع مراقبين وصحافيين أجانب في دكا الاثنين (إ.ب.أ)

فازت رئيسة الوزراء الشيخة حسينة بولاية خامسة، مع حصول حزبها على أكثر من ثلاثة أرباع مقاعد البرلمان في انتخابات تشريعية قاطعتها المعارضة ووصفتها بأنها «صورية».

وأكدت الشيخة حسينة، الاثنين، أن الانتخابات كانت «حرة وعادلة» في أول تعليق لها بعد فوزها باقتراع الأحد. وشددت على أن من يرِد «الانتقاد يمكنه أن ينتقد».

وبعدما كانت بنغلاديش تعاني فقراً مدقعاً، عرفت الدولة الثامنة في العالم من حيث التعداد السكاني (نحو 170 مليون نسمة) نمواً اقتصادياً سريعاً في عهد حسينة، غير أن حكومتها اتُهمت في المقابل بارتكاب انتهاكات لحقوق الإنسان وبممارسة قمع شديد ضد المعارضة.

شرطي أمام صورة كبيرة للشيخة حسينة في دكا الاثنين (أ.ف.ب)

وأعلن نائب أمين مفوضية الانتخابات، منير الزمان تالوكدر، أن حزب حسينة «(رابطة عوامي) فاز في الانتخابات».

وبحسب الأرقام الأولية، فإن المشاركة في الانتخابات كانت ضعيفة وتقارب نسبتها 40 في المائة.

وقال تالوكدر: إن حزب حسينة فاز بـ223 مقعداً من أصل 300 في البرلمان.

ويرى محللون، أن حسينة قد توسع غالبيتها أكثر مع حصولها على دعم نواب آخرين، ولا سيما من أحزاب حليفة.

وقال علي رياض، من جامعة إيلينوي الأميركية، لوكالة الصحافة الفرنسية: «إنه برلمان من حزب واحد»، مشيراً إلى أن «فقط حلفاء (رابطة عوامي) تمكنوا من المشاركة».

وأوضح مباشر حسن، الخبير السياسي في جامعة أوسلو في النروج، أن حزب «جاتيا» الذي فاز بـ11 مقعداً، حليف منذ وقت طويل لـ(رابطة عوامي)، وكذلك عدد كبير من المرشحين المستقلين الـ61.

«كمامات سوداء»

وقال مباشر حسن لوكالة الصحافة الفرنسية: إن «هذه الانتخابات أضفت شرعية على نظام الحزب الواحد في البلد، في غياب معارضة ذات صدقية وفاعلة في البرلمان» عادّاً أن «المرشحين المستقلين الذين فازوا بمقاعد ينتمون جميعهم تقريباً إلى (رابطة عوامي)».

نشطاء من المعارضة يحتجون على الانتخابات في دكا الأثنين (أ. ب)

وبين الفائزين قائد فريق الكريكيت الوطني السابق، شكيب الحسن، الذي نال مقعداً بترشحه عن «رابطة عوامي».

ونظم ناشطون من المعارضة مظاهرة، الاثنين في دكا، واضعين كمامات سوداء على أفواههم للإشارة إلى مقاطعة الانتخابات.

ولم يواجه حزب «رابطة عوامي» أي خصوم تقريباً في الدوائر الانتخابية التي ترشح فيها، لكنّه أحجم عن تسمية مرشحين في عدد منها؛ في خطوة تهدف على ما يبدو إلى تفادي اعتبار البرلمان أداة يتحكّم بها حزب واحد.

ودعا الحزب القومي البنغلاديشي، حزب المعارضة الرئيسي الذي شهد موجة توقيفات واسعة في صفوفه، إلى عدم المشاركة في الانتخابات التي وصفها بأنه «صورية».

وبعد الإدلاء بصوتها الأحد، دعت حسينة (76 عاماً) المواطنين للاقتراع واصفة الحزب القومي البنغلاديشي بأنه «منظمة إرهابية».

وندد رئيس الحزب، طارق رحمن، من منفاه في لندن، حيث يقيم منذ 2008 بعمليات تزوير. وكتب عبر مواقع التواصل: «ما جرى ليس انتخابات، بل عار للتطلعات الديمقراطية في بنغلاديش» مضيفاً أنه شاهد «صوراً ومقاطع فيديو مقلقة» تساند اتهاماته.

وقالت ميناكشي غانغولي، من منظمة «هيومن رايتس ووتش»، الأحد: إن الحكومة فشلت في طمأنة أنصار المعارضة بأن الانتخابات ستكون نزيهة، محذرة من أن «كثراً يخشون مزيداً من القمع».

وكان ممثلون عن الصين وروسيا والهند المجاورة من بين الأوائل الذين زاروا حسينة في منزلها، الاثنين، لتهنئتها على «فوزها التام» على ما أفاد مكتبها في بيان.

وأشاد سفير الصين ياو وين بـ«صداقة طويلة» مع دكا، مشدداً في بيان على ترسيخ العلاقات في عهد حسينة الممتد منذ 15 عاماً.

ولطالما هيمنت على المشهد السياسي في بنغلاديش المنافسة بين حسينة، ابنة أحد مؤسسي البلاد، وخالدة ضياء، وهي زوجة مسؤول عسكري سابق تولّت رئاسة الحكومة مرّتين.

عادت حسينة إلى السلطة عام 2009 ورسّخت سلطتها لاحقاً في عمليتي انتخابات تخللتها مخالفات واسعة واتهامات بالتزوير.

وأدينت ضياء (78 عاماً) بتهمة الفساد في عام 2018 وتخضع حالياً للعلاج في مستشفى في دكا، في حين يتولى نجلها طارق رحمن قيادة الحزب من لندن.


مقالات ذات صلة

جدل «الإخوان» في الأردن يعود من بوابة البرلمان

المشرق العربي الجلسة الافتتاحية لأعمال الدورة الجديدة للبرلمان الأردني (رويترز)

جدل «الإخوان» في الأردن يعود من بوابة البرلمان

مع بدء الدورة العشرين لمجلس النواب الأردني، الذي انتخب في العاشر من سبتمبر (أيلول) الماضي، بدأ الشحن الداخلي في معادلة الصراع بين السلطتين التنفيذية والتشريعية.

محمد خير الرواشدة (عمّان)
شمال افريقيا ممثلو دول أوروبية داخل مركز العدّ والإحصاء التابع لمفوضية الانتخابات الليبية (المفوضية)

ليبيا: إجراء الانتخابات المحلية ينعش الآمال بعقد «الرئاسية» المؤجلة

قال محمد المنفي رئيس «المجلس الرئاسي» إن إجراء الانتخابات المحلية «مؤشر على قدرة الشعب على الوصول لدولة مستقرة عبر الاستفتاءات والانتخابات العامة».

جمال جوهر (القاهرة)
الولايات المتحدة​ الملياردير إيلون ماسك (رويترز)

هل يمكن أن يصبح إيلون ماسك رئيساً للولايات المتحدة في المستقبل؟

مع دخوله عالم السياسة، تساءل كثيرون عن طموح الملياردير إيلون ماسك وما إذا كان باستطاعته أن يصبح رئيساً للولايات المتحدة في المستقبل.

«الشرق الأوسط» (واشنطن)
أوروبا وزير الداخلية جيرالد دارمانان (اليمين) متحدثاً إلى الرئيس الفرنسي الأسبق نيكولا ساركوزي (رويترز)

زلزال سياسي - قضائي في فرنسا يهدد بإخراج مرشحة اليمين المتطرف من السباق الرئاسي

زلزال سياسي - قضائي في فرنسا يهدد بإخراج مرشحة اليمين المتطرف من السباق الرئاسي، إلا أن البديل جاهز بشخص رئيس «حزب التجمع الوطني» جوردان بارديلا.

ميشال أبونجم (باريس)
أوروبا جلسة برلمانية في «البوندستاغ»... (إ.ب.أ)

أكثر من 100 برلماني يتقدمون باقتراح لحظر حزب «البديل من أجل ألمانيا»

تقدم أكثر من 100 نائب ألماني باقتراح لرئيسة البرلمان لمناقشة حظر حزب «البديل من أجل ألمانيا» اليميني المتطرف.

راغدة بهنام (برلين)

كيم: التواصل الدبلوماسي السابق يؤكد العداء الأميركي «الثابت» لكوريا الشمالية

تظهر هذه الصورة الملتقطة في 21 نوفمبر 2024 الزعيم الكوري الشمالي كيم جونغ أون وهو يحضر حفل افتتاح معرض تطوير الدفاع الوطني 2024 في عاصمة كوريا الشمالية بيونغ يانغ (أ.ف.ب)
تظهر هذه الصورة الملتقطة في 21 نوفمبر 2024 الزعيم الكوري الشمالي كيم جونغ أون وهو يحضر حفل افتتاح معرض تطوير الدفاع الوطني 2024 في عاصمة كوريا الشمالية بيونغ يانغ (أ.ف.ب)
TT

كيم: التواصل الدبلوماسي السابق يؤكد العداء الأميركي «الثابت» لكوريا الشمالية

تظهر هذه الصورة الملتقطة في 21 نوفمبر 2024 الزعيم الكوري الشمالي كيم جونغ أون وهو يحضر حفل افتتاح معرض تطوير الدفاع الوطني 2024 في عاصمة كوريا الشمالية بيونغ يانغ (أ.ف.ب)
تظهر هذه الصورة الملتقطة في 21 نوفمبر 2024 الزعيم الكوري الشمالي كيم جونغ أون وهو يحضر حفل افتتاح معرض تطوير الدفاع الوطني 2024 في عاصمة كوريا الشمالية بيونغ يانغ (أ.ف.ب)

قال الزعيم الكوري الشمالي كيم جونغ أون إن التواصل الدبلوماسي السابق بين بيونغ يانغ وواشنطن أكد عداء الولايات المتحدة «الثابت» تجاه بلاده، وفق ما ذكرت وكالة الإعلام الرسمية الكورية الشمالية الجمعة، قبل عودة دونالد ترمب إلى البيت الأبيض قريبا، وفق «وكالة الصحافة الفرنسية».

وخلال ولايته الأولى، التقى ترمب وكيم ثلاث مرات لكنّ واشنطن فشلت في إحراز تقدم كبير في الجهود الرامية إلى نزع الأسلحة النووية في كوريا الشمالية.

ومنذ انهيار القمة الثانية بين كيم وترمب في هانوي عام 2019، تخلّت كوريا الشمالية عن الدبلوماسية وكثّفت جهودها لتطوير الأسلحة ورفضت العروض الأميركية لإجراء محادثات.

وخلال تحدّثه الخميس في معرض دفاعي لبعض أقوى أنظمة الأسلحة في كوريا الشمالية، لم يذكر كيم ترمب بالاسم، لكن آخر محادثات رفيعة المستوى مع الولايات المتحدة جرت تحت إدارته.

وقال كيم وفق وكالة الأنباء المركزية الكورية: «ذهبنا إلى أبعد ما يمكن مع الولايات المتحدة كمفاوضين، وما أصبحنا متأكدين منه هو عدم وجود رغبة لدى القوة العظمى في التعايش»، وأضاف أنه بدلا من ذلك، أدركت بيونغ يانغ موقف واشنطن وهو «سياسة عدائية ثابتة تجاه كوريا الشمالية».

وأظهرت صور نشرتها وكالة الأنباء المركزية الكورية ما يبدو أنه صواريخ باليستية عابرة للقارات وصواريخ فرط صوتية وراجمات صواريخ وطائرات مسيّرة في المعرض.

وذكرت الوكالة أن المعرض يضم «أحدث منتجات بيونغ يانغ لمجموعة الدفاع الوطني العلمية والتكنولوجية لكوريا الديمقراطية مع الأسلحة الاستراتيجية والتكتيكية التي تم تحديثها وتطويرها مجددا».

وقال كيم أيضا في كلمته إن شبه الجزيرة الكورية لم يسبق أن واجهت وضعا كالذي تواجهه راهنا و«قد يؤدي إلى أكثر الحروب النووية تدميرا».

وفي الأشهر الأخيرة، عززت كوريا الشمالية علاقاتها العسكرية مع موسكو، فيما قالت الولايات المتحدة وكوريا الجنوبية إن بيونغ يانغ أرسلت آلاف الجنود إلى روسيا لدعمها في حربها ضد أوكرانيا.

خلال لقاء سابق بين الرئيس الأميركي دونالد ترمب وزعيم كوريا الشمالية كيم جونغ أون (أ.ف.ب)

زعيمان «في الحب»

بعد أشهر من القمة التاريخية الأولى بين كيم وترمب في سنغافورة في يونيو (حزيران) 2018، قال الرئيس الأميركي وقتها خلال تجمع لمناصريه إنه والرئيس الكوري الشمالي وقعا «في الحب».

وكشف كتاب صدر في عام 2020 أن كيم استخدم الإطراء والنثر المنمق وتوجه إلى ترمب مستخدما تعبير «سُموّك» في الرسائل التي تبادلها مع الرئيس السابق.

لكنّ قمتهما الثانية في عام 2019 انهارت على خلفية تخفيف العقوبات وما سيكون على بيونغ يانغ التخلي عنه في المقابل.

وفي يوليو (تموز) من العام الحالي، قال ترمب متحدثا عن كيم: «أعتقد أنه يفتقدني»، و«من الجيد أن أنسجم مع شخص لديه الكثير من الأسلحة النووية».

وفي تعليق صدر في الشهر ذاته، قالت كوريا الشمالية إنه رغم أن ترمب حاول أن يعكس «العلاقات الشخصية الخاصة» بين رئيسَي البلدين، فإنه «لم يحقق أي تغيير إيجابي جوهري».